بطريرك القسطنطينية يساند دخول تركيا في الاتحاد الأوروبي

ويشدد على ضرورة الحوار بين المعتقدات والثقافات من أجل السلام في المسكونة

بقلم روبير شعيب

روما، الاثنين 29 سبتمبر 2008 (Zenit.org).

ألقى بطريرك القسطنطينية المسكوني برثلماوس الأول خطابًا رسميًا في البرلمان الأوروبي تحدث فيه عن "ضرورة الحوار بين المعتقدات والثقافات لبناء السلام في كل المسكونة"، مشددًا على ضرورة ضمان حقوق الأقليات.

عبّر البطريرك في خطابه عن رفضه القاطع "لأي شكل كان من العنف وعدم التسامح"، وشجع "المشروع الأوروبي" الذي يرمي إلى توطيد تعايش سلمي بين دول كانت سابقًا دولاً متعادية، وساند دخول تركيا في الاتحاد الأوروبي.

 الأصولية والقومية المتطرفة

وبالحديث عن التطور التكنولوجي، أشار البطريرك إلى التناقضات التي ما زلنا نعيشها "فاليوم، نملك كل الوسائل التكنولوجي لتخطي أفق وعينا لثقافتنا الذاتية، ومع ذلك، ما زلنا نشهد النتائج الرهيبة للتشرذم البشري".

وفي هذا الإطار تحدث عن الأصولية والقومية المتطرفة التي تضحي في أغلب الأحيان أرضية خصبة للوحشية. واعتبر البطريرك أن الحل لهذه المشاكل يكمن في الحوار بين الثقافات كركيزة معنى للكائن البشري.

فبمعزل عن الحوار، يتم اختزال اختلاف الآخر و "تشيؤه"، الأمر الذي يؤدي إلى سوء التفاهم والصراع والاضطهاد، وبكلمات أخرى إلى "انتحار بشري واسع النطاق".

لهذا السبب شدد برثلماوس الأول على أن الحوار يجب أن يكون أكثر من مجرد وسيلة للتبادل الثقافي، ليضحي وسيلة لوعي أعمق لاعتماد كل فرد وكل جماعة على الأفراد والجماعات الأخرى.

وكرر البطريرك في هذا الصدد ضرورة حماية الأقليات وحقوقها ضد سياسات التهميش والقمع.

 تركيا والاتحاد الأوروبي

 وإذ أبدى تشجيعه لدخول تركيا في الاتحاد الأوروبي، ذكر بطريرك القسطنطينية المسكوني على أنه يجب على تركيا في الوقت عينه أن "تعزز الحوار والتسامح في داخلها" وأن تحمي الحقوق الأساسية ومن بينها "الحريات الدينية".

وبينما لفت إلى تردد أوروبا في الانفتاح على أمة ذات أكثرية مسلمة، أشار برثلماوس الأول إلى أن الأديان الكبرى تستطيع أن تكون قوة تتخطى القومية والأصولية، وتسلط انتباه المؤمنين على ما هو مشترك بين البشر.