هذه كنيتستي: الكنيسة القبطية الكاثوليكية

 

هذه كنيتستي4

الكنيسة القبطية الكاثوليكية

إعداد الأب انطونيوس مقار إبراهيم

راعي الأقباط الكاثوليك بلبنان

التاريخ :

1-   دخلت المسيحية إلى مصر بفضل تبشير مرقس الإنجيلي الذي أوفده معلمه القديس بطرس الرسول.

2-    في السنة الثانية لولاية الإمبراطور نيرون أي سنة62م مات شهيداً.

3-تولى من بعده بطاركة على الكرسي الاسكندري اشتهروا بالعلم والفضيلة والنضال من أجل الحق والدفاع عن التعليم القويم ضدّ الهراطقة، وأعُطوا لقب بطريرك المدينة العظمى الإسكندرية

4- واجهت الكنيسة منذ نشأتها عذاب الاضطهاد الذي كان يشنه الرومان بهدف القضاء عليها، بدءا من الإمبراطور سبتيميوس سويروس وديقلديانوس الذي شنَ أعنف هجوم على المسيحية راح ضحيته العديد من الشهداء، واتخذت الكنيسة العام 284م ليكون أساس تقويم الشهداء حينها بدأ تكريم هؤلاء وجمع رُفاتهم ووضعها في أماكن مقدسةٍ يأتي المؤمنون للتبرك منها .

5- هناك مثلاً رُفات وأجساد قديسين موضوعةً في أماكن خاصة في الأديار، بدير أبو مقار في كنيسة التسعة وأربعين شهيداً وكنيسة والشهيد أبا سخيرون .

6- الأقباط أسم يَعود إلى بقايا الأمة المصرية العريقة في الحضارة، وكلمة مصر كلمة عبرانية مشتقة من مصرائيم بن حام بن نوح الذي اتخذ هُوَ وعشيرتُه وداي النيل مقراً له .

7- أما في اللغة القبطية تُعني كلمة مصر كيمي(xhmi) وهي مشتقة من كيم أو حيمي نسبةً إلى حام والد مصرائيم. كما سُمى الوادي في لغة التوراة "أرض حام" التي قد تكون محرفة عن كلمة كام وتَعنى أسود إشارة إلى سواد التراب .

تسمى مصر في اللغات الأجنيبية egypt المأخوذة عَن اليونانية  aiguptos والتي تُعني بيت أو دار.

يُقال أن قبط أو جفط متشقة من قفطايم أحد أولاد مصرائيم ومن هنا يمكنا القول بأن قبطي أو مصري لهما معنى واحد وجمعهما أقباط أو مصريون. واتخذت كلمة أقباط منحى يخص المسيحيين الذين انقسموا إلى فريقين من بعد الانتهاء من أعمال المجمع الخلقدوني سنة 451م فريق تبع بطريرك الإسكندرية المحلي ويُعرف بالأقباط الأرثوذكس أما الفريق الثاني فتبع للملك مؤيداً قرارات المجمع ويعرف الآن بالأقباط الكاثوليك الذين يبلغ عددهم حوالي نصف مليون نسمة يعيشون في مصر وبعض بلاد المهجر[1].

اهتمت بهم روما ببعثها إرساليات لرعايتهم وتولى البعض منهم منصب مدير رسولي حتى تكون إكليروس من أبنائها المحليين تم اختيار البعض منهم لمنصب نائب رسولي أو مدير رسولي وأساقفة وبطاركة وصل عدد البطاركة منذ القرن التاسع عشر حتى الآن خمسة بطاركة. منحوا لقب بطريرك المدينة العظمى الإسكندرية وسائر الكرازة المرقسية .

1- الأنبا كيرلس مقار ( 1899- 1908)[2]

تم تعينه بطريركاً للطائفة في في يونيو 1899 وتم تجليسه في يوليو من نفس العام، وقام بأعمال كثيرة لرفعة شأن الطائفة والتي كان أهمها المجمع الإسكندري الأول الذي عقده وهو مدير رسولي للطائفة في 1898 وقد أثارت نجاحاته كثيراً من الحاقدين والذين بدؤوا في تدبير المؤامرات والشكوى للبابا الأمر الذي جعله يقدم استقالته عام 1908 وسافر إلى بيروت حتى وافته المنية في 18 مايو 1921

