الأبوة ممارسة فلما لا نسمح بها؟

الفتاة وهى صغيرة تفضل اللعب بالدمية وحتى عندما تلاعب تلك الدمية تفعل معها كما تفعل الأم مع طفلها فتقوم بتنسيق شعر الدمية وتخيل إطعامها ومعالجتها وتدريبها على ما يجب أن تلتزم به من سلوكيات وما إلى ذلك من أفعال" أمومة " إن جاز لنا التعبير ومع النمو في العمر تضغط رغبة الأمومة على نفسية غالبية الفتيات ذلك لأن الأمومة تحقق للمرأة معاني كثيرة كالعطاء والنماء والحب بكيفية مختلفة جداً بحيث لا تتحقق لها بسهولة في أفضل الأحيان بمواضع حياتية أخرى، إذن الأمومة غريزة هذا بالإضافة إلى أن المرأة تشعر بطفلها وتكون علاقة حميمة معه منذ أن يكون جنيناً في أحشائها حيث تشعر بحركته وهو أيضاً يشعر بها ويتأثر بسلامة أو ضعف صحتها الجسدية والنفسية وعندما يأتي للحياة يكون كل منهما الأم والطفل في احتياج للأخر.

 


الأب ليس الحال معه كما الأم لذلك هو يحتاج لمجهود مكثف ومقصود ليعمق صلته بطفله الوليد وهذا يتحقق عبر أداء الأب للكثير من الالتزامات الصغيرة والكبيرة لهذا الطفل كأن يقوم بإعداد الطعام له وتنظيفه ومداعبته وتعليمه كيفية النطق والحركة،المرأة في هذا الإطار تحتاج لأن تساعد زوجها على ممارسة أبوته بل ودفعه لتلك الممارسة إن لم يكن هو لديه تلك الرغبة لكن وللأسف ألمح صفة ربما تكون جديدة لدى الكثير من الأمهات الشابات وهى" الأنانية" بحيث لا يسمحن لأزواجهن بمعايشة حقيقية مع الطفل الرضيع بغطرسة أبعد ما تكون عن الأمومة وبذلك السلوك الأناني الإقصائي من قبلهم ومع الوقت تبدأ عليهن علامات التعب والنفور من القيام بكل مهام الأبناء كما أن الأب يبدأ في الشعور بالفجوة وانعدام مساحة التلاقي مع أبنائه الذين يرتبط بهم بعلاقة اقتصادية فقط،من الوارد أن يكون الأب أقل خبرة ونجاحاً في التعامل مع الأطفال وخاصة في المرحلة الأولى من عمرهم لكن هذا ليس معناه أنهم لن ينجحوا في التعلم من أجل توطيد علاقتهم بأبنائهم فقد هم بحاجه لفرصة للنجاح ولتعلم طريقة جديدة غير المال للتواصل مع أبنائهم وتحقيق أبوتهم.

أتذكر وأنا طفلة كيف أن والدي رحمة الله كان يهتم بنظافتي وشكلي وهذا برأيي عمق صلتي به إلى حد كبير فلم أنظر له أبداً على أنه كائن يأتي لي بالأموال لأصرفها ثم يسألني عن كيفية أدائي لالتزاماتي بشكل ألي وهذا كان جيد لي واظنه جيد بالنسبة لكل طفل فالحياة ليست أم فقط وإنما أم وأب ولكل منهما دور في بناء أبنائهم ولن يكتمل البناء بدعم فرد واحد فقط أياً كان مقدار عطائه.