البطريرك ميشيل صباح يفتتح كنيسة الراعي الصالح في عمّان

عمان، الخميس 13 مارس 2008 (zenit.org).

ترأس البطريرك ميشيل صباح بطريرك القدس للاتين، قداساً احتفالياً يوم الثلاثاء تم فيه تدشين الكنيسة الجديدة التي تحمل اسم الراعى الصالح والكائنة في مركز سيدة السلام في عمان.

وقبل البدء بمراسيم تدشين وتبريك المذبح ألقى البطريرك ميشيل صباح عظة القداس وقال نصلي اليوم لأجل عمان ومن اجل الأردن ومن اجل جميع السكان مسلمين ومسيحيين . لان صلاة المسيحي لا تقف عند حدود الجماعة المسيحية  إنما تشمل كل إنسان على أي دين كان أو أية قومية.

ووجه البطريرك شكره الخاص لصاحب المشروع وفكره وقلبه وروحه، أي المطران سليم الصايغ، الذي بالرغم من المعارضات وامتناع جهات عدة عن المساعدات استمر في هذا المشروع الذي أبصر النور على مراحل .وها هو يجد في كنيسة الراعي الصالح نموه واكتماله فنشأ بما فيه من إيمان وصلاة وذوي إرادات صالحة.

واستمر البطريرك في حديثه قائلا: إن اسم الراعي الصالح المعطى لهذه الكنيسة له محوران: الأول: ذوي الاحتياجات الخاصة الذي خصص المبنى الأول من مركز سيدة السلام للاعتناء بهم. والثاني الشبيبة المسيحية في هذا البلد الطيب.  وكلا المحورين بحاجة إلى رعاة صالحين يساعدونه للوصول إلى الراعي الصالح الأول.

 وفيما يخص محور ذوي الحاجات الخاصة،  أضاف البطريرك هناك شرور في العالم والآلام كثيرة. تصنعها الطبيعة أحيانا لكن البشر هم الذين يوجدونها في أحيان كثيرة أيضا. إن ذوي الحاجات الخاصة يوجهون أنظارنا لنعود الى ثقتنا بعناية الله بكل إنسان، ومهما كثرت المعاناة في حياتنا الفردية أو الجماعية، لكن الله يرعانا.

وفيما يخص الشاب المسيحي الذي أقيمت هذه الكنيسة من اجله، قال البطريرك: انّ الشاب يسلح نفسه بالصلاة لكي يواجه تحديات الحياة والمجتمعات الجديدة على كل المستويات في إيمانه وقيمه وتقاليده . وانّه  بقوة الإيمان يدع جانبا كلما تأتيه به المجتمعات من مغريات.

وقد استهل القداس بكلمة للمطران سليم الصايغ، رحب فيها بالبطريرك القادم من القدس  وبالمؤمنين ، مبيناً مراحل البناء والأيادي البيضاء التي ساهمت بإنشائه من داخل الأردن ومن خارجه.  وقال المطران الصايغ أن الجدارية الكبيرة في وسط الكنيسة تحتوى على رسم للراعي الصالح وإلى جانبه تصوير للأماكن الدينية الأثرية في الأردن ، تخليداً للحوادث الإنجيلية الهامة التي حدثت فوق أرضنا المباركة من عماد المسيح في بيت عينا شرقي النهر، وشفاء الممسوسين في ام قيس وقطع رأس يوحنا المعمدان في مكاور وجبل نيبو حيث وقف موسى النبي . وقال أن هذه الكنيسة لا تتبع لرعية معينة وإنما هي كنيسة الشبيبة المسيحية.

 
وبعد العظة جاءت مراسيم تدشين الهيكل ، وهي من أعظم المناسبات في الكنيسة، من مسح بالزيت ووضع ذخائر القديسين وإحراق البخور مترافقة مع صلوات جميع القديسين، لتكرّس  الهيكل الجديد والكنيسة الجديدة التي أدخلت الفرح والسرور الى قلوب الحاضرين من الأردنيين وأصدقائهم القادمين من بلدان عدة للمشاركة في هذا الحفل البهيج.

 وحضر الاحتفال ممثل السفارة البابوية المنسنيور ماثيو دي مورى وعدد من السفراء والأساقفة من كافة الطوائف ومجلس رؤساء الكنائس ، والكهنة والراهبان والراهبات وجمع غفير من المؤمنين الذي أمّوا المكان من كافة رعايا المملكة وطوائفها .

يذكر أن الكنيسة الجديدة مقامة على مساحة 1500 متر مربع وقد أشرف على بنائها المهندس أسامة فخري الطوال والمقاول ماهر الطوال. وقد تبرع ببنائها أبناء وبنات وهبان الصايغ وعائلاتهم ، وهي كنيسة تقع إلى جوار البناء الرعوي الذي يعتبر القسم الثاني من مركز سيدة السلام بعد القسم الأول الخاص للاعتناء بذوي الحاجات الخاصة والذي افتتح عام 2003 برعاية ملكية سامية.

وساد جو من الفرح والسرور على وجوه الحاضرين، فبناء كنيسة جديدة هو دلالة على تقدير المجتمع الأردني للحضور المسيحي الحي الذي هو أحد مكوناته الرئيسية ودلالة على الحقوق الدستورية التي يمنحها الدستور الأردني لكل مواطنيه.

ففي الإيقونة الجانبية التي  بجوار الراعي الصالح هنالك تصوير لشخص أردني مسيحي يعتمر الكوفية الحمراء للدلالة على عمق جذوره الوطنية والمسيحية في آن واحد، وما عزّزه سوى أصوات الزغاريد المرتفعة من وسط الكنيسة من نساء أردنيات جئن من إطراف الأردن من قراه ومدنه، من العقبة أقصى الجنوب والسماكية في الجنوب والوهادنة في الشمال ومن عمان وضواحيها،  للتعبير عن فرحهم الأردني الأصيل بكنيستهم الجديدة التي ترتفع من فوق منبرها  أصوات تدعو إلى   المواطنة الصالحة والى الإيمان السليم.