مؤتمر الواحة حول الحرية الدينية يختتم أعماله في عمان

قال المطران سليم الصايغ ، مطران اللاتين في الأردن: ان الاردن جزء لا يجزأ من البلاد المقدسة، فهو بلد توراتي مرتبط بمسيرة الخلاص، وحياة السيد المسيح والرسل والانبياء والقديسين والشهداء. فالمسيحيون الاردنيون هم استمرار لثقافات العهدين القديم والجديد. وهويتهم المسيحية  مرتبطة باماكنهم المسيحية المقدسة وبتاريخ الكنيسة في الشرق الاوسط عامة، وفي الاراضي المقدسة خاصة. وأضاف المطران في اليوم الثاثي لمؤتمر مركز الواحة الدولي الذي انعقد في عمان على مدار يومين:  ان المسيحيين في الاردن هم  مواطنون أصليون، وبالتالي فهم جزء لا يجزأ من وطنهم الحبيب الأردن. وأضاف أنهم كنيسة حية فاعلة، تواجه العديد من صعوبات الحياة، شأنهم في ذلك ايضا شأن جميع المسيحيين. وهم يشهدون لايمانهم بكل حرية  في بلادهم المقدسة شهادة حسنة ويحملون رسالتهم الدينية باخلاقهم الانسانية والمسيحية في مجتمعهم العزيز.

 

وقد اشتمل اليوم الثاني من أعمال مؤتمر "الحرية الدينية " بعرض التقرير السنوي لمركز الواحة الدولي الذي أسسه الكاردينال أنجلو سكولا ، بطريرك البندقية في ايطاليا، راعي المؤتمر، وهو مركز يهدف الى التقريب في وجهات النظر المسيحية والاسلامية حول القضايا الانسانية والعامة التي تهم الانسان. وتحدث الاب رفعت بدر ، عضو اللجنة المنظمة للمؤتمر، حول حضور المسيحيين في الاعلام وفي الحياة السياسية والاقتصادية في الأردن، فهم مواطنون يستمدون قوتهم من الدستور ومن النهج الحكيم الذي تنتهجه القيادة الهاشمية ومن اخلاصهم في عملهم من أجل مجتمعهم ووطنهم.  

 

وأصغى المشاركون الثمانون والقادمون من 20 دولة في العالم، الى السيد مجدي ديات، رئيس اللجنة المركزية في مركز سيدة السلام لذوي الاحتياجات الخاصة الذي تحدث عن رسالة المركز الانسانية والروحية والوطنية . وهو مركز تأسس سنة 2004 ، من أجل خدمة الاشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة وبخاصة الاطفال.

وقدم الدكتور حسن أبو نعمة، مدير المعهد الملكي للدراسات الدينية، ورقة بعنوان: الحوار ودوره في ترسيخ العيش والقيم المشتركة، مقتربات وأسس. وقال أنه يسجّل تاريخياً للأردن أنه، بين دول منطقة الشرق الأوسط، نموذج لمجتمع مسلم عاش فيه المسيحيون منذ ظهور المسيحية قبل ألفي سنة، ولا يزالون يتمتعون بعلاقات مودة واحترام متبادل مع إخوتهم المسلمين. وقال ان هذا الإرث التاريخي المهم يؤسس لحياة اجتماعية أصيلة ومتينة وغير طارئة. والدستور الأردني يكفل أمن المجتمع ووحدته بكافة أطيافه، وهذا سبب آخر وراء هذه العلاقة القوية بين المسلمين والمسيحيين بكافة مؤسساتهم الدينية التي تستفيد من الحماية القانونية.

          واصدر المؤتمر في ختام أعماله، توصياته التي قرأها الكاردينال سكولا وتضمنت حث القائمين على مركز الواحة الدولية على تحقيق أهدافه ورسالته الحوارية في العالم، وبخاصة في الدعوة الى تكثيف مبادرات الحوار الاسلامي المسيحي العلمي والجاد في العالم. وتم الاعلان عن عقد المؤتمر القادم في حزيران 2009 في مدينة البندقية الايطالية، المقر الدائم لمركز الواحة.

عن موقع ابونا