كلمتي في يوم سيامتي الكهنوتية
الأب انطونيوس مقار إبراهيم
راعي كنيسة القديس انطونيوس ابو الرهبان للاقباط الكاثوليك
مقدمة :
بنعمة ربنا يسوع المسيح وإرشاد الروح القدس وبمعونة العذراء مريم القدّيسة وصلاة غبطة أبينا البطريرك أنطونيوس نجيب بطريرك الإسكندرية وسائر الكرازة المرقسيّة للأقباط الكاثوليك وبركته، أتقدّم لخدمة المذبح الإلهيّ شاكرًا الربّ من أجل كلّ من غبطة أبينا البطريرك المارونيّ مار نصرالله بطرس صفير وسيادة المطران بولس مطر رئيس أساقفة أبرشيّة بيروت المارونيّة، على، استعداده الدائم في تحمل مسؤولية رعايتنا.وتخصيص مكان لإقامة الشعائر الدينيّة حسب الليتورجيا القبطيّة الكاثوليكيّة. وقد دبّرت العناية الإلهيّة كنيسة القدّيس أنطونيوس الكبير المارونيّة في منطقة جديدة المتن مركزًا موقتاً للخدمة والتعاون مع كهنة الرعيّة الخوري جوزيف أبو غزالة والخوري حنّا عيد اللذين أكنّ لهما كلّ تقدير واحترام على تعاونهما ومحبتهما واستعدادهما الدائم لتحقيق ما نصبو إليه في رعاية شؤون أبنائنا وإخوتنا الأقباط العاملين في لبنان. أشكر بنوع خاصّ سيادة المطران يوحنا قلته على تفضله الكريم بالحضور خصيصاً إلى لبنان لمنحي نعمة الكهنوت داعياً الله أن يثبته ويمنحه المزيد من القوة والفكر، وليسدد الله دائماً خُطاه في درب الحق. كما إنّي أتوجه بشكر خاص لسيادة المونسنيور توماس حليم حبيب المستشار الأوّل للسفارة البابويّة في لبنان على محبّته وعطاءه في مرافقتي – بالاحتفال بالذبيحة الإلهيّة – منذ أن نِلت درجة الدياكونية (الانجيلية).
اعبر عن شكري الخالص إلى حضرة الأخ نور الراعي الحكيم لنشر رسالة يسوع المسيح في زمن مليء بالمصاعب والتشويش، ولمرافقته لنا وتشجيعه الدائم وصلاته من أجل تحقيق مشيئة الرب في أن أكون خادمًا لكلمة الانجيل، وأشكر أسرة تيلي لومييار ونور سات بأعضائها كلّهم على تفضّلهم الكريم بالوقوف معنا في ظروف الحياة جميعها الفرحة منها والحزينة. لا يفونتي التوجّه بالشكر إلى سيادة المطران إبراهيم إسحق راعي ايبارشية المنيا للأقباط الكاثوليك الذي تفضلّ بمنحي الدرجات المقدّسة (درجة الرسائليّة والدرجة الإنجيليّة في الصيف الماضي في مدينة المنيا المُحبّة للمسيح. أشكر العائلة وعلى رأسها أمي التي تشاركنا الآن الفرحة من السماء وهي من بقيت تدعو لي بالتوفيق الدائم في كل ما كنت أفكر فيه وقد تمّ بدعائها. ولن أنسى أبي الرجل الذي كافح وعمل أجيرًا يفلح الأرض ويرويها في الليل والنهار من أجل تأمين لقمة العيش بشكل لائق وكريم وادعو لك يا أبي أن تبقى الأب الحنون والزوج المحبّ لزوجة حلّت محلّ الأم فكانت لها خير خلف. أدعو لأفراد العائلة كلّهم، أخي وزوجته وأولاده وإخوتي وأقاربي في مصر ولبنان جميعهم بالبركة. وأطلب من الله من أجل عائلتي هنا في لبنان زوجتي وابني ان يغدق عليهما المزيد من نعمه فهو أبو النعم والعطايا كما أدعوه من أجل كلّ فردٍ من أفراد رعيّة الأقباط الكاثوليك الناشئة في لبنان وأبناء رعيّة مار أنطونيوس المارونية راجيًا لهم المزيد من البركة والخيرات.
شكري العميق لجميع الحضور من قريبٍ ومن بعيدٍ الاباء المطارنة والكهنة والرهبان والراهبات والعلمانيين واخوتي الشمامسة من طريق الموعوظين الذين ينالون معي اليوم أولى درجات الكهنوت ادعو الله لهم أن يرعاهم بحبِه الابوي في كلِّ حين. وسعادة السفير احمد البداوي سفير جمهورية مصر العربية في لبنان والوفد المرافق له.والسيد انطوان جبارة رئيس بلدية جديدة المتن وكل اعضائها.
شكر خاص لكلٍ من :
تلفزيون تيلي لومييار ومحطة نور سات الفضائية وفريق العمل الحاضر معنا اليوم على تغطية هذا الحدث مباشرةً على الهواء.
مجلس رعية القديس انطونيوس الكبير في جديدة المتن وعلى رأسهم الخوري جوزيف أبو غزالة على مساندتهم لي ومساعدتهم الرب يباركهم جميعاً.
القائمين على ادارة مطابع المعوشي وزكريا وعلى رأسهم الشيخ ضاهر المعوشي والآنسه سيلين المعوشي لمساهمتهم الكبيرة في طبع هذا الكتاب الذي بين ايديكم.
