حياة القديس يهوذا تدّاوس

                                 تــقــديــــم

 

هذا الكتيب يحوي مـختصر عن حياة القديس  يهوذا تدّاوس، والذي  عُرف بأنه شفيع الأمور الـمستحيلة والحالات الـمستعصية وفق الـمفهوم والـمعيار البشري، مع مجموعة من الصلوات طلبـاً لشفاعته وصلوات للشكر بعد نوال النعمة الـمطلوبـة. فلنطلب من الرب أن يكون هذا الكتاب ذا فائدة روحية ولأن تنطبع فـي قلوبنـا صورة يسوع، وفى حياة كل من يقرأه بـركة وشفاعة القديس يهوذا تدّاوس.

 

                                                 نبيل حليم يعقوب

لوس أنجلوس فى مايو ‏2003‏‏

 

 



                        الفهرس

1.      من هو القديس يهوذا تدّاوس؟

2.      صلاة التساعيّة للقديس يهوذا تدّاوس

3.      صلاة فعّالـة لطلب نعـمة مـا

4.      صلاة الشكر

5.      طلبة للقديس يهوذا تدّاوس

6.      تأمل فـى رسالة القديس يهوذا

7.      كيفيـة إكرام القديس يهوذا تدّاوس

8.      مسبحة القديس يهوذا تدّاوس

                      ___

   _________                  

  

 

              مـن هـو القديس يهوذا تدّاوس؟

1. هو أحد الإثنا عشر رسولاً

يذكر لنا الكتاب الـمقدّس فـى الإنجيل حسب القديس متى أسماءهم كالآتـي:

"وهذه أسماء الإثنى عشر رسولاً.الأول سمعان المدعو بطرس ثم اندراوس أخوه ويعقوب بن زبدي ويوحنا أخوه وفيلبس وبرتلماوس وتوما ومتى العشار ويعقوب بن حلفى ولبّاوس الـملّقب تَدّاوُس وسمعان القانوي ويهوذا الإسخريوطي الذى أسلـمه"(متى2:10-3).

وجاء أيضاً إسمه فـى الإنجيل حسب القدّيس مرقس ضمن الإثنا عشر رسولاً الذى عيّنهم السيد الـمسيح ليكونوا معه وليرسلهم للكرازة:"تدّاوس"(مرقس16:3-19).

أمـّا الإنجيل بحسب القديس لوقـا فنجد إسم آخـر ضمن الرسل: "سمعان الذى سمّاه بطرس وأندراوس أخـاه ويعقوب ويوحنا وفيلبّس وبرتلماوس ومتّى وتوما ويعقوب بن حلفى وسمعان الـمدعو الغيور ويهوذا أخا يعقوب ويهوذا الإسخريوطى الذى أسلمه"(لوقا15:6-16).والإنجيل بحسب القديس يوحنـا نجد إسم يهوذا:"فقال له يهوذا وهو غير الإسخريوطي يارب كيف أنت مزمع أن تظهر لنا ذاتك ولا تظهرها للعالم"(يوحنـا22:14).

2. هو أيضاً كاتب الرسالة الأخيرة (رسالة القديس يهوذا) الـموجودة بالكتاب الـمقدّس، فى العقد السابع من القرن الأول الـميلادي (أي مابين 62 و65 ميلادية).

3. وهـو أيضاً أحد اخوة الرب يسوع والذين جاء فى الإنجيل انهم كانوا يُدعَون إخوة يسوع:

– عندما دهش اليهود من تعليم يسوع وحكمته وقالوا:"من أين له هذه الحِكمة والقوات.أليس هذا هو إبن النجّار. أليست أمـه تدعى مريم واخوته يعقوب ويوسي وسمعان ويهوذا"(متى55:13).

– "أليس هذا هو النجّار إبن مريم وأخا يعقوب ويوسي ويهوذا وسمعان.أوليست أخواته ههنا عندنا.وكانوا يشكون فيه"(مرقس3:6).

– فى رسالة القديس يهوذا نجده يقول عن نفسه:"من يهوذا عبد يسوع الـمسيح وأخي يعقوب"(يهوذا1:1).

وبهذا يكون القديس يهوذا تدّاوس هو أخو يعقوب ابن حلفى ولقد أجمع علماء الكتاب الـمقدس أن يعقوب بن حلفى هو الذى جاء عنه فى سفر أعمال الرسل وهو الذى كان أسقفاً لأورشليم وكاتب أول رسالة من الرسائل الكاثوليكية فلقد توفى يعقوب بن زبدي قبل كتابة سفر اعمال الرسل كما جاء فى سفر أعمال الرسل:"وفى ذلك الوقت مدّ هيرودس الـملك يديه ليسئ إلى أناس من الكنيسة فقتل يعقوب أخا يوحنا بالسيف"(اعمال1:12-2). وعليه فيكون الـمشار إليه فى سفر أعمال الرسل ورسائل القديس بولس هو يعقوب إبن حلفى أحد إخوة الرب:

– " بطرس بعد خروجه من السجن قال:"أخبـروا يعقوب والإخوة بهذا"

    (اعمال17:12).

– وأيضا جاء ذكره فى أول مجمع فى أورشليم"أجاب يعقوب قائلاً أيهـا الرجال الإخوة اسمعوا لي"(اعمال13:15) و عند عودة بولس الى أورشليم "وفى الغد دخل بولس معنا إلـى يعقوب.."(اعمال18:21).

ويعقوب الصغيـر أو إبن حلفى هو الذى كتب فى بدء رسالته "من يعقوب عبد الله والرب يسوع الـمسيح إلى.."(يعقوب1:1).

والقديس يهوذا تدّواس كان أبـوه هو "حلفى" أو "كلوبا"، وهذان الإسمان  "كلوبا" و"حلفى" قد أجمع علماء الكتاب المقدس أنهما لشخص واحد (كلوبا باللغة اليونانية وحلفى هو الإسم اليهودى له كما أخذ شاول وهو إسم يهودى إسم بولس بعد ذلك وهو اسم يوناني). وأمـا أمـه فإسمهـا "مريم" التى جاء ذكرهـا كواحدة من الـمريـمات اللواتـى كن مع مريم العذراء عند الصليب:" "وكانت واقفة عند صليب يسوع أمه وأخت أمه مريم التى لكلوبا ومريم المجدلية"(يوحنا 25:19). وأخت هنا لا تعنى شقيقة بل إبنة عم أو عـمّة أو إبنة خال أو خالة كما فى العادات الشرقيـة. وبهذا يكون يهوذا تدّاوس هذا هو ابن حلفى واخاً ليعقوب ويوسي وسمعان. ولقد قيل ان القديس يهوذا لصلـة القرابـة هذه للسيد الـمسيح،انـه كان له شبه

كبيـر بيسوع.

ولقد عاش هذا القديس طفولتـه مع يسوع فى الناصرة(مرقس3:6). ولـم يُذكر أي شيئ عن صناعته قبل أن يدعوه السيد الـمسيح ليكون أحد الإثنا عشر رسولاً،ولكن يقال انـه ربـما كان يعمل بالصيد أو فى الزراعـة لأنـه كان من سبط يهوذا الـمشهورين بالزراعـة.

معنـى إسم "يهوذا تدّاوس

إسم "يهوذا"Jude or Judas وهى كلمة عبريـة معناهـا "حَـمْد أو الـممدوح"،وتنطق فى اللغة الأراميـة Yehuda،وتنطق فى اللغة اليونانيـة Ioudas. أمـا إسم "تدّاوس"Thaddaeus وهى كلمة أرامية أصلاً فيعنى "الكريـم".وفى بعض الترجمات جاء إسم يهوذا بإسم "لبّاوس"Lebbaeus وهـى كلمة أرامية معناهـا "ذو القلب أو صاحب القلب". وبهذا يكون هو الرسول صاحب القلب ورجل العاطفة والـممدوح.

