البابا يترأس القداس الإلهي لذكرى السنوية الثالثة لوفاة يوحنا

 

البابا يترأس القداس الإلهي في ساحة القديس بطرس لمناسبة الذكرى السنوية الثالثة

 لوفاة خادم الله يوحنا بولس الثاني

ترأس البابا بندكتس السادس عشر عند الساعة العاشرة والنصف من صباح الأربعاء القداس الإلهي في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان لمناسبة الذكرى الثالثة لوفاة البابا يوحنا بولس الثاني. وألقى الحبر الأعظم عظة قال فيها: أصبح تاريخ الثاني من أبريل نيسان مطبوعاً في ذهن الكنيسة لكونه اليوم الذي رحل فيه خادم الله يوحنا بولس الثاني عن هذا العالم. وتذكر بندكتس السادس عشر مساء ذلك السبت ـ لثلاث سنوات خلت ـ عندما أُعلن نبأ وفاة البابا فويتيوا على الحجاج الذين تجمعوا في ساحة القديس بطرس للصلاة من أجل البابا المحتضر.

وتذكر أيضاً الأيام التي تلت وفاة البابا فويتيوا عندما تدفقت إلى بازيليك القديس بطرس أعداد غفيرة من الحجاج والمؤمنين الذين شاؤوا إلقاء نظرة وداعية على رفات يوحنا بولس الثاني. ثم تحدث بندكتس السادس عشر عن فضائل سلفه الذي حركه إيمان خارق العائدة بيسوع المسيح القائم من بين الأموات. وكان يعتبر القداس الإلهي محور وجوده كله، لأن القربان الحي والمقدس ـ كما كان يردد دائماً ـ يعطيه القوة والطاقة اللازمتين ليقود شعب الله في مسيرته الأرضية.

بعدها قال البابا بندكتس السادس عشر إن خادم الله يوحنا بولس الثاني رحل عن هذه الدنيا عشية الأحد الثاني لعيد الفصح، أي بعد أن تم اليوم "الذي صنعه الرب"، وذكّر بأن حبرية البابا فويتيوا شكلت علامةً وشهادة لقيامة يسوع المسيح من بين الأموات. وأضاف أن كارول حمل منذ صغر سنه صليب المسيح، من خلال معاناة عائلاته وشعبه البولندي. وسرعان ما قرر السير على خطى المسيح، وعانق سر الكهنوت مقدماً حياته كلَّها للرب. لقد عاش مع المسيح وشاء أن يموت معه.

وتابع الحبر الأعظم عظته متحدثاً عن الكلمات التي قالها الملاك للمرأتين الواقفتين عند القبر الفارغ: "لا تخافا أنتما" (متى 28، 5) وقال إن البابا فويتوا ردد هذه العبارة أكثر من مرة خلال حبريته الطويلة التي قاد خلالها الكنيسة والبشرية نحو الألف الثالث. لقد أوكل يوحنا بولس الثاني نفسه بالكامل ليسوع المسيح، واتضح ذلك أكثر فأكثر عندما جرّده المرض من كل شيء، حتى من قدرته على النطق. ويروي من كان قريباً من فراش الموت أنه تفوه بالعبارات التالية قبل أن يُغمض عينيه: "أتركوني أذهب إلى الآب".

بعدها وجه بندكتس السادس عشر تحية إلى المشاركين في المؤتمر العالمي الأول حول الرحمة الإلهية الذي يبدأ أعماله هذا الأربعاء، وذكّر الحاضرين بأن البابا فويتيوا أراد أن تصل رسالة محبة الله ورحمته إلى جميع البشر، وحث المؤمنين على أن يكونوا على الدوام شهوداً لمحبة الله.

لقد اختبر خادم الله يوحنا بولس الثاني مآسي القرن العشرين، وعرف أن الرحمة الإلهية وحدها قادرة على وضع حد للشر، وأن باستطاعة محبة الله الانتصار على قوى الدمار والأنانية والحقد. لهذا السبب، وخلال زيارته الأخيرة لبلده الأم بولندا، في آب أغسطس من عام 2002، قال للبولنديين: لا يوجد مصدر آخر للرجاء إلا رحمة الله.

وفي ختام عظته شكر البابا راتزينغر الله لأنه وهب الكنيسة هذا الخادم المؤمن الشجاع، ورفع الشكر للعذراء مريم التي رافقته خلال حبريته الطويلة. وتمنى أن تواصل الكنيسة رسالتها التبشيرية وتعلن على العائلة البشرية بأسرها محبة المسيح، مصدر السلام الحقيقي للعالم كله.

عن موقع إذاعة الفاتيكان