ثلاث عمليات قتل جديدة لمسيحيين في الهند، من بينهم كاهن

رئيس أساقفة جنوى يشجب "موجة كراهية المسيحية" في الهند وفي بلدان أخرى

مومباي، الخميس 25 سبتمبر 2008 (Zenit.org).

 قُتل كاهن ومدنيان في الساعات الأخيرة في الهند، حسب ما افادت به وكالة آسيا نيوز ، في حين تستمر الاعتداءات على كنائس ومراكز مسيحية في ولايات أوريسا، شاتيزغار، ماديا برادش، كارنتاكا، وكيرالا.

أما الكاهن الكاثوليكي الذي تعرض للقتل فاسمه سامويل فرانسيس، وكان ينتمي إلى أبرشية ميروت (أغرا التي تبعد 400 كلم عن نيودلهي). كان معروفاً بعيشه حياة زهد على الطريقة الهندية التقليدية، وبكونه المؤسس المؤثر للحوار بين الأديان، مع الهندوس، كما مع المسلمين. وقد تم العثور على جثته البارحة مكبلة اليدين، مع إصابات في الرأس، في الدير الذي كان يعيش فيه.

ومن جانب آخر، وفي الساعات الأخيرة، قُتل مسيحيان، وتم العثور على جثتيهما مقطعتين ومرميتين في مستنقع في ولاية أوريسا الهندية. وكان المتطرفون قد ألقوا القبض على أحدهما عندما كان يحاول الهرب مع عائلته إلى مخيم للاجئين.

ووفقاً لما شجب مجلس الكنائس في الهند، فقد قُتل فقط في أوريسا 37 مسيحياً، من بينهم قسين بروتستنتيين؛ وأُحرق أكثر من 3000 منزل؛ وهرب حوالي 50000 مؤمن إلى المخيمات، أو إلى الغابات.

والأهداف الأساسية للمتطرفين، على ما شجب المجلس، هم الكهنة والراهبات وعائلاتهم، الذين يتوجب عليهم إخفاء هويتهم في مخيمات اللاجئين لكي لا يكتشفهم عناصر الشرطة أو المتطرفون.

هذا وقد سجلت أيضاً اعتداءات جديدة على كنائس في بنغلور، حيث دُنست أعراض الخبز والخمر، وعلى كنيستين في كيرالا تتبعان طقس سيرو مالابار، وتعتبران من الإرث التاريخي إذ تعودان إلى القرون الوسطى (وقد تم بناء إحداهما، كاتدرائية اليعقوبيين، سنة 825).

"موجة كراهية المسيحية"

عن هذه الأحداث، تحدث الكاردينال أنجيلو بانياسكو، رئيس أساقفة جنوى، ورئيس مجلس أساقفة إيطاليا، شاجباً "الاضطهاد الذي يمارس ضد المسيحيين والذي يجري في الهند، والعراق، وفي مناطق أخرى من العالم".

وفي كلمته أثناء انعقاد المجلس الدائم لمجلس أساقفة إيطاليا، الذي ينعقد هذه الأيام في روما، أشار الكاردينال بشكل خاص إلى "موجة كراهية المسيحية" في الهند، وشجب "الاستخفاف بالقانون، وإفلات الجناة من العقاب، والتضليل في الصحافة، وإخفاق رجال السياسة المحليين، وصمت المجتمع الدولي".

وذكر الكاردينال بانياسكو أن "صوت البابا هو الصوت الوحيد الذي علا أمام هذه الجرائم"، وانضمت إليه أصوات الأساقفة الإيطاليين، الذين بدورهم دعوا إلى اعتبار الخامس من شهر سبتمبر الماضي يوم صلاة.

كما ذكر بالاضطهادات التي يعاني منها المسيحيون في باكستان، و"بطريق الآلام" في العراق، حيث قتل مسيحيان آخران في الأيام الأخيرة.

من ناحية، ذكر الكاردينال بانياسكو بالواجب الذي يجب على المسيحيين أن يقوموا به من خلال الصلاة وإظهار تضامنهم مع المضطهدين: "في الكنيسة، ما من أحد غريب، وإن تألم عضو، فكل الأعضاء يتألمون معه".

أما من ناحية أخرى، فقد وجه نداءً إلى رجال السياسة، والفكر، وإلى الرأي العام، من أجل أن "يهتموا بمسألة حرية المعتقد التي هي حجر الأساس للحضارة، وحقوق الإنسان، والضمانة للتعددية الحقيقية، والديمقراطية الصحيحة".

وأوضح: "إن حرية المعتقد ليست أمراً اختيارياً تمنحه الدول للمواطنين الأكثر إلحاحاً، ولا هي امتياز أبوي يعود إلى مبدأ التسامح؛ لا بل هي معقل الحريات، والمعيار الأسمى لحماية النفوس".

أخيراً، عبر الكاردينال بانياسكو عن تخوفه من خطر وصول المسماة "كراهية المسيحية" إلى أوروبا، وسط "الفصل بين الإيمان والعقل، وبين الإيمان، والحياة العامة"، كما تظهر ذلك "ممارسات النسبوية، والتجاوزات التي ترتكب ضد الأديان، وضد المسيحيين، والتراجع الأخلاقي والثقافي للمجتمع".

العنف ضد المسيحيين يلحق الخزي بالهند

والرعب يسري في نفوس جميع الأفراد من مختلف العقائد

مومباي، الهند، الخميس 25 سبتمبر 2008 (Zenit.org).

