الـراعـي الساهـر: مقابلة مع سيادة المطران إبراهيم اسحق

مطران أبرشية المنيا

تحت عنوان / حيث روح الرب فهناك الحرية

اعداد / اسحق مقار ابراهيم  الضيف/ سيادة المطران ابراهيم اسحق

تقديم / اندريه نعيم العضم  المكان / استديو الابن – تيلي لوميير

 مقدمة عامة[1] :

يسوع هو مثال السلطة للمسيحي. لقد غسل أرجل تلاميذه. فهو الراعي الصالح الذي يبذل نفسه في سبيل خرافه، خلافاً للأجير الذي يسعى لمصلحته الشخصية. فالصفة الآولى في المسؤول هي أن يحب أعضاء جماعته وأن يعتبر نفسه معنياً بنموهم. وهذا يعني أيضاً أنه يحمل ضعفهم. وأعضاء الجماعة يشعرون سريعاً هل يحبهم المسؤول ويثق بهم أو هل يمارس سلطة ويفرض رؤية. او هل هل هو ضعيف يحاول انتزاع حبهم له فأفضل مسؤول هو الذي يتسلم مسؤليته كأنها رسالة من الله ويتكل على عطاءات الروح .

 المحور الاول :

تعريف بالضيف : ولد ابراهيم اسحق في قرية بني شقير– محافظة اسيوط جنوب القاهرة في عام 1955. تعلم الفلسفة واللاهوت في اكليريكية الاقباط الكاثوليك. نال نعمة الكهنوت في7 شباط (فبراير) 1980 بوضع يد صاحب الغبطة البطريرك الكاردينال استفانوس الاول في الكلية الاكليريكية في المعادي – القاهرة، عُين راعياً لكنيسة حدائق القبة في القاهرة ومنها أُرسل إلى كلية إنتشار الايمان في روما للتخصص في دراسة اللاهوت العقائدي عُين مديراً للكلية الاكليريكية من سنة 1990 إلى عام 2000وراعياً لكاتدرائية سيدة مصر في مدينة نصر بالقاهرة، اختير اسقفاً على ابرشية المنيا في تشرين الثاني نوفمبرسنة 2002م خلفاً للمطران انطونيوس نجيب.

أندريه : أهلاً وسهلاً سيادة المطران في استديوهات تيلي لوميير.

 سيادة المطران منحب نشكرك لكونك اليوم معنا، وهذه فرصة سعيدة لنا ونود منك أن نستفيد من هذه اللحظات، للتعرف على شخصكم الكريم الذي سمعنا أنّه يتميز بالوداعة والبساطة وطول الاناة ورحابة الصدر.

أندريه- نبدأ اولاً بالتعرف على ابراهيم اسحق كطفل مولود في إحدى قُرى الصعيد. كيف نشأ ؟

سيادة المطران :

 بحب في البداية على المجهود التي تبذله تيلي لومحييار وهذا عامل مساعد للمسيحيين وغير المسيحيين، في أن يتعرفوا على الكنيسة ويحصلوا على المعرفة المبنية على ركيزة اسياسية. بالنسبة لي كطفل ولدت في قرية تابعة لمحافظة اسيوط جنوب القاهرة وبالتحديد قرية بني شقير، في عائلة مسيحية كاثوليكية وكما حكوا لى في العائلة أن الكنيسة الموجودة الآن في القريةو بدأت في منزل العائلة لدى " جدي الكبير " وأنا لم أعش في الصعيد وبالتحديد في القرية وبعد ثلاث سنوات تقريباً هاجرت العائلة إلى القاهرة وعمل الوالد هناك وأنا بدأت حياتي الدراسية الابتدائية في إحدى مدارس القاهرة ومن ثم أمضيت سنتين في الكنيسة وعدت أتابع الدارسة في حي المعادي حيث كانت توجد الاكليريكية الصغرى. وكانت هذه الاكليريكية تعتبر مدرسة وسن القبول فيها يبدأ عند المرحلة الاعدادية أي عمر 12سنة. وتابعت الدراسة في المرحلة الاعدادية والثانوية وقررت أن أكمل دراسة اللاهوت في الاكليريكية.وهذا كان له قصة

اندرية: سيادة المطران نريد أن نعرف القصة التي بسببها وصلت للاكليريكية، كيف بدأت وبماذا شعرت؟ على مثال مريم التي قالت نعم، أنت أيضاً قلت نعم وضعت إيدك بإيد ربنا، فما هو الشي الذي أوصلك لهذا النعم .

