صفحات من التاريخ القبطي الكاثوليكي -الجزء الأول

هوية الكنيسة القبطية الكاثوليكية

من عام 1880 – 1920م

LES COPTES CATHOLIQUES

الشماس /اسحق مقار إبراهيم

 

 الكنيسة القبطية الكاثوليكية كنيسة غنية بتراثها وتاريخها وها نحن نحاول بقدر ما أوتينا من معلومات أن نبدأ في التعرف إلى هوية الأقباط الكاثوليك من عام 1880 وحتى يومنا هذا حيث قد نمى عدد الكاثوليك في مصر وبلاد الانتشار ولاسيما المرحلة الحالية التي يتم فيها تأسيس كنيسة قبطية كاثوليكية في لبنان وستكون كمرحلة تحت إشراف الكنيسة المارونية، التي قد رحب المسئولون فيها بتوفير مكان للقاء وممارسة الأعمال الليتورجية والرعوية في كنيسة مار انطونيوس الكبير بصفة مؤقتة لحين أن يكون لنا مكان خاص بنا.

اللقاء الأول يتناول نظرة إلى تاريخ الأقباط الكاثوليك من 1880حتى 1920

بعد فشل عدة محاولات في الاتحاد بين روما والكنيسة القبطية الأرثوذكسية بالإسكندرية، فإن قيام أو تأسيس جماعة قبطية كاثوليكية في القرن الثامن عشر والقسم الأكبر في القرن التاسع عشر يعود الفضل فيه بالدرجة الأولى للفرنسيسكان. وهذه البداية هي بالكاد معروفة لأنها صغيرة وبسيطة. لكن في عهد البابا ليون 13، في القرن التاسع عشر وفى العشرين سنة الأخيرة ثبتت الإدارة من إنماء وتطوير هذه الكنيسة الناشئة التي نمت طوال قرنين بشكل خفي وغامض إذ عندما نؤرخ الأعمال الأساسية التي قام بها البابا من أجل هذه الكنيسة أو الجماعة الجديدة. فبالواقع الأحوال التاريخية والجغرافية والاجتماعية والكنسية هي ولادة حقيقة للكنيسة القبطية الكاثوليكية كما نعرفها اليوم. ونبغي أن نعرف المزيد من خلال الأحوال والصعوبات التي واجهتها. وحالتها وواقعها الحالي .

في عام 1879 أوكل البابا ليون13 إلى اليسوعيين فتح أول أكليريكية والمؤرخون يتفقون على أن عدد هذه الكنيسة كان يتراوح بين خمسة أو ستة ألاف مؤمن، 800 منهم في القاهرة والباقين في مصر الوسطى، خاصة في بلدة طهطا وعلى رأسها الأسقف أغابيوس بيشاي. هذا الأسقف أوقف وأرسل إلى روما من أجل محاكمة طويلة. وبعد موته سنة1886 حل محله ثلاثة مبعوثين أو زائرين رسوليين دون الرسامة الأسقفية ( أنطوان ناداب سمعان بارايا – أنطوان كابس ) وكان هناك 21 كاهن، 6 منهم في القاهرة يخدمون 12 كنيسة بالإضافة إلى 3‏ كنائس صغار (chpelles‎) في كل البلاد. أن هذه الأقلية الصغيرة موجودة بين 700.000 قبطي أرثوذكسي، وكانت مدعوة لأن تنمو وتكبر .

أهم التورايخ في تطور الكنيسة القبطية الكاثوليكية :

1879م فتح أو أنشاء الاكليريكية الصغرى في القاهرة .

1884م تأسيس جمعيه رسولية préfecture apostolique‎ في الدلتا، مثل جمعية الإرساليات الأفريقية وبالأخص في مدينة الزقازيق

 1887م (mission africaines) افتتاح مركز للآباء اليسوعيين بمدنية المنيا .

1894م مجمع البطاركة الشرقيين في روما وظهور الدستورconstitution)

apostolique orientalium dignitas)      

1895م رسامة جرجس مقار (البطريرك كيرلس الثاني) مبعوث رسولي للأقباط. والرسالات الرسولية من ليون 13 للأقباط يؤسس إبرشيتين جديدتين .

1896م سيامة الأسقف مكسيموس صدفاوى على أبرشية المنيا (Hermopolis ‎Minia‎‏‏

والمطران أغناطيوس برزى على كرسي طيبة الأقصر (‏Thébes Tahta)1898م

  مجمع الكنيسة القبطية الكاثوليكية .

1899رسامة الأسقف جرجس مقار بطريرك باسم الأنبا كيرلس مقار الثاني ‏Kyrillos‎2‎ افتتاح الاكليريكية البطريركية في طهطا .

1990م الحكومة المصرية تعترف رسميا بالبطريرك كيرلس الثاني .

1902م تدشين الكاتدرائية البطريكية في الإسكندرية .

1907م إغلاق الاكليريكية الصغرى في القاهرة  (le petit séminaire du Caire)  

1908م دعى إلى روما البطريرك كيرلس مقار واستقال من وظيفته البطريركية.

