الجزء الخامس: كنيسة الروم الأرثوذكس

إعداد الأب انطونيوس مقار إبراهيم

التاريخ :

 إن تسمية كنيسة الروم الأرثوذكس ناتج عن كونها كانت تشمل منطقة المشرق الروماني المعروف حتى يومنا بسوريا – لبنان العراق وكافة مناطق انتشار الكنيسة الأرثوذكسية.

 يعلمنا سفر أعمال الرسل أن القديس بطرس الرسول هو مؤسس كرسي أنطاكية حوالي العام 34م وهناك أيضا دعي التلاميذ لأول مرة مسيحيين، كما أنه نشأ أول خلاف بين الرسل على قضية الختان وعقد مجمع دعي بمجمع أورشليم سنة 45م.

 من أنطاكية توجه القديس بطرس إلى روما بعد أن أقام خليفة له ليكون أسقفا على كرسي أنطاكية وهو ايوديوس.

إن الكنيسة في عصورها الأولى اقتبست من الهيكلية الرومانية نهجاً لها بكونها في ظل الحكم الروماني الذي تمركز إداريا حول المدن الكبرى أنشأت خمس كراسي هي روما،القسطنطينية، الإسكندرية، أنطاكية، أورشليم.

برزت أنطاكية كموقع استراتيجي ونقطة ارتكاز للعالم المسيحي منذ أيام الرسل بحكم كونها عاصمة المنطقة الرومانية الشرقية، ظهر منها شخصيات نشأوا في كنفها أضاءوا الحياة المسيحية بنور الإيمان نذكر منهم أغناطيوس الأنطاكي الذي ترك الكثير من المؤلفات اللاهوتية والعديد من الرسائل الراعوية التي كان يوقع في نهايتها باسم اغناطيوس أسقف سوريا، ثاوفيلوس الأنطاكي والقديس يوحنا فم الذهب الذي خدم ككاهن في أنطاكية ونال رتبة الأسقفية على القسطنطينية المعروفة آنذاك بعاصمة الإمبراطورية البيزنطية، وتأكيداً على تفوق القسطنطينية الحضاري والسياسي أُطلق عليها لقب روما الجديدة وعُِرفَ بطريركها في الشرق باسم البطريرك المسكوني "أي المتقدم بين أساقفة الشرق في الكرامة وله الحق في الدعوة لعقد مجامع مسكونية حيثما دعت الحاجة.

إن أساقفة ولاية المشرق الروماني كانوا يلتفون حول أسقف العاصمة "المتروبوليت"، المتروبوليتية التي ستعرف فيما بعد بالبطريركية الأنطاكية.

تميزت أنطاكية بالتعددية الثقافية والحضارية والدينية فازدهرت وساهمت في توسيع أبعد.لأوساط المسيحية.كما أنه مرت حروب وتقلبات سياسية كان لها أثر كبير على التطورات التي حصلت فيما بعد.

فأتى أولا الغزو الفارسي مابين العام 538-540م كما سقطت أنطاكية بين أيدي العرب في العام 638م هذا مما جعل كرسي القسطنطينية يلعب الدور الريادي في تسيير أمور الكنيسة الأرثوذكسية حتى عام 1453م تاريخ سقوط القسطنطينية بأيدي العثمانيين. انتقل المقر البطريركي الأنطاكي إلى دمشق في القرن السادس عشر وكانت في ذلك الوقت محتلة مركز الصدارة الحضارية في المنطقة كافة.

 

البطريركية الأنطاكية للروم الأرثوذكس :

 تتألف بطريركية الروم الأرثوذكس من خمسة عشر أبرشية معظمها في سوريا ولبنان يسوسها بطريرك يُعطى لقب بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس ويعاونه العديد من المطارنة والأساقفة مع لفيف من الكهنة والرهبان.

 كما يشكل البطريرك مع الآباء الأساقفة مجمع يُسمى المجمع المقدس للبت في كافة القضايا الدينية والكنسية.

من هنا تكتمل بنية الكنيسة كما قال القديس اغناطيوس الأنطاكي "حيث ما اجتمع الأسقف فهناك تكون الكنيسة" "وإن كمال الكنيسة حيثما يجتمع المؤمنون حول جسد الرب ودمه".