المطران :

حقيقي هذا السؤال أقدر اٌقول عنه بأنه صعب لأن الواقع والحقيقة يفرضان علىّ الصدق ولايمكنني أن أدعي وأقول بأنني كنت واعي، لا أنما أنا اقول بأنني من عائلة متدينة فالجو نفسه هو الذي يحمل الشخص. ورأيت عدد كبير من الراهبات والكهنة ( خوارنة) وتسألت مع نفسي وقلت لماذا لم أكن واحد مثلهم، وقررت طبعاً النعم وهذا النعم كان لها طريق طويل لم أقلها مرة واحدة بل مسيرة متواصلة.

اندرية : نحن سيدنا نحب نستفيد من هذه الخبرة لأن اليوم في شباب كتار يحبون أن يقولوا نعم بشكل جاد وما ينتظر الشباب أو من يبحث عند دعوته مؤكد تنتظره صعوبات، ومرات كثيرة تكون النعم غامضة وغير واضحة.

المطران :

طبعاً هناك تفاصيل لم تهم الناس كثيراً لكن أقول ما هو مفيد، من بعد الثانوية العامة كان عندي اختيارين الاول الدخول إلى جامعة القاهرة أو عين شمس والثاني الدخول إلى الاكليريكية وتقريباً كان فيه تردد أدخل الجامعه أو مدخلوش وأحياناً كثيرة كنت أفكر مثل باقي الشباب بالدخول إلى الجامعة والبحث عن عمل ،فهذا التردد خلق عندي صراع في البداية. ولكن كان لدىّ الاحساس بالميل إلى الاكليريكية وبالفعل إخترتها بالرغم بعض توجيهات المسؤلين في ذاك الوقت الملحة للدخول إلى الجامعة .

اندريه : سيدنا كونك كنت اكليريكي قضيت ما يقارب السبع سنوات في ربوعها. ماهي الخبرات التي عشتها وتركت فيك الأثر البالغ ؟ وهل هذا الاثر موجود عندك حتى اليوم ؟

المطران :

طبعاً في العديد من الاشخاص الذين كانوا مسؤولين عن تكويني تركوا اثر كبير في حياتي واذكر حتى اليوم احدى الراهبات وهي الان مسنّة ومشلوله كانت فنّانة ورسامة سحرتني بابستامتها وعملها الدؤب في السهر علينا وخدمتنا وكان لكلامها واقع خاص في حياتي وكنت اعتبرها مرشد روحي.

 ووالدي ايضاً له الفضل في حياتي وخصوصاً هو كان يود هذه الحياة.

اندريه :

خبرة ست سنوات في الاكليريكية كطالب ومن بعدها عشت قصة حب مازلت موجودة بذكرياتها فيك حتى اليوم ماهي هذه القصة؟

 المطران :

كلامك صحيح وبقصة الحب هذه وصلت لما انا عليه الآن. في البداية أقول إنا نلت الدرجة الكهنوتية في سنة 1980 وأول رعية قمت بالخدمة هي رعية حدائق القبة مع المتنيح الاب القمص منير قسيس كمساعد له حيث أنه كان مسؤولاً من معهد التربية الدينة. رعية حدائق القبة كانت تجمع طبقات متنوعة من الناس منهم من يتكلم لغات ومن من لم يعرف شيء وكان على أنا أن أوفق بين هذه الطبقات في التعامل ولاسيما يوحد بجوار حدائق القبة منطقة المليحة وهذه كانت تضم سكان من صعيد مصر. هنا ملاء قلبي سلام الرب وكان لي نعمة كبيرة أن أشتغل واتعامل من القمص منير قسي هذا الكاهن الذي أعده من العظماء. وهناك فتح لي المجال للحب الاول والثابت في حياتي هو حب الرعية والنشاط الرعوي الذي قد تشاركت فيه ايضاً مع الراهبات، لتنشيط وتقوية ابناء الحي على حب الكنيسة والمجتمع المحيط بهم والتمسك بعاداتهم وتقاليدهم القيّمة .