إن أعمال العنف المستمرة ضد المسيحيين في الهند تعتبر "خزياً" وتخلق رعباً لدى أصحاب النوايا الحسنة في الهند، بغض النظر عن معتقداتهم الدينية، بحسب ما قال رئيس أساقفة بومباي.

ووفقاً لما أفادت به جريدة الأوسيرفاتوري رومانو يوم الثلاثاء، فإن الكاردينال أوزفالد غراسياس وصف الحملة التي يشنها المتطرفون الهندوس ضد المسيحيين "بالمتعذر تفسيرها"، و"بالخزي" و"الجنون".

وقال: "جميع الأشخاص ذوي النوايا الحسنة في الهند، أكانوا مسيحيين، هندوس أو مسلمين، هم مذعورون ومتعجبون من المطاردة الشيطانية للمسيحيين بهدف قتلهم وهدم بيوتهم وكنائسهم. يجب علينا ألا نقع في تجربة الاستسلام، أو حتى أقل من ذلك في تجربة الانتقام. فإن الأصولية في النهاية لا تسود. والصلاة حتى من أجل مبغضينا هي سلاحنا الرئيسي".

وعلى الرغم من أن الهند غالباً ما كانت مركزاً للتوتر الهندوسي المسيحي، إلا أن موجة من العنف بدأت تتصاعد في أغسطس الماضي بعد مقتل زعيم هندوسي. ومنذ ذلك الحين، قُتل العديد من المسيحيين، وأُحرقت كنائس وممتلكات، وهرب الآلاف من المسيحيين من منازلهم.

وأوضح الكاردينال أن الهند، وعلى الرغم من وضعها الراهن، هي "بلاد عظيمة وُضعت فيها الكثير من الآمال: لقد نظرت إليها دوماً بهذه الطريقة، وقد انفعلت عندما أعاد البابا قول ذلك مراراً وتكراراً أثناء تعييني كاردينالاً في نوفمبر الماضي".

وأضاف الكاردينال غراسياس أن هذا الرجاء يدعمه بشكل كبير الحوار بين الأديان، الذي اعتبره "ضرورياً" لمنح "الرجاء للهند وللعالم بأسره". وقال: "إن حرية المعتقد هي الأولى بين جميع الحريات. وحده الحوار الحقيقي بين الأديان سيسمح بإزالة أي سبب محتمل للتوتر، أو الخلاف بين الجماعات الدينية والإثنية في الهند".

"فالحوار أساسي وجوهري. والكنيسة لم تتوقف أبداً عن تعزيزه – الحوار الذي يجب ألا يفقره مزيج المعتقدات، بل يجب أن ينمو ضمن احترام متبادل".

في هذا الصدد، أعلن الكاردينال أن الكنيسة "سوف تستمر في مساعدة الفقراء والمرضى بغض النظر عما إذا كانوا هندوس، مسلمين أو مسيحيين. وهذا يعيد التأكيد على حق الحياة للجميع، فمن الفظيع قتل المواليد الجدد من الإناث".

واختتم قائلاً: "يصلي الكاثوليك ويعملوا على استئصال المشاكل التي تسبب لنا المعاناة الكبيرة، من أجل أن يتوحد الشعب الهندي في العدالة من دون تمييز. وهدفنا بغاية الوضوح: نحن لا نريد لأحد أن يأوي إلى الفراش جائعاً، ولا نريد لأي كرامة أن تهان، ولأي حق أن يرفض إعطاؤه لأقليات، بما في ذلك حرية المعتقد، وألا يتم التخلي عن فقير".

التهديدات بالموت

مع ذلك، فقد أعرب الكاردينال غراسياس عن قلقه من تقاعس السلطات المحلية في المناطق التي أطلق فيها العنان للاضطهاد، على الرغم من الدعم الذي أظهرته الحكومة الوطنية للمسيحيين.

في هذا الصدد، توجه الأساقفة بكلامهم إلى رئيس الحكومة الهندي مانموهان سينج في عدة مناسبات لطلب المساعدة منه. وفي الوقت الراهن، يرجو رفايل شيناث، رئيس أساقفة كوتاك بوابانيسوار (الأبرشية الأكثر تضرراً من أعمال العنف) أن يتم استقباله مع وفد من رجال الدين الكاثوليك.

ذلك أن رئيس الأساقفة شيناث، الذي كان في رحلة عندما اندلعت شرارات الاضطهاد، لم يستطع العودة إلى الديار لأنه تلقى تهديدات بالموت من قبل متطرفين.

وأوضح للصحافة التابعة لمجلس أساقفة إيطاليا: "لقد تلقيت الأسبوع الماضي رسالة مخيفة هددتني فيها جماعات هندوسية قائلة "الدم بالدم، والحياة بالحياة"، مع الذكر بأنني سوف أتعرض للقتل إذا عدت إلى أوريسا". ومنذ يومين تعرض منزل الأسقف للرجم بالحجارة.

وأضاف الأسقف بأنه لم يثق بالحكومة المحلية "التي فشلت عندما آن الأوان لحماية أرواح المسيحيين في منطقتي كندمال وسامبالبور".

بدوره، أصدر برنار موراس، رئيس أساقفة بنغلور، بياناً عبر وكالة الأنباء "سار"، "أدان فيه بشدة" موجة العنف التي تعاني منها أبرشيته، وبخاصة "تدنيس الكنائس وأعراض الخبز والخمر" الذي حصل الأحد الماضي في عدة رعايا.