    وأصبح ‏المطران مكسيموس صدفاوي المدبر الرسولي وسط الاضطرابات الداخلية. ولكن في العام 1947م ثبتت الكرامة البطريركية كما هي على حالها اليوم. عند هذه المحنة للبطريركية تأتى الحرب العالمية في سنة 1914م التي أضعفت المساعدات الآتية إلى الأقباط الكاثوليك ( مساعدات مادية – رسولية ). كانت الكنيسة مع المطارنة الموجودين تتألف من 40 رعية منهم 6 رعايا في ابرشية البطريركية، 10‏ في المنيا، 24 في طيبة وتحتوي على حوالي 30000 مؤمن .

حدود الابرشيتين في المنيا وفى طبية (طهطا) دون الإيبارشية البطريركية التي كانت في ذلك الوقت لا تملك رعايا إلا في القاهرة وفى الإسكندرية. إذ سنترك الآن في وسط مدني فيه الكاثوليك غير الأقباط هم أكثر بكثير من الكاثوليك الأقباط. ولنتوجه إلى المناطق الريفية مع ترك الدلتا التي فيها الأقباط هم أقلية قليلة. دون رعية وكهنة. متعلق بالبطريركية لأن أباء الإرساليات الأفريقية كانوا يهتمون بهم .

أن الإيبارشيتين في مصر العليا اللتين يمتدان نظريا من القاهرة إلى أسوان هم أنفسهم لا يغطون واقعيا كل هذه المسافة، في الواقع مطرانية المنيا تبدأ من الشمال من مغاغة وتمتد إلى الجنوب في ملوي. كل من هم موجودون في الشمال إلى الجيزة يتعلقون بالإرسالية الأفريقية .

وإن مطرانية طهطا تنتهي بالجنوب واقعيا في أعالي الأقصر ولكن يسمح لهذا التكامل، وكان يجب على الفرنسيسكان سنة 1893م أن يتركوا للبعثة القبطية الكاثوليكية لا فقط كنيستهم في القاهرة، المقر المستقبلي للبطريركية. بل أيضا أغلبية الرعايا التي كانوا يمسكونها في شمال الأقصر. ففي هذه الحدود وفى فترة أربعين سنة فيها الكنيسة القبطية الكاثوليكية ستتضاعف بخمس أحجام بمنطقة المنيا وطهطا هذا لان هذا هو المكان والزمان لتطورها السريع .

1897 اليسوعيون يفتتحون الاكليريكية الصغرى في القاهرة والتي تمتد بالاكليريكية الكبرى في بيروت. وقد احتكوا سريعا بالقرى من حيث يأتي إكليريكتهم ومن هنا يبشرون ويساعدون الرجال الذين تعلموا عندهم. وكانوا يؤسسون المدارس ويديرونها بطرق مباشرة أو غير مباشرة. أن رسائلهم وتقاريرهم وإحصاءاتهم تكون مرجع لا غنى عنها. أنها تسمح بمتابعة قرية و قرية نمو الجماعة القبطية الكاثوليكية .

الوضع الوطني:

    لا نستطيع طبعا معالجة تطور هذه الجماعة القبطية الكاثوليكية في هذه الحقبة من الزمن وخاصة أن مؤسسيها هم من المرسلين المبعوثين من روما  من دون أن نأخذ بعين الاعتبار المحيط السياسي من جهة، والديني الاجتماعي من جهة أخرى، لأن هذا الأخير هو مرتبط بالظروف الوطنية في ذلك الزمان. ولنكتفي بذكر بعض المعطيات التي تهمنا خلال بحثنا. هذه الحقبة من الزمن تبدأ بالأزمة الوطنية القاسية والعنيفة وتنتهي بأخرى. في عام 1879م إسماعيل أنزل من على منصبه وأبنه توفيق تولى مكانه وقبل مراقبة الديوان

عام 1881م بدء الثورة العرابية أو أول صعود العرابى وزير الحربية.

عام 1882م تأتى الأحداث مثل ثورة الإسكندرية والدلتا في شهر يوليو، قصف الإسكندرية والنزول الإنكليزي بيوليو، الهجرة الاجتماعية للغرباء على الثورة العرابية التي أجهضت.

قد رد دستور الوفد بتأليف الوفد الذي يديره سعد زغلول في عام 1919م وصعوده الذي كان غير ممكن مواجهته. باختصار من سنة 1880-1920 قد عاشت مصر تحت سيطرة أجنبية كانت محتملة بصعوبة (اغتيال أول وزير مسيحي وهو بطرس غالي سنة 1910م وإنزال عباس الثاني سنة 1914م بالإضافة إلى ذلك، الاحتلال يدعم تقليد الذي كان منذ عدة قرون كان يسمح للمسيحيين القلائل بأن يطالبوا ببعض الامتيازات تحت حماية قوة أجنبية بما يخص النمسا وفرنسا كل من الاثنتين ترغب بامتداد سيطرتها).

