الرسالة العامة الجديدة للبابا في طور التحضير

ومن المتوقع أن تقدم نظرةً جديدة عن القرن الحادي والعشرين

بقلم غرة معيط

روما، الجمعة 11 يوليو 2008 (ZENIT.org)

أُفيد بأن بندكتس السادس عشر يعمل في هذا الصيف على رسالته العامة الثالثة، التي قد تكون جاهزة مبكراً في الخريف.

أكد أمين سر البابا على وجود الوثيقة في مقابلة مع وكالة أنباء أبكوم أجريت في مايو الماضي، حتى أنه اقترح عنواناً محتملاً: "المحبة في الحقيقة"، وقال أنه من المحتمل أن تصبح الرسالة العامة الثالثة للأب الأقدس جاهزة في الخريف.

وقال الكاردينال برتوني: "في الوقت الحاضر، هذا ليس سوى افتراضاً. لا أريد القول بأن هذا هو العنوان بالتحديد – في الوقت الحاضر، أجل، هذه هي الفكرة، ولكن لاحقاً، يمكن حدوث إلهام متتابع".

ووفقا لأمين سر الدولة، فإن الرسالة العامة "تصدر من عند البابا، لأنه لا يرغب في تكرار المفاهيم العامة لعقيدة الكنيسة الإجتماعية، ولكنه يرغب في تقديم شيء جديد، يتوافق مع تحديات اليوم".

"يمكننا التفكير بمشكلة العولمة الكبيرة والمشاكل الأخرى التي تصيب الأسرة الدولية مثل أزمة الغذاء والتغير المناخي. هذه مواضيع قد تحث على تقييم وتعليق من الكنيسة من وجهة النظر الأخلاقية"، بحسب ما قال الكردينال.

 لمحة مسبقة سريعة؟

 
قد يكون الأب الأقدس قد أعطى فكرةً عن مواضيع رسالته العامة عندما وجه كلمة إلى الأكاديمية الحبرية للعلوم الإجتماعية في مايو الماضي. فقد تمحور لقاؤهم حول موضوع "السعي وراء المصلحة العامة: كيف يمكن للتضامن والإعانة الانسجام معاً".

وذكر خلاصة العقيدة الإجتماعية للكنيسة بالإشارة إلى أن دورة الأكاديمية كانت مخصصة للنظر في العلاقة المتداخلة بين "أربعة مبادئ أساسية من التعليم الإجتماعي الكاثوليكي وهي: كرامة الإنسان، المصلحة العامة، الإعانة، والتضامن".

وقال البابا حينها: "هذه الحقائق الأساسية التي تنبثق عن الاتصال الحي بين الإنجيل، والظروف الإجتماعية الواقعية، تقدم إطاراً للنظر في الحقائق التي تواجه الإنسان في فجر القرن الحادي العشرين، مثل تخفيض التفاوت في توزيع الخيرات، ونشر فرص التعليم، وتعزيز نمو وتنمية مستدامين، والحفاظ على البيئة".

واقترح بندكتس السادس عشر أنه بإمكاننا أولاً التخطيط للعلاقات المتداخلة بين المبادئ الأربعة، بوضع كرامة الإنسان على تقاطع محورين: أحدهما أفقي يمثل "التضامن" و"الإعانة"، والآخر عمودي يمثل "المصلحة العامة". وهذا يخلق مجالاً يمكننا أن نحبك عليه النقاط المتعددة للتعليم الإجتماعي الكاثوليكي التي تعبر عن المصلحة العامة".

وعلى الرغم من أن البيان يعطي فكرة عن تشابك المبادئ، "إلا أن الواقع أكثر تعقيداً"، كما قال البابا.

كما قال أنه يجب وضع التضامن والإعانة ضمن إطار الثالوثية. إضافةً إلى ذلك، اقترح أن هذين المبدأين "لهما القدرة على وضع الرجال والنساء على طريق اكتشاف قدرهم الحتمي، والخارق."

وأضاف: "تمكننا أعين الإيمان من رؤية المدن السماوية والأرضية متداخلة، ومنظمة بشكل جوهري مع بعضها البعض، كونها تنتمي كلها إلى الرب الآب، الذي هو فوق الكل، وعبر الكل، وفي الكل".

"في الوقت عينه، يركز الإيمان بشدة على الاستقلالية المطلوبة في المسائل الأرضية، لدرجة أنها "وُهبت استقرارها، وحقيقتها، وصلاحها، وقوانينها ونظامها الخاص بها".