رسالته التبشيريـة:

بعد موت وقيامـة السيد الـمسيح ذهب القديس يهوذا تدّاوس للتبشير فى

آسيا الصغرى والعراق وإيران وسوريـة وأيضاً ليبيا،فلقد ذهب مع القديس

سمعان القانوي أو سمعان الغيور الى مملكة إسمها "أدسا"Edessa وأجريت على أيديهما العديد من الـمعجزات وأسس كنيسة هناك.

ولقد قيل أن الملك أبجارا Abagaro ملك أدسا، قد سمع بأنباء عن يسوع الـمسيح ومعجزاتـه فبعث إليـه برسالة مع رسول خاص يدعوه للقدوم إليـه،ومن شدة الشوق لقدوم يسوع إليـه، أرسل أحد فنانى الـمملكة لرسم صورة ليسوع،ولكن لـم يستطع ذلك الرسام أن يقوم بذلك لشدة إعجابـه بالرب يسوع،ولقد نقل الـمؤرخ يوسابيوس هذه القصة وجاء بنص لرسالة الـملك وبرد السيد الـمسيح عليهـا،وجاء أيضاً أن يسوع قد أمسك بقطعة من القماش وطبع وجهه عليهـا وأعطاهـا لذلك الفنان الذى عاد لبلده وأعطاهـا للـملك أبجارا الذى فرح بهـا جداً وتم شفاءه. وعادة مـا تظهـر صورة القديس يهوذا تدّاوس وهو يحمل على صدره صورة للسيد الـمسيح تذكاراً لتلك الحادثـة.

ثم عاد القديس يهوذا لحضور الـمجمع الأول فى أورشليم كما هو مذكور فى سفر أعمال الرسل (أعمال15). ثم ذهب مرة أخرى الى مملكة العراق (ما بين النهرين) وكانت تلك الـمنطقة مملوءة بفساد شديد لدرجة ذبح الأطفال للآلهـة،والـموتى كانوا يُلقون فى الحقول كسماد. وفى بلاد العراق والفرس كان هناك ساحران وثنيان هما Zaroes and Arfaxatحاولا بكل قوة إعاقـة التبشير ولكن الرسولان أجريت على أيديهما العديد من الـمعجزات حتى ان التماثيل كانت تتكلم معلنة انهما رسولان من اللـه،ومع إنتشار الإيمان زادت هجمات الكهنة الوثنيين عليهمـا وتم القبض على الرسولان يهوذا وسمعان القانوي وتم قتلهمـا.

كيفيـة إستشهاده:

يذكر التقليد الكنسي أن القديس يهوذا قد ضُرب بالحديد وتم فصل رأسه عن جسده على أيدي الكهنة الوثنييـن،ومات فى الفترة ما بين 65-70ميلادية، ولقد تم نقل جسده إلـى روما وهو الآن موجود فى كنيسة القديس بطرس.  ولقد أعلن البابا بولس الثالث عام 1584 منح العديد من البركات لكل من يزور قبر هذا القديس فى عيده.

عيـده:

تحتفل الكنيسة الكاثوليكية الرومانيـة بعيد القديس يهوذا تدّاوس فى يوم 28 أكتوبـر من كل عـام، أمـا الكنيسة الشرقيـة فذُكر أن عيده يقع فى يوم 19 يونيو.

إكرامـه:

لقد عُرف عن هذا القديس بأنـه شفيع الحالات الـمستحيلة

والـمستعصية فـى نظر البشر، وشفيع العاملين بالـمستشفيات،وشفيع من

لا رجاء لهـم.

وهـو بهذا يشابـه القديسة ريتا دى كاشيا التى يُطلق عليهـا انهـا شفيعة الأمور الصعبـة.ولقد ذكر ان السيد الـمسيح قد ظهر للقديسة بريجيت

 St. Bridget of Sweden  (+23يوليو1373م) ،وطلب منها أن تجعل القديس يهوذا شفيعها لأن لـه إيـمان عظيم وهو سوف يُسرع الى الـمساعدة لكل من يلتجئ إليـه.

ولقد بدأ فـى إكرام هذا القديس منذ القرون الوسطى بعد أن إنتشرت أخبار الـمعجزات التى تمت نتيجة الإلتجاء الى شفاعتـه. وبدأ فى إكرام هذا القديس فى بداية القرن الثامن عشر وخاصة فى ايطاليا واسبانيا وانتشر حتى جنوب امريكا واخيرا فى امريكا منذ عام 1920،حيث كان للصلوات وطلب شفاعـة هذا القديس من الـمهاجرين الجدد وخاصة أمام ضغوط العمل وتغيير نمط الحياة وفى حالات الركود الإقتصادي والحرب العالمية الثانية، الأثر الكبير لإنتشار تكريـمه فـى أمريكا والغرب عمومـاً عنـه فـى الشرق. 

                   ___________________

 

         صلاة التساعيـة للقديس يهوذا تدّاوس

مـا الـمقصود "بالتساعيـة"؟

"التساعيـة" هـى تلاوة صلوات فعّالـة مع تقديم الإكرام لطلب نعـمة مـا بشفاعـة وصلوات أحد القديسين لـمدة تسعة أيام متتاليـة وذلك بإستحقاقات موت وقيامـة السيد الـمسيح. 

أمـا رقم (9) فهو رقم يرمز للكمال كالرقم(3) و(7)،وكان قدماء اليونان و الرومان يقيمون العزاء لمدة تسعة أيام متتاليـة ليوم الوفاة،وكان الـمسيحيون الأوائل يقدمون ذبيحة القداس لمدة تسعة أيام متتاليـة

من أجل راحة نفس الـمتوفـى.  وهناك من يقول انـه يرجع لمدة التسعة أيام التى كانت ما بين صعود السيد الـمسيح وحلول الروح القدس،فقبل صعود السيد الـمسيح للسماء قال لتلاميذه: "أن لا تبرحوا من أورشليم"،حتى ينالوا قوة الروح القدس،وبينما هم ينتظرون الـموعد "كانوا مواظبين على الصلاة بنفس واحدة"(أعمال الرسل14:1)، وكان ذلك بعد تسعة أيام. والكنيسة تحتفل يوم الخميس بعيد الصعود وبعد تسعة أيام تاليـة تحتفل بذكرى حلول الروح القدس يوم الخَمسين والـموافق يوم الأحد. وكتذكار لتلك الأيام التسعة وضعت الكنيسة ترتيبـاً لتلاوة صلوات خاصـة قبل الأعياد أو الـمناسبات الدينيةولهذا أُطلق عليهـا إسم "تساعيـة"Novena من الترجمة اللاتينية للكلمة "Novem  والتى تعنى الرقم 9.

                      __________________

                            اليـوم الأول

           القديس يهوذا تدّاوس رسول الشفاء

تأمـل: أن القديس يهوذا تدّاوس،بلا شك،قد إنتقل مع يسوع من قريـة إلـى أخرى وشاهد قوة يسوع على الشفاء، وربما قد رأى شفاء العشرة البرّص والـمرأة النازفـة الدم وإقامـة لعازر، وإستمع لصراخ الأعمى طالباً الرحمة من يسوع (لوقا39:18-43). وهـو كان واحداً من الرسل الذين أعطاهم الرب قوة وسلطانـاً على شفاء الأمراض(لوقا1:9-2)، وأرسلهم إثنيـن إثنين "فأخرجوا شياطين كثيرين ومسحوا بالزيت مرضى كثيرين فشفوهم"(مرقس13:6). وبعد صعود السيد الـمسيح للسماء،قام القديس يهوذا تدّاوس والرسل بالتبشير فى كل مكان و"كان الرب يعمل معهم ويثبّت الكلام بالآيات"(مرقس20:16).

