هذه كنيستي الجزء السابع
إعداد الأب انطونيوس مقار إبراهيم
راعي الأقباط الكاثوليك في لبنان
الأقباط هم شعب مصر الواحد مسلمين ومسيحيين، فكلمة قبط تَعني في الأصل مصري وتعود إلى فقط أو جفط أحد أبناء مصرائيم من سلالة نوح.
وقد عادت كلمة قبط إلى المسيحيين فقط وأصبح الأقباط يشكلون مسيحيي مصر وكنيسة الأقباط الأرثوذكس تعتبر الكنيسة الأم للمسيحيين المصريين.يعود تاريخ نشأة كنيسة الإسكندرية إلى القديس مرقس الذي قَدمَ موفداً من قِبَل القديس بطرس ليعلن إنجيل الخلاص للمصرين متخذاُ من الإسكندرية مقراً له.فمنذ ذلك التاريخ أصبح للإسكندرية كرسي بطريركي يجلس عليه بطاركة الكنيسة خلفاء القديس مرقس ويبلغ عددهم مئة وسبعة عشر بطريركاً يمنحوا لقب بابا وبطريرك المدينة العظمى الإسكندرية وسائر الكرازة المرقسية
منذ أن وصل القديس مرقس إلى الإسكندرية بدأ يهتم بفتح المدارس اللاهوتية والمكتبات والهدف منها تثبيت الناس في الدين القويم ومواجهة الوثنية.كان للإسكندرية مدرسة لاهوتيةً شهيرةً أصبحت جزأً لا يتجزأ من حياة الكنيسة تهتم بالتعاليم اللاهوتية، تفسير الكتاب المقدس والكرازة وأمتد نشاط المدرسة إلى خارج حدود الكرازة المرقسية فأعطت أساقفة قديسين مثل غريغوريوس وباسيليوس الكبير ويوحنا فم الذهب وهؤلاء تعلموا من خلال المكتبة.
بسبب انقسام الكنيسة في مجمع خلقدونية 451م انطفأ نور المدرسة فترة طويلةٍ من الزمن، وأعيد إليها النور بفضل جهود البابا كيرلس الرابع الذي سعىَ جاهداً لفتح المدرسة الإكليريكية لتعليم اللاهوت، وقد توالى على إدارتها آباء أفاضل وعلمانيون مِن أبناء الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، قد منح البابا كيرلس السادس الُقمُص أنطونيوس السرياني نعمة الأسقفية، فصار أسقفا على المعاهد الدينية باسم الأنبا شنودة وهو ذاته جلس على السدة المرقسية بطريركاً للكنيسة القبطية الأرثوذكسية ويُعطى لقب بابا وبطريرك الإسكندرية وسائر الكرازة المرقسية للأقباط الأرثوذكس وهو البطريرك رقم 117 في تعداد بطاركة الإسكندرية ويواجه الآن قداسة البابا ظروفاً صحية صعبة ويخضع للعلاج في الولايات الأمريكية المتحدة.ربما يؤدي هذا التدهور في صحة قداسة البابا إلى بلبلة داخل الكرسي الاسكندري في من هو قادر أو مؤهل ليكون في منصب بابا الإسكندرية القادة، نحن لا يسعنا هنا سوى التضرع إلى الله من أن يمن على البابا شنودة الثالث بالصحة والعافية، وأن يختار الرب القائد العتيد لمسيرة الكنيسة وخصوصاً أن المسيحيين في مصر اليوم يواجهون ظروف قاسية في طرق معيشتهم.
المدارس الإكليريكية ومعاهد اللاهوت:
يبرز في داخل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية دوراً هاماً تلعبه المدارس الإكليريكية المنتشرة في كافة أرجاء الكنيسة ولاسيما المدرسة الإكليريكية الكبرى الموجود في المقر البابوي الأنبا رويس في لعب دوراً أساسياً قوياً ومتيناً، منها يتخرج كهنة وأساقفة وباباوات.