الأقباط الأرثوذكس :

    يقال أن الإصلاح الذي أجراه البطريرك كيرلس الرابع للأمة القبطية

من سنة 1854-1861 قد ألحقت بوقت طويل من الركود خاصة في وقت بابوية كيرلس الخامس 1876 – 1927م. حتى أتت النهضة على أيام البابا كيرلس السادس سنة 1957م لكن هذا دون شك من الناحية الكنسية والرهبانية (رجال الكنيسة) هكذا كانت الحالة كما ينتقدها الكاثوليك والبروتستانت. إكليروس غير مثقف، متمسك بالتقليد الأعمى، رافض كل تجديد، بالحقيقة إن في الربع الأخير من القرن التاسع عشر، في الأوساط المدنية قد نشأت مؤسسات جماعية سيكون لها دور وتأثير عميق. وإن الأقباط النبلاء دخلوا بصراع مع السلطة. وتحت تأثيرهم حدثت تغيرات كثيرة مثلا :

في عام 1874م تأسيس Méglés Milli ‎ المجلس الملي وافتتاح معهد لاهوتي للرهبان والكهنة ويعتبر الأنبا كيرلس مقار هو أو من أنشاء المجلس الملي لطائفة الأقباط الكاثوليك .

في عام 1881م انشأ الجمعية القبطية للمحبة التي ضمت النبلاء الذين يرغبون في الإصلاح. كما انشأ جمعية التوفيقية مع فروع لها في المدن الكبرى التي فتحت مدارس خاصة، وجمعية ريفية، والجمعية القبطية الأرثوذكسية، التي كانت ميالة أكثر إلى البطريرك والى الاكليروس .

عام 1892م أسقط عباس الثاني البطريرك الذي ذهب إلى وادى النطرون بعد ما حرم ‏المبعوث البطريركي المعين ليأخذ مكانه. إضطربات، نداء للبطريرك لمساندة القوات، خاصة روسيا ثم عودته الانتصارية بعد ستة أشهر .

عام 1893م فتح المعهد اللاهوتي من جديد في القاهرة وبداية تنشئة جديدة للكهنة ‏والاكليروس. وللجسم التعليمي في المدارس القبطية العصرية التي كانت فقط 6‏ مدارس وأصبحت 48 في بداية الحرب العالمية 1914م .

1910م المجمع الأقباط البروتستانت في أسيوط‏LES PROTESTANTS  في سنة 1880م في داخل هذه الجماعة حيث أدخلت خميرة الإصلاح، والرسالة البروتستانتية منذ زمن بعيد نشطت لتنقذ استقامة الخط البروتستانتي. ودخلت الإرساليات الكاثوليكية بدورها في هذا الحقل، نتبع خصوصا مجرى مذهب شيعة بروتستانتية أمريكية تفوق أقدمية مجموعة الفرق البروتستانتية .

   في عام 1854م وصلوا إلى مصر وفتحوا مدرسة للأولاد في القاهرة وثم مدرسة للبنات.

في عام 1861م أعادوا مدرسة البنات في القاهرة المهملة في البطريركية الأرثوذكسية. ثم جمعوا على قارب على النيل ليستطيعوا أن يصلوا بالإنجيل وتتسع أماكن وجودهم التبشيرية، في أخميم، أسيوط، قوس، الفيوم، مع فتح المدارس .

في عام 1874م فتحوا مدرسة للبنات في أسيوط وفى السنة نفسها أسس معهد للإكليريكين تحت سلطة وحماية عائلة خياط ورئيسها قنصل الولايات المتحدة .

في عام 1878م تكونت جماعة الكنائس الإنجيلية ممثلة في جرجس بيه برسوم‏la communauté des églises évangéliques

   بعد 25 سنة من النشاط وفى عام 1880‏ دقت ساعة الموازنة‏ 22 مرسل أمريكي، 6 رعاة مصريين، 14 طالب لاهوت في أسيوط، 90 مدرس ل44 مدرسة مع 2218 تلميذ وتلميذة، 11 رعية منظمة و43 مكان للتبشير لحولي مليون من المؤمنين .

وأيضا بعد 25 سنة أخرى أي في سنة 1904م et 25 année plus tard encore

أصبح عدد المدارس 176، 63 رعية، 155 مركز، 36 راعى مصري، 8000‏ مؤمن من 29000 قبطي أرثوذكسي. الأكثرية منهم توجد في مصر العليا والوسطي. في بلدة النخيلة، أبو تيج، ابوقرقاص، البياضية، دوير.

    بعض مزايا هذه الأعمال، أنشأ المدراس وخصوصا للفتيات ثم تنشئة عمل رسولي عالمي، توزيع الإنجيل، والصحافة التي أقيمت في الإسكندرية ثم نقلت إلى القاهرة وأيضا أنشئوا المستشفيات والمستوصفات وبحثوا عن أمكانية وجود عمل رسولي بجوار المسلمين.

في بداية عام 1900 والأولوية لمرسلين مروا بالهند ومن هنا الإصرار على تنشئتهم باللغة العربية. أُسس مركز تعليمي عربي في القاهرة أعطى له الأولوية للهجة العربية مكتوبة بأحرف للاتينية. وهذا المركز سيصبح مدرسة للطلاب الشرقيين. وتفتح أيضا الجامعة الأمريكية في القاهرة عام 1920م لتتيح الفرصة أمام المرسلين من الإنجليز وغيرهم.

ولكن يلاحظ في هذه الفترة نوعا من الفوضى في صفوف المرسلين. ونجد 15 رسالة بروتستانتية أخرى مثل (أنكليزيه – هولنديه – سويديه – أمريكيه – سويسرية) لتنشط في مصر وخصوصا منذ العام 1820م .