صلاة:يـا قديس يهوذا تدّاوس يا من شاهد وعايـن قوة الشفاء لربنـا يسوع الـمسيح، وشاهدت عِظم محبتـه للـمرضى، وقمتَ أنت بنفسك بحمل تلك الرسالة وذلك بتلك القوة والسلطان الـممنوح لك من قِبل الله للشفاء وصنع الآيات لـمجد إسـمه القدوس. فها نحن نسألك أن تمد تلك القوة وترسل نعمة اللـه لشفاء أمراضنـا وتخفيف آلامنـا وتقويـة نفوسنـا وتعضد فـى قلوبنـا الرجـاء. وأعدك بأن أحمل أخبار معجزات الشفاء للآخريـن حتى يعودوا إلـى الله مسبّحيـن وشاكريـن. آميـن.

تتلى صلوات "الأبانـا" و"السلام" و"الـمجد".   

                     ________________

                          اليـوم الثانـي

           القديس يهوذا تدّاوس رسول الصلاة

تأمـل: لقد علّم السيد الـمسيح القديس يهوذا تدّاوس الصلاة بإيـمان وثقـة والتى يمكن أن تنقل الجبال،فكانت صلاة القديس متشبعـة بكلمات يسوع:"أسألوا فتعطوا.أطلبوا فتجدوا.إقرعوا فيفتح لكم"(لوقا9:11). ونحن نعتقد أحيانـا كثيرة أن صلاتنـا غير مستجابـة أو أن الله لا يستمع لهـا، لكن كان القديس يهوذا يصلّي بثقـة فى تعليم يسوع:"تأملوا الزنابق كيف تنمو..فلا تطلبوا ما تأكلون أو ما تشربون ولا تقلقوا..أبوكم يعلم انكم تحتاجون إلـى هذا بل أطلبوا ملكوت الله وهذا كله يُـزاد لكم"

(لوقا22:12-31). وعلى الرغم من أننـا أحيانـا كثيرة لا نفهم حكمة

الله فى آلامنـا وضيقاتنـا، لكن علينـا أن نتعلـم من صلاة السيد الـمسيح فـى البستان كيف نرفعهـا الى الله:"يا أبتِ إن كان يُستطاع فلتعبر عنيّ هذه الكأس. لكن ليس كمشيئتي بل كمشيئك"(متى39:26).

صلاة: يـا قديس يهوذا تدّاوس،يـا من خلال الصلاة كنت تقدم الشكر والتمجيد الى الله الصانع العجائب،وطالبـا القوة لقبول التحديات والصعاب فى رسالتك،وواضعاً كل ثقتك فى رحمة الله، مؤمنـا تماماً بأن الله يحبك، وتتفهـم جيداّ مدى أفراحك وأحزانك،ودموعك وآمالك،وسقوطك وقيامك ومقدمـا إياهـا للـه تعالـى، وتعلـم جيداً بأنـه لا يوجد شيئ غير مستطاع عند الله, فنسألك أيهـا القديس أن تصلّي أمام العزّة الإلهيـة من أجل أن نـمتلئ من قوة الله حتى نعرف إرادتـه فـى حياتنـا وأن نسلّم لـه كل ذواتنـا تسليـماً مطلقـاً،وواعداً إياك بأن أصليّ يوميـا للرب بكل ثقة وإيمان لأكون ملكاً لـه. آميـن.

تتلى صلوات "الأبانـا" و"السلام" و"الـمجد".   

                        _______________

                          اليـوم الثالث

           القديس يهوذا تدّاوس شفيع الـمتألمين

تأمـل: كما حدث مع باقـي الرسل والتلاميذ فلقد عانـى القديس يهوذا

من آلام الإضطهادات حتى نال الشهادة لأنـه قد صمّم على مواصلة

رسالـة السيد الـمسيح. لقد قبل التحدي والشرط الذى وضعـه الرب يسوع لـمن يتبعـه:"من أراد أن يتبعنـي فليكفر بنفسه ويحمل صليبه كل يوم ويتبعنـي" (لوقا23:9). ففى وسط الصعوبات التى لاقاهـا القديس يهوذا آمن بقول الرب يسوع:"تعالوا إلـيّ يا جميع الـُمتعبين والـمثقلين وأنا أريحكم. إحملوا نيريّ عليكم وتعلّموا منيّ أنـيّ وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لأنفسكم لأن نيريّ ليّن وحملي خفيف"(متى28:11-30). بلا شك، لقد فهم القديس يهوذا هذا،ومن أن آلامـه تتحد بآلام السيد الـمسيح الـمخلّصة،ومردداً قول القديس بولس:"إنـيّ أفرح الآن فى الآلام من أجلكم وأتّم ما ينقص من شدائد الـمسيح فى جسمي لأجل جسده الذى هو الكنيسة"(كولوسي26:1). من أجل ذلك فعندما نتألـم فلنتذكر آلام ربنـا يسوع الـمسيح فهى ستساعدنـا حتماً على الصبر والإتحاد بآلامـه الـمحييـة.

صلاة:يـا قديس يهوذا،لقد ظللت ثابتـاً على إيمانك حتى الـموت، وقدّمت حياتك من أجل أن يحيـا الأخريـن.لقد تحملت الآلام الجسديـة والعذابات النفسية، ولكنك بسرور وفرح قدمتهـما للرب يسوع لتتحد بآلامـه الـمحييـة من أجل خلاص العالـم. نسألك الآن أن تتشفع لدى يسوع الـمسيح لكي نظل نحن ثابتيـن أمام الآلام والعذابات على الأرض،وساعدنـا لكي نضع كل ثقتنـا وحياتنـا فـى يد الرب. آمين.

تتلى صلوات "الأبانـا" و"السلام" و"الـمجد".      

                       _________________

                              اليوم الرابع

        القديس يهوذا تدّاوس رسول العدل والسلام

تـأمـل: مثل باقـى الرسل،كان القديس يهوذا قد تعلّم من مرافقتـه ليسوع وسماع تعاليـمه كيفية الجهاد من أجل العدل والسلام. لقد إستمع للعظة على الجبل الذى علّمنـا فيهـا يسوع:"طوبى لفاعلي السلام فإنهم أبناء الله يُدعون..طوبى لكم إذا عيّروكم واضطهدوكم وقالوا عليكم كل كلمة سوء من أجلي كاذبين.إفرحوا وابتهجوا فإن أجركم عظيم فى السموات"(متى9:5و11-12). لقد كتب القديس يهوذا فى رسالته:"أكتب إليكم وأعظكم أن تجاهدوا للإيمان الذى قد سلّم للقديسين"(يهوذا3). لقد جاهد القديس يهوذا تدّاوس لتثبيت كل ما وضعه السيد الـمسيح وعلّم بـه،وكما فعل الـمعلّم،بشّر القديس ببشرى الخلاص "للـمساكين ومنكسري القلوب وللـمأسورين بالتخلية وللعميان بالبصر"(لوقا18:4). فـى أغلب الأحيان نقاوم نحن الـمسيحيين التحدى الـمطلوب منـا لنشر ملكوت الله وتحقيق العدل والسلام، فنخاف من الإنتقادات والـمقاومـة،ونطلب دائما ما هو مريح ومقبول لنـا. ولكن لقد جاهد القديس يهوذا تدّاوس بغير عنف من أجل السلام ومصالحة البشر مع الله وآمن بانـه بغير العدل لن يكون هناك سلام حقيقي،ومن أجل ذلك عانـى هذا القديس متذكراً قول السيد الـمسيح:"تكونون مُبغضين من الكل من أجل إسمي"(متى22:10)،ولكنـه لم يفقد أبداً سلامـه ذلك السلام الذى أعطاه الرب يسوع له ولنـا:"سلامي أعطيكم.لست كما يعطي العالم أعطيكم أنا"(يوحنا27:14)   

صلاة:يا قديس يهوذا تدّاوس لقد بشّرت بكل شجاعـة بكلمة الله فى أصعب الـمواقف،وكما كان يعمل يسوع،دافعت عن الفقراء وقاومت الأغنياء وأصحاب القوة الغاشمة،ولـم تخف من أي إضطهادات أوآلام،بل وضعت فى قلبك سلام الـمسيح وتذكرت دائماً كلمات يسوع عن السلام والـمغفرة. أنصت الى صلاتنـا فى هذه الساعة من أجل العدل والسلام فى العالـم،وأطلب من الرب يسوع أن يهبنـا الشجاعة لنقف مع الحق وأن يساعدنـا لأن نكون صانعي السلام فى هذا العالـم الـمملوء بالحروب والإضطرابات وبين عائلاتنـا الـمملوءة أحيانـا بالإنقسامات. آمين

 تتلى صلوات "الأبانـا" و"السلام" و"الـمجد".   