عمي نعيم يوسف العضم الرئيس الاسبق لبلدية زوق مصبح والدكتور فؤاد نجيب متني على مساعدتهم السخية النابعة من محبتهم .
زوجتي اندريه نعيم العضم وابننا نعيم الذي رافقنا ببراءته الطفولية وصلاته على طريقته التي يعرفها الله وحده. ليعوض الرب على جميعهم وعليكم بالصحة والعافية والخير الابدي .
تعلمت أن أكون مكتفياً بما أنا عليه: عبارة استقيتها من الرساله إلى أهل فيلبي 4/11. يعبر فيها بولس على أن المسيح وحده هو الكفاية وهو الحل وهو ايضاً الذي يقويه. يظهر القديس بولس في هذا الفصل فرحاً عميقاً لا بسبب المعونات المادية التي تلقاها بل لأجل النمو الروحي الذي تدل عليه الجماعة في عيش التضامن بين افرادها.حيث تتحول العطايا المادية وتؤول إلى غناهم الروحي لأن الله حاضر في هذا التبادل.أعرف أن أعيش في الضيقة، كما أعرف أن أعيش في السعة وفي الظروف جميعها اختبرت الشبع والجوع، والفرح والضيق، وأستطيع كلّ شيء في المسيح الذي يقويني.
أيها الشباب : " أن كل كاهن يؤخذ من بين الناس ويُقام من اجل الناس في خدمة الله، وهنا نجد صفتين الأولى " مأخوذ من الناس " لذا يستطيع أن يمثلهم لدىّ الله والثانية " دعاه الله" فيمكنه أن يقدم القرابين والذبائح، عن نفسه وعن الآخرين. اخوتي الشباب أنا منكم وعشت مثلكم وتعبت كثيراً وعانيت ما تعانون منه، ولذا فأنا لكم ومعكم في خدمتكم، وأنتم عيشوا التضامن الجماعي ففي التضامن تظهر صورة الله الحقيقة صورة المحبة، وكما أنا مُطالب بالكثير أنتم أيضاً مُطالبين بأن تطيعوا مدبريكم في الايمان. واظبوا على الكنيسة، ولا تتركوا وقتاً يضيع منكم من دون أن تلتقوا بيسوع المسيح. يسوع حاضر في كل مكان، في مكان عملكم إلتقوا به بطاعتكم لربّ العمل، وأمانتكم للعمل، والتزامكم بالوقت، كونوا أسخياء فيجود عليكم الرب بأكثر مما تسخون به. تذكروا دائماً هذا القول "الأمين في حياته هو في منزله إينما حلَّ مهما بعُدت المسافة، والخائن هو غريب عن منزله ولو كان فيه بالفعل، بل هو أيضاً غريبٌ عن نفسه. لا تقلقوا فالقلق يعيق مسيرة الانجيل، وعلينا أن نلقي على الرب همّنا وهو يفعل ما يريده.
نحن اليوم مدعوون إلى أن نكون يداً واحدة، ولا نفرّق بين شخصٍ وشخص، أو كنيسةٍ وكنيسة. التفريق هو من عملُ الشرير أما الجمع فهوعمل الروح القدس ونحن واحد بالمسيح، وجسد المسيح يجمعنا إينما كُنا. افرحوا في الرب. اخوتي الشباب تذكروا هدفكم الاساسي الذي اتيتم من اجله وتركتم ذويكم وتحملتم الكثير الكثير من الصعوبات،والمشقات في سبيل الرزق الحسن والعمل الكريم.
أود أن اُصلي في هذه المناسبة المباركة لمن رحلوا عنّا من آباءٍ مصريّين ولبنانيّين وكان لهم في نفسي الأثر الكبير في تعزيز محبّة الكنيسة والخدمة فيها: القمص داوود يسى والاب برسوم بشرى والشهيد الاب يوحنا انطون الذي خدم الكهنوت فترةً وجيزة. كان دُمك يا أبونا يوحنا، خانقًا للشوك لا بل أباده تماماً لترتوي النبتة وتصير رعيةً كبيرةً ترعاها من السماء مع من جاء من بعدك. وقدس الاباتي جناديوس يوسف العضم الراهب المريمي الماروني، الذي تعلمت منه الالتزام بالوقت والحفاظ على روح الجماعة. رحمهّم الله وجعلهم يتنعمون به في ملكوته، ومنحنا نحن بعطر صلاتهم وشفاعتهم الثبات في الخدمة .شكراً للاباء الذي قادوني إلى الاكليريكية علموني فيهاولاسيما الاب القمص بولس فهمي محروس راعي الكنيسة المرقسية للاقباط الكاثوليك في محافظة بني سويف ومَن خدمت والذين تعاملت معهم في مصر والسودان وهنا في لبنان. وهنا أتوجه بصفةٍ خاصة بشكر من القلب إلى كلٍ من الاب يوسف انور راعي كنيسة أم الرحمة الالهية للاقباط الكاثوليك في منهري والاب مخائيل ابراهيم راعي كنيسة الملاك مخائيل في عزبة الهريف والاب جوزيف ابوغزالة والاب حنا عيد الذين عملوا بكل محبة وإخلاص على منحي المزيد من التمكن في الاداء الجيد للعمل الرعوي.
الاب انطونيوس مقار ابراهيم