وأدار الطائفة في هذه الفترة الأنبا مكسيموس صدفاوي مطران المنيا الذي عين كمدير رسولي للطائفة

2- البطريرك مرقس الثاني خزام ( 1926- 1958)

ولد مرقس خزام بأخميم سوهاج في 16 مارس 1888، إلتحق بإكليركية القاهرة عام 1898

عام 1905 أرسل في بعثة إلى لبنان، وسيم كاهناً في 30 أبريل 1911، عين راعياً لقرية أبو قرقاص البلد

عين مديراً رسولياً في 15 أغسطس 1926 وسيم أسقفاً في 30 نوفمبر1926، عين مطراناً لطيبة خلفاً للأنبا أغناطيوس برزي.عين بطريرك في 9 أغسطس 1947 وأنتقل للمجد في 2فبراير 1958

3- البطريرك إسطفانوس الأول (1958-1986)

ولد إستيفي سيداروس في 22 فبراير 1904، كان والده سيزوستريس باشا وزير مصر المفوض لدى الأمم المتحدة .بعد أن أنهى دراسته الثانوية التحق بكلية الحقوق والعلوم السياسية بباريس في1923 .عمل بالمحاماة بعد عودته ثم سافر إلى باريس عام 1932 وانضم لرهبانية اللعازريين، سيم كاهناً في يوليو 1939 وظل يخدم هناك حتى عام 1946 حين عين مديراً للإكلريكية. سيم أسقفاً في 25 يناير 1948

اختير بطريركاً في 29 يونيو 1958 .في 24 فبراير 1984 ونظراً لكبر سنه اختار السينودس الأنبا أندراوس غطاس مطران الأقصر ليكون مديراً رسولياً للطائفة

تقدم باستقالته في 19 أبريل 1986، رقد في الرب في 23 أغسطس 1987

4- البطريرك إسطفانوس الثاني غطاس ( 1987-2006 )

ولد غطاس أندراوس في قرية الشيخ زين الدين مركز طهطا محافظة سوهاج في 6 يناير 1920. التحق بالإكليركية في أغسطس 1929، سيم كاهناً في 25 مارس 1944

تم انتخابه أسقفاً للأقصر في 8 مايو 1967

عين في 24 فبراير 1984 مديراً رسولياً للطائفة.تم اختياره بطريركاً وجلس في 12 يوليو1987، قدم الكثير لخدمة الكنيسة على مدار على مدار عشرين عاماً، وحينما شعر بأن ظروفه الصحية لا تساعده على القيام بكل مهام خدمته سلم الأمانة لأخر ليكمل رعاية شعب الرب، فقدم استقالته للسينودس المقدس في مارس 2006، وقبل أباء السينودس الاستقالة.

5- الأنبا أنطونيوس نجيب (2006- )

ولد أنطون نجيب بسمالوط، محافظة المنيا في 18 مارس 1935، التحق بالمدرسة الإكليريكية في 15 سبتمبر 1943، بعد إتمام دراسته حتى الانتهاء من الدراسات الفلسفية تم اختياره في بعثة لدراسة اللاهوت بروما عام 1955

سيم كاهنا بالمنيا في 30 أكتوبر 1960، على يد الأنبا بولس نصير، متخذاً اسم الأب أنطون نجيب. عين راعياً لكنيسة ملكة السلام بمدينة الفكرية لمدة عام واحد. سافر مرة أخرى إلى روما لاستكمال دراساته التخصصية في عام 1961، وكانت دراسته للكتاب المقدس وأيضاً لتعليم الكنيسة الاجتماعي، عاد عام 1964 للقيام بمهمتي التكوين والتدريس بالمعهد الإكليريكي بالمعادي.

تم اختياره أسقفاً لإيبارشية المنيا (خلفاً للأنبا إسحق غطاس) في يوليو 1977، وتمت السيامة الأسقفية بكاتدرائية المنيا في 1977، متخذاً اسم الأنبا أنطونيوس نجيب.

قدم الكثير للكنيسة والأيبارشية على مدار خمسة وعشرين عاماً خاصة في مجالات التكوين، والعمل الاجتماعي (الخدمات الإنسانية)، والإنشاء.

أحتفل باليوبيل الفضي الأسقفي في سبتمبر 2002، ثم تقدم للسينودس المقدس بطلب إعفائه من إدارة شئون الإيبارشية نظراً بظروفه الصحية في ذاك الوقت.