 نذكر بعض من ابرشيات كنيسة الروم الأرثوذكس في لبنان الخارج:

   لبنان:  الخارج

ابرشية بيروت ابرشية دمشق والشام نيويورك وسائر أميركا الشمالية

ابرشية جبل لبنان وجبيل والبترون  ابرشية حمص والنبك، سان باولو وسائر البرازيل

ابرشية زحلة وبعلبك   أبرشية حلب وتوابعها ،التشيلي وتوابعها، المكسيك وتوابعها

أبرشية صور وصيدا  بغداد والكويت وتوابعهما الأرجنتين وتوابعها، استراليا وتوابعها

أبرشية طرابلس والكورة

ابرشية عكار

هذا بالإضافة إلى بعض المعتمديات البطريركية في كلٍ من ريو دي جانيرو، واروبا الغربية والانطوش الأنطاكي في روسيا

 ابرز البطاركة في كنيسة الروم الأرثوذكس:

نذكر بعض من البطاركة الذين ساهموا في تثبيت التعاليم الأرثوذكسية المستقيمة :

البطريرك القديس بابيلا :

 من أكمل رجال الكهنوت تقوى وفضيلة وجرأةً وقياماً بالواجب الرعائي المقدس.

رُقي الكرسي الأنطاكي سنة 237م وكان البطريرك الثاني عشر بعد القديس بطرس الرسول.

البطريرك القديس افستاثيوس أسقف أنطاكية هو من المعترفين بالمسيح على زمان الاضطهاد الأخير وهو الكاتب اللامع والخطيب الكبير عاش على عهد الملك قسطنطين ومات في المنفى ضحية الافتراء.

البطريرك افتيموس الثاني :

أنتخب بطريرك في منتصف القرن السابع عشر في حلب وعُرف عنه بأنه علامة عصره فكان على قدرٍ عالٍ من الثقافة اليونانية والفكر اللاهوتي، عاش في دير مار سابا في فلسطين، جاهد في سبيل الإيمان وبذر البذور الأولى للنهضة في الكنيسة الأرثوذكسية، قام بترجمات لكتب عديدة منها كتاب الخدمة الإلهية والافخولوجي وكتاب السواعي ثم كتاب السنكسار وغيرها من الكتب.

البطريرك افتيموس الثالث :

 كان مترمل ويحمل اسم يوحنا الزعيم اختير بطريركاً خلفاً للبطريرك افتيموس الثاني الذي لم تدم ولايتهُ للبطريركية سوى ثمانية أشهر، نهج افتيموس الثالث نهج سلفه في مجال العلم والفضيلة والأدب الكنسي.

 البطريرك مكاريوس الثالث :

جاء على منوال من خلفهم من البطاركة الكاثوليكية.ركة النهضة الأرثوذكسية وترجم العديد من الكتب والمؤلفات من اليونانية إلى العربية نذكر منها كتاب خلاص الخطأة، وكتب الأناشيد والتسابيح الكنسية وكتاب أسئلة وأجوبة عن أعياد ربنا يسوع المسيح. كما تميز بعلاقته الجيدة مع الكنيسة الكاثوليكية.

البطريرك ملاثيوس الثاني :

تولى سدة الكرسي الأنطاكي عام 1899م وعمل على تثبيت جذور النهضة في البطريركية وقام بتجديد حياة الصلاة والطقوس كما تبعه البطريرك غريغورس الرابع حداد الذي كان مشهوداً له بزهده وغيرته على الكنيسة وأبناء شعبه.

 

البطريرك الكسندوروس الثالث طحان :

ارتقى السدة البطريركية عام 1930-1958م ووسع النشاط الفكري وعزز فكرة النهضة الكنسية من خلال اهتمامه بمعهد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي في البلمند، كما عمل على إعادة النظر في النظام الداخلي للكرسي الأنطاكي ومما لاشك فيه مساهمته الكبرى في إبراز تيار نهضوي في كنيسة أنطاكية تجسد في حركة الشبيبية الأرثوذكسية التي تأسست عام 1943م وهذه عملت على تعميم النهضة الروحية في الكنيسة من خلال التعمق في دراسة الكتاب المقدس وممارسة الأسرار كما شجعت على أهمية الثقافة اللاهوتية لأعضاء الإكليروس والشعب.

بدخول كنيسة أنطاكية في هذا التيار النهضوي، تجددت النفحة الكنسية فتبلورت حياة الصلاة في دير مار يعقوب للراهبات، دير مار جاورجيوس (دير الحرف) للرهبان، دير سيدة كفتون للراهبات حديثاً. كما أنه من الجدير بالذكر أن رواد الحياة النسكية هم من صفوف الشباب والشابات الذين تدربوا في حركة الشبيبة الأرثوذكسية على حياة الفضيلة والعلم. كما أعطت الحركة العديد من الأساقفة والكهنة ونظمت عملية التنشئة المسيحية للأطفال، والتعمق في مفهوم العقيدة والإيمان وفكر الآباء الأولين. ثم أنشأت مراكز للخدمة الاجتماعية والصحية وساهمت في تطبيق نظام مجالس الرعايا الذي اقره المجمع الأنطاكي المقدس في تموز 1973م في عهد البطريرك الياس الرابع.