   مع توافد الغرباء والعثمانيين لمصر تحت ولاية محمد علي، كان النظم الكاثوليكي قد تنظم في البلاد وتماشيا مع عهد الاستسلام .

   منذ سنة 1839م أنشأ الفاتيكان وكيل أو نائب رسولي للاتين الذين يسكنون في مصر ‏‏vicariat apostolique pour les latins vivant en Egypte وهو مطران فرنسيكاني من الأراضي المقدسة إيطالي تحت حماية النمسا. وأنه يحمل في الوقت نفسه لقب مندوب رسولي للمناصب الشرقية.

منذ عام 1849م أنشأت مطرانية أرمنيه  (‎évêché arménien dEgypte) ثم ظهر بعد ذلك موارنة في عام 1904م، وروم كاثوليك، سريان وعلى رأسهم نائب من بطريركيتهم. وتعقدت الرسالة فيما بعد مع توافد أو وصول جمعيات لاتينية تعمل في وسط شرقي.

إكليريكية القاهرة‏: ‏seminaire du caire 1879 – 1907 أنها في الواقع إكليريكية صغري تحضيريه للدخول في الاكليريكية الكبرى في بيروت – بلبنان حيث يتلقون الدروس الفلسفية واللاهوتية واللغة اللاتينية واللغة الفرنسية. أصبحوا مهتمين بالأطفال الصغار من 7، 10 سنوات وبالأخص من جاؤوا من القرى الفقيرة. وحملوا على عاتقهم تعليم هؤلاء اللغات بجانب إتقان اللغة العربية وإجادة ترجمة اللغة اللاتينية .مع تدريب على الألحان والليتورجيا القبطية في محيط كهنوتي رهباني شبيه بسنة الابتداء عند الآباء اليسوعيين في العصر ذاته. على الاكليريكى الصغير زيارة عائلته فقط قبل السفر لبيروت .

    وأيضا في عام 1895 – 1896م افتتحت في إبرشية المنيا إكليريكية للدعوات المتأخرة وضمت 11 إكليريكي بما فيهم 3 متزوجين وجميعهم نالوا الرسامة الكهنوتية .

  ثم في عام 1899 استبدلت بإكليريكية طهطا فيما يخص التنشئة الكهنوتية، وعملت على حس الاكليريكين على ممارسة الأعمال التقوية وجميع الأعمال اللاتينية مثل صلاة المسبحة، الشهر المريمي، مار يوسف، قلب يسوع، جمعية السيدة العذراء، تساعية القديس فرانسوا كزافييه، قراءات روحية، خدمة القداديس إلى أخره .

 

في سنة 1885م عند ظهورorientalium dignitas  كان يوجد كاهن قبطي ليؤمن القداس والطقس وليسكن في الاكليريكية‎ un prétre copte vient loger untompts au séminaire pour y assurer une messe du rite ولكن سرعان ما اختفى وجوده ولم يوجد له أثرا .

   وافتتحت الاكليريكة وضمت 10 طلاب وتكثروا الى22 ثم انخفضوا إلى 7. وكان الهدف الأساسي من تأسيس الاكليريكية قيادة الاكليريكيين إلى دراسة الآداب القديمة واللغات ومن بعد 12 سنة ذهب 6 أشخاص فقط إلى بيروت ومن بينهم 2 تركوا قبل الرسامة وفى ال12 سنة الأخيرة ألتحق 10 أخرون بالاكليريكية الكبرى وفى سنة 1907م ذهب 5 أشخاص لبيروت لتكملة تنشأتهم الكهنوتية.

  فى عام 1899م اقترحت الجمعية الرومانية للرسالة قوانين للاكليريكية ولكنها رفضت فى عام 1890 أقترح اليسوعيين أرسال الكبار الى بيروت وإبقاء الصغار فى الاكليريكية بالمنيا فى سنة 1902م طلبت السلطة الكهنوتية القبطية أن تكون إدارة اكليريكية طهطا لليسوعيين .فى سنة 1914م بقى 11 أكليريكي قبطي فى الاكليريكية الشرقية فى بيروت التى أغلقت أبوابها بسبب الحرب .

 

أبرشية المنيا :