الفن الكنسي والأدوات الكنيسة:
يعتمد الأقباط في كنائسهم على عدة أشكال نذكر منها شكل الصليب كما نجده في كنائس مصر القديمة، والشكل الدائري إشارة لطبيعية الكنيسة الأبدية، شكل سفينة كي تكونُ سفينة نجاةٍ للمؤمنين بالمسيح وتوصلهم إلى ميناء الخلاص. الطراز البيزنطي المتميز بوجود قبابٍ وهذا ما نجده في العديدِ من الكنائسِ القديمةِ وتعطى الكنائسُ أسماءًُ قديسين وشهداء وملائكة تخليداً لذِكرَهم وتشفعاً بهم. وفي الفن المعماري تنقسم الكنيسة القبطية إلى ثلاثة أقسام رئيسة وهى قدس الأقداس والخورس وصحن الكنيسة.
قدس الأقداس:
يضم الهيكل وعليه تُقدم القرابين ويرتفع علو درجة واحدة حتى يراه الجميع.
ومن أقسام الهيكل الحنية الشرقية وهى عبارة عن تجويف أو انحناء نصف دائري وترمز إلى حضن الله الأب المشتاق لكنيسته ويوضع أمامها قنديل يرمز إلى العين الساهرة أو إلى النجم الذي قاد المجوس إلى المسيح.
المذبح:
يوجد بمنتصف الكنيسة ويشير إلى عرش الابن الوسيط بين الله والناس وهو على شكل مربع غير ملتصق بالحوائط كي يتمكن الكاهن من التطواف حوله بالقرابين والبخور
ويسمىّ المذبح موضع الذبيحة ذبيحة الفداء ويصنع من الخشب أو الرخام وتُرسم عليه الصلبان في جهاته الأربعة مع أحرف ألفا أوميجا التي تعنى البداية والنهاية أو الأول والآخر
ويوجد على المذبح قبةٌ تُحمل على أربع أعمدة وفوق منها صليب إشارةٌ الانتصار وتلف الأعمدة بستائر ترخى عليه أثناء صلاة حلول الروح القدس.
كما يُغطىَ المذبح بأغطية تشير إلى الأكفان التي لُف بها السيد المسيح في القبر وعادة يكون الغطاء الأول لونه احمر وعليه غطاء أخر أبيض يرمز إلى النقاوة والطهارة.
توضع على المذبح لفائف تُغطي مادة الذبيحة وأدوات المذبح والأبروسفارين الذي يعنى تقدمة ويشير إلى الحجر الذي دحرجه الملائكة عن باب القبر.
الكرسي:
مصنوع من الخشب ومحاط بصور العذراء، العشاء السري،القديسين يشير إلى عرش الله الأب. ويوضع فيه الكأس.
الكأس:
يصنع من المعدن الخالص ويرمز إلى الجهاد الروحي ويوضع مع الآباء البطاركة في قبرهم.
الصينية:
مستديرة الشكل وبداخلها القربان تشير إلى بيت لحم أو قبر المسيح وتفرش من تحتها ومن فوقها لفافتين.
النجم:
يصنع من المعدن وهو عبارة عن قوسين متقاطعين يشكلان عند فتحهما قبة يعلوها صليب ويوضع فوق الصينية ويغطى باللفافة ويرمزً إلى النجم الذي قاد المجوس إلى بيت لحم.
المبخرة:
وعاء من المعدن يتدلى منه ثلاث سلاسل إشارة إلى الثالوث وينتهي بخطاف دلالة على نزول السيد المسيح إلى الأرض،جوف المبخرة يشير إلى جوف العذراء، البخور إلى الطيب الذي وضعه يوسف الرامي على جسد المسيح،جمر النار إلى اللاهوت والبخور الصاعد من المبخرة إلى صلوات القديسين والملائكة المرتفعة إلى العلاء ومرور الكاهن وسط الشعب يفيد أن نعمة الروح القدس تظلل المؤمنين.
الملابس الكهنوتية:
التونية: عبارة عن ثوب متسع يدل على سعة صدر الكاهن.