البطريرك الياس الرابع

البطريرك اغناطيوس الثاني هزيم

يعُطى البطريرك لقب بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس وتعتبر كنيسة الروم الأرثوذكس كنيسة خلقدونية شرقية. بدأت النهضة في الكنيسة الأرثوذكسية الأنطاكية مع البطريرك ملاتيوس الدوماني والبطريرك غريغوريرس حداد 1906-1928 وتركزت معالم هذه النهضة في إنشاء معهد القديس يوحنا الدمشقي في دير سيدة البلمند وتأسي حركة الشبيبة الأرثوذكسية في 16مارس (آذار) 1942 ومعها رابطة حركات الشباب الأرثوذكس في العالم.

 

أعلام الكنيسة الأرثوذكسية البيزنطية :

أضاءت أنطاكية بنور المسيحية وامتد شعاعها على الأقطار الشرقية والغربية معاً بفضل أباء اشتهروا بالعلم والقداسة استحقوا أن يُعطوا لقب ملافنة نذكر منهم :

القديس لوقيانوس كاهن أنطاكية :

هو كاتبٌ شهير وخطيبٌ فصيح. نبغ في العلوم الدينية وصار كاهناً في العاصمة السورية الكبرى.

 في سنة 260م أنشا المدرسة الأنطاكية التي اشتهرت جداً في تاريخ الكنيسة وكانت منارة لامعة أضاءت المسكونة مدة قرون طويلة. وكان هدفها الأكبر درس الكتب المقدسة وشرح معانيها.

القديس يوحنا الدمشقي :

 هو من الشهب الساطعة في سماء البلاد الشامية وأفق الكنيسة الشرقية.

تعتبره الكنيسة جمعاء، شرقية وغربية، من الآباء القديسين العظام.

 أوجدتهُ العناية الإلهية في أيامٍ صعبة كثُرت فيها القلاقل السياسية والاضطرابات الدينية فكان قائداً أمينا يسير في طليعة المؤمنين صوب القداسة الحقة.

 ألف القديس يوحنا الدمشقي كتباً نفيسة عديدة جعلته في مصاف كبار الآباء الشرقيين معلمي المسكونة. له كتاب شهير في العقيدة يدعى المائة مقالة في الإيمان الأرثوذكسي.

يوحنا الذهبي الفم :

 هو من الأنوار الساطعة في الشرق. فقد جمع بين العلم والذكاء والفصاحة والعبقرية والقداسة، فأضحى من كبار معلمي الكنيسة وكبار القديسين حتى دعاه التاريخ "الذهبي الفم". وهو لا يزال يُعلم بمواعظه الأجيال اللاحقة.

ما وصل إلينا من نتاجه الفكري هو ما يزيد على الستمائة موعظة تفسيرية وأكثر من مائة موعظة أخلاقية وعقائدية وجدلية، كما ترك محاضرات وأبحاث عدة بالإضافة إلى الرسائل. فضلاً عن مؤلفاته المذكورة، ترك الذهبي الفم "خدمته الإلهية" (القداس) التي تتشكل من مصغر قداس باسيليوس الكبير.

 القديس غريغوريوس النزينزي :

 هو احد الآباء القديسين الشرقيين ومن الأئمة بين معلمي المسكونة الذين كانوا ولم يزالوا فخر الكنيسة بقداسة حياتهم ولامع فضائلهم .

 

الرهبانيات:

إن الحياة النسكية والرهبانية هما من الأزهار الطبيعية التي أنبتتها شجرة الصليب المقدس.فعلى هذه الأغصان نبتت المحبة المسيحية وبنفسج التواضع وأزهار الزهد في الدنيا وزخرفها وزهوها.

امتدت الحياة الرهبانية من مصر بعد تبلورها على يد القديس أنطونيوس كوكب البرية في أواخر القرن الرابع الميلادي بواسطة رهبان أنطاكيين تدربوا على الحياة الرهبانية في مصر.برز من بين هؤلاء:

القديس سمعان العمودي:

حياته هي إحدى معجزات النصرانية،بل قد يتراءى لمن يقرأها أن الله أراد أن يتحدى العقل البشري بها لكي يظهر نعمته في النفوس.

في أوج حياته النسكية عاش القديس سمعان سنين طوال على عمود يرتفع 36 قدما يدرب نفسه على أقسى أصناف التقشفات.وفي أواسط القرن الخامس الذي عاش فيه،كانت الوثنية لا تزال منتشرة في كل مكان، فلما شاع اسم سمعان في البلاد وقام المؤمنون يزدحمون حول عموده،دفع أيضا حب الفضول جماهير الوثنيين لكي يأتوا ويشاهدوا ذلك الرجل الغريب الذي يعيش على رأس عمود، لا يأكل ولا يشرب ولا ينام،بل يصلي دائما،ويشفي المرضى ويعيد الصحة للسقام.فكانوا يأتون إليه بدافع الفضول وربما السخرية ،ويعودون من عنده وقد آمنوا بالمسيح.

