كلمة البابا الى السفراء الجدد لدى الكرسي الرسولي

روما، الجمعة 30 مايو 2008 (ZENIT.org).

ننشر في ما يلي كلمة الأب الأقدس إلى السفراء الجدد لدى الكرسي الرسولي

 سعادة السفراء

 أنا مسرورٌ بلقائكم وقت تسليم الأوراق التي تفوضكم كسفراء استثنائيين ومطلقي الصلاحية من بلادكم التالية: تانزانيا، أوغندا، ليبيريا، تشاد، بنغلادش، بيلاروس، جمهورية غينيا، سريلانكا، ونيجيريا. أشكركم على الكلمات الطيبة التي نقلتموها باسم رؤساء بلادكم. أكون في غاية الامتنان لكم لو نقلتم لهم بالمقابل تحياتي المحترمة وأفضل تمنياتي لهم وللمهمة الكبيرة التي يؤدونها في خدمة وطنهم. أوجه تحياتي أيضاً إلى جميع السلطات المدنية والدينية في بلادكم، وإلى جميع شركائكم في الوطن. إن حضوركم اليوم يتيح لي الفرصة أيضاً للتعبير عن النوايا المحبة التي أحملها للجماعات الكاثوليكية الموجودة في بلادكم ولأؤكد لها على صلواتي لها من أجل أن تستمر في الشهادة للمسيح بأمانة وإخلاص، بالتبشير بالإنجيل، وبالتزاماتها المتعددة في خدمة إخوتها في الإنسانية.

 في العالم المعاصر، تقع على المسؤولين عن الأمم مسؤولية تأدية دور مهم ليس فقط في بلادهم لا بل أيضاً في العلاقات الدولية من أجل أن يتمكن كل شخص، أينما وُجد، من التمتع بظروف عيش كريمة. لذلك، فإن المقياس الأساسي في السياسة هو البحث عن العدالة بغية أن تكون كرامة وحقوق كل إنسان محترمة دوماً، وبغية أن يتمكن سكان البلاد من المشاركة في الثروة الوطنية. وهذا أيضاً ينطبق على الصعيد الدولي. ولكن، في جميع الحالات، المجتمع الإنساني مدعوٌ أيضاً إلى الذهاب أبعد من العدالة، لإظهار تضامنه مع الشعوب الأقل فقراً، مع حرصه على توزيع أفضل للثروات، وسماحه بخاصة للبلدان التي تملك ثروات في الأرض أو تحت الأرض من الاستفادة منها أولاً.

  لا تستطيع البلدان الغنية أن تستولي وحدها على موارد أراضٍ أخرى. ويجب على المجتمع الدولي أن يتمم واجباته في العدالة والتضامن، بالتنبه إلى توزيع الموارد والأخذ بالاعتبار الشروط الملائمة لتطور البلدان التي هي بأكثر حاجة إليها. كذلك، وأبعد من العدالة، من الضروري أيضاً نشر الأخوة لتأسيس مجتمعات متناغمة حيث يسود التوافق والسلم، ولحل المشاكل الطارئة التي تنشأ، بالحوار والتفاوض، وليس بالعنف بكافة أشكاله الذي لا يصيب إلا الأضعف والأفقر من بين البشر. إن التضامن والأخوة متعلقان قطعاً بالمحبة الأصلية التي يجب أن نحملها لقريبنا لأن كل شخص له مسؤولية في الحياة العامة هو مدعو أولاً أن يجعل من مهمته خدمةً لشركائه في الوطن، وبشكل أوسع لجميع شعوب الأرض. والكنائس المحلية، من ناحيتها، لا توفر أي جهود ممكنة للمساعدة على راحة المواطنين، وأحياناً في ظروف صعبة. ورغبتها العزيزة هي أن تستمر بلا كلل في خدمة الإنسان، كل إنسان، من دون تمييز.

 لقد أوكل رؤساء بلادكم إليكم مهمة لدى الكرسي الرسولي الذي يتنبه بدوره وبشكل خاص إلى خير الأشخاص والشعوب. في ختام لقائنا، أبعث لكم، يا سعادة السفراء، أفضل تمنياتي للخدمة التي أنتم مدعوون إلى إنجازها في إطار الحياة الدبلوماسية. فليعينكم العلي، أنتم، وأهلكم، ومعاونيكم، وشركاءكم في الوطن، على تأسيس مجتمع هادئ، ولتحل عليكم وفرة النعم الإلهية.

 نقلته من الفرنسية إلى العربية غرة معيط