مقابلة مع رئيس مجلس أساقفة استراليا

في سبيل إيجاد حل نهائي لمسألة الاعتداء الجنسي على القاصرين في الكنيسة

 سيدني، استراليا، الاثنين 28 يوليو، 2008 (Zenit.org)

 إعتذر بندكتس السادس عشر أثناء زيارته لاستراليا بمناسبة يوم الشبيبنة من ضحايا الإعتداء الجنسي في استراليا، حيث أضاف قائلاً أن يجب أن تكون هذه المبادرة مدعومة بتدابير لمنع حدوث هذه الأزمة مجدداً في المستقبل.

يوافق رئيس الأساقفة فيليب ويلسون من أديلايد، رئيس مجلس أساقفة أستراليا، أن الكنيسة بحاجة ليس فقط للرد والإستجابة، إنما أيضاً بحاجة لمنع حدوث هذه الأعمال في المستقبل.

خلال الأسبوع الماضي، رافق رئيس الأساقفة ويلسون شخصياً الحبر الأعظم خلال ترؤسه إحتفالات يوم الشباب العالمي، الذي بلغ ذروته يوم الأحد 20 يوليو مع الذبيحة الإلهية الختامية.

في هذه المقابلة مع زينيت، يعلق رئيس الأساقفة على التدابير الملموسة اللازم إتخاذها لمنع حدوث أزمة الإعتداء الجنسي في المستقبل، فضلاً عن وقع تأثير يوم الشباب العالمي على سيدني.

 
* * *

س: كيف ترون أثر إشارة  بندكتس السادس عشر الى مسألة الإعتداء الجنسي ونُصحه على رجال الدين في أستراليا؟

ج: تحدث كل من الأب الأقدس كراعي الكنيسة بشكل جيدعن الإعتداء الجنسي في أستراليا، التي تم إرتكابها من قبل رجال الدين والمكرسين.

وأعرب بندكتس السادس عشر كم أن هذا الأمر آلمه شخصياً وسبب له الحزن وكيف يجب التفاعل والإستجابة لهذه المسألة على نحو رحيم، خاصةً نحو الأشخاص الذين تعرضوا للإعتداء. ولكن يجب عمل ما هو ضروري للتأكيد على عدم حدوث هذا الأمر مجدداً، علينا إيجاد طرق لحماية ورعاية الأطفال في جماعاتنا من دون تعرضهم للخطر أو أن نكون مصدر خطر عليهم.

س: هل يمكنك أن تعطينا لمحة عما يجري القيام به، و برأيك ما الذي لا يزال من الممكن  للكنيسة في أستراليا القيام به فيما يتعلق بهذه المسألة؟

ج: أعتقد أن الجميع وفي كل مكان يعملون جاهدين لإيجاد السبل المناسبة للإستجابة، وعلى نحو جيد حقاً، محاولين مساعدة الضحايا، ولفعل هذا يجب أن نقر بالذنب  الذي هو جزء من كل المسألة.

وعلينا أن نقر بحقيقة أن هؤلاء الأشخاص الذين ينتمون الى الكنيسة وقاموا بأفعال فظيعة كهذه هم مسؤولون عنها، إذاً يجب علينا الإستجابة لهؤلاء الأشخاص بطرقٍ لائقة، ولكن أيضاً على قدم الواقعية والحقيقة.

لا جدوى من الإعتذار وبعد ذلك عدم فعل شيء حيال ذلك. يجب إيجاد وسائل محددة وملموسة للتعامل مع المسألة. ولقد كنا أقوياء جداً في أستراليا في التعامل مع هذا الموضوع، إذ منذ عام 1996، أنشأنا برنامج يُدعى نحو الشفاء الذي وُجه نحو هذا العمل فقط.

هذا البرنامج يعمل بشكلٍ فعال حقاً. لدى الأشخاص  الذين هم ضحية هذا الفعل الكثير ليقولونه لنا، وفي الواقع، تم تغيير إجراءات برنامج نحو الشفاء مرتين نتيجةً وإستجابة الى ما يقوله الضحايا.

 س: ولكن كما سمعتكم تقولون سابقاً، هذه فقط ناحية واحدة تعمل الكنيسة جاهدة فيها في وقت نستطيع نحن أن نبرع في القيام بها، هل هذا صحيح؟
 

ج: نعم. لقد كنت قلقاً جداً لفترة طويلة حول واقع أن هناك العديد من النقاط حول البرنامج يجب على الكنيسة إمتلاكها من أجل التعامل مع هذه القضايا.