                       ________________

                                  اليوم الخامس

           القديس يهوذا تدّاوس خادم شعب اللـه

تـأمـل:لقد تمتع القديس يهوذا تدّاوس بـمرافقتـه ليسوع كل يوم من حياة  يسوع الأرضيـة، وتعلّم كيف أن الله يحب الإنسان وكيف يجب علينـا أن نبادلـه ذلك الحب. فى أحيان كثيرة نريد أن الآخريـن يقوموا بخدمتنـا وأن يؤدوا نيابة عنـا ما يجب علينـا نحن عـمله، وأحيانـا ننافس الآخريـن لكى نكون نحن فقط فى الـمقدمـة. لقد تعلّم القديس يهوذا،وعلينـا نحن أيضاً أن نتعلم من كلمات السيد الـمسيح:"من أراد أن يكون فيكم كبيراً فليكن لكم خادمـاً. ومن أراد أن يكون فيكم أوّل فليكن لكم عبداً. كما أن ابن البشر لم يأت ليُخدم بل ليخدِم وليبذل نفسه فداءاً عن كثيرين"(متى26:20-28). وفى العشاء الأخيـر غسل السيد الـمسيح أقدام الرسل وبينهم القديس يهوذا لكي يريهم كيف تكون الخدمـة:"لأنّي

أعطيتكم قدوة حتى إنكم كما صنعت أنـا بكم تصنعون أنتم أيضاً"

(يوحنا15:13). من أجل ذلك لـم ينظر القديس يهوذا لأي مكافأة سيحصل عليهـا من خدمة الآخريـن،بل فلقد عاش حسب تعليم السيد الـمسيح الذى قال:"إذا فعلتم جميع ما أمرتم به فقولوا إنـّا عبيد بطّالون إنـما فعلنـا ما كان يجب علينـا فعلـه"(لوقا10:17). لقد تمم القديس يهوذا وصيـّة يسوع العظمى الذى قال:"أحبب الرب إلهك بكل قلبك وكل نفسك وكل ذهنك….أحبب قريبك كنفسِك"(متى37:22-40)،فالرب يسوع يريد منـا أن نحب هكذا كما أحب هـو:"كما أحببتكم أنـا تُحبّون أنتم أيضاً بعضكم بعضاً. بهذا يعرف الجميع انكم تلاميذي"(يوحنا34:13-35).

صلاة:يـا قديس يهوذا،على الرغم من انك قد أختيرت ضمن الرسل الإثنا عشر،ولكنك تعلّمت أن لا تتكبّـر أو أن لا تبحث عن الشهرة أو الـمجد،بل لقد وضعت نفسك فـى  خدمـة الآخريـن،فنسألك أن تصلّي لأجلنـا لكى نخدم الله بقلب كله عطاء وحب وسخاء،وأن نضحي بمصالحنا الشخصيـة من أجل خير الآخريـن،وتشفّع من أجلنـا أمام يسوع الذى بذل ذاتـه من أجل خلاصنـا لكي نحيـا فى إنكار الذات

وخدمة الآخريـن لـمجد إسم الله القدوس. آميـن.

تتلى صلوات "الأبانـا" و"السلام" و"الـمجد".

                       ________________

                             اليوم السادس

        القديس يهوذا تدّاوس رسول الصفح والمحبة

تـأمـل: لقد كان القديس يهوذا تدّاوس بشراً عاديـا مثلنـا،ولـم تأت قدرته على الصفح للآخريـن من ذاتـه،بل قد تعلّم كيف يغفر ويسامح من معلّمـه السيد الـمسيح،وربـما آثـّرت فى نفسه تعاليـم يسوع:"أحبّوا أعداءكم وأحسنوا الى مبغضيكم وصلّوا لأجل من يعنتكم ويضطهدكم لتكونوا بني أبيكم الذى فى السموات"(متى44:5-45)،وأيضاً:"كونوا كاملين كما أنّ أباكم السماوي هو كامـل"(متى48:5). لقد إمتدت رحمة يسوع وغفرانـه للخطـأة وحتى لـمن صلبوه "يا أبت أغفر لهم لأنهم لا يدرون ما يعملون"(لوقا34:23). لهذا قال بولس الرسول :"لا تغرب الشمس على غضبكم"(افسس26:4)،ودعانـا السيد الـمسيح قائلاً:"فإذا قدمّت قربانك الى المذبح وذكرت هناك أن لأخيك عليك شيئاً فدع قربانك هناك أمام المذبح وأمض أولاً فصالح أخاك وحينئذ أئت وقدّم قربانك"(متى23:5-24).

هـل حقـاً يمكننا أن نغفر لـمن آساء إلينـا؟، وكم مرّة أسامح وأغفر؟. عندمـا سأل القديس بطرس مثل هذا السؤال من قبـل للسيد الـمسيح كان الجواب:"لا أقول لك إلى سبع مرّات بل الى سبعين مرّة سبع مرّات"(متى22:18). وعندمـا علّم السيد الـمسيح الرسل كيفيـة الصلاة،وكان من بينهم القديس يهوذا، قال:"فإنكم إن غفرتم للناس زلاّتهم يغفر لكم أبوكم السماوي زلاّتكم"(متى14:6). من أجل هذا فلنسأل الله أن يهبنـا النعمة والقوة لكى نغفر لـمن أخطـأ إلينـا،لا بالكلمات فقط عندما نصلّي قائليـن:"أغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن لـمن آساء إلينـا"(متى12:6)،بل بالفعل ومن كل القلب.

صـلاة: يـا قديس يهوذا تدّاوس،يا رسول الرحمة والـمصالحة، ساعدنـا لكى نغفر لبعضنـا البعض،فأنت تعلـم عمق محبة ورحمة الله وضعفاتنـا، وتعلّمت من يسوع،إبن اللـه،كيف تكون رحيماً، وكيف تغفر لـمن أخطأ وآسـاء إليـك،ولـمن قدّمك للـموت. تشفّع لأجلنـا أمام الله الرحوم لكى يهبنا نعمة الصفح لـمن يسيئون إلينـا،ويساعدنـا لكى نرفع كل آثار للكراهيـة أو الحقد أو رغبة الإنتقام من قلوبنـا،وان تكون لنـا القوة لكى نغفر للآخريـن كـما يغفر اللـه لنـا. آميـن.

تتلى صلوات "الأبانـا" و"السلام" و"الـمجد".   