وبقي عمود سمعان مزارا شهيرا يقصده الحجاج من جميع أطراف البلاد. وبنى الرهبان هناك ديرا وكنيسة فخمة لا تزال آثارها إلى اليوم.

القديس أفتيميوس الكبير:

هو من كواكب البراري الفلسطينية اللامعة. عاش خمسا وتسعين سنة في القداسة السامية وأرشد في طريق الكمال المئات من الرهبان.

البار أثناسيوس الذي في جبل آثوس:

من كبار القديسين الرهبان،ومن مشيدي الأديار،الذين لمعوا بالنسك وكانوا مثالا حيا للفضائل الإنجيلية، فأخرجوا للكنيسة طغمات رهبانية عطرت ذلك الجبل المشهور المدعو جبل آثوس في بلاد مكدونيا.

الحياة الرهبانية المعاصرة:

قديسون وقديسات

وقد عطر المسكونة بشذا البرارة رهبان وراهبات، نساك وناسكات،رجال ونساء ملأ حب يسوع المسيح قلوبهم فاضطرمت إلى أن فاح عرف قداستهم،نذكر من بين هؤلاء القديسات:

بلاجيا: هي المجدلية الثالثة التي تجلت فيها مفاعيل النعمة وعظمة حنان الفادي الإلهي.كانت بلاجيا من أنطاكية،ذات جمال رائع وولع باقتناص قلوب الرجال.

في يوم أحد، وقعت كلمة أسقف نوُنس في نفسها وقع الصاعقة ومست النعمة قلبها وتحقق فيها حُلم الأسقف الذي رأى في منامه حمامة قذرة سوداء طارت من أمامه وجاءت وغطت في جرن ماء على باب الكنيسة ثم خرجت بيضاء لامعة وطارت إلى السماء.

 القديسة افذوكيا :

 هي عذراء بعلبك البهية وتفسيرها " رضى" والبتول التي أقدمت بشهامة وشجاعة على سفك دمها في سبيل المسيح عروسها.

 الشهيدة ثاودسيا :

كانت من مدينة صور وقد نشأت على حُب الفضيلة والتعبد للرب يسوع ولأمه البتول مريم. بذلت دماءها بفرح حُباً بيسوع وإكراماً لآلامه وأنتشر تكريمها في الشرق والغرب.

 البارة مرثا أم القديس سمعان العجيب :

 هي مثال الزوجات التقيات الصالحات، عاشت مرتا بالقداسة المسيحية الزوجية سنين طويلة وعندما توفت حُملَ ابنها القديس سمعان رُفات والدته ودفنها بالقرب من عموده ليتبارك بها ويقتدي بفضائلها وينال بشفاعتها النعمة التي تقويه على متابعة حياة النسك.

انشطة كنيسة الروم الأرثوذكس الاجتماعية :

الكنيسة الأرثوذكسية وحركة الشبيبة لعبتا دوراً بارزا في النهضة الكنسية والتعليمية والاجتماعية بتأسيس العديد من المراكز المختلفة بمساعدة العديد من الجمعيات نتيجة لذلك ظهر مستشفى القديس جاورجيوس في الاشرفية، خمسة عشر مستوصفاً، سبعة مياتم منها: ميتم القبة طرابلس، جمعية السيدة في المينا طرابلس، جمعية البر المسيحي الأرثوذكسي في طرابلس وهى أيضا دار للمسنين إضافة إلى مركز للخدمات السمعية والبصرية.

 جامعات ومدارس:

لكنيسة الروم الأرثوذكس في لبنان كثير من الجامعات والمدارس نذكر منها :

جامعة البلمند :

 التي تأسست عام 1915م في شمال لبنان حيث يكثر تواجد الروم الأرثوذكس.

مـعـهـد الـلاهـوت:

هو معهد عالٍ لتدريس كافة المواد اللاهوتية والرعوية تأسس من وقت قريب وفتح أبوابه للتدريس عام 1970م باسم معهد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي، وهو يشكل تتويجاً فريداً لمحاولة التثقيف الديني التي عرفها دير رقاد السيدة العذراء. في المعهد مكتبة ضخمة تضم الكثير من المؤلفات والمخطوطات والكتب الدينية والثقافية المتنوعة.

نذكر أيضا بعض المدارس الثانوية والابتدائية

مدرسة مار الياس – الجديدة، مدرسة البشارة الأرثوذكسية –الاشرفية، مدرسة زهرة الإحسان – الاشرفية، مدرسة ثلاثة أقمار –الاشرفية، مدرسة الإصلاح الأرثوذكسي في الكورة، مدرسة مار الياس طرابلس.