الأول يجب أن يكون لدينا برنامج للتعامل مع الجناة. إذا فعل الناس هذا، إذاً يجب أن نوقفهم بما تملك الكنيسة من قوة.

 
ثانياً، في حال حصول أي نشاط إجرامي يجب التبليغ عنه الى السلطات المختصة فوراً.

ثالثاً، علينا أن نكون شديدي الإنتباه حول عملية إختيار الأشخاص الذين ينوون الإنتساب الى الكهنوت والحياة المكرسة والتأكد من أنهم أصحاء قدر الإمكان، نفسياً وجسدياً، ومهيئين جيداً للحياة الذين دعوا أو طلب منهم عيشها.

رابعاً، وكما قال الأب الأقدس سابقاً —  وأنا أشيد له القيام بهذا – – نحن بحاجة الى أن ننظر الى ما يتوجب علينا القيام به كجماعة من أجل وضع أنظمة أفضل لحماية الطفل. هذا يعني أنه يجب علينا أن ننظر الى أي نوع من العمليات يجب أن نتطرق لها من أجل إعطاء الأولاد أفضل نوع من الحماية وقدر الإمكان.

 
***

س: بعد توجيه الكثير من الشكوك حول الكنيسة من وسائل الإعلام العلماني، برأيك ما الذي قام به يوم الشباب العالمي لتغيير هذا الموقف تجاه الكنيسة؟

ج: لست واثقاً ما سيكون مجمل التأثير، ولكن أعتقد أن تجربة يوم الشباب العالمي، ليس فقط في سيدني بل أيضاً في مناطق أستراليا الأخرى، هي من إحدى التجارب التي تمنح العالم منظور جديد للكنيسة.

لأن كثيرين يفكرون أن الكنيسة الكاثوليكية لا تملك تواصل حي ومباشر مع الشباب على الإطلاق. وهناك بعض الصعوبات للتعامل مع هذا التفكير خاصةً أننا نعيش في ثقافة لا تشجع الناس على اعتراء الإيمان أو الإستجابة للكنيسة.

ولكن حقيقة الأمر أن هناك ما يقارب 500,000 شاباً وشابة من جميع أنحاء العالم أتوا هنا لكي يصرحوا أنهم يريدون التأكد من إيمانهم؛ ويقولوا أنهم أتوا الى هنا لنيل الإرشاد والهدي، ليس فقط من قبل البابا، بل من قبل أساقفتهم.

 شاركوا خلال وجودهم هنا في برنامج تنشئة مليئة بالإثارة والمتعة كما شملت تنشئة روحية أساسية. هذا بإعتقادي يعطينا منظور مختلف عن حياة الكنيسة الآن.

 س: ما  الذي يجب أن تفعله الكنيسة بعد يوم الشباب العالمي؟

ج: لا أعتقد أن عملنا قد ينتهي في يوم من الأيام. محاولين أن نشرح من نحن، ليس فقط عن طريق ما نقوله ولكن عبر الطريقة التي نعيش بها.
بإمكاني أن أعطي الشعب محاضرات طويلة عن لاهوت الكنيسة والتحدث عن واقع "الشركة." وهذا جيد وقوي، ولكن هذا لا شيء مقارنةً مع تجربة الشركة الحقيقية .

هذا ما يجب علينا القيام به. يجب علينا إعطاء الشباب في كل مكان تجربة هذا الإتحاد. ونشاطات يوم الشباب العالمي قدمت هذا، كما رأيت عن كثب أثناء زيارة  رعية سيدني لتقديم تعاليم دينية لمجموعة.

عندما وصلت في الصباح الباكر، كانت جماعة الرعية تطعم وتهتم بسخاء بالحجاج، الأمرالذي أثر بشكل إيجابي على طريقة التواصل بين الطرفين. بعدها إجتمعوا للصلاة والإشتراك في المنتدى الذي أعطيته، والذي لحقه الإحتفال بالذبيحة الإلهية والغداء. لقد غمر الشباب بالكرم والإهتمام.

يحدث لك شيئاً عندما تذهب الى مكان ما ويعطيك الناس بسخاء الطعام.

هذا تعبير حقيقي عن "وحدتنا" وضيافتنا، الذي يساعدنا في تقديم مهمتنا الى العالم.
 
وكان القديس فرنسيس الأسيزي محقاً لما قال :" يجب أن تعظوا دومًا، ولكن إستعملوا القليل من الكلام." 

بإمكاننا إستعمال كلمات جميلة لتفسير ما الذي نقوم به ولكن لن ينال الوقع المطلوب بتاتاً كالحب الذي يختبره الشعوب عندما يتفاعلون فعاليًا معه.