بيان صادر عن أبرشية بيروت الكلدانية حول استشهاد المطران مار بولص رحو

بيروت، الجمعة 14 مارس 2008 (Zenit.org).

 ننشرفي يلي البيان الصادر عن أبرشية بيروت الكلدانية حول استشهاد المطران مار بولص رحو

نقف اليوم مذهولين إزاء نبأ العثور على المطران مار بولص فرج رحو مقتولاً، بعد أيام من عملية خطفه في الموصل.
وحيث لم تنفع المناشدات التي أطلقت في إنقاذه من هذا المصير القاتم، ولا نفع تذكيرنا الخاطفين بالآيات السماوية التي تدعو إلى الرحمة والمودة، نكاد لا نصدّق أن المساعي المحلية في العراق والإقليمية والدولية لم تفلح في الحؤول دون حصول الفاجعة.

إن أبرشية بيروت الكلدانية إذ تقدّم تعازيها إلى أهله وأبرشيته وكل الطائفة الكلدانية وعلى رأسها غبطة الكاردينال ما عمانوئيل الثالث دلّي، بطريرك بابل على الكلدان والسينودس الكلداني والشعب المسيحي في العراق ولبنان، تسأل الله أن يسكن المرحوم المطران رحّو فسيح جناته.

أخيرًا نأمل أن يكون هذا القربان الجديد الذي يقدّمه مسيحيو العراق خاتمة الشهداء، ونأمل ان يكون مقتل المطران قد دقّ ناقوس الخطر. فأيقظ ضمائر الحكام والمسؤولين في العراق والمنطقة، كي يبذلوا أقصى الجهود لوقف موجات التطرّف السائدة، ولحماية كل المسيحيين والمحافظة على وجودهم في العراق.

تدعو الكنيسة الكلدانية في لبنان البطاركة والأساقفة والكهنة والرهبان والراهبات من كل الطوائف المسيحية، والفعاليات الروحية والزمنية والسياسية كافة، وأبناء الطائفة الكلدانية إلى المشاركة في القداس والجناز الذي يقام في كاتدرائية الملاك رافائيل بعبدا – برازيليا يوم السبت الواقع في 15/3/2008 الساعة الثالثة بعد الظهر.

تفتح المطرانية أبوابها يومي الجمعة والسبت 14 و15 آذار لتقبل التعازي بالمطران رحو من الساعة 10.30 صباحا ولغاية 18.00 مساء.

المطران ميشال قصارجي
  رئيس الطائفة الكلدانية في لبنان
     13/3/2008

 

اليوم، مراسيم دفن المونسنيور رحو، رئيس أساقفة الموصل

بقلم طوني عساف

 الموصل، الجمعة 14 مارس 2008 (Zenit.org).

تمت اليوم في كرمليش، على بعد 35 كيلومتراً من الموصل، مراسيم دفن المونسنيور فرج رحو، رئيس أسٍاقفة الموصل الذي اختطف في التاسع والعشرين من فبراير ووجد ميتاً يوم أمس. عمل عنيف لا إنساني، قال البابا في برقية بعث بها الى الكاردينال عمانوئيل الثالث ديلي، بطريرك بابل للكلدان.

 وصلّى البابا لكيما يسهم هذا الحدث المأساوي في بناء مستقبل سلام في أرض العراق المعذب. وجاء في بيان لدار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي نُشر يوم أمس أن العنف العبثي وغير المبرَّر يستمر في ملاحقة الشعب العراقي، ولاسيما الجماعة المسيحية الصغيرة.

 "نأمل بأن يحرك هذا الحدث المأساوي مرة جديدة وبقوة أكبر التزام الجميع وبخاصة الجماعة الدولية من أجل السلام في هذا البلد المعذب".

