صوم الأطفال: متي يجب على الأطفال الصوم؟

سؤال: متي يجب على الأطفال الصوم؟

جواب:

إن مجموعة قوانين الكنائس الشرقية يحدد أن الصوم هو واجب على جميع المؤمنين: ق 882 "يجب على المؤمنين في أيام التوبة أن يحفظوا الصوم أو الانقطاع، بالطريقة المحددة في الشرع الخاص بكنيستهم المتمتعة بحكم ذاتي".

وقد ترك القانون العام تحديد سن الصوم وكيفيته للشرع الخاص لكل كنيسة ذاتية الحق.

والشرع الخاص للكنيسة القبطية الكاثوليكية في المادة 94 قدّم شرحا مفصلا عن معني الصوم والانقطاع والأيام التي يجب فيها الصوم والانقطاع (أنظر هذا الرابط: نظام الصوم بحسب الكنيسة القبطية الكاثوليكية) ولكنه لم يتطرق للعمر الواجب فيه الحفاظ على وصية الصوم والانقطاع.

وفي هذه الحالة أقدم هذه الدراسة "كرأي قانوني" غير ملزم ولكنه قد يساعد في الإجابة على هذا التساؤل، إلى حين يصدر تشرعا خاصا بهذا الصدد.

1-    القاعدة القانونية: يؤكد القانون الشرقي أنه في حالة عدم وجود قانون أو حكم صريح  بخصوص حالة أو موضوع معين يجب العودة لقوانين المجامع والآباء القدّيسين والعادة المشروعة والمبادئ العامّة للقانون الكنسي، مع العمل بإنصاف، ووفقا للفقه الكنسي، والتعليم القانوني العام والمستقر: ق. 1501 "إن لم يكن في القانون حكم صريح في موضوع معيّن، فيجب البتّ  في القضيّة، ما لم تكن جزائية، وفقا لقوانين المجامع والآباء القدّيسين والعادة المشروعة والمبادئ العامّة للقانون الكنسي، مع العمل بإنصاف، و[وفقا] للفقه الكنسي، والتعليم القانوني العام والمستقرّ".

2-    بالعودة لمجموعة قوانين الكنيسة الغربية لعام 1983 نجد أن القانون رقم 1252  يحدد العمر الواجب فيه إتباع وصية الصوم والانقطاع، فينص القانون على: "يلتزم بقانون الانقطاع من أكملوا سن 14 عام؛ وبقانون الصوم فيلتزم به جميع البالغين حتى سن 60 عاما، لمن بدائهم. وعلى رعاة الأنفس، والوالدين أن يراعوا أن غير الملتزمين بواجب الصوم والانقطاع، بسبب عدم بلوغهم السن المحدد،  يجب أن يتعلموا المعني الحقيقي للتوبة".

3-    ويحدد قداسة البابا بولس السادس في "شريعة التوبة – Paenitemini" المادة رقم 4 (EV/2-648): "يلتزم بواجب الانقطاع كل من أكمل سن الرابعة عشر؛ ويلتزم بواجب الصوم كل المؤمنين، الذين أكملوا سن 21 حتى الذين وصلوا لسن 60 عام. أما بخصوص الذين لم يصلوا بعد لهذا السن (14 أو 21) فعلى رعاة الأنفس والوالدين أن يسعوا بكل جهد أن يعلموهم المعنى الحقيقي للتوبة".

4-    وقد قدم هيئة الأساقفة الإيطالية نصا موضحا عن معنى الصوم ووجبه، وكذلك بعض الإرشادات العملية والخاصة بالسن الواجب فيه الصوم، فنجن في المادة رقم 13، 5-6: يلتزمون بوصية الصوم جميع البالغين حتى بداية سن 60 عام؛ وبوصية الانقطاع كل الذين بلغوا سنة 14 عام. يستثني من وجوب إتباع وصية الصوم والانقطاع كل من لديهم "عذر حقيقي" على سبيل المثال: الظروف الصحية. ومن ناحية أخر: "الراعي، لسبب صوابي وأتباعا لتوصيات الأسقف الإيبارشي، يمكنه منح الاستثناء من واجب (الصوم) في أيام التوبة، عن طريق أيضا التعويض عنه ذلك بأعمال خيرية…"

5-    تقوم هذه التشريعات الغربية الحديثة بالطبع على قوانين المجامع والآباء القدّيسين والعادة المشروعة والمبادئ العامّة للقانون ولكنها بالتأكيد تعكس أيضا الثقافة والعقلية الغربية، ولاسيما أن سر التثبيت يتم منفصلا عن سري التناول والإفخارستيا..

وانتظار لصدور تشريع خاص بسن الصوم، يمكننا اقتراح الآتي:

1-    في الكنائس الشرقية "أسرار التنشئة المسيحية" تعطى مجتمعة القانون ق. 697: "التنشئة على سرّ الخلاص بواسطة الأسرار المقدّسة، تكتمل بواسطة قبول القربان الأقدس، ولذلك تُقام خدمة القربان الأقدس للمؤمنين بعد المعموديّة والمسح بالميرون المقدّس في أقرب وقت، وفقاً للشرع الخاصّ بكنيستهم المتمتّعة بحكم ذاتي"- أنظر أيضا القانون 710.

2-    يؤكد القانون 909،1-2، من مجموعة القوانين الشرقية أيضا أن: "الشخص  الذي أتمّ الثامنة عشرة من عمره، راشد؛ ودون هذه السنّ، قاصر. القاصر، قبل تمام السابعة يُقال له طفل ويُعتبر غير مُـمَيِّز، وبعد اكتمال السابعة يُفترض أنه يتمتّع بالإدراك. البند 3 ­ كلّ من يخلُ عادة من الإدراك يُعتبر غير ممَيِّز ويماثَل بالأطفال".

3-    تحتفظ الكنيسة القبطية الكاثوليكية بعادة "المناولة الاحتفالية الأولى" وأي إعداد الأطفال الذين قد حصول على أسرار التنشئة إعدادا مسيحيا وعقائديا لفهم أعمق لسري التوبة والافخارستيا. وغالبا ما تمارس المناولة الاحتفالية الأولى في سن الحادية عشر.

4-    صيغة مقترحه: "يلتزم بوصية الصوم جميع المؤمنين من سن الحادية عشر (أي كل الذين حصلوا على المناولة الاحتفالية الأولى) حتى بلوغ الستين عاما؛ ويلتزم بوصية الانقطاع جميع الراشدين (من سن ثمانية عشر) وحتى بلوغ سن الستين عاما. يستثني من وجوب إتباع وصية الصوم والانقطاع كل من لديهم "عذر حقيقي" على سبيل المثال: الظروف الصحية. يحق للراعي الأنفس، لسبب صوابي وأتباعا لتوصيات الأسقف الإيبارشي، أن يمنح الاستثناء من واجب الصوم أو الانقطاع، عن طريق أيضا التعويض عنه بأعمال خيرية…"

 

وليساعدنا الرب علي عيش صوما يعبر عن توبة حقيقية وعن رغبة في تجديد روحي عميق

 

وكل عام وأنت بخير

الأب الدكتور يوأنس لحظي