ولكن لأنه أعتاد دائماً السير حسب مشيئة وإرادة الرب، فحينما جاء نداء الروح من خلال أباء السينودس المقدس بوضع مهمة قيادة الكنيسة القبطية خلفاً لغبطة البطريرك الأنبا إسطفانوس الثاني في أبريل 2006، وتم التجليس بكاتدرائية سيدة مصر في الأول من مايو.حدد غبطته خطته الرعوية في ثلاث محاور رئيسية أعلنه في عظة تجليسه وهي:

-ترتيب البيت من الداخل

– العلاقة مع الأخوة من الطوائف المصرية المسيحية الأخرى

– حضور الكنيسة الكاثوليكية في المجتمع المصري

* الإيبارشيات الحالية وتاريخ نشأتها

في 29 نوفمبر عام 1895 أعاد البابا لاون الثالث عشر المقام البطريركي للطائفة ،وقسم البطريركية إلى ثلاث إيبارشيات هي

البطريركية: وتضم القاهرة، الإسكندرية، الدلتا، مدن القناة

هيرموبوليس (المنيا): وتضم المنطقة من الجيزة شمالاً حتى قرية إتليدم (جنوب أبو قرقاص) بالإضافة إلى الفيوم، وتولى رعايتها على الترتيب كل من: الأنبا مكسيموس صدفاوي، الأنبا باسليوس بسطورس،الأنبا جرجس البركة، الأنبا بولس نصير، الأنبا إسحق غطاس، الأنبا أنطونيوس نجيب، ويرعاها حالياً الأنبا إبراهيم إسحق.

طيبة (الأقصر): وتضم من قرية إتليدم شمالاً حتى السودان جنوباً، وتولى رعايتها على الترتيب كل من: الأنبا أغناطيوس برزي، الأنبا مرقس خزام، الأنبا الكسندروس اسكندر،الأنبا إسحق غطاس، الأنبا يوحنا نوير(كمعاون للأنبا إسحق غطاس)، الأنبا أندراوس غطاس (البطريرك الأنبا أسطفانوس الثاني)، الأنبا أغناطيوس يعقوب، ويرعى الإيبارشية حالياً الأنبا يؤانس زكريا

ايبارشية أسيوط عام 1941 انفصلت اسيوط عن إيبارشية طيبة وأصبحت حدودها من إتليدم شمالاً حتى صدفا جنوباً، وتولى رعايتها على الترتيب كل من: الأنبا الكسندوس اسكندر، الأنبا يوحنا نوير، ويقوم على رعايةالإيبارشية حالياً الأنبا كيرلس وليم

 إيبارشية الإسماعيلية في يناير 1983 انفصلت مدن القناة عن الإيبارشية البطريركية وكونت إيبارشية الإسماعيلية التي تضم مدن القناة وسيناء وبعض مدن الدلتا، وتولى رعايتها على الترتيب كل من: الأنبا أثناسيوس أبادير، الأنبا يؤانس زكريا، ويقوم على رعاية الإيبارشية حالياً الأنبا مكاريوس توفيق

 أيبارشية سوهاج في مايو 1983 انفصلت محافظة سوهاج عن إيبارشية طيبة وتكونت إيبارشية مستقلة بنفس حدود المحافظة، وتولى رعايتها على الترتيب كل من الأنبا يؤانس ملاك (كأسقف معاون لمطران طيبة لشئون منطقة سوهاج قبل إعلانها أيبارشية مستقلة)، الأنبا مرقس حكيم (استقال لكبر السن)، ويقوم على رعاية الإيبارشية حالياً الأنبا يوسف أبو الخير.

 ايبارشية الجيزة وبني سويف والفيوم في مايو 1988 تم فصل مناطق الجيزة وبني سويف والفيوم عن المنيا وتكونت منطقة جنوب البطريركية، والتي تم إعلانها إيبارشية مستقلة باسم إيبارشية الجيزة بني سويف والفيوم في 29 سبتمبر 2002، وتولى رعايتها على الترتيب الأنبا أندراوس سلامة، ويقوم برعايتها حالياً الأنبا أنطونيوس عزيز.

في مايو 1990 تم ضم مناطق ملوي وديرمواس إلى المنيا لتكون حدود الإيبارشية هي نفس حدود المحافظة

مؤسسات كنيسة

 تقوم المؤسسات والمدارس التي تؤدي رسالتها بكل إخلاص لمساعدة المحتاجين وللنهوض بأبناء الطائفة إلى مستوى يناسب روح العصر إلى جانب الرعايا والإيبارشيات.

