السياحة المسؤولة واحترام البيئة

نداء الكرسي الرسولي للموسم السياحي

 بقلم روبير شعيب

 الفاتيكان، 2008 (Zenit.org).

 أمام مشكلة التحولات المناخية التي تجتاح كوكبنا، وجه المجلس الحبري للمهاجرين والرحّل رسالة تهيئ لليوم العالمي للسياحة 2008، الذي سيحتفل به في 27 سبتمبر المقبل، بعنوان: "السياحة في وجه مشكلة التحولات المناخية".

 تدعم الكنيسة هذه المبادرة التي أطلقتها المنظمة العالمية للسياحة، وتحض الكنائس المحلية للتعريف بالنظرة المسيحية للسياحة، والتذكير بالمسؤولية الرعوية والإرسالية في زمن الراحة والتسلية، والاستجمام الجسدي.

 تشير الرسالة – التي تحمل توقيع الكاردينال ريناتو رفايلي مارتينو، ورئيس الأساقفة أغسطينو ماركيتو – إلى أن خلاص الكوكب يقف الآن على "تقاطع طرق".

 ولذا يتم توجيه نداء إلى ضرورة إسهام الجميع، ومن بينهم السواح، في احترام الأرض وعدم القيام بأعمال تضر بأقل شكل ممكن بتوازن الكوكب البيئي.

 وتشير الرسالة إلى أنه في أيامنا، يقوم نحو 900 مليون شخص بزيارة مناطق أخرى من العالم لأغراض سياحية، ومن المتوقع أن يبلغ عددهم مليار ونصف في العام 2020، دون ذكر مئات الملايين الذين يقومون بالسياحة في داخل وطنهم.

 وللقيام بهذه التنقلات يتم استعمال محرقات ملوِّثة، والفنادق التي تستقبلهم تطلق في الهواء كميات كبيرة من الغازات المضرة.

 يستطيع السواح، عبر مواقفهم المعتدلة أن يسهموا في تخفيف هذه الظاهرة، ومشكلة التحولات المناخية التي تقلقنا.

 وتقول الرسالة في هذا الصدد: "يستطيع السائح الخيار بين أن يكون سائحًا مع الأرض أو ضددها، مفضلاً التنقل سيرًا على الأقدام قدر الإمكان، واختيار فنادق ومنتجعات قريبة من الطبيعة، حاملاً أقل قدر الممكن من المتاع، ومتناولاً وجبات أكثر احترامًا للبيئة".

 وأيضًا: "زرع الأشجار لمواجهة نتائج التلوث الذي تتسبب به رحلاتنا، وتفضيل البضائع الحرفية البسيطة بدل البضائع السامة والغالية، واستخدام المواد القابلة لإعادة التصنيع، واحترام القوانين المحلية، وتقدير الثقافة المحلية".

 من الأهمية بمكان الرجوع إلى "حس بالمحدودية، مقابل تطور مجنون وبأي ثمن، والتخلص من هوس التملك والاستهلاك".

 بهذا الشكل ستنمو "ثقافة سياحة مسؤولة، حتى في وجه التحولات المناخية".