ذخائر القديسة تريزيا الصغيرة في الأردن

تحت شعار "ورود تريزيا على أرض المعمودية"

بقلم الأب رفعـت بدر

الخميس 3 أبريل 2008 (Zenit.org).

بكل فرح وغبطة وتأثر، استقبلت الكنيسة الكاثوليكية في الأردن يوم الخميس 27 آذار 2008 ذخائر القديسة تريزيا الطفل يسوع والوجه الأقدس، تحت شعار : "ورود تريزيا على أرض المعمودية". وكان على رأس المستقبلين في مطار عمان الدولي المطران سليم الصايغ، مطران اللاتين في الأردن والأب وسام منصور، المرشد العام للشبيبة المسيحية في الأردن، والمنسق العام للزيارة. ثم توجه الموكب من مطار عمان، الى كنيسة الراعي الصالح في مركز سيدة السلام، مقر الزيارة في الأردن، حيث استقبلها جمهور من المؤمنين بالترانيم والأدعية والدموع. وبعد فتح الصندوق، وضعت الذخائر على طاولة مزينة خصيصا للمناسبة، الى جوار هيكل الكنيسة، يظللها تمثال كبير للقديسة تريزيا، وقام الأب وسام بتبخير الذخائر، علامة لترحيب وتقدير الكنيسة، برعاتها ومؤمنيها بهذه الضيفة العزيزة.
وفي اليوم التالي تجمع مئات الشباب والشابات من مختلف كنائس ورعايا الأردن في يوم خاص حول ذخائر القديسة تريزيا . وبما أن الكنيسة في الأردن ما زالت تعيش في الزمن الأربعيني فقد طغى جو التوبة والاستغفار على أحداث اليوم من خلال التقدم الشباب والشابات من سر الاعتراف والتوبة، بحضور عدد من الكهنة، ومن خلال رياضة درب الصليب التي ترأسها الأب وسام منصور، المرشد العام للشبيبة المسيحية في الأردن، والأب عماد علمات ، الكاهن المساعد في الزرقاء الشمالي، حيث حمل الشباب ذخائر القديسة تريزيا خلف صليب خشبي كبير وساروا بهما في الهواء الطلق على مدار 14 مرحلة.
وكانت قمة اللقاءات في الذبيحة الإلهية التي ترأسها المطران سليم الصايغ، مطران اللاتين في الأردن، الذي أتى إلى مركز سيدة السلام، مقر الذخائر، مشيا على الأقدام بمسافة 15 كم وقد اخبر الشبيبة المصلية معه بأنه قد وعد تريزيا في دير ليزييه في فرنسا عام 1998، بنذر بأن يسير على مسافة 15 كم إذا ما تحقق مركز الشبيبة المسيحية الكائن إلى جوار كنيسة الراعي الصالح التي احتفل بها بالذبيحة الإلهية. وها هو قد أنجز اليوم نذره بالسير نحو الذخائر، بعدما أنعم الله عليه بأن يبصر المركز الحلم متحققا. وحث المطران في العظة الشبيبة على ان يتمثلوا بتريزيا وبخاصة في صمتها الذي خلق لها التوازن الداخلي والعاطفي والتوازن في علاقتها مع القريب، بالإضافة طبعا إلى دور الصمت في إحياء حياة التقوى والصلاة.
وبعد الانتهاء من الاحتفالات الليتورجية كان موعد الشبيبة في ذات المكان مع عرض مسرحي من اداء شبيبة يسوع الملك في المصدار تحدث عن تريزيا وفضائلها بعنوان "عيش الحب" حيث يأتي العديد من الشباب إلى تريزيا باحثين عن مثل أعلى، فتعطي لكل منهم قلبا احمر دلالة على رسالة المحبة التي على الشاب المسيحي إن يعيشها اليوم في كنيسته وفي مجتمعه.
هذا وستبقى ذخائر القديسة تريزيا في الأردن لغاية الرابع عشر من نيسان حيث تجري يوميا احتفالات واستقبالات لها في مختلف رعايا الأردن الكاثوليكية. وأعدّت لذلك تنظيمات روحية ورعوية ، حيث أحيت العديد من الرعايا أيام تساعية خاصة لاستقبال الذخائر ، وأعدّت كتيبات خاصة وأعلام وصور ملأت الساحات وجدران الكنائس والمدارس ومقرات الحركات الرسولية ، فيما نظمت رياضات روحية لمختلف الفئات من علمانيين وأكليروس، من بينها كهنة البطريركية اللاتينية ، والجمعيات الرهبانية المتواجدة في الأردن ، أرض المعمودية.