المجلات ودور النشر :

بدأت حركة الكنيسة الأنطاكية الأرثوذكسية الفكرية مع ظهور جيل من الشباب من كهنة وراهبات كما وتأسست حركات رهبانية في أديار مختلفة في لبنان وسوريا كديري سيدة البلمند ودير مار جرجس الحميراء ساهمت في نشر العلم والثقافة الدينية وعمل التأليف والترجمة ونشر الكتب اللاهوتية والروحية باللغة العربية ومن أبرز المنشورات هي منشورات النور

 وعدة منشورات دورية وكتب دينية متنوعة، نذكر منها مجلة النور، منشورات التراث الابائي، منشورات السائح، المجلة البطريركية، منشورات المطرانيات في جبل لبنان اللاذقية وبيروت. هذه المنشورات تصدر باللغة العربية إلى جانب مجلة الكلمة التي تصدر باللغة الانجليزية.

الـحـيـاة الليتورجية :

إن ما يميز الحياة الليتورجية عند الروم الأرثوذكس كما الطوائف الأخرى هو خدمة القداس وممارسة الأسرار، حيث يرتقي المؤمنون أسمى الدرجات الروحية بالصلوات وتلاوة الكتب المقدسة، يشتركون مع الملائكة خصوصاً عندما يتم استدعاء الروح القدس ليحل على القرابين ويحولها إلى جسد ودم الرب. كما يحلق أيضا المؤمنون حول المائدة الإلهية كما حول أشهى مائدة، جياعاً وعطشا يلتمسون خبز الحياة ودم الفداء للشفاء ومغفرة الخطايا.

إن خدمة القداس قد عرفت تطوراً عبر العصور بدخول عناصر جديدة على النصوص والصلوات كي تساعد المؤمن على الانتقال من الأفكار الأرضية إلى الأفكار السماوية الملائكية.

 تقسيم خدمة القداس :

 نجد في الكنائس وفي الصدارة بوجه خاص البطريرك يجلس على العرش ويلتف حوله الأساقفة والكهنة، كأنهم الأربعة والعشرين شيخاً يلتفون حول يسوع.

تتم تلاوة الإنجيل ومن بعده تقام طلبات وتضرعات من أجل كافة المؤمنين ويمسك الأسقف أو الكاهن المبخرة بيده ويبخر حول المائدة والمذبح والإيقونات وأخيرا يبخر الشعب.

 وفي أثناء دورته بالمبخرة يتلو طروباريات اثنتين تتعلقان بالقبر والنزول إلى الجحيم والثالثة خاصة بالسيدة العذراء المسكن المقدس.

 كما يبخر الكاهن أمام الباب الملوكي و يقول ثلاث مرات " هلموا نسجد ونركع للمسيح " ثم يتلو المزمور الخمسين " ارحمني يا الله " ويسجد ثلاثاً أمام المائدة المقدسة ويقبل الانديمنسي، ثم يقف حانياً رأسه طالباً المغفرة له وللشعب.

وعندما يتم تقديم القرابين يأخذ الكاهن قطعة صغيرة من كل القرابين المقدمة ويقول

 " إكراما لسيدتنا المجيدة والدة الإله "

 إكراما لرئيس طغمات الملائكة والقديسين ثم ليوحنا المعمدان وموسى وهرون وإيليا والبشع، والرسل الأطهار بطرس وبولس ويعقوب. ومعلمي الكنيسة باسيليوس، غريغوريوس، يوحنا فم الذهب، استفانوس رئيس الشمامسة وأول الشهداء.

 من ثم يضع الكاهن على الخبز النجم فوق القرابين كعلامة ظهور النجم على المذود "ثم وقف النجم حيث ولد الصبي" ويتلوا الكاهن النبوءات القديمة ومنها "الرب قد ملك والجمال قد لبس" ثم تُغطى القرابين بأغطية مكرسة لها. تبخر بالبخور من الجهات الأربعة علامة على انتشار رائحة التجسد في أربعة أقطار الأرض.

ومن الاحتفالات الليتورجية صلاة النوم ومنح الأسرار الكنسية منها المعمودية حيث يأتي المرشحون للاستنارة ويخلعون أحذيتهم وثيابهم القديمة تعبيراً عن خلع الإنسان العتيق ويتوجهون جهة الغرب علامة على رفض الشيطان، ثم جهة الشرق لقبول نعمة المسيح وإعلان الإيمان به. كما يستخدم الروم في كافة تراتيلهم اللحن البيزنطي واللغة اليونانية.

 

الـكـتـب الـطـقـسـيـة :

 الإنجيل المقدس: يوضع على الهيكل مع كتاب الرسائل، وكتاب الليتورجيا الذي يحوى الصلوات والطلبات.

 التيبيكون: كتاب يجمع كافة القوانين الكنسية ويعني الرسم أو المدلول.