كانت  حدود أرض الإيبارشية صغيرة جدا برغم وجود مناطق مميزة، وقد نجد عدد الأقباط الكاثوليك قليل ولكن نلاحظ وجود زرع مسبق ومؤسس من ناحية الآباء الفرنسيسكان الذين تنازلوا عن أماكن مهمة للإيبارشية مع الاحتفاظ ببعض المراكز الهامة لهم في شمال الإيبارشية مثل منطقة الفيوم وبنى سويف واللذان ظلوا خاضعين لولاية الآباء الفرنسيسكان إلى زمن ليس ببعيد وقد خضعوا فيما بعض إلى إيبارشية المنيا حتى سنة 1987. ومع التقسيم البطريركي الجديد الذي تم فى عهد البطريرك أستفانوس الثانى أصبحت منطقة بنى سويف والفيوم يمثلون الحدود الجنوبية للابرشية البطريريكية التى تخضع لسلطة البطريرك ذاته بمساعدة أثنين من الاساقفة المساعدين منهم واحد ملازم لغبطة البطريرك ومسؤول عن لجنة العدالة والسلام والتعليم المسيحي (لجنة التربية المسيحية – وتنسيق المجلات التى تمثل لسان حال البطريريكية مثل مجلة الصلاح ومجلة رسالة الكنيسة التى تأسست سابقا وكانت تحت إدارة أسقف المنيا) المنسق والملازم لغبطة البطريرك هو الانبا "يوحنا قلته" والأخر يقود بسلطته الرعوية الحدود الجنوبية للايبارشية البطريريكية وتتمثل الحدود فى منطقة الجيزة وبنى سويف والفيوم وضواحيهما وهو مثلث الرحمات الأنبا أندراوس سلامة. أما عن التوسع الإيبارشي لمنطقة المنيا فكان قليل وضعيف وحتى عدد الكهنة غير كافى لتأمين الخدمات وابرشية المنيا كانت تمتد من قلوصنا وهى تبعد عن المنيا بحوالى 40 كيلومتر شمالا حتى ساقية موسي التى تبعد أيضا حوالى 40كيلو متر جنوبا. فإذا حدود الإيبارشية قليلة والمسيحيين كانوا أقلية .

ففى سنة 1887م كان يوجد 200 قبطى كاثوليكي من بين 4000 مسيحي والاكثرية من المسيحيين كانوا بروتستانت. عدد الأقباط الكاثوليك كان حوالي 60 في قلوصنا. كان يخدم كاهن من الإيبارشية هؤلاء الأقباط ولم يكن مقيم في قلوصنا. واليوم لا توجد كنيسة أو رعية فى مدنية قلوصنا ولكن هذا لم يمنع من وجود شعب قبطي كاثوليكي مقيم فى قلوصنا .

ويؤدون فرائضهم الكاثوليكية فى الرعاية المجاورة مثل رعية سمالوط (كنيسة السيدة العذراء بسمالوط) ورعية أبوان ولكن رعية سمالوط هى الاقرب بالنسبة الى قلوصنا وخصوصا لانها تقع على الطريق العام. إيبارشية المنيا ستصبح مركزا هاما للكثلكة وللنمو الكاثوليكي بمصر وبالأخص في عهد الآباء اليسوعيين والراهبات المريميات، الذين سيهتمون بفتح مدرسة للأولاد والبنات وإنشاء دير للابتداء وأكليريكية لتكوين من يريدون أن يصيروا كهنة .

بدء التوسع فى الحدود الابرشية فى عهد المطران مكسيموس صدفاوى ومن أهم الوسائل كانت افتتاح المدارس، مع وجود كاهن يخدم في بعض القري. وقد أمن المطران مكسيموس أفتتاح المدارس ووجود كهنة وقد أستطاع بعض المسيحيين الموجودين بالمنطقة أن يعتنقوا الكثلكة. (كانت مدة الدراسة باكليريكية المنيا التى أنشأها اليسوعيين سنتين وكان بها 12 تلميذ ولكنها ألحقت فيما بعد للاكليريكية في طهطا. ومن بين ال12 تلميذ كان يوجد راهب سريانى و3 دعوات متزوجين بإلاضافة الى 3 كهنة منضمين من الارثوذكس.

فى عام 1899 م بنزلة غطاس كان يوجد 225 قبطي مع وجود عائلة واحدة مسلمة. ولكن جمعيهم لم ينضموا للكثلكة بأستثناء بعض العائلات المهمة القادرة على القيام بالدخول في الكثلكة ورعية نزلة غطاس تمتاز بتمسكها الشديد للكثلكة وبأعطائها الكثير من الدعوات الكهنوتية والرهبانية الطائفة. ومن بين الدعوات الكثيرة أعطت رعية نزلة غطاس مطرانا كان له عظيم الشأن فى تطور الابرشية وأهتم هذا المطران بالتكوين الجديد للكهنة. وبناء وترميم الكنائس. قد بدأ المطران حياته الاسقفية راعيا لإبرشية سوهاج ( طهطا) ثم أنتقل الى المنيا بعد وفاة مطرانها الأنبا بولس نصير. أن أهم ما أمتاز به الانبا أسحق غطاس قوة شخصيته وعلاقته الطيبة مع كلا من البروتستانت والارثوذكس .

فى عام 1887م تم أفتتاح مرسة للبنات .

فى عام 1888م وايضا أفتتاح مدرسة للاولاد .

في عام 1893م قد أوصي الآباء الفرنسيسكان النيابة الرسولية واهتمام بها، وكان يوجد كاهن أرثوذكسي منضم للكثلكة .

فى عام 1896م بطوه وبنى عبيد نجد خوري ارثوذكسي منضم للكثلكة لخدمة الاقباط الكاثوليك منطقة بوش بشمال بنى سويف كان بها مدرسة وكنيسة ولكن لم يستمروا إلا ست سنوات .

فى عام 1897م كان من المفرض أن يكون بنزلة غطاس مدرسة ولم يوجد بها كاهن مقيم.       أما عن ابوقرقاص ومنسافيس فلهم مستقبل واضح فى التمسك بالكثلكة .

