الكلمة الوداعية لبندكتس السادس عشر

"إن يوم الشبيبة العالمي أظهر لنا أنه يمكن للكنيسة أن تكون ممتلئة بالرجاء"

 سيدني، أستراليا 23 يوليو 2008

 ننشر في ما يلي الكلمة التي وجهها بندكتس السادس عشر صباح الاثنين بحسب التوقيت المحلي في الاحتفال الوداعي لمغادرته أستراليا، بعد اختتام يوم الشبيبة العالمي. وقد ترك البابا أستراليا متوجهاً إلى روما، حوالي الساعة العاشرة والنصف صباحاً، بحسب التوقيت المحلي.

 
***

 أصدقائي الأحباء،

 قبل رحيلي، أود أن أقول للذين استضافوني أنني استمتعت كثيراً بزيارتي، وأنني أشعر بالامتنان لاستضافتكم لي. أشكر رئيس الحكومة، المحترم كيفين راد، للطف الذي أبداه لي ولجميع المشاركين في يوم الشبيبة العالمي. كما أوجه شكري إلى الحاكم العام، اللواء مايكل جيفري، لحضوره هنا، ولاستقباله الكريم لي في دار الإميرالية، في بداية أعمالي العامة. لقد قدم الجميع تعاونهم في دعم يوم الشبيبة العالمي من حكومة فدرالية، وحكومة ولاية نيو ساوث ويلز، ومقيمين، ومجتمع الأعمال. إن حدثاً كهذا يتطلب تحضيراً وتنظيماً هائلين، وأعلم أنني أتكلم نيابةً عن آلاف الشباب عندما أعبر عن تقديري وامتناني لكم جميعاً. لقد قمتم، بطريقة أسترالية مميزة، بالترحيب الحار بي وبالأعداد الكبيرة من الحجاج الذين أتوا إلى هنا من كل صوب. إنني أشعر بالامتنان بخاصة إلى العائلات المضيفة في أستراليا ونيوزيلندا، التي أعدت الغرف للشباب واستقبلتهم في المنازل. لقد فتحتم أبوابكم وقلوبكم لشباب العالم، وأنا أشكركم نيابةً عنهم.

 في الأيام القليلة الماضية، كان الممثلون الرئيسيون هم الشباب أنفسهم. إذ أن يوم الشبيبة العالمي هو يومهم. وهم الذين جعلوا من هذا الحدث الكنسي العالمي، احتفالاً عظيماً للشبيبة، واحتفالاً عظيماً لما يجب أن تكون عليه الكنيسة، شعب الله حول العالم، الموحد في الإيمان والمحبة، والمفوض بالروح لحمل شهادة المسيح المرتفع إلى أقاصي الأرض. أشكرهم على مجيئهم، ومشاركتهم، وأصلي أن يعودوا سالمين إلى ديارهم. وأعلم أن الشباب، وعائلاتهم، وكفلاءهم، قاموا في العديد من الأحوال، بتضحيات عظيمة للسماح لهم بالسفر إلى أستراليا. إن الكنيسة جمعاء تشعر بالامتنان لذلك.

 عندما أستعيد تلك الأيام النشيطة، هناك عدة مشاهد تخطر في بالي. لقد تأثرت كثيراً بالزيارة التي قمت بها إلى نصب ماري ماكيلوب، وأشكر راهبات القديس يوسف على فرصة الصلاة على ضريح من شاركت في تأسيس جماعتهن. إن مراحل درب الصليب في شوارع سيدني ذكرت بقوة أن المسيح قد أحبنا "إلى النهاية"، وشاركنا في معاناتنا لنشاركه في مجده. وكان اللقاء مع الشباب في دارلينغ هرست وقت فرح ورجاء عظيم، ورمزاً بأنه يمكن للمسيح أن ينتشلنا من أصعب الأحوال، بتجديد كرامتنا، وبالسماح لنا بالنظر إلى مستقبل أكثر إشراقاً. لقد تميز اللقاء مع القادة المسكونيين والدينيين، بروح أخوة صادقة، ورغبة عميقة من أجل تعاون أكبر لبناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً. أما التجمعات في بارانغارو، والصليب الجنوبي، فقد كانت من غير شك، المحطات الأفضل في زيارتي. وقد شكلت تجارب الصلاة هذه، واحتفالنا السعيد بسر الافخارستيا، شهادة بليغة لعمل الروح القدس المعطي الحياة، والحاضر في قلوب شبابنا. لقد أظهر لنا يوم الشبيبة العالمي أنه بإمكان الكنيسة أن تفرح بشباب اليوم، وأن تمتلئ بالرجاء لعالم الغد.

 أصدقائي الأحباء، برحيلي عن سيدني، أسأل الله أن ينظر بمحبة إلى هذه المدينة، وهذه البلاد، وجميع ساكنيها. وأصلي أن يحل إلهام مثال الحنو والخدمة الذي عاشته المباركة ماري ماكيلوب على العديد منهم. وفيما أستودعكم بامتنان قلبي عميق، أقول مجدداً: فليبارك الله شعب أستراليا!

نقلته من الإنكليزية إلى العربية غرة معيط