اهتمت الكنيسة القبطية الكاثوليكية من خلال الجمعيات التابعة لها مثل كاريتارس أو جمعية الصعيد المسيحية أو مراكز الخدمات التي قام بعض الآباء الأساقفة بتأسيسها في بعض الرعايا بالمساهمة في القضاء على الأُمية فأقامت الدورات التعليمة وعلمت الأشغال اليدوية، عملت على التنمية الصحية ومتابعة المقبلين على الزواج بالإضافة إلى التكوين الروحي من خلال التعليم المسيحي .

يشرف الرهبان والراهبات مع بعض كهنة الرعايا من أبناء الطائفة على المدراس المؤسسات المذكورة، ومن أبرزها مدرسة سان جورج بإدارة الراهبات المصريات في حي مصر الجديدة ومدرسة العائلة المقدسة للآباء اليسوعيون ومدرسة دي لاسال لأخوة المدارس المسيحية في حي الظاهر بالقاهرة وقد تخرج من هذه المدارس العديد من رجال العلم والساسية.

ومن أكبر المؤسسات التي تعُتبر عصب طائفة الأقباط الكاثوليك وقَلبها النابضِ بالحياةِ المتجددةِ دائماً، الكليةُ الإكليريكية المعروفة باسم إكليريكية القديس لاون الكبير تَجمع في ربوعها طلبة إكليريكين من أبناءِ الطائفةِ في القطر المصري .

من أبرز مؤسسيها البطريرك كيرلس مقار والمطران مكسيموس صدفاوي والمطران أغناطيوس برزي.

شيُدَ لها مبنى على مساحةٍ كبيرةٍ شكله مستطيلٍ يتكونُ مِنُ ثلاثةُِ طوابقِِ ومُحاطُ بالحدائقِِ ويضُم أكثر من 120 غرفة لسكن للشمامسة والآباء الكهنة ومكاتب وفصول.

كما أنه يتميزُ بروعةٍ بنائه، مدخله الرئيسي له ثلاثة أبواب وسلم منِ المرمرِ ويتوسّط الكنيسة والمسرح .

الطوابق تتكون من قسمين قسم لطلبة اللاهوت بين سكن وفصول و كنيسةٍ صغيرةٍ للتأملات والصلوات اليومية. وقسمٌ أخر للطلبة المبتدئين.

في ربوع الإكليريكية يقضي الطالب تسع سنوات مقسمة على ثلاث مراحل، المرحلة الأولى هي سنة لمتابعة المدعو قبل الدخول رسمياً و سنتان للابتداء واختبار الدعوة وسنتان لدراسة الفلسفة وبعض المداخل للكتاب المقدس، أربع سنوات لدراسة اللاهوت. ومن بعد الانتهاء من السنوات التسع يعود الطالب ليكون تحت تصرف مطران إبرشيته ويبدأ خدمته العملية بالسيامة الشماسية ثم الكهنوتية.

أعطت الكلية الإكليريكية الكثير من الكهنة والمطارنة. يتولى إداراتها كهنة الكنيسة القبطية الكاثوليكية بعد أن كانت في مراحل التأسيس الأولى تحت إشراف المرسلين من الرهبان اليسوعيين أو الرهبان الفرنسيسكانيين.

تهتم الإكليريكية بزرع روح الحوار والانفتاح في نفوس أبنائها كهنة الغد من خلال أنشطتها المتنوعة على المستوى المسكوني والثقافي والإعلامي المتجسد في ما تصدرة من كتب ومنشورات وأبحاث دراسية يقوم بها الطلبة الدارسون فيها، وتبرز بين كل هذه المنشورات مجلة صديق الكاهن الشهرية لسان حال الاكليريكية. وفي هذا الإطار نشير إلى الدور الثقافي لكنيسة الأقباط الكاثوليك في القيام بإصدار العديد من المؤلفات والمقالات لكل أبناء الطائفة من أساقفة وكهنة ورهبان وراهبات وعلمانيين ومتخصصين في العلوم اللاهوتية والفلسفية والإنسانية. ومن بين هذه الدارسات ما يصدر منها بصفة دورية المجلات الكاثوليكية تشكل

العمل في الإطار المسكوني :

 سعى الكرسي الرسولي بأسلوبٍ فعالٍ الإتحاد مع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وعلى مر العصور بُذلت الجهود الكثيرة ولكنها لم تبلغ الهدف المنشود لأسباب معينة أبرزها وفاة البطريرك المفوض للإتحاد .