اندرية :

سيادة المطران : وأنتم كاهن شاب سافرتم إلى روما عقلية غربية جديدة تختلف عن عقليتنا الشرقية واحتكحيتكم بالكثير من الشخصيات من مختلف البلدان، واكيد لكل واحد عقلية وروحانية مختلفة، فماهي ابرز ما وجدتموه واختبرتموه في أثناء تواجدكم في روما؟

بالتأكيد كان فيه صعوبات جمّة واجهتها ومن ابرزها اللغة فكنّا نبذل المجهود لتعلمها، أضف إلى ذلك من بعد سيامتي الكهنوتية بدأت بالحياة الراعوية وانقطعت عن الدراسة الاكاديمية وبأ يخف عندي الجلوس على مقاعد الدراسة لكن بسرعة كبيرة جداً حاولت العغودة الى المقاعد الدراسية. في روما شعرت بأنني داخل عالم غني جداً بتراثه وامكانياته وكان فيه الفرصة للاحتكاك المباشر بالجامعات البابوية التي كنا نسمع عنها من جهة واحتكاك بالاشخاص الأتين من أماكنهم المختلفة، من اكليروس يضم رهبان وكهنة وراهبات، فبالطبع حاولت الاستفادة من كل لحظه عشتها في روما. من جهة الروحانية فالروحانية لاتختلف من مكان لمكان إنما طريقة التعبير عنها.بدون شك التكوين اللي تكوناه في الاكليريكية والحياة داخل الاسرة والخبرة القصيرة في الرعية كان لهم الدور البارز والاساسي في الانفتاح على المحيطين.

 

اندريه : يقول الاب بولس جرس المدير الحالي للكلية الاكليريكية في إحدى صفحات مجلة صديق الكاهن إنّ الاب ابراهيم اسحق يُعتبر بحق علامة بارزة في تاريخ الكلية الاكليريكية بما أنه أدخل في مجال العمل التكويني ولأول مرة اسلوب العمل الجماعي. دعنا اولاً نتعرف على مجلة صديق الكاهن ؟ وبماذا تُعنى ؟ وكيف تصل إلى القارئ اللبناني؟

المطران :

بالنسبة لمجلة صديق الكاهن هي مجلة خاص تهدف لمواصلة التكوين اللاهوتي والرعوي لكل من تخرجوا من الاكليريكية واستلموا رعايا .وهذا الموضوع ليس بجديد، فهذه أيضاً تصدر في فرنسا ولنفس الهدف.فالمجلة هي محاولة لاستمرار التكوين في حياة الكاهن وتهتم بكافة الموضوعات اللاهوتية والكتابية والفلسفية والانشطة الروحية للكلية الاكليريكية. أما عن طرق وصولها للقارئ فالباب مفتوح لكافة الناس من اكليروس وعلمانين للاشتراك وادارة المجلة حملت على عاتقها توصيلها إليهم عبر البريد.

أندريه :

سيادة المطران وصلنا إلى مرحلة الاب ابراهيم اسحق كمدير للاكليريكية. أولاً ماهو المعنى الاصلي لكلمة اكليريكية؟ وهل لكم أن تعرفوننا على الاكليريكية وأبرز معالمها وانشطتها؟

المطران :

 كلمة اكليريكية لم تكن كلمة عربية بل هي في الأصل تعني سيمنار الفرنسية والتي تعني أيضاً مشتل وبالتالي فالاكليريكية هي المشتل الذي يتم فيه تكوين رجل الدين وتنشئته الروحية والثقافية والفلسفية واللاهوتية .