فى عام 1899 فى كلا من قرية منهرى وأبوان وجود للأقباط الكاثوليك. وعن ابوان لم يكن بها كاهن مقيم ولكنها كانت مخدومة من كهنة المنيا .

ومن هذا العام حتى سنة 1906م لم يؤسس شيئا جديدا سوى مدرستين كانوا بالمجان وتحت أشراف الأخوة (LES FRERES) وصارت المدرستين برسوم فيما بعد.

ملاحظات على التطور الزمنى :

   جوابا على الحاجات الطارئة، وسرعة الرد ومع وجود سهولة أو ليونة وملاحظة وجود كهنة غير مؤهلين بالكافية أو ليسوا على قدر المستوي، بجانب الفقر المدقع الذي يعانى منه الشعب. ومتطلبات الكهنة بحسنات القداس وبالاخص المتزوجين لم نجد أهتمامات بتأسيس أو أقامة مشاريع جديدة. وبالنظر إلى هذه الاعتبارات لم توجد مساعدات من المؤمنين، حتى أن الكهنة الذين أنضموا الى الكثلكة عادوا الى كنيستهم الاولى .

ثم وجدت بعض القري لم تجد الرعاية الكافية لكى تصير كاثوليك وفعلى سبيل المثال قرية طهنشا بغرب المنيا كانت على خلاف مع الاسقف الارثوذكسي وأرادت الانضمام للكثلكة لكنها ترجعت عن قرارها وحسنت من موقفها مع الأسقف. كذلك قرية جريس وبعض القري التى لم يحكي عنها .

    فمنذ ذاك اللحظة التى تم فيها التوسع فى الابرشية وجدا مفهوم أدخل وكان يفكر به والمفهوم تحت اسم الكاثوليك الجدد. وأن المسيحيين الناضجين كانوا غير مستقرين على انضمامهم للكثلكة. أنما عن الأطفال فقد تربوا فى المدراس على التعليم الكاثوليكي الذي أخذ فى عين الاعتبار نمو الكنيسة .

   أما اليوم عن إيبارشية المنيا فهي الأكثر ازدهارا ونموا على كافة المستويات الثقافية والروحية وقد يجد أبناء الإيبارشية والرعاية الكافية. وقد ذادت فيها المشاريع والاهتمام بالشباب والفقراء من خلال تأسيس ما يسمى فى الابرشية بالتنمية حيث يشمل العمل التنموي فى الابرشية على تكوين جيل من‏شباب ناضج وعلى وعى بمسؤولياته. ومحو أمي الناس الذين لم يكن لهم نصيب فى التعليم مع تقديم بعض المساعدات المادية للمحتاجين من أبناء الابرشية وغيرهم .

  فبالفعل قد نمى النشاط الرسولى فى ابرشية المنيا منذ أن تولى الانبا / انطونيوس نجيب حبشي رعاية الإيبارشية. الذي صار في أيار مايو 2006 بطريركاً على الكرسي الاسكندري للكرازة المرقسية يتميز بقوة شخصيته ومحبته القوية للكهنة العاملين معه وغيرته الرسولية. وحسن تصرفه وعلاقاته الودية مع الطوائف الاخرى والواقعة. ويمكن القول عن إيبارشية المنيا اليوم بإنها هي المركز المهم والهام لنمو الكثلكة وتربية النشئ على الايمان والاخلاق والمحبة.

ويتبع ابرشية المنيا في هذا المجال إيبارشية أسيوط التي تزداد نموا يوما بعد يوما وبالاخص بعد تولى الانبا كيرلس وليم رعاية الإيبارشية حيث أنه يعمل جاهدا على إذهار الإيبارشية وإذهار الكثلكة بنوع خصوصي.

   وتمتد حدود الإيبارشية حسب الموقع الوطني لمحافظة المنيا أي تبدأ من مغاغة حيث توجد كنيسة ومدرسة ودير للرهبات وكذلك بنى مزار وضواحيها. ثم سمالوط ومنطقة المنيا ذاتها حيث توجد بها عدة رعايه مثل الكاتدرائيه باسم ( يسوع الملك) ودار للكهنة ثم دار جديدة للمطرانية حيث يسكن فيه المطران مع الكهنة وحيث مخصص به جزء الأعمال المشاريع التنمويه التي يقوم بإدارتها مباشرة أسقف المنيا المطران أنطونيوس نجيب مؤوسسها. وبإشراف أحد الكهنة ومساعد بعض العلمانيين الأتقياء والغيورين. هذا التحليل لإيبارشية المنيا يقودنا لدراسة إيبارشية طهطا الأوسع برهانا والأكثر سكانا.

آبرشية طهطا :

   على خلاف أبرشية المنيا، فإن طهطا واسعة الإطار وتشمل مناطق مصر العليا من ملوي حتى مشارف الاقصر الذي بقي مركزا مهما للآباء الفرنسيسكان بالنسبة لمدينة "قنا"، جرجا وأسيوط كذلك تبقى المدن التالية في نطاق الإيبارشية المذكورة: ملوي 1500 نسمة، منفلوط 15000، طهطا 16000، أخميم 28000 أبو تيج 12000 سوهاج 14000 ويبقى أن نشير بأن هذا الاحصاء كان عام 1897 أما اليوم فإختلف تقسيم أبرشية طهطا ولم يتمّ تسميتها إيبارشية طهطا بل إيبارشية سوهاج وتشمل مدن سوهاج كمحافظة مدنية، وبقية المدن خرجت من نطاقها لتكون فى نطاق أبرشية أسيوط وتمتد أبرشية اسيوط القوصية ومنفلوط ألى أخر مركز فى مدنية اسيوط .

