إنّ اعتناق الأخ مجدي دين السيّد المسيح ليس انتصارًا للمسيحيّة على الإسلام، ولا عارًا للإسلام. فللإسلام فضائل كثيرة، وهو، في المفهوم المسيحي، طريقًا يؤدّي مَن اتّبعه بضمير حيّ إلى الله تعالى. وآلافٌ من المسيحيّين في أيّامنا هذه قد اعتنقوا الإسلام، ووجدوا فيه ما أراح ضميرَهم وهداهم في حياتهم. كما أنّ آلافًا من المسلمين في أيّامنا هذه قد اعتنقوا المسيحيّة، ووجدوا فيها ما أراح ضميرَهم وهداهم في حياتهم. « أَفَأَنتَ تَهْدِي الْعُمْيَ، وَلَوْ كَانُوا لاَ يُبْصِرُونَ؟ » (سورة يونس 43). « لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ، وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَن يَشَاء » (سورة البقرة 272). وفي سورة القصص 56: « إنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ، وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَن يَشَاء، وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ».
إنّ الأخ مجدي اختار المسيحيّة بكامل حرّيّته، والحرّيّة تُميّز الإنسانَ عن سائر الحيوانات. فلْنتركْ هَدْيه لله؛ وإخوةً كثيرين اختاروا الإسلام، فلْنتركْ هَدْيهم لله. الردّة كما نُسمّيها ليست خيانة، إذ إنّ الدين ليس أمر سياسيّ. وأعتقد أن لا يحقّ لنا أن نحكمَ على مَن غيّر دينه، وإنّما الأمر في يد الله.
أخيرًا، هل يظنّ أحدٌ منّا أنّ الناسَ سيتحوّلون جميعهم إلى الإسلام أو إلى المسيحيّة؟ أليس الأهمّ أن تسودَ القِيَمُ على الفراغ الخُلُقيّ الذي نحن نعيش فيه؟ فلْنعملْ يدًا بيد لبناء مجتمع تسوده القِيَم والأخلاق، والأُخُوّة والإخاء! « وَلَوْ شَاء رَبُّكَ، لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا. أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤمِنِينَ؟ »، كما جاء في الآية الكريمة (سورة يونس 99). وقال أيضًا: « وَلَوْ شَاء رَبُّكَ، لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً، وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ » (سورة هود 118). ويبدو أنّ اللهَ لم يشأ أن نكونَ أمّةً واحدة. فإنّ لفي الخلف غنىً!
والسلامُ على مَن اتَّبع الهدى!
الحريات الدينية في الوطن العربي |
الأب رفعت بدر – الأردن – 2008-03-24 08:44 (غرينتش) |
خلق الله تعالى الانسان ، خليفة الله على ألأرض، حرا . وبحريته يسير بهدى تعاليم دينه السمح. ولكني أقول بأن قبول البابا بتعميده شخصيا، لم يتم بيوم وليلة. بل كان نتيجة فحص طويل المدى، ليتبين صدقه من خبثه. ولا يقدم الفاتيكان على هذه الخطوة من أجل مآرب سياسية، وإنما بعد تأكده بأن هذا الشخص قد توصل إلى قناعة إيمانية مفادها أن الدين الذي اعتنق جديدا هو يؤدي به إلى خلاصه الأبدي. |