إلى المشاركين في الدورة السنوية لمحكمة التوبة الرسولية: إعداد كهنة معرّفين أكفاء عقائديا وروحيا

الفاتيكان، الأحد 9 مارس 2008 عن موقع إذاعة راديو الفاتيكان

استقبل البابا بندكتس الـ16 ظهر الجمعة المشاركين في الدورة السنوية التي تنظمها محكمة التوبة الرسولية وقد تقدمهم الكاردينال فرنسيس جايمس ستافورد رئيسها الأعلى، ووجه إليهم كلمة تمحورت حول توبة المرأة الزانية في نص الإنجيل حسب لوقا 7/36-50، مركزا على أهمية التنشئة على التغيير الداخلي والصداقة الدائمة مع الله لبلوغ القداسة.
قدم البابا تأملات حول واقع الخطيئة في ضوء رحمة الله اللامتناهية وعرض بعض الأفكار حول تدبير سر الاعتراف في عالم فقد اليوم وللأسف معنى الخطيئة، كما سطر توبة المرأة الزانية التي سمعت كلمات الرب وأملت منه الغفران والرجاء والرحمة.
لفت البابا إلى بلاغة مضمون النص الإنجيلي وهو أن "من يحبه الله كثيرا، يغفر له كل شيء". من يتكل على نفسه وعلى قدراته الذاتية فقط، يتصلب قلبه كالصخر جراء الخطيئة، ومن يعترف بخطاياه ويثق بالله، فمنه ينال نعمة وغفرانا: هنا يكمن سر التوبة والمصالحة، عندما يتقدم المؤمن من الكاهن المعرِّف ويقر بذنوبه أمامه، إذ يختبر دوما السعادة السلامية لغفران الله. وشدد البابا على أهمية الدورة السنوية الهادفة إلى إعداد كهنة معرِّفين ذوي كفاءة عقائدية وروحية، قادرين على إشراك التائبين في اختبار حب الله الآب الرحيم. إن رحمة الله الفائقة العظمة هي لب الاحتفال الأسراري وليست الخطيئة.
ودعا الأب الأقدس الأساقفة والكهنة المعرِّفين تحديدا إلى الالتزام في إظهار العلاقة الوثيقة بين سر المصالحة ووجود موجَّه بشكل قاطع نحو التوبة، تغذي وتعضد الالتزام في التلمذة للرب يسوع المسيح. وحذر البابا من خطر الوقوع في الاعتراف الشكلي الذي يخلو من التوبة الحقيقية ويؤخر إيقاع الروح ويضعفه شيئا فشيئا حتى يطفئه. ثم منح الجميع بركته الرسولية.