لبنان: تطويب الأب يعقوب الحداد الكبوشي، رسول الصليب

احتفال يترأسه الكردينال سارايفا مارتينز في 22 يونيو المقبل

روما، الخميس 22 مايو 2008 (ZENIT.org)

يتم الاحتفال بتطويب المكرم يعقوب الحداد الكبوشي، رسول الصليب، في بيروت، وتحديداً في ساحة الشهداء، في 22 يونيو المقبل خلال الاحتفال بالذبيحة الإلهية التي سيرأسها رئيس المجمع الكاثوليكي لدعاوى القديسين، الكردينال خوسيه سارايفا مارتينز.

هذا ما يعلنه موقع رهبنة الآباء الكبوشيين على الإنترنت، ونيابة إقليم الشرق الأدنى.

لقد كانت قاعدة روحيته مبنية على الكتاب المقدس، والصليب، والذبيحة الإلهية، ومريم، ومساعدة الكهنة، وإعطاء الأولوية للمحرومين: وقد اعتُبر بمثابة منصور دي بول في لبنان.

سنة 1992، وقع يوحنا بولس الثاني المرسوم الذي اعتبرالأب يعقوب "مكرماً" بسبب بطولية فضائله الإنسانية والمسيحية، كما ذكر الأب طانيوس رزق، رئيس رهبنة الآباء الكبوشيين في الشرق الأوسط.

وسنة 1998، جاء شفاء السيدة مريم قطان من مغدوشة، التي كانت مصابة بسرطان خبيث وعضال، ليمهد طريق تطويبه.

وأثبتت اللجنة الطبية بالمصطلحات، الشفاء من "تنشؤ ورمي أولي خبيث، مع انبثاث فوق الترقوة اليمنى، وسرطان غدي سطحي وفارق قليلاً ذات نشاط انشطاري".

وسنة 2005، عين المونسنيور بولس دحدح، المدبر الرسولي للاتين في لبنان، محكمة مؤتمنة على تلقي أقوال الشهود، والأطباء وغيرهم، للتأكد قانونياً من الطابع العجائبي للشفاء. من بعدها، تم إرسال الملف كاملاً إلى مجمع دعاوى القديسين الذي عين طبيبين ماهرين. وعندما جاء تقريرهما إيجابياً، سُلم إلى اللجنة الطبية الاستشارية التي وافقت بالإجماع عليه.

وفي الأول من يناير 2007، أكدت لجنة أخرى، تألفت هذه المرة من مستشارين لاهوتيين، أن الشفاء قد حصل بشفاعة الأب يعقوب.

وفي 20 أكتوبر 2007، وافقت على المعجزة لجنة جديدة مؤلفة من كرادلة وأساقفة، وقد وقع بندكتس السادس عشر على المرسوم المختص في 17 ديسمبر 2007.

ولد خليل في غزير (كسروان، جبل لبنان) سنة 1875، كما يكتب الأب سليم رزق الله في سيرته التي تحمل عنوان: "رسول الصليب، الأب يعقوب الكبوشي" (مجموعة الإرث الفرنسيسكاني 2004).

بعمر السبع سنوات، تم إرساله إلى مدرسة القديس فرنسيس التي يديرها الآباء الكبوشيون الإيطاليون. من ثم، أُرسل للمرحلة الإبتدائية، إلى مدرسة القديس لويس. ومن بعدها، قضى عاماً في مدرسة الحكمة. وبالذكاء، والوعي، والمواظبة على العمل، كان خليل يدرس بسهولة.

في نهاية دراسته، عام 1892، ذهب إلى مصر للبحث عن العمل، وعمل كمدرس لغة عربية في مدرسة القديس مرقس.

وفي يوم من الأيام، وبينما كان يدخل إلى كنيسة الفرانسيسكان، أضناه مأتم راهب فرنسيسكاني شاب. وأخذ قراراً محتوماً: "أريد أن أصبح كاهناً، سأكون لله ولن يمنعني شيء عن ذلك".

عاد خليل إلى لبنان حيث لقي معارضة أبيه لدعوته، وبخاصة لدى الآباء الكبوشيين: "ماذا؟ خليل بين هؤلاء المشردين، هؤلاء الفقراء أصحاب العادات الغريبة، هؤلاء المتوحدين الذين لم تمضِ ثلاث سنوات على وصولهم من فرنسا. كلا! كلا!"

ولكن صلواته، وأيام صومه، وابتهالاته أثمرت فعلاً، إذ دخل في 25 أغسطس 1893 إلى رهبنة الآباء الكبوشيين، الرهبنة التي كان يحبها. ومنذ ذلك الحين، أصبح خليل الحداد، الأب يعقوب من غزير.

توفي بعطر القداسة في 26 يونيو 1954، ورقد في سيدة البحر "دير الصليب".