المشاركة في الإيمان مجدداً في إيرلندا

مقابلة مع المونسنيور مارتين رئيس أساقفة دبلين (2)

 بقلم دومينيك باستر

 دبلين، الاثنين 7 يوليو، 2008 (Zenit.org)  . – بدأ المونسنيور ديارمويد مارتين رئيس أساقفة دبلن حملة تبشير كبرى في محاولة الإعلان عن المسيح من جديد لجيل إيرلندا الجديد الذي فقد نظرة الإنجيل.

 دعا رئيس الأساقفة جميع رعايا دبلين البالغ عددها 200 رعية للإنضمام الى برنامج مشترك للتوعية التبشيرية لسنة 2009، ينظمه أول راهب أسقف مرسل في الأبرشية، الأب كايرون أوكارول. سيتضمن المشروع مبادرات للتوعية على الإيمان، تنشئة ليتورجية وروحية، توعية الشباب والعمل على المحبة والعدالة.

 هذا واشار رئيس الأساقفة الى أن إحدى الأولويات بالنسبة للمكتب الجديد هي تبشير العائلة.

 في هذه المقابلة مع زينيت، يناقش رئيس الأساقفة مارتين أهمية وضرورة هذه المبادرة ضرورية، وأهمية العائلة لنجاح هذه المبادرة.   

 * * *

 س: لقد حددت تبشير العائلة بوصفه أولوية رئيسية للمبادرة الجديدة. لماذا أهمية العائلة في في مهمة التبشير؟

 ج: العائلة هي القاعدة الرئيسية لنقل الإيمان الى الشباب والأطفال. في المكان الذي يكون فيه الإيمان في حياة العائلات ضعيف، سيفقد التبشير جذوره. عندما تولي العائلات كامل مسؤولية تنشئة إيمان أولادهم للمدرسة، يفقدون بهذا منحى مسؤوليتهم والنعمة والبهجة المميزة لسر الزواج. 

 يقال إن العائلة التقليدية تفقد أهميتها في المجتمعات الغربية. لماذا برأيك، وكيف بإمكان الكنيسة الدفاع عن العائلات؟

 ج: اليوم، كثيرة هي المناقشات التي تتحدث عن  الإنهيار السريع للعائلات والتي تناقش المشاكل التي تواجهها، والنماذج البديلة. نادراً ما نتحدث عن الزواج والعائلة كموارد للمجتمع والكنيسة معاً. نادراً ما نسمع عن دعوة المسيحيين لممارسة رسالتهم في ومن خلال سر الزواج، سر في طبيعته – – كغيره من الأسرار الدينية – موجه نحو بناء الكنيسة.

 تبشير العائلة أولوية لنشاطاتنا في الأبرشية. تعزز مجالس الأبرشية الرعوية، على حساب إرساء الطابع العلماني الغالب، منهاج التفكير والتأمل بالعائلة كمورد للمجتمع والكنيسة. معاً بإمكاننا العمل على تطوير موارد جديدة للعائلة- تعاليم مركزة. أولوية لمكتب أبرشيتنا الجديد للتبشير ستكون إيجاد طرق جديدة لدعم العائلات في مهامها.

 س: ما هي التحديات بالتحديد التي تواجهونها  اليوم في عمل التبشير في أيرلندا ؟

 ج: ذكرت في عدة مناسبات أن عدد الذين يشاركون بإنتظام في الإفخارستيا في أبرشيتنا ينخفض ولم يعد الكثير من المعمدين الكاثوليك يعرفون يسوع. رسالته لا تمس حياتهم. ربما كانت تعاليمنا أخلاقية جداً، تظهر كقوائم لقواعد السلوك في الحياة، بدلاً من الإستجابة لرسالة المسيح – – رسالة متطلبة، ولكن واحدة من مطالب الحب، التي تمكننا من إيجاد عمق ما لدينا من معنى.

 ولكن لا يمكننا أن نتغاضى عن حقيقة أن النية الحسنة للكنيسة في إيرلندا تم تشويهها عبر سلسلة من الفضائح. كجماعة كنسية يجب أن نهتم لأي شخص يشعر بأنه  جُرح أو تأذى أو تخلت عنه الكنيسة بأي شكل من الأشكال. يجب على كنيسة دبلين أن تستعيد حسن النية من الجميع. يجب أن تكون المكان الذي يوجد فيه كل التدابير اللازمة لحماية الأطفال والأشخاص المعرضين للخطر في كل مكان. يجب النظر على تدابير حماية الأطفال كأولوية وليس عبئاً.

 س: لدى إيرلندا تقليد قديم في إرسال بعثات تبشيرية او مرسلين حول العالم. هل ما زالت النظرة الإيرلندية تجاه الكاثوليك تحمل شيئاً قيماً تقدمه للكنيسة ككل؟

 ج: الإلتزام الإيرلندي الراسخ للعالم النامي، الذي وجد تعبيراً مرحباً جداً تُرجم بالتمويل المتزايد لوراء البحار من الحكومة الإيرلندية،  مديناً الى حد كبير الى التقليد القديم والطويل لنشاط الكنيسة التبشيري. الحمد لله أن قضايا التنمية لا زالت قضايا تثير العاطفة داخل المجتمع الإيرلندي.

 فيما تستمر إيرلندا بالتغير، ويأتي آلاف الأشخاص الى هنا من حول العالم لبناء منزل جديد لهم ولعائلاتهم، لدى كاثوليك إيرلندا الكثير لإعطائه، كقدوة لهم. في مهرجان الشعوب، الدي يُحتفل به يوم عيد الدنح من كل سنة، أرحب بالناس مع كهنة رعياتهم ورؤساء الجماعات من العديد من البلدان في أوروبا وخارجها.

 أنا مسرور كون الكنيسة في دبلين كانت في طليعة الترحيب ودمج الذين أتوا في الآونة الأخيرة. المستقبل الإجتماعي، الإقتصادي والسياسي في إيرلندا، مع بعض التحديات التي ستجلبها السنين القادمة، سوف يتطلب منا العمل معاً لبناء مجتمع ليس فقط من مجهولين ساكنين بالقرب منا ولكن بناء مجتمع من شعوب آتية من خلفيات مختلفة ملتزمة لبناء مجتمع جديد.