الناطق باسم الفاتيكان يرد على بروفسور مسلم بشأن معمودية الصحفي المسلم مجدي علام

"قبول مؤمن جديد في حضن الكنيسة لا يعني اعتناق الكنيسة لآراء وفكر ذلك الشخص، خصوصًا السياسية والاجتماعية منها"

بقلم روبير شعيب

الفاتيكان، الاثنين 31 مارس 2008 (Zenit.org).

 ما زالت معمودية الصحافي الإيطالي المصري المولد مجدي علام على يد البابا بندكتس السادس عشر عشية عيد الفصح تثير الكثير من الجدل، وقد انتقد مؤخرًا البروفسور عارف علي نايض وهو من أبرز الموقعين على مبادرة "كلمة سواء" تعميد الصحفي المذكور.

ووجه الأب فيديريكو لومباردي، مدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي، كلمة رد إلى البروفسور أشار فيها أن إحدى أهم تصريحات البروفسور نايض هي إرادته الثابتة "في الحوار من أجل معرفة عميقة ومتبادلة بين المسلمين والمسيحيين" وأنه لا يشكك إطلاقًا بالمسيرة التي بدأت منذ نحو سنة ونصف بين الموقعين المسلمين على "كلمة سواء" والفاتيكان، بوجه الخصوص عبر المجلس الحبري للحوار بين الأديان.

وتطرق لومباردي إلى مسألة المعمودية فأوضح أن "منح سر العماد لشخص ما يعني الاعتراف بأن هذا الشخص قد قبل طوعًا وبصدق الإيمان المسيحي وعناصره الأساسية، كما يعبر عنها "قانون الإيمان" الذي تتم تلاوته علنًا في احتفال المعمودية"، مشيرًا إلى أن المؤمن يبقى حرًا بالتمتع بفكره الخاص في إطار واسع من المسائل والمشاكل التي يوجد فيها تعددية مشروعة لدى المسيحيين".

ثم أضاف: "من الواضح أن قبول مؤمن جديد في حضن الكنيسة لا يعني اعتناق الكنيسة لآراء وفكر ذلك الشخص، خصوصًا السياسية والاجتماعية منها" وتشكل معمودية مجدي كريستيانو علام – بحسب لومباردي –"فرصة مؤاتية لتسليط الضوء على هذا المبدأ الأساسي. فله الحق بأن يعبر عن أفكاره. وهي تبقى أفكاره الشخصية دون أن تصبح بأي شكل تعبيرًا رسميًا عن مواقف البابا والكرسي الرسولي".

على صعيد آخر، وبالعودة إلى محاضرة ريغينسبورغ، أوضح لومباردي أنه قد تم توضيح نوايا البابا في وقت سابق، وما من داعي للعودة إليها مرة أخرى.

ثم صرح بأن اتهام شرح البابا لرموز ليتورجية عشية الفصح بالـ "مانية" يكشف ربما عن سوء فهم لليتورجية الكاثوليكية لا عن انتقاد مناسب لكلمات بندكتس السادس عشر.

وأخيرًا، استأذن لومباردي ليعبر عن استيائه عما يقوله البروفسور نايض بشأن التربية في مدارس كاثوليكية في دول ذات أكثرية مسلمة، حيث هناك برأيه خطر التنصير. وقال مدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي: "نشعر بأن جهد الكنيسة الكاثوليكية التربوي، حتى في دول ذات أكثرية سكانية غير مسيحية (وليس فقط في مصر، بل أيضًا في الهند، اليابان، إلخ) حيث لزمن طويل جدًا كان العدد الأكبر من تلاميذ المدارس والجامعات الكاثوليكية غير مسيحي وبقي كذلك (مع تقديرهم الكبير للتربية التي تلقوها)، يستحق تقييمًا مختلفًا بالكلية".

وأردف أنه لا يمكن اتهام الكنيسة اليوم بعدم احترام كرامة وحرية الشخص البشري، ولربما قبل البابا مجازفة تعميد علام لهذا السبب: "لكي يشدد على حرية الخيار الديني الذي ينبع من كرامة الشخص البشري".