العراق: بعد بغداد، الاضطهاد الديني ضد المسيحيين يستفحل في الموصل

12 ضحية بين المسيحيين العزّل في الأسبوع الماضي

بقلم روبير شعيب

روما، الثلاثاء 14 أكتوبر 2008 (Zenit.org).

 "نحن نستنكر الهجمات التي تحدث في الموصل وفي كل بلاد ما بين النهرين العزيزة، وبوجه خاص الاعتداءات على المسيحيين"، هذا ما صرح به الكاردينال عمانوئيل الثالث دلي، بطريرك بابل للكلدان، في مقابلة مع جريدة "الأوسرفاتوري رومانو" الفاتيكانية.

جاءت كلمات البطريرك بعد موجة العنف الآخيرة التي ضربت العراق، وتعرضت للمسيحيين حيث انضم رجل أعمال مسيحي إلى لائحة ضحايا ما وصفته الشرطة العراقية بـ "حملة ضد المسيحيين". وجاء في البيان الصادر عن الشرطة أن رجل الأعمال المسيحي، الذي يدير محلاً لبيع الأشرطة الموسيقية، قتل في شرق المدينة، كما وأصيب أحد أقاربه في الحادث.

هذا وقتل في الساعات الأخيرة مسيحيًا آخر، من الطقس الكلداني، في بيته في الموصل. وكانت سلسلة عمليات القتل التي شهدتها المدينة مؤخرًا قد تسببت بهرب نحو ثلاثة آلاف مسيحي من منازلهم، واللجوء إلى القرى المسيحية القريبة.

وقال الكاردينال معلقًا على هذه المجريات المأساوية: "ما يحدث في الموصل في هذه الأيام ليس مرضيًا لدى الله ولا لدى الإنسان الأمين لوطنه ولإخوته".

"من واجبنا كأبناء العراق الحبيب أن نكون متحدين بقلب واحد، وأن نقوم بكل ما بوسعنا لكي نبني مستقبل العراق في الفضيلة، والمحبة والمصالحة، لكيما يضحي العراق أمة عظيمة وموحدة".

"لقد عشنا لمدة 14 قرنًا بروح من التسامح والأخوة، متقاسمين العيش وبانين سوية أمتنا الحبيبة. لا يجب أن نستسلم للقوى المظلمة التي تأتي من الخارج لكي تدمر وحدتنا الوطنية".

"نطلب إلى الله أن يحل السلام في عراقنا الجريح، ولكي يسبغ سلامه على أرض أجدادنا".

 الزائر الرسولي في أوروبا

وفي حديث إلى راديو الفاتيكان، قال الأب فيليب نجم الزائر الرسولي للمؤمنين الكلدان في أوروبا بأن "المشكلة وراء اعتداءات الأيام الأخيرة ضد مسيحيي العراق، تعود إلى القوى المظلمة التي تريد أن تدمر الوحدة الوطنية".

والداعي الرئيسي لهذه الاعتداءات هو رمي الأمة في حالة من الضياع: "يريدون أن يعرقلوا مسيرة السلام، ويسعون إلى تحطيم وحدة وطننا؛ لم يكن هناك في الماضي انقسامات من هذا النوع".

"فجميعنا عراقيون، وجميعنا عشنا في العراق، وجميعنا بنينا العراق سوية، بغض النظر عن انتمائنا الديني؛ فكل امرئ حر في اختيار دينه، وفي نهاية المطاف تبقى هذه الوطنية العراقية ركيزة لبناء الدولة".

وأشار الأب نجم أن هناك قوى تريد أن تدمر التعايش الألفي بين أبناء الشعب العراقي الواحد، وفي هذا الحال نجد "السياسة ضد الإنسان".

وشدد على ضرورة تدخل المجتمع الدولي لحماية كرامة الإنسان، و "مساعدة الشعب العراقي على إعادة اكتشاف هويته، لأنه يحق لهذا الشعب أن يعيش، وأن يستخدم مؤهلاته لكي يتوصل إلى حياة أفضل".

 رئيس أساقفة كركوك

أما رئيس أساقفة كركوك، لويس ساكو، فقد صرح إلى جريدة مجلس أساقفة إيطاليا "أفينيري" بأنه لا يمكن الصمت عما يحدث في العراق اليوم، فبعد اضطهاد المسيحيين في بغداد جاء دور الموصل الذي أضحى مسرحًا للتطهير العرقي والديني.

"في الموصل، نحن بصدد تطهير عرقي يشبه ما حصل في بغداد، يرافقه ضجيج الخطف والقتل. ففي ظرف أسبوع حصد هذا العنف الوحشي 12 ضحية مسيحية".

"قد تحمل حملة الترهيب هذه طابعًا مذهبيًا على يد المتطرفين، ولكن يمكن أن تكون أيضًا عملاً سياسيًا دنيئًا يهدف للتوصل إلى بعض الأهداف، مثل تهميش المسيحيين، أو إرغامهم على ترك المدينة".

وشدد ساكو على ضرورة توحيد الخطاب الكنسي الذي يجب "أن يعطي المسيحيين صوتًا قويًا ومسموعًا، وحمايتهم رعويًا، والسماح لهم بالتعبير عن مواقفهم بشأن المواضيع الوطنية".

"الكثيرون يتهموننا بالتحزب. ولكن هذا الأمر غير صحيح، ويجب على الكنيسة أن تجهر هذا الأمر عاليًا، أن تصرخ بأننا مع العراق، كل العراق، والعراق وحده".