إلا أنه منذ وقت قريب تم لقاء بين بابا الإسكندرية للأقباط الأرثوذكس البابا شنودة الثالث والبابا بولس السادس في الفاتيكان وتم التوقيع على صيغة إيمان مشتركة حول شخص السيد المسيح واتفقا الطرفان على ضرورة الاستمرار في طريق الحوار بصفةٍ دائمةٍ وبمحبةٍ صادقةٍ دون ملل

كما أنه في شهر فبراير(شباط) وإثناء زيارة البابا يوحنا بولس الثاني لمصر قام قداسته بزيارة البابا شنودة الثالث في مقرة البابوي لمواصلة طريق الحوار من اجل وحدة المسيحيين .

كان استقبال حافل حضره كثير من الآباء البطاركة والأساقفة ولفيف من الكهنة والشمامسة الأرثوذكس والكاثوليك معا وكافة المؤمنين بمشاركة الوفود الصحفية والاعلامين وقد بثت وسائل الإعلام هذا اللقاء التاريخي بين قطبي الكنيسة. تميز الاستقبال بالألحان القبطية معاً لحن مبارك الآتي بسم الرب، ولحن يا ملك السلام. واختتمت الألحان بلحن الهيتينيات أي بشفاعات وصلوات البابا شنودة الثالث والبابا يوحنا بولس الثاني.

في أثناء زيارة البابا يوحنا لمصر فتحت الكنيسة الكاثوليكية أحضانها للقاء وحوار مسكوني لكافة المسيحيين في البلاد، وتبادل الحاضرون كلمات الترحيب وأسس الحوار من خلال اللقاء الذي تم في كاتدرائية سيدة مصر للأقباط الكاثوليك، وهناك امتزج خورس الكنيسة القبطية مع الكنيسة الكاثوليكية مشكلين خورساً واحداً أدى الألحان القبطية .

لقاءات الكنيسة القبطية الكاثوليكية مع الكنيسة القبطية الارثوذكيسة لم تتوقف بل مستمرة فهناك دورات ولقاءات يتم فيها الحوار على مستوى اللجنتان المكونتان منهما .

 كما تعيش الكنيسة القبطية الكاثوليكية الوحدة التامة مع روما وسائر الطوائف الكاثوليكية الأخرى، فنري البطريرك القبطي الكاثوليكي مقلداً بالباليوم علامة الشركة مع روما.

مع سائر الطوائف الكاثوليكية الأخرى فقد كانت الكنيسة القبطية الكاثوليكية عضواً فعالاً في مؤتمر مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك الذي عُقد بدار سيدة الجبل بلبنان عام

 1999م. أخيراً نذكر أن الكنيسة القبطية الكاثوليكية عضو في مجلس كنائس الشرق الأوسط .

 

الرهبانيات

إن ما يميز الكنيسة القبطية في رهبانيتها هو الطابع الرهباني طابع الروحانية والنسك وترك العالم. وهذا ما نجده في حياة الرهبان الذين يأخذون من الصحراء علامة التجرد التام مسكناً لهم بإقامة الأديار العامرة .

ولكن هناك رهبانيتات تأخذ طابع العمل الرعوي وحياة الخدمة والتعليم وأديرتهم قائمة في المناطق السكنية

مثل الآباء الفرنسيسكان الذين جاءوا إلى مصر من قِبَل بابا روما للاهتمام بالشؤون الرعوية للأقباط الكاثوليك .

ولهم ديرٌ كبيرٌ في منطقة الجيزة يضم مكتبة ودار ضيافة وكنيسة لإقامة الشعائر الدينية بالليتورجيا القبطية لأبناء الحي والليتورجيا اللاتينية .

الأباء اليسوعيون :

يقومون بخدمة الأقباط الكاثوليك في مجال التعليم من خلال فتح المدارس ومجالات التنمية والمساعدات التي يقومون بها .

كما يهتمون بالإرشاد الروحي والتعليم لطلبة الأقباط الكاثوليك الذين يَعدون أنفسهم للكهنوت .