البطريشيل: يُعلق في الرقبة حتى الكتفين وتُرسم عليه صورة السيد المسيح والاثني عشر ويدل على الوثق التي ربطوا بها الرب أثناء محاكمتهِ
الأكمام تُلبس في المناسبات وتشير إلي القوة
المنطقة أو الحزام يُربط على البطن يتمنطق به الكاهن ويرمز إلى رباط العفة واليقظة والاستعداد
البرنس: هو رداء مفتوح بلا أكمام دلالة على حلول الروح القدس.
قسمٌ أخر بارز في الكنيسة القبطية وهو الحجاب ويُسمىّ حامل الأيقونات، يفصل بين المذبح والخورس الأول، يصنع من الخشب، عليه رسومات ورموز من صلبان وصور قديسين.
توضع فوقه إيقونة الصلبوت وصورتان واحدة للعذراء والأخرى ليوحنا الرسول أشارةً إلى وقوفهما معه عند الصليب، توجد أيقونة العشاء السري عند أسفل الصليب وعلى جانبيها صور الرسل الاثني عشر. كما توضع أيقونة السيد المسيح عن يمين باب الهيكل وأيقونة العذراء عن يساره وعن شمال أيقونة الرب أيقونة يوحنا المعمدان.يقف الكاهن حاملاً المبحرة، ينحني بخشوع أمام الأيقونات ويبخرها بقولهِ السلام لك يا مريم والسلام لك يا يوحنا المعمدان.
والأيقونة صورةٌ مصنوعةٌ من خشب، مدشنةٌ بالميرون تقودنا إلى رؤية القديسين وتذكرنا بالحياة الأبدية.
للحجاب ثلاثة أبواب، الأوسط يسمى الباب الملوكي ومن خلاله تُقدم القرابين، فتحهُ يُشير إلى فتح باب الفردوس يُكتب عليه من الخارج هذا هو باب الرب والصيقون يدخلون منه.
أما عن الحان الكنيسة القبطية فنول أن هذه الكنيسة تمتاز بنغمات توافق جميع الأعياد والمناسبات هدفُها التماس رضا الله وبركاته الوفيرة.
روحانية الكنيسة القبطية الأرثوذكسية:
تتميز روحانية الكنيسة الأرثوذكسية بالعديد من السمات والصفات نذكر أبرزها
1- معرفة الله كشخص
نحن لا نتعرف على الله كنظرية أو كمبدأ مجرد بل كشخص "ذات"، فلكي نعرف شخصا يعنى ما هو أكثر من حقائق لهذا الشخص، نحبه محبة متبادلة، وهذا هو طريقنا للدخول إلى سر الله.
2-عيش الإيمان بالحياة العملية:-
الحياة الروحية حياة كاملة وليست جزء من حياة، تظهر فيها الفضائل المسيحية وتحققها "فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هَكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ" (مت5:16) وليس فقط علاقة النفس الداخلية بالله، نعيش في العالم ولا يعيش فينا العالم، الروح تسكن الجسد، نظرة مقدسة للعالم، سلوكنا في العالم معضد بقوة يمنحها لنا الله، نستخدمها كسلاح نحارب به قوات الشر فننتصر، فالنصرة عمل النعمة وجهادنا، يقول معلمنا القديس يعقوب الرسول "تَرَوْنَ إِذاً أَنَّهُ بِالأَعْمَالِ يَتَبَرَّرُ الإِنْسَانُ، لاَ بِالإِيمَانِ وَحْدَهُ (يع2:24)، "لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْجَسَدَ بِدُونَ رُوحٍ مَيِّتٌ، هَكَذَا الإِيمَانُ أَيْضاً بِدُونِ أَعْمَالٍ مَيِّتٌ" (يع2:26).
3- حياة الشركة
من الخطأ نعتبر أن الروحانية هي انحصار في الذات، أو أنها تقف عند حد ما جاء في بستان الرهبان والفيلوكاليا من نسكيات وتدريبات روحية تقف عند حد الممارسة فقط، بهذا الشكل تكون الروحانية بعيدة عن الروحانية الأرثوذكسية لأنها فردية ناقصة.