العراقيون يودعون رئيس الأساقفة الراحل

الموصل، الجمعة 14 مارس 2008عن موقع عيكاوا

 ودع المؤمنون ظهر اليوم المطران الشهيد مار بولص فرج رحو رئيس أساقفة الموصل للكلدان بالدموع والحسرة على فقدانهم أباً وصديقاً جليلاً قام بالكثير لخدمة أبناء أبرشيته، وتقاطر منذ ساعات الصباح  المئات من  المؤمنين القادمين من مدينة الموصل وباقي مدن وبلدات الوطن الى بلدة كرملش التي تشرفت بالزيارة الاخيرة للمطران الشهيد فرج رحو.

 وعلى المستوى الكنسي فقد كان في مقدمة الحاضرين سيادة البطريرك الكاردينال عمانوئيل الثالث دلي بطريرك الكنيسة الكلدانية وحضرة السفير البابوي في العراق ومساعده وعدد كبير من المطارنة و الاساقفة الكلدان في العراق وعدد من مطارنة وأساقفة كنيسة المشرق الاشورية كنيسة السريان الارثوذكس والسريان الكاثوليك وعدد كبير من رهبان وراهبات كنائس العراق شاملة،

وعلى المستوى الرسمي حضر المراسيم  السيد سركيس أغاجان وزير المالية والاقتصاد في حكومة اقليم كردستان و  السيد خسرو كوران نائب محافظ نينوى ممثلاً لمحافظ نينوى والسيد أبلحد أفرام عضو الجمعية الوطنية العراقية (البرلمان والسيد نيسان كرومي قائمقام قضاء الحمدانية والسيد لواء ركن خالد قائد شرطة محافظة نينوى وعدد كبير من ضباط واركان قيادة عمليات نينوى ووفد أمراء وقوالين الطائفة اليزيدية والسادة مسؤولي الاحزاب والقوى الوطنية العاملة في نينوى.

وتم نقل جثمان المطران من كنيسة مار كوركيس الى كنيسة مار أدي الرسول محمولاً على أكتاف الكهنة وبحضور الاف الاشخاص اللذين اصطفوا على جانبي الطريق بالكامل باكين ومهللين في نفس الوقت ونثروا الازهار والورود امام جثمان المطران الشهيد وبتنظيم كبير بدأت مراسيم القداس الاحتفالي الذي ترأسه الكاردينال دلي والمطران شليمون وردوني والمطران جاك اسحق وألقى سيادة الكاردينال كلمة قيمة نعى فيها المطران الشهيد رفيق دربه وقاطعته دموعه أكثر من مرة، وقرأ الاب بشار وردة عدد من برقيات التعزية والتضامن من قبل البابا بندكتس السادس عشر بابا الفاتيكان والسيد جلال الطالباني رئيس جمهورية العراق والسيد مسعود البارزاني رئيس اقليم كوردستان العراق والمطران انطوان اودو مطران سورية للكلدان وعدد كبير من الشخصيات والمنظمات والاحزاب العراقية.

وقام الكهنة بحمل جثمان الفقيد الى اركان الكنيسة لحل الرتبة الكنسية بعدها رقد بسلام الى جوار ابنه الاب الشهيد رغيد كني خلف هيكل كنيسة مار ادي الرسول في كرمليس، وقبلت التعازي في قاعة الكنيسة بعد القداس.

الله وحده هو مانح الحياة وهو المسؤول عن أخذها

مقابلة أجرتها وكالة زينيت عام 2007 مع رئيس الاساقفة الموصل الراحل

بقلم طوني عساف
 

روما، الجمعة 14 مارس 2008 (zenit.org). – نعيد في ما يلي نشر مقابلة كانت وكالة زينيت قد أجرتها مع رئيس الاساقفة الراحل بولص فرج رحو في السادس من يناير 2007.

نص المقابلة آنذاك:

 
في ظل الظروف التي يمر بها العراق، ورغبة بإظهار ما تعيشه الجماعة المسيحية في هذا البلد، أجرت وكالة زينيت لقاء مع سيادة المطران بولس فرج رحّو، راعي أبرشية الموصل للكلدان، دار فيه الحوار حول بعض المحاور والنقاط الحساسة في الأوضاع الراهنة.