 التيبيكون الرهباني له قسمان: واحد ينظم الحياة الليتورجية، والأخر ينظم الحياة الرهبانية

لصلاة الفرض ثلاث كتب هي :

 الاكتوخوس: أي الألحان الثمانية ويقتصر على الفرض الكنسي أيام الأعياد

التريوذيون: يحوي قطع الفرض الكنسي من احد الفريسي وحتى يوم سبت النور. البندكستاريون: يحوى قطع الفرض الكنسي من أحد الفصح حتى آخره.

 كتاب الميناون ويتضمن قطع الفرض الكنسي للأعياد الثابتة وموزعة على أشهر السنة.

كتاب السنكسار: أي الكتاب الحاوي على سير الآباء والقديسين ثم كتاب الاورولوجيون وكتاب الافخولوجي المتضمن رتب الأسرار والتبريكات المختلفة.

الليتورجيا البيزنطية من الليتورجيات الأكثر شيوعاً في العالم من بعد الليتورجيا اللاتينية.

 

 الزى الكهنوتي :

اتخذت كنيسة الروم الأرثوذكس الثياب الكهنوتية عن الثياب الملوكية التي كانت موجودة في الإمبراطورية البيزنطية وروحانيتها بإعطائها صبغة مسيحية محولةً إياها إلى حُلل مقدسة تناط بالكاهن أثناء القيام بالذبيحة الإلهية.

 لا تفرض الكنيسة لوناً خاصاً أنما تفضل أن يكون اللون الأبيض في أيام الأعياد والأفراح أما اللون القاتم أو الأسود في أيام الأحزان (الحداد) وأيام الصوم.

 الثياب الكهنوتية عبارة عن :    

 قميص: وهو قطعة من القماش طويلة مرسوم عليها صليب ويشير إلى ثوب الخلاص ورداء السرور.

 الزنار الخاص بالشمامسة: عبارة عن قطعة قماش طويلة مرسوم عليها ثلاثة صلبان ومكتوب أيضا عليها قدوس ثلاث مرات يشير الزنار إلى النعمة ويمثل أجنحة الملائكة المحيطين بعرش الحمل.

البطرشيل: قطعة قماش توضع على العنق ويتدلى طرفه من على صدر الكاهن حتى أسفل مرسوم عليه ستة صلبان وصليب سابع على الرقبة إشارة إلى أسرار الكنيسة كما يرمز إلى النعمة الإلهية.

الزنار الخاص بالكاهن: يستعمل لشد القميص حول الخصر ويرمز إلى التمنطق بالقوة.

 الحجر: عبارة عن قطعة نسيج مربعة الزوايا في وسطها صليب أو إيقونة يلبسه أصحاب الرتب الكنسية كعلامة لحقهم في الوعظ والتعليم.

المعطف: رداء يلبسه الكاهن ويغطيه من الأكتاف إلى القدمين ويرمز إلى حياة البر الإلهي والبهجة.

إيقونتا الصدر: واحدة تمثل السيد المسيح والأخرى تمثل العذراء يلبسهما الأسقف على صدره عن يمين الصليب ويساره رمزاً إلى الكنيسة التي وقف ذاته لأجلها.

 التاج: احتفظ به البطاركة وعم استعماله في القرن الثامن عشر يوجد على رأس الأسقف مزود بصليب ومحاط بصور العذراء والإنجيليين الأربعة.

 الأواني والأغطية المقدسة :

 الانديمنسي: عبارة عن قطعة قماش رسمت عليها صورة إنزال السيد المسيح عن الصليب، فيه جيب صغير يحتوى على ذخائر الشهداء، وللبطريرك وحده حق تكريسه.

الاسفنجة: تستعمل لمسح طرف الكأس وتطهير الأواني المقدسة

الستائر: ستار كبير يحجب الباب المقدس المتوسط وستارتان صغيراتان تحجبان بابي الشمال واليمين.

 الكأس: مصنوع من المعدن ويوضع فيه النبيذ المعد لتحويل إلى دم المسيح

الصينية: مصنوعة من المعدن وتحمل القرابين وتشير إلى بطن العذراء.

 

 الفن وهندسة البناء:

اختار البيزنطيون في بناء كنائسهم هندسة الباسيليكات التي تعني المباني الملوكية أو القيصرية مؤلفةً من بناء واسع محاط بأروقة شكل الكنيسة الخارجي على هيئة سفينة ويرمز إلى سفينة نوح التي تقود إلى الخلاص أما داخلياً فالأرض تأخذ شكل الصليب والأسقف المعنى أو الأب البطريرك يبارك الأرض التي ستقام عليها الكنيسة بصليب كبير يرسم به حدودها. هذا العمل يشبه تماماً عمل الكاهن الذي يقتطع من القربانة المقدسة ما يحتاج إليه للذبيحة فتغدو الكنيسة الموضع القرباني للجماعة المكرسة لله.