الروحانية الأرثوذكسية اختبار ديناميكي، اتحاد النفس البشرية في نعمة وعطية الروح القدس، فيحيا الشخص متمتعاً بوسائط النعمة، ممتلئاً من الروح القدس ويعيش في شركة مع العالم من خلال شركتهم مع الله (1كو8:7-13،10:29،2كو5:11)، فالروح الذي نأخذ مواهبه لا يجعلنا أفراداً مسيحيين بل أعضاء في جسد المسيح الواحد.
4-حياة جهاد:-
في حياة الإنسان الروحية يعيش حياة جهاد، ولاسيما للمبتدئين الذي لم تسُد أرواحهم بعد على أجسادهم، سلوكهم جسدانى كما يقول معلمنا بولس الرسول "وَأَنَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ لَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ أُكَلِّمَكُمْ كَرُوحِيِّينَ بَلْ كَجَسَدِيِّينَ كَأَطْفَالٍ فِي الْمَسِيحِ"(1كو3:1)
الحياة الروحية ثورة داخلية جادة ضد دواخلنا حتى تتطهر خوارجنا، الداخل هو القلب الذي ينعكس عنه مخارج الحياة "فَوْقَ كُلِّ تَحَفُّظٍ احْفَظْ قَلْبَكَ لأَنَّ مِنْهُ مَخَارِجَ الْحَيَاةِ".
الرهبانيات:
في مصر نشأت الرهبنة وانتشرت في أرجاء العالم، بدأت مع القديس أنطونيوس عام 305م والأنبا باخوم هو أول مَن أسس ديراً.
تركت الرهبنة أثرها الكبير على الفكر المسيحي والحياة الروحية واعتمدت نظام التولية التي تكمن في الفقر والعفة والطاعة، فضائلٌ يحياها الراهب طوال عمره.
للأقباط الأرثوذكس أديار رهبانية كثيرة منتشرة في أرجاء البلاد المصرية ومن أبرزها أديار وادي النطرون ودير أبو مقار ودير الأنبا صموئيل المعترف في منطقة مغاغة المنيا ودير الأنبا شنودة رئيس المتوحدين ودير الأنبا باخوم أبو الشركة ودير الأنبا انطونيوس والأنبا بولا في البحر الأحمر وهذه الأديار عامرة بالرهبان والنساك والمتوحدين الذين يعبدون الرب بتقوى وخشوع، ولكل دير من هذه الأديار تاريخ حافل بأمجاد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية التي أعطت الكثير من الرهبان والقديسين الذين كان لهم الدور البارز في تثبيت الحياة الرهبانية في الشرق والغرب. وللكنيسة القبطية الأرثوذكسية بعض الأديار للراهبات ونذكر منها دير مار جرجس بمصر القديمة ودير مار جرجس المشرقي بالأقصر حيث تعيش الراهبات حياة النسك ويُلقبنَ بالمحصنات ومنهنّ من يقمنَ بمساعدة الكاهن في العمل الرعوي. تتركز حياتهن على الصلاة والزهد ورفض ملذات العالم
نخص بعض الأديار بالقليل من المعلومات:
دير الأنبا بيشوي: يعود تاريخ تأسيسه إلى عام 374م عند انفصال الأنبا بيشوي عن الأنبا يحنس كاما بحسب إشارة الملاك.في مغارةٍ عاش الأنبا بيشوي الفضائل وذاع صيتهُ بين الكثيرين، ثم بني الدير المشهور تبلغ مساحته 11300متر مربع.
الدير محاط بأسوار ضخمة وله مدخل واحد.
دير السريان: بُنيَ في القرن الخامس على اسم والدة الإله لتثبيت عقيدة الثيوتوكس ضد النسطورين كي تكون بركة العذراء وشفاعتها مقبولتين في المكان دائماً.
عرف باسم دير السريان نظراً لبعض الرهبان الذين قدموا من سوريا.
للدير تاريخ عريق، وقد أعطى الدير الكثير من البطاركة والأساقفة من الرهبان الذين توفوا برائحة القداسة.
دير البراموس: كلمة براموس يونانية تعني البيت الخاص بالروم أسسه القديس مكاريوس في القرن الرابع واحتضنَ آباءً من الرومان مثل مكسيموس ودوماديوس وارسانيوس مُعلم أولاد الملوك كما حُفظ فيه جسد الأنبا موسى الأسود. تبلغ مساحتهُ حوالى10700متراً مربعاً
قد أعطى الدير الكثير من بطاركة كنيسة الإسكندرية.