بدأنا الحوار بسؤال الأسقف عن موضوع التماس قداسة البابا بندكتس السادس عشر لدول الجوار (سوريا والأردن) حول "مساعدة العائلات العراقية المهجرة واحتوائها في هذا الظرف الصعب الذي يمر به بلدها العراق" فأجابنا قائلاً: "اطلعنا على هذا الطلب الذي قدمه الحبر الأعظم، ولكن ليست لدينا أدنى فكرة في الوقت الحالي عن مدى تجاوب هذه الدول مع هذا الطلب أو معرفة رد فعلها حياله، نتمنى أن تكون هناك استجابة لهذا النداء. 

 وبغية إبراز الحالة التي وصلت إليها الجماعة المسيحية، سألنا سيادته عن احتفالات الكنيسة في الموصل، بقداديس عيد الميلاد المجيد ورأس السنة الجديدة، فكان جوابه متفائلاً إلى حد ما، رغم اعترافه بأن الاحتفال بالعيد هذا العام لم يكن بمستوى الاحتفالات التي جرت في الأعوام السابقة، بسبب هجرة الكثير من العائلات المسيحية خارج البلاد وتدفق العائلات الباقية إلى المناطق الآمنة في الشمال. لكن الحضور والمشاركة بقداس العيد أيضا، كانا جيدين إلى حد ما هذا العام، رغم تفاقم أزمة الوضع الأمني، وهذا يدل على تمسك المؤمنين بمواعيد الاحتفال بطقوس وقداديس العيد، فكان الحضور مفرحا ومشجعا على عكس المتوقع، وهذا بحد ذاته يعتبر تحديا. 

   وأردف المطران رحّو قائلا "لمزيد من التحدي وتذليلاً للتفرقة الدينية والطائفية، قمنا يوم 28 ديسمبر الماضي، بإقامة احتفال مدرسي شمل جميع التلاميذ، من كافة الطوائف والأديان، بمناسبة أعياد الميلاد المجيدة ورأس السنة الجديدة، والتي تتزامن هذه السنة مع عيد الأضحى المبارك، الأمر الذي يتكرر كل 20 سنة تقريباً، وقد جرى أثناء الحفل توزيع الهدايا على جميع التلاميذ، فضلاً عن الهيئة التعليمية. 

  أما سؤالنا الثالث فقد كان بشأن توقعاته المستقبلية بما يخص عودة قريبة للسلام، فأجاب رحّو: " هنالك بالتأكيد نوع من الإحباط تجاه موضوع إحلال السلام في الوقت الراهن، حيث أن كل الظروف المحيطة لا تبشر بخير، إلا إننا كمؤمنين، نبقى متمسكين بكلمة الله التي فيها الحياة، وهي التي تفتح لنا دائما أبواب الرجاء، حسب قول الإنجيل المقدس "مَن يصبر إلى المنتهى يخلص". وهكذا فإن كلمة الله هي التي ستنتصر في النهاية.

   وفي إطار التطورات الأخيرة التي تسود العراق، سألنا سيادته عن رأيه في حدث إعدام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين، فأجاب مشيداً بموقف الفاتيكان في قضية استهجان حدث الإعدام واعتباره فاجعة، وعقب قائلاً: "نحن أيضا فرحنا بموقف الفاتيكان إزاء هذا الموضوع، الذي شكل رعباً وإحباطاً لدى شعبنا، الذي ما برح يدرك أن موضوع إحلال السلام، بات بعيد المنال، على الأقل في الفترة المقبلة والقريبة من هذا الحدث، والذي يرفضه المسيحيون (أي حدث الإعدام الذي تم بشكل سريع خصوصاً وإننا نمر بفترة أعياد). وأضاف بأن "طريقة إعدام صدام وسط هذه الظروف، اجتذبت عطف الكثيرين، حتى من قبل الناس الذين لم يكونوا يحبونه، ونحن كمسيحيين، نقف دائماً ضد حكم الإعدام، بغض النظر عن هويّة المذنب، لأن الله وحده هو مانح الحياة وهو المسؤول عن أخذها.