 راهبات القديسة حنة :

 قَدمنَ إلى مصر في تشرين الأول (أكتوبر 1997م) واتخذن من دير الآباء الفرنسيسكان بالجيزة مقراً لهن ويقمن بخدمة الرهبان الفرنسيسكان وببعض الخدمات الرعوية .

راهبات سيدة الرسل :

بَدأن الرسالة في عام 1912م وتسلمن إدارة مدرسة للبنات كما يُشاركنَ الكهنة في الأعمال الرعوية .

راهبات الصليب الفرنسسكانيات :

 قدمن من لبنان لمصر بناءً على طلب من البطريرك إستفانوس الثاني غطاس ليقمن بخدمة الآباء المسنيين من الكاثوليك عموماً .

راهبات القلب المقدس

حَضَرنَ لمصر عام 1903م وأسسن أدياراً في القاهرة والمنيا وأسيوط وتسَلمنَ إدارة المدارس ومنها مدرسة القلب المقدس .

راهبات قلب يسوع المصريات :

 تُعتَبر أول رهبنةٍ وطنيةٍ تأسست بناءً على طلب من الأساقفة الكاثوليك قُدمَ للكرسي الرسولي يطالبون فيه بعودة البنات السبع من لبنان لوطنهن ليؤسسن رهبانية محليةٍ تُعنىَ بتثقيف وتربية الفتاة .

راهبات المحبة اللعازاريات :

 يقمن بخدمة أبناء الكاثوليك الذين يسكنون في الأحياء الفقيرة كما يساعدنهم مادياً ومعنوياً. ولهن أديار في القاهرة والإسكندرية وأسيوط وبور سعيد .

الراهبات الكومبانيات :

 يَقمنَ بخدمة الطلبة الاكليريكيين ويَهتممنَ بشؤونهم الإنسانية والصحية والتعليمة أيضاً .

الليتورجيا القبطية :

 لليتورجيا القبطية سمات وميزات خاصة في الألحان والدورة الطقسية وممارسة الأسرار.

تستعمل الكنيسة القبطية في قداساتها ثلاث ليتورجيات في الأيام العادية على مدار السنة أيام الصيام الأعياد والمناسبات

إن ما يميز ليتورجية الكنيسة القبطية الكاثوليكية انفتاحها على باقي الليتورجيات وتجاوبها مع مقرارات المجمع الفاتيكاني الثاني الخاص بتطوير الليتورجيات مع الحفاظ على روح التراث لتكون ملائمة روح العصر، فقد أجرى الأقباط الكاثوليك تعديلاً على القداس الباسيلي الذي يستخدم في الأيام العادية

 في أيامنا دعى غبطة البطريرك استفانوس الإكليروس والشعب للمشاركة في الصلوات الطقسية الخاصة بصنع الميرون فكانت هي الدعوة الأولي لكنيسة الأقباط الكاثوليك في عهده. استغرق عمل الميرون اسبوعاً كاملاً بدأ من سبت لعازر وانتهي يوم خميس العهد يوم الإسرار.

 

الفن الكنسي :

 يعتبر الفن الكنسي القبطي من أعظم الفنون فقد تأثر بالفن المصري القديم متطوراً مع الزمن.

 حاليا نجد في صدور الكنائس أيقونات تعبر عن الفن القبطي خاصة اللوحات التي تتميز بألوانها الصافية لاسيما اللون الأحمر والأصفر والأزرق وتحمل الأيقونات رموزاً تعبر عن أحداث هامة في تاريخ الخلاص.

وعلى مثال الفن تميزت هندسة الكنيسة بأشكالها الفريدة التي تمزج الطراز الشرقي بالطراز الغربي، فتبنى الكنيسة على شكل مستطيل وتقسم إلى جزئين واحد للخورس والمذبح وأخر للشعب يسمى صحن الكنيسة .

