ملخص زيارة البابا لأميركا: يسوع هو ركيزة وحدة الكنيسة

البابا يدعو الأميركيين إلى "رفض كل فصل زائف بين الإيمان والحياة السياسية"

بقلم روبير شعيب

 نيويورك، الاثنين 21 أبريل 2008 (Zenit.org).

 توقف البابا في القداس الأخير من زيارته إلى الولايات المتحدة الأميركية، والذي احتفل به في ملعب يانكي في نيويورك، على معنى  الذكرى المئوية الثانية لما وصفه بـ "نقطة تحول في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية في الولايات المتحدة" و "أول فصل عظيم من نموها" وهو رفع كرسي بالتمور الأسقفية إلى رئاسة أسقفية، وتأسيس أبرشيات نيويورك وبوسطن، وفيلادلفيا، ولويسفيل انطلاقًا من السدة الأم في بالتيمور.

 ودعا البابا المؤمنين إلى تذكّر "كم من "الذبائح الروحية المرضية لدى الله" قد قُدمت في هذين القرنين" مشيرًا إلى أن "احتفال اليوم هو أكثر من مجرد مناسبة للحمد لأجل النعم التي نلتموها. إنه أيضًا تحريض لكي تسيروا قدمًا بمقصد وطيد لاستعمال بركات الحرية بحكمة، في سبيل بناء مستقبل رجاء للأجيال القادمة".

 الالتزام الإيماني والالتزام العملي

 ودعا البابا المؤمنين إلى "الصلاة بحرارة من أجل مجيء ملكوت الله" التي تعني أيضًا الانتباه "لعلامات حضوره"، والعمل من أجل نمو الملكوت في كل قطاعات المجتمع.

 وهذه الصلاة تعني أيضًا "التغلب على كل انفصال بين الإيمان والحياة، ومقاومة أناجيل الحرية والسعادة الدجّالة".

 "تعني أيضًا رفض كل فصل زائف بين الإيمان والحياة السياسية، لأنه، كما يقول المجمع الفاتيكاني الثاني، "ما من نشاط إنساني – حتى في المسائل الدنيوية – يمكن استثناؤه من سلطان الله"" (نور الأمم، 36).

الشبيبة

 وعلى صعيد آخر دعا البابا الشبيبة إلى حمل "المسؤولية التي يضعها أمامكم إيمانكم بالمسيح"، ودعاهم إلى الشهادة إلى حقيقة الإنجيل التي تحرر. وهذه الحقيقة وحدها "تستطيع أن تضمن احترام الكرامة الثابتة وحقوق كل رجل وامرأة وطفل في عالمنا – ومعهم أكثر الكائنات البشرية ضعفًا، الأجنة في أحشاء أمهاتهم".

 ثم أضاف بالإسبانية في ختام العظة قائلاً: "هنا، في وطن الحرية هذا، أود أن أعلن بقوة بأن كلمة المسيح لا تنفي توقنا إلى حياة مليئة وحرة، بل تكشف لنا كرامتنا الحقيقية كأبناء الله، وتشجعنا على مقاومة كل ما يستعبدنا، بدءًا من أنانيتنا ونزواتنا".

 ثم تابع: "في الوقت عينه، تحضنا كلمة المسيح على إظهار إيماننا من خلال حياة محبة وعلى جعل جماعاتنا الكنسية كل يوم أكثر ضيافة وأخوّة".

 ولذا دعا بندكتس السادس عشر الشباب "إلى قبول التحدي الكبير الذي يقتضيه الإيمان بالمسيح والعمل على التعبير عن هذا الإيمان عبر قرب ملموس من الفقراء". وأيضًا "عبر التجاوب مع الدعوة التي يوجهها الرب إلى ترك كل شيء واعتناق حياة من التكرس الكامل لله وللكنيسة، في الحياة الكهنوتية والرهبانية".

 

 


يسوع هو ركيزة وحدة الكنيسة

بحسب بندكتس السادس عشر

 بقلم روبير شعيب

 نيويورك، الاثنين 21 أبريل 2008 (Zenit.org).

 "الكنيسة لا تملك أساسًا آخر إلا كلمة الله، التي صارت بشرًا في المسيح يسوع ربنا"، هذا ما قاله قداسة البابا بندكتس السادس عشر في عظته في القداس الذي ترأسه في "يانكي ستاديوم" في نيويورك.

 ونبه البابا أن "كل علامات الهوية الخارجية، كل الهيكليات والمؤسسات والبرامج، رغم قيمتها وضرورتها، إنما هي موجودة في المقام الأخير فقط لكي تدعم وتصوغ الوحدة الأعمق، التي هي هبة الله الكاملة للكنيسة في المسيح".

 وأشار البابا إلى أن هذه الركيزة كانت واضحة منذ عهد الرسل الذين أقامهم يسوع ليكونوا خدامًا لهذه الوحدة، ولفت إلى أن القراءة الأولى من كتاب أعمال الرسل (رسل 6، 7) توضح أن "وحدة الكنيسة هي "رسولية"" و "هي وحدة ظاهرة، مبنية على الرسل الذين اختارهم يسوع وعيّنهم كشهود لقيامته، وهي تولد مما يسميه الكتاب المقدس "طاعة الإيمان"".

 كما وعبّر البابا عن وعيه أن كلمات مثل "السلطة" و "الطاعة"هي "حجر عثرة" للكثير من معاصرينا، و "خصوصًا في مجتمع يعلق بحق أهمية كبيرة على الحرية الفردية"،  ولكن، على ضوء الإيمان بالمسيح – "الطريق والحق والحياة" – نرى المعنى الأكمل لهاتين الكلمتين وقيمتهما، وحتى جمالهما.

 الحرية الإنجيلية

 فالإنجيل يعلّم أن "الحرية الحقة، حرية أبناء الله، تتحقق فقط في تسليم الذات الذي هو جزء من سر الحب". ويعلمنا الرب أنه "فقط عبر خسران ذواتنا يمكننا أن نجدها حقًا".

 "تزهر الحرية الحقة عندما نتخلى عن ثقل الخطيئة – التي تعتم إدراكنا وتوهن عزمنا –  فنجد سعادتنا الحقة فيه تعالى، هو الحب اللامتناهي، والحرية اللامتناهية، والحياة اللامتناهية".

 الحرية الحقة "هي هدية الله السخية"، و "ثمرة الارتداد إلى حقّه" الذي يحررنا.

 حجارة حية

 كأعضاء في جسد المسيح – شرح البابا منطلقًا  من رسالة بطرس الأولى – يصير المسيحيون بالمعمودية ""حجارة حية" في هذا الهيكل، شركاء في حياة الله بالنعمة، مبارَكين بحرية أبناء الله، ومشدًّدين لكي نقرب ذبائح روحية مرضية لدى الله"

 وتساءل البابا عن ماهية هذه التقدمة: "ما هي هذه التقدمة التي نحن مدعوون لتقريبها، إن لم تكن كل أفكارنا، وكل كلمة، وكل عمل نقوم به لأجل حقيقة الإنجيل، ووضع كل طاقاتنا في خدمة ملكوت الله؟".

 وتابع: "بهذا الشكل فقط يمكننا أن نبني مع الله، على الأساس الوحيد الموضوع: يسوع المسيح (راجع 1 قور 3، 11). بهذا الشكل فقط يمكننا أن نبني بنيانًا يدوم حقًا. بهذا الشكل فقط يمكن لحياتنا أن تجد معنىً نهائيًا وتحمل ثمرًا دائمًا".