معنى المؤتمرات القربانية العالمية، بحسب المونسنيور ماريني

روما، الثلاثاء 17 يونيو 2008 (ZENIT.org)

 بمناسبة افتتاح المؤتمر القرباني العالمي التاسع والأربعين في تورونتو (من 15 ولغاية 22 يونيو)، أوضح المونسنيور بييرو ماريني، رئيس لجنة المؤتمرات القربانية العالمية، إلى إذاعة الفاتيكان معنى وقضايا هذه اللقاءات العالمية التي تعقد كل أربع سنوات. ويطلعنا أيضاً منظم الاحتفالات الليتورجية ليوحنا بولس الثاني وبندكتس السادس عشر على ماهية فرصة الكنيسة في كندا.

 مونسنيور ماريني، أبإمكانكم تفسير ما هو المؤتمر القرباني؟

المونسنيور ماريني – إن المؤتمر القرباني هو وقت صلاة مهم للكنيسة المحلية، حول سر القربان المقدس. والاحتفال القرباني هو جوهر المؤتمر القرباني. والكنيسة والاحتفال بسر القربان المقدس هما الواقعان الحاضران. فالكنيسة تجتمع للاحتفال بسر القربان المقدس ولاكتشاف هويتها. والمؤتمر القرباني بحد ذاته، هو أكثر من احتفال قرباني، لأن هناك عادةً أسبوعاً كاملاً من الاحتفالات. وتتطلب المؤتمرات العالمية أربع سنوات من التحضير، وبالتالي فإن الكنيسة جمعاء تنطلق حول سر القربان المقدس، للتفكير حول هذا السر، وبخاصة لتحسين الاحتفال، وللقيام بتجربة لقاء الجماعة مع الرب في سر القربان المقدس.

 
 كيف يجري المؤتمر القرباني بشكل عام، وما هي الأحداث التي يتألف منها؟

المونسنيور ماريني – عادةً يسبق المؤتمرات القربانية (بالإضافة إلى التحضيرات الأوسع) ندوة لاهوتية يجتمع خلالها الخبراء والمختصون للتعمق في مواضيع المؤتمر، وتدوم بشكل عام يومين أو ثلاثة. من ثم يبدأ المؤتمر، الذي يمتد عادةً أسبوعاً كاملاً وتتخلله احتفالات وأوقات صلاة كطقس الساعات، والاحتفال بأسرار أخرى كسر التوبة، وأحياناً يتم مسح المرضى. خلال أسبوع كامل، يتم الاحتفال بسر القربان، وتقام احتفالات ثقافية حول سر القربان، وإظهار الورع الشعبي، ومسيرة ضخمة تقام خلال الأسبوع عادةً. والمسيرة القربانية هي من مميزات المؤتمرات القربانية، لأن هذه الأخيرة ومنذ بدايتها، كانت عبارة عن احتفالات كبيرة بسر القربان المقدس. وكانت تقام هذه الاحتفالات من خلال طابع خارجي أي من خلال المسيرات الضخمة، والتجمعات الكبيرة، من أجل إظهار الإيمان بسر القربان المقدس بطريقة جلية.

 
 من سيشارك في هذا المؤتمر القرباني؟ هل سيشارك بشكل رئيسي سكان كيبيك المحليون أم الكنيسة جمعاء معنية بالمشاركة؟

المونسنيور ماريني – إن المؤتمر القرباني في كيبيك هو مؤتمر عالمي، إذاً لا بد من أن يأخذ طابعاً عالمياً. لذلك تم اختيار تراتيل القداس مثلاً مع الأخذ بالاعتبار تعدد الإتنيات واللغات للتجمع. وبالتأكيد، جرت التحضيرات بأسرها للمؤتمر في كندا، وبالفعل فإن كنيسة كندا، وبخاصة كنيسة كيبيك هي التي تكبدت عناء التحضير لهذا المؤتمر. ويجب التذكر دوماً بأن الكنيسة المحلية هي مصدر الروحية كلها: يمكننا رؤية الكنيسة عندما نرى الأسقف المحلي يحتفل في كاتدرائيته، مع الإكليروس والمؤمنين. بذلك، يقام في كندا مؤتمر عالمي، ولكن الكنيسة في كندا هي المستفيدة الأولى من هذا الاحتفال. وفي الوقت عينه، ستكون هناك مشاركة من أشخاص قادمين من مختلف القارات.

 
 نعلم أن الكنيسة في كيبيك هي ضعيفة بعض الشيء. هل من شأن الاحتفال بالمؤتمر القرباني في هذه المدينة أن يدعم الكنيسة، ويعطيها بعض الرجاء والقوة؟

المونسنيور ماريني – أظن ذلك فعلاً. لم أشارك لا في اختيار المكان ولا في الاجتماعات التحضيرية للمؤتمر، ولكنني أعلم جيداً بأن أحد أهداف الاحتفال بالمؤتمر القرباني هو إعطاء الكنيسة في كيبيك وجهاً أكثر إشراقاً، لإعادة اكتشاف الهوية المسيحية في كيبيك، وفي كل كندا. وأعتقد أن المؤتمرات القربانية اليوم تقوم أحياناً بهذا الدور. ويرى رعاة الكنيسة في المؤتمرات القربانية طريقة لإعادة اكتشاف الهوية المسيحية، وعدم التوجه إلى أمور ثانوية، بل إلى الأساس أي إلى سر القربان، العبادة، والاحتفال. وأرى أن هذا هو الهدف الأساسي للمؤتمر القرباني الذي سنحتفل به في كيبيك، ليس فقط بالاحتفال بذاته بل بمدة التحضير كلها، وأرجو أيضاً بالفترة التي تلي المؤتمر.

 
هذه المقابلة متوفرة على موقع إذاعة الفاتيكان:
www.radiovaticana.org

 
نقلته من الفرنسية إلى العربية غرة معيط