المطران غالب بدر يُسام أسقفا على الجزائر

ويحتفل بقداسه ألأول في الوهادنة

 بقلم الأب رفعت بدر

 عمان، الأحد 20 يوليو 2008 (zenit.org). – ترأس غبطة البطريرك فؤاد الطوال بطريرك القدس للاتين مساء الخميس قداسا احتفاليا في كنيسة قلب يسوع الاقدس في عمان،  تم فيه سيامة  الأب غالب بدر رئيسا  لأساقفة الجزائر خلفا  للمطران المستقيل هنري تيسييه  وعاون البطريرك الطوال في صلوات الرسامة  البطريرك المستقيل  مشيل صباح ورئيس أساقفة الجزائر المستقيل هنري تشيه .

  وقرأ المرسوم البابوي للبابا بندكتس السادس عشر الذي تم فيه تعيين الأب غالب بدر  رئيسا لأساقفة الجزائر  سفير الكرسي الرسولي (الفاتيكان) لدى المملكة الأردنية الهاشمية  المطران فرنسيس أسيزي شوليكات. فيما رحب بالحضور الرسمي والشعبي المطران سليم الصايغ ، النائب البطريركي للاتين في الأردن.

 وألقى  البطريرك الطوال  كلمة القداس وذكر أن  الكنيسة تتمتع بصفة الجامعة والرسولية لذلك فان تعيين  كاهن أردني رئيسا لأساقفة الجزائر علامة على حيوية الكنيسة  وان لا حدود تفرق أبناء الكنيسة الواحدة .

 وقال البطريرك مخاطبا المطران الجديد ، وهو أول مطران يرسمه الطوال بعد تسلمه مهمة البطريركية حزيران الماضي ، أهنىء بك نفسي، وأهنىء ذاتك الغالية. أهنىء أهلك وأبناء عشيرتك المباركة، التي أنجبت للرب الكثير من الكهنة الأجلاء، والراهبات الفاضلات. أهنىء بك إخوتي وإخوتك الأساقفة، والكهنة، والرهبان والراهبات، والمحبين والأصدقاء، الذين تكبدوا مشقة السفر وجاءوا من بعيد، ليعبروا لك عما يدور في قلوبهم من مشاعر الحب والتقدير. وأهنىء بك الجزائر ذات التاريخ المجيد، التي باتت ترى فيك خليفة للقديس أغسطينوس العظيم، وبانيا معه ومع إخوتك أساقفة شمال إفريقيا، لمدينة الله الفاضلة، بالعلم والحكمة، والخدمة المجانية، والحوار مع كل الديانات والحضارات. وأهنىء بك الأردن الكبير الساكن منك ومنا في القلوب، والذي نعيش فيه إخوة وأحباباً، يرعانا بالعز  والأمان، سيد البلاد، وعميد الهاشميين الأكرمين، الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم.

 وحضر الاحتفال الذي بثته قناة النورسات على الهواء مباشرة  أساقفة الأرض المقدسة  وأساقفة دول المغرب العربي  وممثلون عن السلك الدبلوماسي وعدد من النواب وممثلون عن السفارة الجزائرية  في الأردن.

 ويوم أمس الجمعة توجه موكب سيادة المطران الجديد غالب بدر يرافقه الأساقفة الحاضرون إلى بلدة الوهادنة شمال الأردن وهي بلدة  القديس النبي إيليا ليحتفل وسط استقبال شعبي حاشد بقداسه الحبري الأول. واستقبل الموكب في دار محافظة جرش محافظ جرش علي العزام ومدير الشرطة ، وأشاد محافظ بالعيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين في الأردن ، متمنيا للمطران بدر كل الخير في منصبه الجديد في الجزائر. وفي دار محافظة عجلون استقبله محافظ عجلون السيد علي الشرعة ومدير الشرطة ورئيس بلدية عجلون، وقدم المحافظ للمطران بدر، ابن المحافظة، درع محافظة عجلون وبلديتها ، مرسوما عليها رموز العيش المشترك والتلاحم بين مواطنين الأردن تحت ظل القيادة الهاشمية الحكيمة . وجرت استقبالات من كنائس ورعايا بلدتي عنجرة وعجلون برفقة كهنة وراهبات المحافظة.

 وفي الوهادنة خرج سكان البلدة وأصدقائهم القادمون من مختلف رعايا وكنائس المملكة ، ومواطني البلدة من مسيحيين ومسلمين لاستقبال ابن البلدة الذي رقاه البابا بندكتس السادس عشر الى منصب رفيع .

 وابتدأ القداس الديني في كنيسة مار الياس للاتين بكلمة من الأب منويل بدر ، أول كاهن من بلدة الوهادنة، مرحبا بالضيوف وبابن بلدته المطران الجديد، باسم أبناء عجلون والوهادنة وكاهن الرعية الأب بسام الدير . وشارك عدد كبير من المؤمنين بالقداس الذي ألقى عظته المطران الفرنسي هنري تيسييه الذي خدم ستا وثلاثين سنة أسقفا في الجزائر، معلنا  عن تأييده ومحبته لخلفه الأردني غالب بدر في مهامه الجديدة رئيسا لأساقفة هناك.

 وفي نهاية القداس شكر المطران غالب كل من حضر الرسامة الأسقفية وحضّر لها معلنا شكره لقداسة البابا على هذا التعيين ومؤكدا على بقائه عضوا فاعلا في كنيسة القدس التي تنتج الكهنة والأساقفة المستعدين لحمل شعلة الإيمان والرعاية في كل أقطار الأرض. وقال المطران انه تربى في مدرسة الأردن الهاشمية ، وسوف يعمل بموجب هذه المدرسة التي علمته احترام الديانات ، فيما شكر للرسميين حسن استقبالهم. وفي أول قداس له في بلدته الوهادنة، رفع المطران غالب بدر الصلاة من أجل بلده الأردن، وقيادته وشعبه ، ولكي يبقى الأردن منارة مضيئة في العالم للحوار والانفتاح وتناغم سكانه. وصلى من أجل السلام في منطقة الشرق الأوسط وخاصة في فلسطين التي تعلم في مدارسها ، أثناء تحضيره للكهنوت، وكذلك للسلام والطمأنينة في العراق .

 ويذكر أن المطران الجديد غالب بدر سوف يتسلم مهامه الرسمية في الجزائر في العاشر من أكتوبر القادم وسوف يرافقه وفد شعبي  وكنسي للمشاركة في مراسم تنصيبه هناك.