دير أبو مقار فينسب إلى القديس مكاريوس الذي ذهب بوحيٍ إلهي إلى برية شهيت لتكون مقراً له، هناك مكث عشرين عاماً ثم قام بزيارة الأنبا أنطونيوس مرتين ولبس من يديه الاسكيم، سلمه القديس العصا وكان هذا نبوءةً عن تسلم مكاريوس رئاسة الرهبنة بعد أنطونيوس.
المؤسسات والمكتبات:
تهتم الكنيسة القبطية بالعمل داخل المؤسسات والمكتبات لتنمية أبنائها وهى تقوم بإدارتها مباشرةً مثل أسُقفية الخدمات وأسقفية الشباب حيث يأتي هؤلاء للحصول على دعم مادي أو على وظيفةٍ أو مشورةٍ روحية كما أنهم يتوافدون على شراء الكتب لتحصيل المعرفة الروحية والثقافة الدينية.ومن ابرز المكتبات التي تعود ملكيتها إلى الكنيسة مباشرة مكتبة المحبة ومطبعة الأنبا رويس للنسر والتوزيع بالإضافة إلى المكتبات والمطابع الموجود في داخل الأديار.
تركز الكنيسة أيضا على أهمية المجلات ومن أبرزها مجلة الكرازة.
الكنيسة القبطية والعمل المسكوني:
إن الكنيسة القبطية لعبت وتلعب دوراً فاعلاً في السير في طريق الحوار المسكوني والسعي لبناء الوحدة الكنيسة، فهي عضوٌ في مجلس كنائس الشرق الأوسط ومجلس الكنائس العالمي
ويمكنا أن نقسم المحاولات التي جرت فيها إعادة الوحدة إلى مرحلتين الأولى منذ الانشقاق الكبير في مجمع خلقدونية سنة451م حتى سقوط القسطنطينيةعام1515م.
والمرحلة الثانية من القرن السابع عشر حتى القرن التاسع عشر وفي هذه المرحلة قد جرت محاولات للتقارب أكثر من السعي إلى الوحدة.
أما في مطلع القرن العشرين جرت المحاولة الكبرى والتي تدعى الحركة المسكونية حيث اصدر البطريرك المسكوني يواقيم الثالث رسالة عامة في 13حزيران (يونيو) من عام 1902م إلى رؤساء الكنائس الأرثوذكسية المستقلة يدعوهم فيها إلى الإعلان عن رأيهم في الحركة المسكونية والعمل المسكوني لتقارب الكنائس المسيحية.
وما تميز به العمل المسكوني هو عقد لقاءات الصلاة المشتركة والمتبادلة بين الكنائس بالإضافة إلى عقد اللقاءات والمؤتمرات المسكونية.
وفي أيار عام 1973 قام بزيارة على رأس وفدٍ من أساقفة الكنيسة القبطية للفاتيكان وتم توقيع صيغ إيمان مشترك حو ل سر تجسد السيد المسيح بحضور البابا بولس السادس، كما أنه ترأس وفداً مكوناً من أساقفة ورهبان وكهنة لحضور اللقاء الذي أُقيم في كاتدرائية سيدة مصر للأقباط الكاثوليك برعاية البابا يوحنا بولس الثاني وحضور أساقفة كاثوليك ورؤساء الطوائف المسيحية في مصر وتبادل الحضور قبلة المحبة والسلام.
خاتمة:
أردنا أن نقدم بشكل مختصر لمحة صغيرة حول هذه الكنيسة على أمل أن تكون لنا دراسة مستفيضة حول الكنائس الشرقية في تاريخها وروحانيتها وليتورجيتها وعملها المسكوني وأهم مبادئها الإيمانية ومفهومها حول المسيح والعذراء والقديسين ونظرتها الحالية حول بعض القضايا المعاصرة
الأب انطونيوس مقار إبراهيم
راعي الأقباط الكاثوليك في لبنان