                      ________________      

                             اليوم السابع

القديس يهوذا تدّاوس الـمُبشّر بالأخبار السارة عن ملكوت الله

تـأمـل:لقد درّب السيد الـمسيح الرسل والتلاميذ لكى يذهبوا الى القرى ليبشروا بالأخبار السارة عن ملكوت الله،وبعد صعود يسوع الى السماء إستمر القديس يهوذا تدّاوس فى عمل الرب وتبع وصايـاه:"إذهبوا الآن وتلمذوا كل الأمم معمّديـن إياهم باسم الآب والإبن والروح القدس وعلّموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به وها أنا معكم كل الأيام إلى منتهى الدهر"(متى19:28-20).

أحيانـا نفكر ان الله لـم يدعونـا أو يرسلنـا، ونعتقد انـه لا يوجد لدينـا ما يـمكن أن نقدمـه للعالـم أو بأننـا لا نملك الـمعلومات الكافيـة أو القوة اللازمـة لتغييـر أي شيئ من حولنـا، وننسى انـه من خلال عـمادنـا بالـمعموديـة الـمقدسة قد صرنـا شركاء فـى الرسالـة الإلهيـة ومن أننـا أصبحنـا"ملح الأرض"، و"نور العالم"ولهذا قال الرب يسوع:"فيروا أعمالكم الصالحة ويمجّدوا أباكم الذى فى السموات"(متى13:5-16).

لقد عرف القديس يهوذا كيف ينقل الأخبار السارة عن يسوع للآخريـن، وعلـم انـه فى كل مرّة نعطى خبزاً للجائع أو نسقي عطشاناً أو نكسى عريانـاً،أو نزور سجينـاً فنحن نصنع كل هذا ليسوع ذاتـه(متى31:25-46). لقد أعلن القديس يهوذا بكل شجاعة الأخبار السارة عن ملكوت الله وحبـه وبشّر الآخريـن عن محبة وعدل وصلاح الله فى كل مكان ذهب إليـه.

صلاة: يا قديس يهوذا تدّاوس،لقد تركت بيتك وأرضك وسافرت لبلاد بعيدة لأجل أن تنقل الأخبار السارة عن مـحبة الله لكل الأمم،وبشّرت بكل ما تعلّمته وشاهدتـه وسمعتـه من الرب يسوع،وواجهت من أجل هذا المصاعب والمتاعب والإضطهادات والرفض وحتى الـموت. لهذا نسألك أن تطلب من الرب يسوع أن يرسل إلينـا روحـه القدوس لكى نكون أمنـاء على رسالتـه التى دعانـا إليهـا وأن نحمل محبـة الله ورحمتـه الى العالـم الملئ بالعنف والكراهية،وساعدنـا لكى نكون ملحاً للأرض ونوراً للعالـم ونتعامل مع بعضنـا البعض بالحب والرحمة والسلام. آميـن.

تتلى صلوات "الأبانـا" و"السلام" و"الـمجد".   

                       اليوم الثامـن

       القديس يهوذا تدّاوس شفيع الحالات الصعبـة

تـأمـل: لـم يكن القديس يهوذا أحد رسل السيد الـمسيح فقط،بل

كان أيضاً صديق وقريب،وعلاقتـه هذه لـم تغيـر فقط حياتـه،ولكن جعلتـه شفيع عنـّا فـى الأمور والحالات الصعبـة فـى نظرنـا كبشر. فلقد تعلّم من يسوع محبـة ورحـمة الله الغير متناهيـة وقوتـه الغير محدودة، وتعلّم أن لا يشك بتاتـاً فـى حكمة الله ورحمـته الآزليـة. لقد فهم القديس يهوذا مدى رغبتنـا فـى أن نكون بالقرب من يسوع،وأن نشعر بحرارة حبـه، ونختبـر قوتـه للشفاء. لقد سمع قول يسوع:"لا أسمّيكم عبيداً بعد لأن العبد لا يعلم ما يصنع سيّده ولكنّي سمّيتكم أحبائـي لأنـي أعلمتكم بكل ما سمعت من أبـي. ليس أنتم اخترتمونـي بل أنا اخترتكم وأقمتكم لتنطلقوا وتأتوا بأثـمار وتدوم أثـماركم لكي يعطيكم الآب كل ما تسألونـه بإسمي"(يوحنا15:15-16). وفى الأوقات التى نشعر فيهـا باليأس من محبة الله أو ينتابنا الشك من ان الله لا يسمع  لصلاتنـا،ونبدأ فـى التسائل "لماذا حدث ذلك لـي"،أو "اين هو اللـه عندما أريده"؟، فلنأت للقديس يهوذا بإيـمان لانـه رجل الإيـمان ويعلـم جيداً انـه لا شيئ غير مستطاع لدى الله وذلك لأن يسوع قال له وللرسل:"إن سألتم شيئاً باسمي فإنّي أفعلـه"(يوحنا14:14)،وإستمع لكلمات الحق من يسوع:"أن كل شيئ عند الله مستطاع"(مرقس27:10).

صلاة: يا قديس يهوذا،أنت قريب وصديق ليسوع،ولقد رافقتـه فـى رحالاتـه التبشيريـة وشاهدتـه وهو يشفي الـمرضى،وشعرت بلمسات حبـه وحنانـه وإختبرت نعـمته الخلاصيـة،وذلك لأنك آمنت أن لديه كلمة الحيـاة وقوة الشفاء وفيـه تكمن الحياة الآبديـة،فأشفع لنـا الآن يا قديس يهوذا لكى ننال نحن أيضاً نعـمة أن نكون بالقرب من يسوع وأن نشعر بحرارة حضوره فينـا وبقوة روحـه الشافيـة،لأنـه لا شيئ غير مستطاع عند الله،وصلّي من أجل أن يملء الروح القدس قلوبنـا وأرواحنـا وأجسادنـا. آميـن.

  تتلى صلوات "الأبانـا" و"السلام" و"الـمجد".   

                         ________________

                                 اليوم التاسع

                         القديس يهوذا مؤسس الكنيسة

تـأمـل: كأحد الرسل الإثنى عشر،كان القديس يهوذا أحد مؤسسوا كنيسة السيد الـمسيح كما جاء فى سفر الرؤيـا:"ولسور المدينة أساساً فيها أسماء رسل الحَمل الإثنى عشر"(رؤيا14:21). فـى أي مكان رحل اليه كان يؤسس جماعة للـمؤمنيـن،جماعة تشبه ما جاء عنهم فى سفر أعمال الرسل

"كان جميع الـمؤمنين معاً وكان كل شيئ مشتركاً بينهم وكانوا يبيعون أملاكهم وأمتعتهم ويوزعونها على الجميع على حسب حاجة كل واحد ويلازمون الهيكل كل يوم بنفس واحدة ويكسرون الخبز فى البيوت ويتناولون الطعام بإبتهاج ونقاوة قلب"(أعمال الرسل44:2-46). كان القديس يهوذا مؤمنـاً بوحدة جماعـة الـمؤمنين،كما كان القديس بولس الرسول الذى قال:"فأنتم جسد الـمسيح وأعضاء من عضو"(1كورنثوس27:12)، ولأننا جميعنـا واحد فى المسيح يسوع"ليس يهودي ولا يوناني.ليس عبد ولا حرّ. ليس ذكر ولا أنثى لأنكم جميعكم واحد فى المسيح يسوع"(غلاطية28:3).

لقد وعد يسوع رسله الأطهار ان يُرسل لهم الروح القدس الذى "يرشدكم الى جميع الحق"(يوحنا13:16)،وفى يوم الخمسين حلّ عليهم الروح "كريح شديدة تعصف ..وألسنة منقسمة كأنهـا من نار فاستقرّت على كل واحد منهم فإمتلأوا كلهم من الروح القدس وطفقوا يتكلّمون بلغات أخرى كما آتاهم الروح أن ينطقوا"(أعمال2:2و4). أن الله يدعونـا أن نكون أعضاء عامليـن فى مجتماعاتنـا وكنيستنـا،ونشارك بمواهبنـا التى وهبنـا إياهـا لخدمة الآخريـن، فلنترك الخوف والأنانيـة والإنعزاليـة لكى نشارك الآخريـن فـى إيماننـا ونتوحد معهم فى الصلاة،ونعمل معاً لبناء جسد الـمسيح السري،أي كنيستـه الـمقدسة،وهـذه هـى رغبـة يسوع أن نكون واحد كما هو والآب واحد(يوحنا11:17).