اندريه :

 سيدنا حضرتك قضيت خبرة طويلة داخل الاكليريكية جزء فيها كطالب وأخر كمدرس للاهوت العقائدي وجزء أكبر كمدير لها دعنا أولاً أن نطرح السؤال ماهو الفرق بين طالب اللاهوت في الفترة الاولى وطالب اللاهوت في الفترة الثانية من جهة الروحانية طرق التعليم الاخلاق الطباع ؟

المطران :

 الفرق كبير وفيه اختلاف فلكل وقت اسلوبه الخاص وهذا لايعني يوجد خلاف بل هذا الفرق هو فارق ايجابي فكل عصر له مقوماته وعملية المقارنة بين الاثنين صعبة جداً.

مثلاً نحن اليوم مدعوين للانفتاح أكثر من السابق وللتكييف مع الاوضاع الراهنة والانثقاف المتجدد مع البيئة المحيطة.

اندريه :

نعود إلى ما ذكره الاب بولس " عن اسلوب العمل الجماعي، ما هو وكيف يتميز هذا الاسلوب؟ وما هي إيجابياته وهل له من سلبيات ؟وماهي ابرز معوقات ومقومات العمل الجماعي ( الانانية –التذمر- النميمة)(محبةو معرفة الله- محبة ومعرفة الذات – قبول الاخر) ماهي علاقة النمو الشخصي بنمو الجماعة ؟ وما علاقة نمو الجماعة بنمو الفرد؟ وكيف تعيش الجماعة النمو كدعوة إلهية بين افرادها .

المطران :

في البداية أشكر ابونا بولس جرس على ما كتبه وهذه شهادة أفتخر بها وانما أعتقد أن فكرة العمل الجماعي سبقتها محاولات عديدة، وهذا العمل مبني على الاشخاص الذين لديهم الاستعداد لقبول الأخروبالتالي العمل الجماعي هو دعوة لكل فرد أن يتعلم أكثر ويقوم بدوره على أكمل وجه لاتمامه لأن للفرد الدور الاساسي في بناء حياة الجماعة سواء في الاكليريكية أو في الحياة العامة.

اندرية :

 سيادة المطران ماهو مقدار تأثير الفرد في الجماعي وتأثير الجماعة على حياة الفرد؟

المطران :

مدام اسلئتك فلسفيى وليست سهلة أقول بوجود تأثير بين الاثنين الفرد والجماعة وتأثير متبادل، يقول جان فانيية مؤسس جماعة ايمان ونور في كتابة الجماعة فصح وعيد " إن الجماعة هي الاطار الذي يحمي الشخص وهي المكان الذي يكشف الجوانب المتعددة في ذات الشخص وبالتالي يتم اكتشاف التعاون ورويداً رويداً يـاقلم الاشخاص معاً في كل ظروف الحياة لعيش حياة جماعية أكثر عمق وأكثر ترابط.

اندريه :

 ما هي الصعوبات والمعوقات التي تجعل الجماعة في تصادم ؟

المطران :

 من ابرز الصعوبات لابل المعوقات هي الانانية الفردية، كما أني أري أن المشاعر هي تتحكم فينا في مواضع عدة وخصوصاً نحن شرقيين، طبعاً هذا الاحساس لايصلح للعمل الجماعي. علينا أن نقول الحقيقة والصدق بوعي تام ونضوج.

اندريه :

ماهي ابرز الصفات التي يجب أن تتوفر في المسؤول؟

المطران :

أن يكون أنساناً بالدرجة الاولى أي أن يشعر بالاخرين في كل وقت، وقادر على تلبية احتياجات الجماعة ويتعامل مع اعضاء الجماعة كشريك، يتصف بالقيادة الحسنة، وقادر على مواجهة الاشخاص بدون حدوث صدمات. يزرع الفرح ويكسر الخلافات الموجودة بين الاعضاء.

اندريه :

ماهي النصائح التي تقدمهما لطالب اللاهوت اليوم؟

المطران:

أن يكون صادقاً مع ذاته كي يتمكن من أن تكون مسيرته واضحة، يعرف أنه خامة قابلة للتغيير ومستعد لقبول توجيهات المسؤولين عنه.

