أساقفة أميركا ينشرون دليلاً ضد التعذيب

ويؤكدون مجدداً على رفض هذه الممارسة

روما، الجمعة 4 يوليو 2008 (ZENIT.org)

 التعذيب يخالف احترام الإنسان وكرامته. هذه هي الفكرة الأساس لدليل دراسة نشره مؤتمر أساقفة الولايات المتحدة، ويدعو إلى التفكير حول النتائج الخطيرة للجوء إلى هذه الممارسة.

وهذا الدليل الذي تم تحضيره بغية استعماله في حلقات المناقشة، وفي المراكز الكاثوليكية، يمكن نقله على موقع مؤتمر الأساقفة. وقد تم تقديمه مؤخراً في إطار "شهر التوعية ضد التعذيب" الذي أطلقته 190 منظمة روحية أميركية تنتمي إلى "الحملة الدينية الوطنية ضد التعذيب".

هذا النص هو ثمرة تعاون مع مكتب العدالة الدولية والسلام التابع لمؤتمر أساقفة الولايات المتحدة.

"إن الهدف منه هو تعزيز تفكير أعمق على ضوء تعاليم الكنيسة حول هذه المسألة الحساسة، الممارسة التي أصبحت معاصرة مجدداً بشكل مأساوي حتى في البلدان الديمقراطية"، كما أوضحت فرجينيا فريس، العضو المستشار في اللجنة.

ويقسم الدليل إلى أربعة فصول: يوضح الأول العناوين العريضة لسلطة الكنيسة حول كرامة الإنسان؛ يتناول الثاني موضوع التعذيب بالتحديد، ويشرح أسباب قلق الكنيسة الحالي، ذاكراً بخاصة تعاليم يوحنا بولس الثاني وبندكتس السادس عشر؛ أما الثالث الذي ينطلق من دعوة يسوع لمحبة الأعداء، فينقل أمثالاً مختلفة من الإنجيل ومن الرسالة العامة "الله محبة"؛ ويقترح الفصل الأخير مبادرات ملموسة لتوعية الرأي العام حول رفض اللجوء إلى التعذيب.

ولا تقتصر الوثيقة فقط على تحليل السياسات الحالية للحكومة الأميركية في ما يتعلق بمعاملة الأسرى المتهمين بالإرهاب، لا بل ترفض جميع أشكال التعذيب، والتحقيقات المعروفة "بالفعالة" المطبقة في أكثر من 150 بلداً في العالم.

في المقدمة، هناك شرح بأن الفصول تمت صياغتها بغية استعمالها في حلقات المناقشة، وفي الدروس التي تنظمها المراكز الكاثوليكية، والأفراد، والعائلات، وغيرها.

كما أنها توضح بأن هذا الكتاب "يريد الحث على التفكير، وتحليل مسألة التعذيب هذه من الناحية الأخلاقية المجردة".

ويساعد هذا النص على إيجاد أجوبة عن أسئلة مثل: "ماذا قال بندكتس السادس عشر عن اللجوء إلى التعذيب في السجون؟ علامَ ينص موجز العقيدة الإجتماعية للكنيسة حول هذه المسألة؟ هل تحدث أساقفة الولايات المتحدة عن التعذيب؟

كما نجد فيه تأملات العديد من الأساقفة الكاثوليك، واللاهوتيين، وتعليقات أخرى حول التعذيب والتعسفات الممارسة ضد الأسرى.

أما ملحق الدليل، فينقل نص رسالة كتبها المونسنيور توماس ج. وينسكي، رئيس لجنة العدالة الدولية والسلام التابعة لمؤتمر أساقفة الولايات المتحدة، إلى أعضاء مجلس الشيوخ سنة 2007. ويعرض هذا الملحق خلاصة لجميع الأسباب التي تعارض الكنيسة بسببها التعذيب.

توضح المقدمة: "إن دخول الكاثوليك في المناقشة العامة حول قضايا المجتمع الكبيرة، معزو إلى أملهم في إمكانية المساعدة على حل المشاكل، على ضوء إيمانهم. إنها إذاً مسألة ثقة بالنفس: فالمؤمنون يعتقدون أن بإمكانهم المساهمة بطريقة إيجابية جداً في بناء وتغيير العالم الذي يحيط بهم".

وتؤكد المقدمة بزخم أن الدليل يقوم على قناعتين: تعتبر الأولى أن "التعذيب مسألة أخلاقية، يجب أن يفهمها مسيحيون ويعالجونها"؛ وتعتبر الثانية أن "مناخاً من الذعر واليأس في المجتمع يفتح مجالاً لممارسة التعذيب والتعسفات ضد الأسرى، ولكن أن الكثير من المسيحيين بإمكانهم المساعدة على إحلال مناخ جديد، مناخ يكون فيه احترام كرامة الإنسان موضع اهتمام وعناية".

مع العلم بمشاكل العصر، توضح المقدمة أن سؤالاً طرح نفسه خلال تحضير الدليل وهو: "في زمن التحديات هذا، هل ما يزال من الممكن لشعب ولأمة، التحرك من خلال إظهار الاحترام لكرامة الإنسان وتطبيق الإنجيل، على ضوء التهديدات الخطيرة ؟"

للمزيد من المعلومات والتفاصيل عن موقف الكنيسة في ما يتعلق بمسألة التعذيب، زوروا موقع مؤتمر أساقفة الولايات المتحدة:
www.usccb.org/sdwp/international/libertyind.shtml

نقلته من الفرنسية إلى العربية غرة معي