صلاة: يا قديس يهوذا، لقد تجولت بعيداً لكى تنقل الأخبار السارة عن الـملكوت وعن يسوع كلمة الله الأزليـة،وكونت جماعات للـمؤمنيـن فـى كل مكان بشّرت فيـه لكى يحيوا إنجيل الرب فى حياة كلهـا شركة وعطاء وتضحيـة من أجل الجميع، على الرغم من الهبـة الـمعطاة لكل عضو. فصلّي يا قديس يهوذا من أجل أن يرسل الرب روحـه القدوس علينـا لكى نتحد برأي واحد وقلب واحد ومحبـة واحدة وإيـمان واحد وبرب واحـد،وأن يرفع أي ظلم أو تعصب من بيننـا. ساعدنـا لكى نتخطى أي خوف أو أنانيـة أو حب للمجد الدنيوي لكى نضع مواهبنـا الروحيـة من أجل بنـاء بعضنـا البعض لمجد الله تعالـى. آميـن.

تتلى صلوات "الأبانـا" و"السلام" و"الـمجد".   

                       ________________    

 

           صـلاة فعـّالـة لطلب نعـمة مـا

          بشفاعـة القديس يهوذا تدّاوس

الصلاة التالية تتلى على مدار تسعة أيـام متتالية بثقـة طلبـاً لنعـمة مـا بشفاعـة القديس يهوذا تدّاوس مع ممارسة بعض الأعـمال التقويـة مثل الإعتراف والتناول وقراءة الكتاب الـمقدس.

"يـا قديس يهوذا الرسول والشهيد والطوباوي،الخادم الآميـن وقريب يسوع، ان تشابـه إسمك مع إسم الإسخريوطي الخائن كان سبباً فى تجاهل الكثيرين لقداستك، إلاّ أن الكنيسة فى كل أنحاء العالم تكرّمك وترفع إليك الدعـاء بصفتك شفيع الحالات الـمستحيلة والـميؤوس منهـا. هـا أنـي ألجأ إليك مستعطفاً إيّاك أن تتشفّع من أجلي أنـا الأكثـر بؤساً وشقاءً بـما خصّك الله بإمتياز خاص بنعمة فائقة لفعاليـة شفاعتك وكليّ ثقـة فى سرعة إستجابتك لـمطلبي الذى يبدو مستحيلاً وميؤوساً منـه. فأسرع الى إغاثتي لحاجتي الـماسّة للحصول على عون وتعزيـة السماء حتى الرب ينّجيني من الشدائد والـمحن والـمعاناة وبصفة خاصة(أذكر النعمة الـمطلوبـة) لأكون أهلاً بأن أبارك وأمّجد الرب يسوع معك ومع كل الصفوة الـمختارة مدى الدهور.

إنـي أعدك يا قديس يهوذا الـمستحق كل إكرام بأن أظل أميناً وشاكراً الرب يسوع لحصولي على هذه النعمة العظيمة بواسطتك ومداوماً على إكرامك كشفيع قديـر، وان أعمل جاهداً على نشر قداستك وقوة شفاعتك.

يا قديس يهوذا ذائع الصيت تضرّع لأجلنـا ولأجل محبيـك ومكّرميك الذين يلتمسون معونتك بالمسيح يسوع ربنا له الـمجد دائماً.

آميـن.

                 ___________________

    

    صـلاة الشكر بعد الحصول على النعـمة الـمطلوبـة

يا يسوع الحنون،بالإتحاد بروحك القدوس الذى حلّ على القديسة مريم العذراء فتجسدت وصرت إنسانـاً،والذى حلّ على رسلك الـمكرّميـن،فهآنذا أسبحك وأباركك وأمجد عظمتـك يارب من أجل جزيل تلك النعِم والبركات التى وهبتهـا لـرسولك الـمختار القديس يهوذا تدّاوس الذى إلتجأت انـا إليـه متوسلاً فتشفع هو من أجل حاجتـي أمام عرشك الإلهـي،فجاءت معونـة السماء لتشملني برحمة الله ملبيـة لطلبتـي. هـا انـي أصرخ اليك يارب ان ترسل روحك القدوس هذا لـي وخاصـة فى ساعة موتـي حتى أنتصر على أعدائـي. آمين.  

                          _______________



            صلاة من أجل شفاء مريض

يـا الله العظيـم الأبدي،  يـا من تشفي من يلتجئ إليك بكل ثقـة وإيـمان، فبشفاعـة القديس يهوذا تدّاوس،أنصت لصلاتـي من أجل (….). على حسب كثرة رأفتك وعِظم رحـمتك يا اللـه هَب (….) صحة الجسد والنفس حتى يقدم لك (…) ونحن الشكر والتسبيح لإسمك القدوس نذيع أعـمالك ومعجزاتك للـجميع فيـمجدوك أنت الرب الـمحييى. أسأل هذا بإسم إبنك ربنا وإلهنـا يسوع الـمسيح. آمين.

                           _______________

يـا قديس يهوذا تدّاوس يـا رسول كلمة الله              صلّي لأجلنـا

يـا قديس يهوذا تدّاوس يـا من تبع إبن اللـه      صلّي لأجلنـا

يـا قديس يهوذا تدّاوس يـا من بشّر بحب الله      صلّي لأجلنـا

يـا قديس يهوذا تدّاوس يـا من تشفع لنا امام الله   صلّي لأجلنـا

يـا قديس يهوذا تدّاوس يـا صديق كل محتاج      صلّي لأجلنـا

يـا قديس يهوذا تدّاوس صلّي لأجلنـا ومن أجل كل الـملتجئين إليك. آميـن.

                      _________________



                طلبـة للقديس يهوذا تدّاوس

كيـريـاليسون كريستياليسون (2)

يـا ربنـا يسوع الـمسيح                  أنصت إلينـا

يـا ربنـا يسوع الـمسيح                  إستجب لنـا يا رب

أيهـا الأب السـماوي                      ارحـمنـا يارب

يـا إبـن اللـه مخلص العالم                ارحـمنـا يارب

أيهـا الروح القدس اللـه                    ارحـمنـا يا رب

أيهـا الروح القدس اللـه                    ارحـمنـا يارب

أيهـا الثالوث القدوس الإلـه الواحد        إرحـمـنـا يارب

يـا قديس يهوذا قريب وصديق يسوع       صلـى لأجلنــا

يـا قديس يهوذا رسول الرب يسوع         صلـى لأجلنــا

يـا قديس يهوذا قريب السيدة مريم العذراء  صلـى لأجلنــا

يـا قديس يهوذا قريب القديس يوسف      صلـى لأجلنــا

يـا قديس يهوذا معين العجزة                        صلـى لأجلنــا

يـا قديس يهوذا صديق اليائسين             صلـى لأجلنــا

يـا قديس يهوذا مُسعف الحالات المستحيلة  صلـى لأجلنــا

يـا قديس يهوذا صانع المعجزات             صلـى لأجلنــا

يـا قديس يهوذا سند الفقير                  صلـى لأجلنــا

يـا قديس يهوذا معين عديمى الـمآوى      صلـى لأجلنــا

يـا قديس يهوذا شافي الطفل الكسيح               صلـى لأجلنــا

يـا قديس يهوذا شفيع القلوب المنكسرة     صلـي لأجلنــا

يـا قديس يهوذا الصديق والوسيط الأمين    صلـى لأجلنــا

يـا قديس يهوذا كاتب الرسالة بالعهد الجديد        صلـى لأجلنــا

يـا قديس يهوذا محب وبشير الإنجيل         صلـى لأجلنــا

يـا قديس يهوذا سريع الإستجابة لمحبيك     صلـى لأجلنــا

يـا قديس يهوذا بطل وشهيد الإيمان الحق    صلـى لأجلنــا

يـا قديس يهوذا المعزّي فى ساعة الإحتضار  صلـى لأجلنــا

يـا قديس يهوذا تقّبـل تشكرات مكرّميـك                      

يـا حـمل اللـه الحامـل خطايـا العالـم       انصت الينـا

يـا حـامـل اللـه الغافـر خطايـا العالـم     استجب لنا يارب

يـا حمل اللـه الرافـع خطايـا العالـم           ارحمنـا يارب

كيـريـاليسون     كريستياليسون   كيـريـاليسـون.

