خصخصة الدين تؤدي إلى نقص في مزاولة سر الاعتراف

أسقف في الأورغواي يوضح أن حياة الكهنة المشحونة تلعب دوراً سلبيًا في هذا المجال

 بقلم روبير شعيب

 مونتيفيديو، أوروغواي، الأربعاء 23 أبريل 2008 (Zenit.org).

صرح الأسقف بابلو غاليمبرتي، أن قلة من الناس يتقربون من سر المصالحة بسبب تفشي الميل إلى "خصخصة الإيمان".

 وأعرب غاليمبرتي رئيس أساقفة سالتو، في شمال شرق الاوروغواي، عن  اعتقاده أن سبب تدني نسبة الاعترافات يعود إلى أن العديد من الكاثوليك يتركون جانباً دور الكاهن ويختارون  الشعائر الدينية التي تتناسب مع أهوائهم الشخصية.

 وأضاف: "أعتقد أن هذه الظاهرة هي ظاهرة عالمية وتعاني منها مختلف الدول مع التركيز على أبعاد مختلفة انطلاقًا من التقاليد المحلية" موضحًا أن المشكلة الكبرى هي أننا نتقاسم جميعنا اليوم نزعة إلى "خصخصة" الخبرة الدينية".

"خصخصة الإيمان"  – شرح الأسقف، تعني أن "أتعامل مع الله واستعمل الشعائر الدينية الكنسية تبعاً لحاجاتي الخاصة".

 كما واستنكر الاسقف غاليمبرتي الدور السلبي الذي يلعبه المجتمع الاستهلاكي الذي المسؤول عن تعميق الهوة ما بين الكاثوليك والكنيسة. ولتوضيح وجهة نظره، قدم مثالاً عن أيام الآحاد التي هي أيام مؤاتية للتبضّع، والتنزه، والترفيه والرياضة ولوضع جدول نشاطات مكتظ لا يترك مجالاً لله.

 بينما من ناحية أخرى، يتم الاشتراك الذبيحة الإلهية بعجلة وخفة، وتبقى المشاركة بالقداس الإلهي منوطة بالكثير من الاهتمامات الأخرى التي تمارس الضغط على العائلة.

هذا وذكر غاليمبرتي  ببعض خبرات حياته الكهنوتية التي تشير إلى نقص في حس الخطيئة، فتحدث عن اعتراف تلميذ شاب الذي، بعد أن قام بتحليل "شبه نفسي" لمشاكله، لم يُشر إلى أي خطأ في حياته أو لدى الآخرين. وتساءل الأسقف: "ألا يملك هذا الطالب جسدًا؟ ألم يخطئ؟ أهو ملاك؟".

 وأشار إلى الدور السلبي الذي يلعبه الكهنة أيضاً في تدني نسبة الاعترافات. واستنكر تصرف العديد من الكهنة الذين أهملوا سر التوبة وابتعدوا عنه لتجنب مواجهة المشاكل الصعبة أو التي قد تصبح كذلك.

 وأضاف ملاحظًا بأسف أن التزامات واهتمامات الكهنة تتزايد يومًا بعد يوم على حساب الوقت للقاء شخصي مع المؤمنين.