 

*الأقباط الكاثوليك والوضع الحالي :

يقارب عدد الأقباط الكاثوليك في وقتنا الحالي نصف مليون نسمّة، موزعين على 7 إيبارشيات داخل القطر المصري يقوم برعايتها غبطة البطريرك مع مجمع الآباء الاساقفة والكهنة المنتشرين في داخل مصر. يُضاف إلى هذه الايبارشيات من الرعايا في بلاد الانتشار، لاسيما رعية القديس انطونيوس أبو الرهبان التي ولدت في بدء العام 2008 بالاحتفال الأول لها على الأراضي اللبنانية في مناسبة عيد الميلاد المجيد حسب التقويم اليولياني. وقد لاقى الاحتفال أصداء ايجابيه في وسط المجتمع اللبناني بوجه خاص لما جمعه من مناسبات في فترة الولادة لقد تزامن مع الاحتفال بعيد الميلاد لدى الكنائس الأرثوذكسية، وعيد الغطاس لدى الكنائس الكاثوليكية والاستعدادات للاحتفال اللاحق بعيد القديس انطونيوس الكبير. فحقاً كان ميلاد وعماد رعية الأقباط الكاثوليك متلازم في وقت واحد بعناية الاشبين الكبير لهذا المولود وهو الشفيع للكثير من الأشخاص والرهبانيات كوكب الصحراء المصرية انطونيوس ابن أرض النيل الطيبة التي تنبت الخيرات الوفيرة للأبناء المحيطين بها.

وقد تشرفت كنيستنا بسيامة أول كاهن قبطي كاثوليكي في الثالث عشر من شهر ابريل عام 2008 بوضع يد صاحب السيادة المطران يوحنا قلته مطران بلاد الانتشار والنائب البطريركي للأقباط الكاثوليك، وكان لهذا الاحتفال حضور فاعل وسط الكنيسة في لبنان وشارك في السيامة الكهنوتية للأب انطونيوس مقار إبراهيم غبطة البطريرك نرسيس بدروس الثامن عشر بطريرك الأرمن الكاثوليك، وسيادة المطران رولان أبو جودة النائب البطريركي الماروني وسيادة المطران بولس مطر مطران الموارنة في بيروت والذي تفضّل أن يكون هو المطران المسئول عن الأقباط الكاثوليك في لبنان، كما شارك سيادة المطران جورج صليبا مطران السريان الأرثوذكس والأب فلوباتير الأنبا بيشوي راعي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في لبنان وسعادة الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط الأستاذ إبراهيم جرجس صالح.

 وسعادة السفير المصري في لبنان السيد الأستاذ احمد البديوي بمشاركة حشد كبير من المؤمنين وقد تشرفنا بأن تكون مراسم الاحتفال على الهواء مباشرة وقام بنقلها تليفزيون تيلي لومييار حيث أن الكاهن المرتسم هو من أسرة تيلي لومييار المحطة المسيحية العربية الأولي التي تعبر ليس فقط عن لسان الكنيسة الكاثوليكية بل هي لسان المسيحية جمعاء. ومن المحطات البارزة في حياة الكنيسة القبطية الكاثوليكية في لبنان مشاركتها بالقداس الالهي حسب الليتورجيا القبطية في الاحتفالات بعيد القديسة ريتا في كنيسة سانت ريتا سن الفيل في 22 مايو(آيار) 2008 ومشاركتها في حفل تطويب قديس من لبنان وهو الأب يعقوب الكبوشي في يوم 22 يونيو(حزيران) بحضور صاحب الغبطة البطريرك انطونيوس نجيب وراعي الأقباط الكاثوليك في لبنان الأب انطونيوس مقار وحشد من الراهبات المصريات والرهبان الفرنسيسكان وفي هذه المناسبة قد تشرفت الرعية بأول زيارة راعوية لغبطة البطريرك انطونيوس نجيب في 21 يونيو( حزيران) وقد أبدى صاحب الغبطة ارتياحه الشديد وفرحته لنمو الرعية وحق حفل برنامج صاحب الغبطة في الفترة بالكثير من النشاطات والمقابلات وأبرزها زيارته إلى فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية الرئيس ميشال سليمان كي يضع فخامته في أجواء تكوين رعية للاهتمام بشؤون الأقباط الكاثوليك المصريين في لبنان والذي يبلغ عددهم خمسئة شخص يعملون في كافة القطاعات اللبنانية بتواضع تام .ومن هنا يمكنا أن نخط في مرحلة قادمة تاريخ الأقباط الكاثوليك في لبنان.

الأب انطونيوس مقار إبراهيم

راعي الأقباط الكاثوليك في لبنان

 

 




[1] الموقع: تؤكد الإحصائيات الأخيرة أن العدد يقل عن ذلك كثيرا، ليصل إلى ما يقرب من 200000 ألف فقط.

[2] – راجع ما كتبه الأب انطوان فؤاد عن هذا الشأن في موقع الكنيسة الكاثوليكية الالكتروني .