السالسيّون: بندكتس السادس عشر يُشجّع مهمّتهم في التربية

أزمة التربية، أزمة ثقة

بقلم أنيتا بوردين

روما، الخميس 3 أبريل 2008 (Zenit.org)

 شجّع بندكتس السادس عشر السالسيّين في مهمّتهم التربويّة ودعاهم إلى الثقة بالحياة وباللّه من أجل تذليل أزمة التربية الراهنة.

وكان البابا قد استقبل في مطلع الأسبوع المشاركين في المؤتمر العام السادس والعشرين للرهبنة السالسيّة في قاعة البابا أكليمندوس في القصر الرسوليّ وأشار الى "الإلحاحيّة التربويّة" للقرن الواحد والعشرين داعياً الى "الشغف " الرسوليّ عينه الذي كان يُحرّك دون بوسكو.

وحدّد البابا أزمة الثقة في الحياة كونها "ربّما الصعوبة الأكثر عُمقاً" للعمل التربويّ قائلاً: "وراء أزمة التربية، هناك في الواقع أزمة ثقة في الحياة التي ليست في الحقيقة سوى قلّة ثقة في اللّه الذي دعانا إلى الحياة."

وأشار البابا إلى أهمّيّة العائلة آسفاً "لغيابها" أحياناً وأضاف: "في تربية الشبيبة، من المهمّ للغاية أن تكون العائلة عُنصراً فعّالاً. فهي غالباً ما تجد صعوبة في مواجهة تحدّيات التربية. وفي أكثر الأحيان، تكون غير قادرة على تقديم خدمتها النوعيّة أو غائبة."

وطلب البابا: "يجب أن يُترجم تفضيل الشبيبة والإلتزام معهم اللذين يُميّزان مهمّة دون بوسكو في التزامٍ مُشابه لإشراك العائلات وتثقيفها."

وذكّر البابا أنّ "دون بوسكو أراد أن تُستكمل مهمّته في الكنيسة بخيار الحياة المكرّسة. واليوم أيضاً، بإمكان التيّار السالسيّ أن ينمو في الأمانة الربّانيّة فقط إذا ظلّت فيه نواة قويّة وحيويّة من الأشخاص المكرّسين. لذلك، ولتعزيز هويّة الجمعيّة بأسرها، يرتكز التزامكم الأوّل على تعزيز دعوة كلّ سالسيّ على العيش بالكامل أمانة دعوته إلى الحياة المكرّسة."

وطالب البابا "بتثقيف راسخ" و"باعدادٍ ثقافيّ كامل" مع "إدراك إنسانيّ حقيقيّ وحسّ رعويّ قويّ".

كما ذكّر البابا بالاحتفال الجماعيّ اليوميّ بالافخارستيا، وبالقراءة الإلهية، "حياة متواضعة، فقيرة ومُتقشّفة" مُذكرأً أنّ سياق العولمة يتقدّم في الثقافة المُعاصرة " غير موفّرٍ جمعيّات الحياة المكرّسة".

وأوضح البابا: "من هنا، تنشأ الروحانية الحقيقيّة للإخلاص الرسوليّ والمُشاركة الكنسيّة" " وتكمن ضمانة إزهار جمعيّتكم في الوفاء للإنجيل … ولقاعدة حياتكم، وبخاصّة لنمط حياة متقشّفة وفقر إنجيليّ ممارس بشكل متماسك، والمحبّة المُخلصة للكنيسة ونذر ذاتكم السخيّ للشبيبة وبخاصّة للأكثر حاجة وحرماناً منهم."

وهذا هو بالتحديد "النموذج الرسوليّ" الخاصّ بالسالسيّين الذي بامكانه أن يُلبّي "هذه الإلحاحيّة التربويّة الكبيرة" التي سبق لبندكتس السادس عشر أن أوضحها في رسالته حول التربية التي وجّهها إلى أبرشيّته.