فى الحقيقة إن الرعايا الكاثوليكية فى هذه المدن صغيرة جدا ومتواضعة. وإن الانتشار الكاثوليكي سيحدث خاصة فى القرى.

   مثلا أخميم كانت تعد عاصمة الكثلكة العريقة ومركزها. ومع 18000مؤمن كاثوليكي سنة 1820، أدت الهجرة بسبب اضمحلال حرفة الخياطة إلى قلة عدد المؤمنين بشكل ملحوظة: سنة 1896، أوجد فيها كاهنين وخادمان للرعية ومدرستين. ولكن 340 مؤمن فقط ثم 288 بعد سنتين وأخيرا 130 سنة 1907. سوهاج: 116 مؤمن في سنة 1896، 120 في سنة 1898، 150 في سنة 1907. منفلوط لرعيه كاثوليكية فيها ومحاولة فاشلة لإنشاء مدرسة فى سنة 1895 .

ابوتيج أبرشية ارثوذكسية مهمة تعد 30 مؤمن كاثوليكي سنة 1898، مدرسة وكاهن أنتقل سنة 1901 الى قرية مجاورة حيث الرعية أكثر عددا، ثم عاد إليها سنة 1909 عند إنشاء مدرسة للراهبات ورحل مجددا عند إقفال هذه المدرسة بعد سنتين: عدد الكاثوليك كان 80 مؤمن. شهدت الكاثوليكية انتشارا فعليا ومستمرا فى طهطا وملوى وطهطا مركزا هاما وبها الاكليريكية (بفضل المساعدات النمساوية) وملوى تحظى بعناية المراكز اليسوعية القربية منها فى \’المنيا\’ وفى كلا المدنتين مدرستين للصبيان والبنات. وفى طهطا ارتفع عدد المؤمنين من 1200 في سنة 1894 إلى 1500 في سنة 1900. وفى ملوى التي لم تستمر فيها الكثلكة إلا فى عام 1896 مع 500 مؤمن، وبعد ترجيحات كثيرة التفاؤل فى النسين المقبلة أرتفعت الى 600 أو 800 مؤمن، إلا أن الجماعة الكاثوليكية رست فعليا على 550 سنة 1907 .

ولكن الانتشار الفعلى حصل فى القرى كما سبق وقلنا وتجسد بحركة مستمرة نحو الكثلكة بعد أنشاء الابرشية وبسبب نشاط المطران الجديد ومعلميه القدامى – اليسوعيين. سيقتصر البحث على 30 قرية تقريبا فى جوار طهطا ويمكننا تقسيمها الى ثلاثة أقسام .

     حوالى 9 قرى صغيرة لا يتجاوز عدد أفراد الجماعات التى تطلب الارتداد الى الكاثوليكية فيها ال 100 وحتى أقل. وبقيت بلا كاهن ولم تعد تذكر بعد 1900. وهى بأكثريتها قري صغيرة لا يتجاوز عدد سكانها ال 1000 أو 2000 او حتى ال 500 فى 3 قرى منها جرت محاولة إنشاء مدرسة دون أن يتم لها النجاح .

    ثم فى 12 قرية حيث عدد السكان أكثر ارتفاعا وحيث طالبي الانتماء الى الكاثوليكية يتجاوز ال 200 شخص، تأسست في كل منها مدرسة وكنيسة وكاهن (مؤقتا). لم تعد هذه القرى رعايا بعد 1930 لأن تزايد الكاثوليك فيها لم يكن على مستوي الطموحات.   

 والفئة الاخيرة تتألف من 8 قري تضم بين 3 و5 ألف شخص اثنين في هذه القري مركز للفرنسيسكان قديم حيث عدد الكاثوليك بقي جامدا ومستقرا. إلا أن ال 6 الباقية تضم بضع فئات من الارثوذكس ومنهم كهنة كما فى دير الجنادلة والزرابي يطلبون الانضمام إلى الكاثوليكية. وبما أنه تم تأمين مدرسة وكنيسة وكاهن لهم فقد بقوا بأغلبتهم فيها.  نأتى الان إلى المناطق الواقعة فى جنوب وشمال منطقة طهطا التى تزيد مساحتها حتى الضعف عن السابقة والتى تعطى 4/5 الإيبارشية المذكورة .

 وقد أتبع عدد المدارس التابعة للابرشية أو للرهبنة اليسوعية وكلاهما موضوع زيارات ثابتة لراهب يسوعي – أتبع هذا العدد مع فارق ضئيل نفس حركة النمو السالف ذكرها :

سنة 1895 عدد المدارس المذكورة هو 18 مدرسة موزعة \’أورثها الفرنسيسكان  للإكليروس و8 مدارس أسستها الرهبنة اليسوعية في المنيا منذ 1887. زيد عليها أي على ال18 مدرسة 15 مدرسة جديدة تأسست بين 1896 و1900 فيصبح عددها الإجمالي 33 مدرسة، أما في سنة 1907 أصبحت 43 مدرسة، 35 للصبيان، 8 للبنات موزعة على 35 منطقة مختلفة .