سيادة المطران نتوقف مع استراحة قصيرة ومن ثم نتابع حديثنا ونصل إلى الاب ابراهيم اسحق أسقفاً على ابرشية المنيا.

أندريه: قبل الاستراحة كنا مشاهدينا قد توصلنا في الرحلة مع ضيفنا الكريم إلى مسؤوليته كمدير لاكليريكيّة الاقباط الكاثوليك في المعادي. نتابع حديثنا مع ضيفنا، المطران إبراهيم إسحق راعي أبرشيّة المنيا في مصر.

اندريه :

سيادة المطران لوسمحت أن تفصل لنا بعض الانشطة في الابرشية؟سبق وتعرفنا إبّان زيارة سلفكم سيادة الأنبا أنطونيوس نجيب إلى قسم وفير من أنشطة أبرشية المنيا، فما الجديد في هذا الإطار، وما الذي لا تزال الرعيّة بحاجة ماسّة إليه؟ وماهو دروكم كأسقف؟

المطران :

لايسعني هنا إلا أن أشكر من كل قلبي سيادة المطران انطونيوس نجيب وأنا أعتبره بطلاً من أبطال الكنيسة وله الفضل الكلي في كافة الانشطة المتعددة داخل ابرشية المنيا وكان لي الحظ الوافر أن نعمل معاً ما يقارب السنتين وحاولت أن أكتسب بعض الخبرات الموجودة عنده.

ابرشية المنيا غنية بخدماتها وانشتطها واعمالها الراعوية والخدمات الانسانية التي تصب في خدمة الانسان وهذا ما يميز المنيا هو ادخال الخدمات النوعية المفتوحة لكافة الاشخاص على مختلف مذاهبهم وانتمائتهم الدينية .

أنا كاسقف لابد أن تكون لديّ رؤية واضحة لمواصلة العمل وهذه الرؤية تصب في التعاون مع الاشخاص المعنيين بالخدمات النوعية كي يكون هناك النخطيط المشترك والوصول لكافة الاماكن المحتاجة للخدمة.

اندريه :

 كيف يمكن أن نوفق بين الخدمة وبين الصلاة بشكلٍ عميق وخصوصاً إذا كان الانسان راعيا يحمل مسؤوليّات جسام وتكون أيامه بل ساعاته مملؤةَ بالانشغالات وسماع مشاكل الناس واحتياجاتهم؟ بحسب خبرتكم كاسقف وكراعٍ كيف يمكن للانسان أن يحافظ على انسان الصلاة في داخله وأن يحافظ على صلته العميقة الصادقة مع الله وصلته الوثيقة أفقياً مع الانسان ؟

المطران :

لابد أولاًأن نجمع بين مفهوم العمل والصلاة بدون أن نبالغ بينهم ونوفق في تجسيد الصلاة في الحياة والعمل واعتبر إن كل ما أقوم به من عمل هو لتمجيد الله وهذا ايضاً ليس معناه الاهمال في مواعيد الصلاة بل النجاح الكامل يكمن أيضاً في إلتزام الشخص بتحديد أوقات للصلاة والالتزام بها.

 

اندريه :

سبق وقلنا أن العالم شاهد تطوراً مذهلاً وخصوصاً في مجال العلوم العالمية، بنظركم هل سبق عقل الإنسان العالمي روحه وقلبه وعقله الإلهي إذا صحّ القول؟

المطران :

انا لا أخاف من الاكتشافات العملية والتقدم الحاصل في ايامنا من انترنت وغيرة ولكن يجب علينا أن نكون شهود رجاء عن ذلك

اندريه :

" الثبات في الكنيسة بالشهادة والاستشهاد " يقول البابا في خطابة في كاتدرائية العذراء في مدينة نصر اثناء زيارتة إلى مصر. آمنت مصر بالمسيحية منذ عصر الرسل وسرعان ما صارت كنيسة الاسكندرية منارة المسيحية بثباتها ورسوخها في الايمان الذي ارتوى بدم الشهداء الذين مجدوا الله في جهادهم المستمر. سيادة المطران كيف تنظر اليوم بصفتكم أسقف إلى هذا الثبات وماذا أعطت الكنيسة من قديسين ؟ وكيف أثر هذا الثبات ايجاباً على الكنيسة ؟

