القنابل العنقودية: سلاح إجرامي يحصد حياة الأبرياء والعزّل حتى في أوقات السلم

مؤتمر دبلين الرامي لحظر تصنيع واستعمال القنابل العنقودية

 بقلم روبير شعيب

 دبلين، الثلاثاء، 20 مايو 2008 (Zenit.org).

 افتتح أمس في دبلين (إيرلندا) المؤتمر الدولي لعملية أوسلو الرامي إلى عقد معاهدة دولية تقضي بحظر تصنيع واستعمال القنابل العنقودية.

 وقد وافقت والتزمت نحو 50 منظمة غير حكومية، و 45 دولة بقرار أوسلو (فبراير 2007)، الذي نص على ضرورة العمل للتوصل إلى "تصنيف وسيلة عمل إلزامية دولية قبل نهاية العام 2008، تنص على حظر استعمال وتصنيع ونقل وتخزين القنابل العنقودية التي تسبب أضرارًا غير مقبولة للمدنيين".

 لم توافق 3 دول كانت حاضرة عندها على القرار وهي: اليابان، رومانيا، وبولونيا.

 ومن بين الدول التي لم تشارك في المؤتمر: الولايات المتحدة، الصين وروسيا. وسبق وأعلمت بأنها لن تشارك في مؤتمر دبلين، إلى جانب إسرائيل، والهند، وباكستان، وهي من أكبر الدول المصنعة لهذه القنابل الفتاكة.

 
خطورة القنابل العنقودية


تتمثل خطورة القنابل العنقودية بأنها قنابل تنفجر فوق الأرض، وتنشر في مساحة واسعة الآلاف من المتفجرات الصغيرة التي تنفجر بدورها عندما تلامس أجسامًا أخرى. القنبلة العنقودية هي عبارة عن مخزون معدني يحتوي على حوالي 650 متفجرة صغيرة، تستطيع أن تقتل أو تشوه الآلاف من الأشخاص، حتى في أيام السلم، عندما يقوم الأبرياء بلمس هذه الأجسام دون انتباه.

 تظهر تجربة هذا السلاح الإجرامي في الحروب أن ما بين 10 و 40 بالمئة من محتوى هذه القنابل لا ينفجر فور سقوطه، ، وبالتالي يبقى في الأرض مزروعًا على مدى آلاف الأمتار، بعيدًا عن الأهداف العسكرية.

 وتفيد التقارير العالمية بأن نحو 98 بالمئة من ضحايا هذه القنابل هم من الأبرياء.

 إضافة إلى ذلك، يستعصي تقصي هذه المتفجرات بالوسائل المعروفة في كشف الألغام أو حتى الكلاب المختصة في التفتيش عن الألغام.

 ويتميز عدد كبير من القنابل العنقودية بألوان وأشكال غالبًا ما تثير فضول الأطفال والصغار، فيقع هؤلاء ضحايا لهذه القنابل حتى بعد شهور وسنين من توقف المعارك بين الأطراف.

 رأي البابا

 وعيًا منه لشر هذا السلاح تحدث البابا بندكتس السادس عشر عن القنابل العنقودية بعيد صلاة التبشير الملائكي، نهار الأحد الماضي، في ساحة "ماتيوتي" في جنوى (إيطاليا).

 وقد جاء كلامه في إطار تذكيره بلقاء دبلين الذي يجتمع من أجل إنشاء اتفاقية لمنع استعمال هذه "القنابل الفاتكة" كما وصفها البابا.

 وتمنى الأب الأقدس أن تؤدي مسؤولية كل المشاركين، إلى التوصل إلى "وسيلة عمل دولية قوية وصادقة"، لأنه – تابع بندكتس السادس عشر – "من الضروري أن نصلح أخطاء الماضي وأن نتحاشى تكرارها في المستقبل".