نلاحظ في بناء الكنائس البيزنطية الثلاثيات أي القباب، النوافذ، الأبواب الثلاث كرمز إلى الثالوث.تتجه الكنيسة في بنيانها جهة الشرق حيث تشرق الشمس فالمسيح هو شمس البر والنور الذي ينير كل إنسان أتياً إلى العالم.

تتضمن الكنيسة في هندستها ثلاثة أقسام :

1-    المدخل ويسمى باللغة اليونانية NARTHEX وينقسم إلى قسمين

·        مدخل خارجي EXNARTHEX وهو عبارة عن ساحة مكشوفة.

·        مدخل داخلي NARTHEXمؤلف من رواق كبير فيه جرن المعمودية.

2- صحن الكنيسة: يشتمل صحن الكنيسة على الجزء المحفوظ للشعب فيه المقاعد الخشبية، والأبواب الملوكية.والجزء الأخر محفوظ لرجال الإكليروس، ينصب أمام الايقونستاس من جهة الباب الجنوبي عرش الأسقف وأمامه كراسي الاكليريكين.

3- قدس الأقداس :

هذا المكان لا يدخله إلا رجال الإكليروس ويشتمل على حنية الهيكل فيها يوضع عرش الأسقف وترسم فوق العرش صورة السيد المسيح، وحوله مقاعد الكهنة وترسم فوقها صورة الرسل.

الهيكل المقدس: فيه المائدة ويكون شكلها مربع أو مستطيل ومؤلفة من لوحة رخامية ترمز إلى السيد المسيح مثبتة على أربعة عواميد ترمز إلى الإنجيليين الأربعة وتُغطى بقطعة قماش بيضاء يوضع عليها بيت القربان وكتاب الإنجيل فوق الانديمنسي.

قبة الهيكل: صغيرة الشكل وترتكز على أربعة عواميد.

صليب الهيكل يوضع وراء الهيكل وعن يمنيه ويساره صورة مريم العذراء ويوحنا الحبيب.

مائدة الذبيحة: توجد شمال الهيكل حيث تُحضر القرابين.

 الايقونستاس :

كلمة يونانية ICONOSTASIS معناها حامل الإيقونات يعبر ويشير إلى حضور الله غير المرئي، وله ثلاثة أبواب باب الوسط يحمل أيقونة البشارة والإنجيليين الأربعة، يرمز إلى الكرازة بالإنجيل وبدء عمل الفداء.

البابان الجانبيان يمثلان أبواب الفردوس الأرضي.

الإيقونات :

 الإيقونة هي إيمان صارخ في قلب الكنيسة وشاهدة عليه، إن مصوري الإيقونات هم بالأكثرية متصوفون، أوصلتهم خبرتهم الروحية إلى تجسيد إيمانهم بالخطوط والألوان

فجاءت الإيقونة خير تعبير عن الإيمان المسيحي وشاهد صامت مستمر للحضور الإلهي يُعلن أمام كل إنسان أن الله حاضر بيننا يتجلى فينا.

تميزت كنائس الروم بالفن في تجسيد الصورة الخلاصية بالإيقونة فعندما تدخل إلى الكنيسة تجد نفسك في معشر الملائكة والقديسين تعيش قصة الخلاص وكأنك انتقلت من الأرض إلى السماء كما أن المؤمنين يرسمون الإيقونات ويضعونها داخل الكنيسة ليؤكدوا حضورهم مع الكنيسة في الاحتفال الليتورجي يستمدوا منهم الشفاعة لدى الله.

توضع أيقونة السيد المسيح على يمين الباب الوسط وعلى يمنه أيقونة القديس استفانوس وجهة اليسار أيقونة السيدة العذراء.

أما على باب اليسار توضع أيقونة الملاك جبرائيل ومن فوق الايقونستاس توضع صور الاثنى عشر.الأيقونة هي قناة النعمة التي توصل الإنسان بالله.

تتميز الكنيسة الأنطاكية البزانطية :

1- كنيسة محافظة على التقليد :

يعتبر التقليد في كنيسة أنطاكية الأرثوذكسية تقليد حي بالروح القدس فاعل في الكنيسة عبر العصور ومدى الأجيال.

