روما، 4 يونيو 2008 عن إذاعة الفاتيكان
تزامنا وانعقاد القمة العالمية حول الأمن الغذائي في مقر منظمة الفاو بروما، نشر المجلس البابوي للعدالة والسلام برئاسة الكردينال ريناتو مارتينو مذكرة حول الأزمة الغذائية العالمية، أشار فيها إلى أن "إطعام الجياع" واجب خلقي بالنسبة للكنيسة الجامعة، يتجاوب مع تعليم يسوع حول التضامن والمقاسمة، كما أن القضاء على الجوع في العالم قد أصبح في عصر العولمة ضرورة ملحة أيضا للحفاظ على السلم والاستقرار.
ودعا المجلس البابوي للعدالة والسلام المؤمنين العلمانيين والرجال والنساء ذوي الإرادة الطيبة للبحث عن حلول ملائمة للأزمة باسم مبدأ التضامن بين جميع أعضاء العائلة البشرية الواحدة، كما وذكّر أيضا بأن الأزمة الغذائية تُفقر الفئات الأكثر ضعفا من سكان العالم مشيرًا إلى أن أولى ضحاياها هم الأطفال الذين يُحرمون من الغذاء الملائم لنموهم، وأنه بحلول العام 2015 قد يرتفع إلى مليار ومائتي مليون عددُ المعانين من جوع مزمن.
وشدد المجلس البابوي للعدالة والسلام على أهمية مساعدة المزارعين الفقراء على زيادة إنتاجهم وإيصال منتوجاتهم إلى السوق، وذكّر بدور المضاربة في ارتفاع أسعار المواد الغذائية واشتداد الأزمة الغذائية الحالية، وختم مذكرته بالقول:"في وقت يحتفل فيه المجتمع الدولي بالذكرى الستين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، تهدد الأزمة الغذائية العالمية الحقّ الأساسي لكل إنسان في "التحرر من الجوع". ويلعب الحق في الغذاء دورًا فائق الأهمية لنوال باقي الحقوق وأولها الحق الأساسي في الحياة.
ومن الأهمية بمكان ـ تابع المجلس البابوي للعدالة والسلام ـ أن ينضج بين أعضاء عائلة الأمم الوعي باعتبار الغذاء حقا شاملا لكل الكائنات البشرية بدون تمييز أو تفرقة، على أن يرافقه التزام مشترك يشعر من خلاله جميع أعضاء المجتمع بأنهم مدعوون للتعاون من أجل تيسير الحق في الغذاء.
الجدير ذكره أن البابا بندكتس السادس عشر كان وجه رسالة للمشاركين في مؤتمر الفاو قال فيها إن الجوع وسوء التغذية غير مقبولين في عالم يملك مستويات الانتاجية والموارد الكافية لوضع حد لهذه المآسي وتبعاتها، مذكرا في الآن معا بأهمية عولمة التضامن وشاكرا منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة ومديرها العام على لفت انتباه المجتمع الدولي، مرة جديدة، للمشاكل التي تعيق مكافحة الجوع، وحثِّهِ على العمل بطريقة موحدة ومنسقة.