ثـم يتلى 3 مرّات صلوات "الأبانا"و"السلام" و"الـمجد".

                                        __________________



           تأمـل فـى رسالـة القديس يهوذا

رسالة القديس يهوذا هى أقصر رسالة فى العهد الجديد وهى مكونـة من 25 آيـة فقط،وهـى مكتوبـة "إلـى الـمدعوييـن الـمحبوبيـن فى الله الآب الـمحفوظيـن للـمسيح يسوع"(1)، وهذا يعنـى انهـا ممكن أن تكون موجهـة لأي كنيسة وحتى لنـا نحن فـى هذه الأيـام.

والتعاليـم التى نأخذهـا من رسالة القديس يهوذا هـى كالتالـي:

1. هناك أعداء خارج وحتى داخل الكنيسة  "تعاليـم خاطئـة":

       "قد إندس إلينـا أناس منافقون….."(4)

       " هؤلاء سحب بلا ماء تحملها الرياح وأشجار خرفية غير مثمرة قد ماتت مرتيـن واقتلعت من اصولها"(12)

       "معتزلون بأنفسهم حيوانيون ليس لهم الروح"(19)

       "متذمرون لا يفترون من الشكوى(16)

       "سالكون فى شهواتهم"(16)

       "أفواههم تنطق بأمور مفخمة يتكلفون بها إعجاب الناس إبتغاء الربح"(16)

       "يجدفّون على ما لا يعلـمون"(10).

2. هـؤلاء الأعـداء سيعاقبهـم اللـه

       "اللـه أهلك من كان منهم غير مؤمن" (الشعب العبراني عند خروجه من مصر)(5).

       "الـملائكة الذين لم يحفظوا رئاستهم أبقاهم لقضاء اليوم العظيم فى قيود أبديـة تحت الظلمة"(6).

       "هوذا يأتـى الرب فى ربوات قديسيه ليجرى القضاء على جميعهم معا"(14-15).

 ولهذا قال الرسول بولس:"لا جرم أن الوقوع فى يدى الله الحي أمر هائل"(عبرانيين21:10).

9.     إلـتزام الـمسيحيين الحقيقييـن

       "الجهاد من أجل الإيمان الذى قد سُلّم لنـا"(3)

       "الثبات فى الـمسيح يسوع"

       "أذكروا الأقوال التى نطق بها رُسل ربنا يسوع الـمسيح"(17).

       " إبنـوا أنفسكم على إيـمانكم"(20).

       " صلّوا بالروح القدس"(20).

       "احفظوا أنفسكم فى محبـة اللـه"(21).

       "منتظريـن الحياة الآبديـة"(21).

       "بكّتوا بعضاً ممن قضى عليهم"(22).

       "خلّصوا بعضاً وأنقذوهم من النار"(23).

       "ارحموا بعضاً بخوف"(23).

اعرف التعاليـم ولا تسمح بأي حيود عن الإيـمان،وخذ الـموضوع بجديـّة واحترس حتى ولو كنت تبغى مساعدة الآخريـن.

ولهذا فالقديس يوحنا فى رسالته الثانية يعلن لنا:"فإنـه قد دخل العالم مُضلّون كثيرون لا يعترفون بيسوع الـمسيح الآتـى فى الجسد ومن كان كذلك فهو الـمُضل المسيح الدجّال"(2يوحنا7).ولدرجـة أن الرسول قد حذّرنـا قائلاً:"فمن أتاكم ولم يأت بهذا التعليم فلا تقبلوه فى البيت ولا تقولوا له سلام فإنه من قال له سلام فقد إشترك فى أعمالـه الشريـرة"(2يوحنا10-11).

10.                    الخطيئـة لا تذهب بدون عقاب

 الشعب العبرانـي والخروج من أرض مصر(5)،طريق قايين والقتل(11) ،ضلال بلعام لأجل أجرة للصلاة،سدوم وعـمورة،ومعاندة قورح لـموسى والأرض التى إبتلعت قومـه(11).

11.                    الحيـاة والإيـمان

ما نؤمن بـه وكيف نعيشه لابد أن يتفقـا. الـمعلّمون الكذبـة كانوا

يعلّمون انهم يؤمنون بنعمة الله لكن "يحولون نعمة إلهنـا الى العهارة". ولهذا يقول القديس يعقوب فى رسالته"فانه كما ان الجسد بغير الروح ميّت  كذلك الإيمان بغير الأعمال ميّت"(يعقوب26:2).

12.                    اللـه هو كل شيئ

       الله هو الذى يدعونا "الـمدعوييـن"(1).

       الله هو الذى أحبنـا "الـمحبوبيـن فى الله الآب"(1).

       الله هو الذى يهبنـا الرحمة والسلام والـمحبـة(2).

       الله هو الذى يحفظنـا من الزلّـة(24).

       الله هو الذى "لـه الـمجد والجلال والقوة والسلطان قبل الدهر كله والآن والى جميع الدهور"(25).

13.                    رجـاء الـمسيحييـن أنهـم سوف ينتصرون فى النهايـة

      فاللـه ليس فقط يعتنى بشعبـه بل يساعدهم بـما يحتاجونـه على تخطى العقبات"القادر أن يحفظكم من الزّلـه ويحضركم أمام مجده بلا عيب فى الإبتهاج"(24).

                   ___________________



            إكرام القديس يهوذا تدّاوس

ان تكريم القديسين ليس فقط لـمجرد اننا نريد ان نقدم الحمد والشكر لهم، فهم مممتلئون من الـمواهب السماويـة ولن يضيف حمدنا أوإكرامنا لهم اي شيئ للمجد السماوي الذين يتمتعون بـه الآن، بـل نحن نكرّم القديسين لأننا نحبهم، ومحبتنـا هذه ستدفعنـا لأن نتمثل بسيرتهم ونطلب شفاعتهـم وبهذا ننال رضى الآب السماوي ورضاهم عنـّا فيداوموا الصلاة من أجلنا.

ان الصلاة أمام تمثال او صورة لأحد القديسين أو وضع باقة من الزهور او حتى التناول من الاسرار الإلهية فى عيد هذا القديس او ذاك،مع انها كلها اعمال حسنة ولكن ما جدواها إن لم يكن القلب والحياة اليومية تعكس نفس الإيـمان والـممارسات التقويـة التى مارسها القديسون فى حياتهم على الأرض فنالوا بها تلك الأمجاد السماويـة. 

إن إكرام القديسة مريم أو القديس يهوذا تدّاوس أو أي من القديسين لا يكون إكرامـاً صحيحاً إلاّ إذا كان هذا الإكرام هو الذى يساعد الـمتعبِّّد على الإتحاد بالله والثقة فيـه مع إكتساب للقيم الروحية الباطنية مثل التواضع والتضحية وروح العطاء.