2-    كنيسة ذات روحانية صوفية:

هذه الروحانية تدعو الإنسان إلى التأله بالنعمة والرجل اللاهوتي هو أب روحي حائز على موهبة تمييز الأرواح من جهة ومن جهة أخرى الروحانية هي طريق موصلة إلى اكتساب الفضائل وأبرزها فضيلة التمييز التي تمر أولاً عبر التطهر من الأهواء والشهوات إلى أن يصل إلى حالة الاستنارة، لذا تشدد هذه الكنيسة في روحانيتها على النسك من صلوات واصوام ومحاربة أهواء، والصلاة الواعية ترفعنا إلى الله بالإيمان العامل بالمحبة

تفعيل مسكوني :

 منذ أن انعقد المجمع الخلقدوني سنة 451م والحوار اللاهوتي حول طبيعة المسيح يتشعب وصار من الواضح اليوم أن أساس الخلاف بين الكنائس الخلقدونية المعروفة (بالكنائس الأرثوذكسية ) والكنائس الغير خلقدونية المعروفة بالكنائس الشرقية الأرثوذكسية، وفي ضوء الأبحاث اللاهوتية المعاصرة، أن لا خلاف في العقيدة أصلا، وإنما اختلاف في الألفاظ والمصطلحات اللاهوتية، التي استعملت اللغة اليونانية ما بعد المجمع الخلقدوني، قد أكتسب معانٍ مختلفة خصوصاً في كل إقليم من أقاليم الإمبراطورية الرومانية.

لم يكن انقسام الكنيسة نهائياً بعد المجمع الرابع، بدليل محاولات السعي من أجل تحقيق الوحدة الأرثوذكسية التي قام بها أطراف إلى أن جاء الفتح العربي في القرن السابع وتوقف الحوار مؤقتاً.أما في العصر الحديث فقد ساهم مجلس الكنائس العالمي في الدعوة إلى عقد لقاءات دولية منذ العام 1965م وكان آخرها في أديس أبابا عام 1971م.

أما على المستوى الاقيليمي، فقد توجت عبارات عدة غير رسمية بلقاء البلمند عام1972م، الذي أعد وثيقة تتضمن أول نص باللغة العربية يوضع بعد مجمع خلقدونية حول الإيمان الواحد بالإله المتجسد الذي تؤمن به الكنائس الأرثوذكسية الخلقدونية وغير الخلقدونية.

ثم دعا مجلس كنائس الشرق الأوسط، وكنيسة أنطاكية الأرثوذكسية، عضو مؤسس فيه، إلى لقاء آخر في بندللي –اليونان، بحثت فيه قضية الوحدة وعوائق تحقيقها. كما أوصى الحاضرون بضرورة تبني وثيقة البلمند بشكل رسمي.

في كانون الأول عام 1979م عينت لجنة استشارية خاصة في مجلس كناس الشرق الأوسط للنظر في أمر اللجنة التنفيذية القاضي بفتح باب التفاوض مع الكنائس الكاثوليكية من أجل تحقيق عضويتها في المجلس.

في نيسان عام 1980م، اجتمعت اللجنة الاستشارية في بيروت وتباحثت في جميع أوجه العلاقات مع الكنائس الكاثوليكية على الصعيدين الرسمي وغير الرسمي.

ثم أنه وللمرة الأولى منذ افتتاح الحوار اللاهوتي الأرثوذكسي الكاثوليكي على الصعيد العالمي في مؤتمر جزيرة باطموس سنة 1980م، أعيد الاتصال بين لجنة العلاقات الخارجية في الكنيسة الأنطاكية الأرثوذكسية ولجنة العلاقات المسكونية المنبثقة عن مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان في كانون الأول عام 1983م أستمر البحث والتعاون الذي أنتج في نهاية الآمر تشكيل لجنة أمانة سر كاثوليكية أرثوذكسية مشتركة.

أما على صعيد الحوار الأرثوذكسي الإنجيلي الكاثوليكي فعقدت سلسلة لقاءات لدائرة الإيمان والنظام في مجلس الكنائس العالمي ضمت ممثلين عن الكنائس الثلاث في العام 1982م بشأن إصدار دراسة مرحلية حول " دور الكنيسة النبوي كان آخرها لقاء شانتيه – فرنسا ك1 عام 1985م الذي اصدر بيان تناول الكنيسة كتيار تجديد للبيئة الإنسانية، والكنيسة كجماعة افخارستيا وجماعة نبوية.

إن النصف الثاني من القرن العشرين شهد مسعى وحدوياً للكرسي الأنطاكي واكبر إنجاز

الخاتمة:ان وحدة الإيمان بين الكنيستين الإنطاكيتين الأرثوذكسية والسريانية.

 

الخاتمة :

 هكذا يقرأ الأرثوذكسي تاريخه، فهو يتأرجح بين الذاتية والموضوعية ويستقي رسالته من رسالة مار اغناطيوس الأنطاكي القائل " بما أنني أعلم بأنكم ممتلئون بالله، رجوتكم أن تذكروا كنيسة أنطاكية، إنني ألتمس صلاتكم الموحدة ومحبتكم لتقوى بها هذه الكنيسة. ولعل أفضل ما يلخص روح النهضة الأنطاكية اليوم ما قاله البطريرك اغناطيوس الرابع هزيم " الكنيسة التي تبقى هي التي يحس أبناؤها بأنها مجرى الحياة وينبوع الفكر والصدر الذي نتكئ عليه.