الحياة الإنسانية الحقة هي حياة معرفة لجوهر الكيان وحياة صداقة وحب

بحسب بندكتس السادس عشر

 بقلم روبير شعيب

 الفاتيكان، الاثنين 10 مارس 2008 (Zenit.org).

توقف الأب الأقدس في شرحه لإنجيل الأحد — إنجيل إحياء العازر – على العبارتين اللتين يستعملهما القديس يوحنا لكي يفهم المؤمنين سر الحياة وجواب يسوع على الأسئلة الأساسية التي يطرحها الإنسان: ما هي الحياة؟ ما هو الموت؟ كيف يجب أن نعيش؟ وأن نموت؟

 جاءت كلماته في عظة عفوية ألقاها أثناء القداس مع الشبيبة في كنيسة سان لورنسو بجوار البازيليك الفاتيكنية، وذلك احتفالاً بالذكرى الـ 25 لتأسيس مركز الشبيبة العالمي. وأوضح البابا أن الكلمتين اللتين يستعملهما الإنجيلي تبينان مختلف أبعاد واقع "الحياة": " bíos " و " zoé

 الكلمة الأولى تشير إلى أن الإنسان ينتمي كسائر الكائنات الحية إلى "الكون الحيوي الضخم"، إلا أنه يتجاوزه لأنه في الوقت عينه جزء من واقع يسميه يوحنا " zoé". "وهي طبقة جديدة من الحياة، ينفتح فيها الكائن على المعرفة".

 وأشار البابا إلى أن الإنسان "مدعو إلى الانفتاح على أبعاد جديدة. إنه كائن يستطيع المعرفة".  وهو يريد ويحتاج "أن يعرف ماهية كيانه وماهية العالم". "يعطش إلى معرف اللامتناهي، يريد أن يصل إلى نبع الحياة، يريد أن يشرب من هذا النبع وأن يجد الحياة عينها".

 والبعد الثاني من الحياة التي يستحقها الإنسان هو عيس علاقة صداقة ومحبة. "إلى جانب بُعد معرفة الحقيقة والكائن – أوضح البابا –  هناك بعد غير منفصل، هو بعد العلاقة والحب". وهنا يقترب الإنسان أكثر إلى نبع الحياة، الذي يريد أن يشرب منه وأن يحوز الحياة بوفرة، لكي يحصل على الحياة عينها.