ويعلن الـمجمع الفاتيكانـي الثانـي فى دستوره العقائدي "نور الأمم" قائلاً:"عبادة القديسين الأصيلة لا تكون بالإكثار من الأعمال الخارجية،بقدر ما يكون بحرارة الحب الشخصي النشيط الذى يجعلنا،لخيرنا ولخير الكنيسة،نلتمس فى سيرة القديسين قدوة،وفى شركتهم نصيباً،وفى شفاعتهم عونـاً.  فللحصول على شفاعة القديسين وصلواتهم من أجلنـا وخاصة تقديم الإكرام للقديس يهوذا تدّاوس يستلزم الأمر القيام ببعض الممارسات التقويـة والتى تتلخص فى الآتـى:

1. التمثل بفضائـله

محاولة التحلي ببعض من فضائل القديس يهوذا تدّاوس من إيمان وطاعة

وتسليم وبرارة،وبمعونة الله وشفاعة القديس سنـتمكن من ان نـمارسها.

2. صلاة يومية

نردد يوميا صلاة قصيرة للقديس يهوذا تدّوس ندعوه فيها لأن يقوم بالصلاة من أجل إحتياجاتنـا الروحية أولاً ثم الدنياوية.

3. تكريس أسبوع  

بأن نقدم جميع أعمالنـا فى هذا الأسبوع لمجد الله وللعذراء مريم وللقديس يوسف وللقديس يهوذا تدّاوس فتتبارك أعمالنـا كلها.

4. عيد القديس يهوذا تدّاوس

لا نكتفى فقط للتعبير عن إكرامنـا وحبنـا للقديس يهوذا فى يوم عيده فقط

والذى خصصته الكنيسة فى 28 أكتوبر من كل عام للإحتفال بـه،بل نحاول

ان يمتد هذا الإحتفال لثامن يوم وذلك بحضور القداس اليومي والتناول و تقديم الصدقات للفقراء.

5. دعوة الآخرين

وذلك بالتحدث عن القديس يهوذا تدّاوس وفضائله وشفاعته.

6. نضع صورتـه امامنـا او نحملها دائما

ضع كل مشاكلنـا أمامـه ونتحادث معه وكأنـه حاضر معنا ونجعله دائما هو محامينا أمام العرش الإلهي،وكلما شعرنا باليأس فلنتذكر دائما ونتأكد ونؤمن بأن يسوع ومريم ويوسف ومعهم القديس يهوذا تدّاوس لن يتركوا من يلتجئ اليهم أبداً.

7. نتقدم من الأسرار الإلهية

8. تكريس الذات

نكرّس أجسادنـا ونفوسنـا وقلوبنـا للقديس يهوذا تدّاوس كما فعلت من قبل القديسة بريجيت السويدية St. Bridget of Sweden.

9. العطـاء

فلنهب كل ما نملك من أجل الله فما "من أحد ترك بيتا أو اخوة أو أخوات

أو أبا أو أما أو بنين أو حقولا لأجل إسمي ولأجل الإنجيل..فله الحياة

الأبدية"(مرقس29:10-30).

10. المساهمة فى بناء دور العِبادة أو الـمستشفيات العلاجية

بناء الكنائس أو تخصيص اماكن بداخلها لإكرام القديس يهوذا تدّاوس، أو الـمساهمة فى إنشاء مستشفيات ومراكز علاجيـة لتقديم الـمساعدة لغير القادريـن.

                 ______________            

           مسبـحة القديس يهوذا تدّاوس

تتكون الـمسبحة من 9 حبات وهى عادة من اللون                                                                         

الأخضر،مع أيقونـة للقديس يهوذا فى أحد أطرافها

والطرف الآخر مثبت فيـه صليب. وتتلى الصلاة

التاليـة كمقدمة:

"أيهـا القديس يهوذا تدّاوس،الرسول والشهيد،

والعظيم فـى فضائلـه ومعجزاتـه، يا من كنت

من الـمقربيـن للسيد الـمسيح والذى حملت

رسالتـه بآمـانـة فأصبحت شفيعاً لـمن ليس لهم رجـاء،

هـا أنـي آت إليك وكلي ثقـة وأسألك أن تشترك معي فى الصلاة للـه بأن يستجيب لحاجتـي، واعداً إياك بأن أعمل جاهداً على نشر قوة شفاعتك. آميـن".

ثـم يتلى صلوات "الأبانا" و"السلام" و"الـمجد" على كل حبّة من الحبّات التسعة.

وهناك مسبحة أخرى تشابـه مسبحة القديسة مريم العذراء، لكن بهـا عدد 40 حبّة فقط، ومثبت بهـا أيضاً أيقونـة للقديس يهوذا وصليب،ويُتلى صلاة "السلام الـملائكي" على تلك الحبّات. وتختم صلاة الـمسبحة بتلك الصلاة: "يـا قديس يهوذا الرسول والشهيد والطوباوي،الخادم الآميـن وقريب يسوع، ان تشابـه إسمك مع إسم الإسخريوطي الخائن كان سبباً فى تجاهل الكثيرين لقداستك، إلاّ أن الكنيسة فى كل أنحاء العالم تكرّمك وترفع إليك الدعـاء بصفتك شفيع الحالات الـمستحيلة والـميؤوس منهـا. هـا أنـي ألجأ إليك مستعطفاً إيّاك أن تتشفّع من أجلي أنـا الأكثـر بؤساً وشقاءً بـما خصّك الله بإمتياز خاص بنعمة فائقة لفعاليـة شفاعتك وكليّ ثقـة فى سرعة إستجابتك لـمطلبي الذى يبدو مستحيلاً وميؤوساً منـه. فأسرع الى إغاثتي لحاجتي الـماسّة للحصول على عون وتعزيـة السماء حتى الرب ينّجيني من الشدائد والـمحن والـمعاناة وبصفة خاصة(أذكر النعمة الـمطلوبـة) لأكون أهلاً بأن أبارك وأمّجد الرب يسوع معك ومع كل الصفوة الـمختارة مدى الدهور. إنـي أعدك يا قديس يهوذا الـمستحق كل إكرام بأن أظل أميناً وشاكراً الرب يسوع لحصولي على هذه النعمة العظيمة بواسطتك ومداوماً على إكرامك كشفيع قديـر، وان أعمل جاهداً على نشر قداستك وقوة شفاعتك. يا قديس يهوذا ذائع الصيت تضرّع لأجلنـا ولأجل محبيـك ومكّرميك الذين يلتمسون معونتك بالمسيح يسوع ربنا له الـمجد دائماً.آميـن.

 

الـمراجــع

1.        Catholic Encyclopedia

2.        “St. Jude Thaddeus:Patron of difficult or hopless cases”, Claretian Publications (1985).

3.        “St. Jude, Helper in Great Need”-Pauline Books & Media, USA

       (1992).

4.        “St Jude, Novena and Prayers”, Daughters of St. Paul, Pauline Books & Media, USA (2002).

5.        “A Prayerbook of Favorite Litanies”, Father Albert J. Hebert,S.M., Tan Books & Publishers, Inc.(1985).

 

نبيل حليم يعقوب

لوس أنجلوس فـى مايو ‏2003‏‏

                       _________________  

 

 

                                           شكر خاص

شكر خاص للأخ الأستاذ وجيـه الـمصري الذى قام بـمراجعـة لهذا الكتاب وكتب هذا التعليق:

" لا شك أنـنا أبنـاء الكنيسة فـى حاجـة لـمعرفـة الكثيـر عن القديس يهوذا تدّاوس الذى نسمع عنـه ونطلبـه شفيعـاً لنـا عن جهـل بـه. ولكن هذا الكتاب جاء ليعطيـنا هذه الـمعرفـة ويُدخل رسالتـه فـى قلوبنـا فشكراً".

 

                             _________________________