   لكن المجهود الذي بذل لإنشاء هذا العدد من المدارس بدا أنه كان غير متوازن مع المتطلبات الحقيقة إذ هبط هذا العدد الى 30 مدرسة سنة 1911 تضم 1506 تلميذ. إضافة الى أن تجربة حرب 1914 القاسية أنزلت أيضا العدد إلى 24 مدرسة فقط سنة 1920 .

  إذا قمنا بتحليل للوضع القائم سنة 1907 (فى نشاط أخر) لظهرت لنا الملاحظات آلاتية: بين ال35 مدرسة التي تضم مدارس كاثوليكية، 21 فقط هي رعايا لها كاهن دائم ومقيم ،6 تضم جماعات يشرف عليها كاهن دون أن يكون مقيما، أما في ال 8 الباقية فهي لا تشهد إلا مرور كاهن من مرة إلى أخرى. وغالبا ما يكون اليسوعي هو المسؤول عن المنطقة. وهذه الجماعات الأخيرة هي الأكثر تعرضا للإهتزاز وهى التى شهدت إقفال المدارس المذكورة .

   سنة 1907 أيضا نرى أن حوالى 17 منطقة من المناطق المذكورة أنفا أهمها إجمالا، تضم أيضا مدارس مسيحية لطوائف أخرى. بروتستانت أو أرثوذكس وحتى الاثنان معا .فقد كانت سائر الجماعات المسيحية أيضا تواجه الانتشار الكاثوليكي بنفس الوسائل.

    إبتداء في هذه الفترة لم تعد التقارير المبعوثة إلى روما تشير الى مناطق جديدة تنضمن إلى الكثلكة، كان لابد من الانتقال من فكرة الانتشار الى المحافظة على الموجود .

نلاحظ هنا تضاؤل فى عدد كثافة الكاثوليك: 26 قرية ومدينة فقط (11 فى الجنوب و 15 فى الشمال). في الجنوب، 5 من هذه المناطق الاحدى عشر فى ثمار الرسالات الفرنسيسكانية وحيث عدد المؤمنين يبقى مستقرا هذا إذا لم ينقص .

   فى مدينتي الاقصر وجرجا عدد لابأس به من الكاثوليك إلى جانب الدير الفرنسيسكاني (500 و 600 مؤمن) .

   بالنسبة للمناطق الشمالية لطهطا فهي أوفر حظا والوضع فيها أفضل. في 6 منها حوالي 100 شخص طلبوا الارتداد الى الكثلكة (دون أن يتمكن العدد القليل من تأسيس رعية ثابتة).

   ولكن 8 غيرها أعطت رعايا من 200 الى 500 مؤمن مع كاهن ومدرسة وحتى أحيانا مدرستين للصبيان والبنات .

 بعض الاحصاءات والممارسات :

    خلق إيبارشيتين في مصر العليا، والاحتفالات الكبيرة لسيامة المطارنة والزيارات الراعوية المكثفة للمناطق الريفية أزاد عدد الأقباط المرتدين إلى الكثلكة. وقد أقيمت إحصائيات دقيقة فى هذه المرحلة وفى مختلف القرى سنة بعد سنة، وأرسلت هذه الإحصاءات والأرقام الى روما لتظهر المجهود الذي يبذل فى سبيل هذه الرعية الجديدة والناشئة ليس دون جدوى. إن تحليل هذه التقارير يظهر ارتفاعا ملحوظا بين 1896، 1902 عاد وتباطأ لاحقا فى أوائل القرن ثم تضاءل العدد بسبب الثقة البالغة التى وضعت فى بعض الارتدادات المربوطة بشرط إفتتاح مدرسة وإرسال كاهن دائم للرعية .

    سنة 1897 سجل عودة 608 أشخاص إلى الأرثوذكسية، سنة 1898 5738 شخصا وسنة 1899، 374 شخصا وسنة 1901، 770 شخصا فقط، سنة 1902‏ ورغم ظهور قريتين جديتين فى التقارير مع 325 شخصا كاثوليكي سجل فى نفس الوقت تراجع وقدرة 1403 شخصا في عدد المؤمنين في إيبارشية طهطا. سنة1906 أصبح عدد الكاثوليك في الابرشتيين 1606 .

الأزمة البطريركية‏ : crise au patriacat   كان على الجماعة القبطية الكاثوليكية أولا أن تهديء من الانقسامات الداخلية، في قلب المحنة (الصعوبات) ومن أهمها أزمة البطريركية وهى تقديم الأنبا كيرلس مقار أستقالته

la crise du patriarcat et la démission de Kyrillos 11 en 1908‎

 

هذا الموضوع مترجم عن كتاب خاصة بالكنيسة القبطية صدر باللغة الفرنسية تحت عنوان Le Copte de Le Egypte  بالاضافة إلى تاريخ حياة البطريرك كيرلس مقار وكتاب النواب الرسوليون للمطران يوحنا كابس، وبعض مذكرات التعليم الديني الصادرة عن إبرشية المنيا

 

 الشماس اسحق مقار ابراهيم