يتابع البابا الحديث منطلقاً من ثبات الكنيسة الدائم إلى الاتحاد بالمسيح فيقول اتحادنا بالمسيح الواحد في الروح القدس الواحد وفي المعمودية الواحدة يعتبر حقيقة عميقة وأساسية. ما الذي يميز العلاقة بين كنيسة الاسكندرية وكنيسة روما؟

هل الوحدة ضرورية للشهادة بالمسيح ؟ وماهو بنظرك الذي يعوق الوحدة ؟ وهل يمكنا أن نقول بأن الوحدة تبدأ من القاعدة أم من الرأس ؟

المطران :

 كنيسة مصر كما يعلم البعض لها جذورها العميق في الايمان المبني على حياة الرسل وهذا التأصل في الايمان يظهر بوضوح صلابة ومتانة الانسان المصري الذي يظهر وقت الشدة، ونحن نوجه هنا نصيحة للشباب بضرورة الثبات في الايمان وتجسيد حضور المسيح في حياتهم وحياة المجتمع.

عن موضوع الوحدة مازال أمامنا الكثير والكثير من الجهد في سبيل تحقيقها بالشكل المرجووعلى الجميع التعاون من الرأس إلى القاعدة وأن يكون الجميع على اطلاع عما يجري في طريق الوحدة

هل من أعمال مشتركة بين كنيسة الاقباط الارثوذكس والاقباط الكاثوليك ؟( تبادل زيارات، صلاة، صوم)

المطران :

 هناك اتصالات وتبادل زيارات حتى لوكان فيه صعوبات ببعض الاماكن والاوقات واملنا أن نصل إلى مرحلة نحترم فيها بعض، ونحن كنيسة قبطية كاثوليكية متحدون مع روما ونعيش حياتنا الخاصة وليتورجيتنا ليتورجية كنيسة الاسكندرية الغنية في الحانها وتراثها .

أندريه :

سيادة المطران ما هي كلمتكم لمشاهدينا في لبنان وفي العالم ؟ وكلمتكم لتيلي لوميار ؟

المطران :

أولاً أشكركم على استقبالكم وأقول ربنا يبارك في عملكم ورسالتكم التي تقدمونها لشرقنا الغالي، وما تقدمونه من برامج وأفكار يقرب بيننا كثيراً ويشعرنا بالاتماء والوحدة في يسوع المسيح. وواجبنا أن نُصلي من أجل الجميع

أندريه :

نحن نشكركم سيادة المطران، نشكركم ويُخيَّل إليّ في هذه السّاعة الّتي قضيناها معكم وكأنّنا نتصفّح أنسيكلوبيديا بسرعة، فقط بسرعة، لنضطّلع على المواضيع فيها، نشكركم ونشكر وجودكم وكلّ المعلومات الّتي أتحفتمونا بها، وسويّةً نستودع مشاهدينا على أمل لقاءٍ آخر .



 

 



[1] – أجرىّ هذا الحوار مع سيادة المطران ابراهيم اسحق سدراك في اثناء زيارته إلى لبنان للمشاركة في جلسات مؤتمر مجلس كنائس الشرق الاوسط وكان لنا الحظ الوافر أن نستضيف سيادته في استديوهات تيلي لوميار الذي قامت باذاعة الحوار من بعد الانتهاء من تسجيله أكثر من مرة. قامت بوضع الاسئلة اسحق مقار ابراهيم المُعد برامج في المحطة التلفزيزنية ووتقديم زوجته اندرية والحوار هو من اخراج اسحق مقار ابراهيم الذي سيمَ كاهن باسم الاب انطونيوس ابراهيم ليكون راعياً للاقباط الكاثوليك في لبنان.

             الاب انطونيوس مقار ابراهيم