مقابلة مع الكاردينال عمانوئيل الثالث ديلي، بطريرك بابل للكلدان

"الحوار ليس بالكلام بل بالأعمال"

بقلم طوني عساف

الفاتيكان، الاربعاء 22 أكتوبر 2008 (zenit.org)

أعرب الكاردينال عمانوئيل الثالث ديلي، بطريرك بابل عن ألمه لمعاناة جميع العراقيين.

ففي مقابلة مع وكالة زينيت العالمية، اليوم الأربعاء، وجه الكاردينال ديلي نداء قال فيه: "ما أطلبه منكم هو أن تهتموا للعراق وأن لا تتركوا العراق على الهامش. الى الآن دول كثيرة لم تذكر العراق ولم تهتم به، فلو كان بلداً فقيراً فكانوا قد اهتموا به أكثر. ولكن لأنه غني يهتمون به لمصلحتهم".

"ولذلك – أضاف غبطته يقول – أطلب منهم أنا كمسؤول في العراق وكعراقي أن يهتموا بالعراق والعراقيين وان يكونوا بخدمة البشرية كلها لكي تتقدم بالقداسة والتقوى، لكي ينظرون الى العراقيين جميعاُ نظرة صالحة، نظرة الأخوة والمحبة والتعاضد حتى يكون العراقي مرفوع الرأس في كافة السنوات الماضية والآن وفي المستقبل".

وتابع الكاردينال معلقاً على الحوار المسيحي الإسلامي في العراق فقال: "نحن كلنا منذ  زمن بعيد نعيش مع بعضنا البعض بمحبة وأخوة. الحوار لا يكون فقط بالكلام بل كنا نتحاور بالحياة المشتركة والأعمال المشتركة والمصالح المشتركة مع اخوتنا المسلمين منذ أربعة عشر جيلاً. هذا هو الحوار: أنا لا أذم الديانة الإسلامية والديانة الإسلامية لا تذم الديانة المسيحية. كل واحد منا ديانته عزيزة عليه. الدين لله والوطن للجميع".

هذا ولا يزال العراقيون يُجبرون على ترك منازلهم، والنزوح بسبب الأوضاع الخطرة. عائلات كثيرة من الموصل أخلت منازلها خلال الأيام الأخيرة هرباً من القتل والتهديد والتفجير.

وكان ديلي قد تطرق الى الأوضاع العراقية في مداخلته الأسبوع الماضي في سينودس الأساقفة حول كلمة الله في حرياة الكنيسة ورسالتها موضحاً بأن عيش كلمة الله "يعني بالنسبة لنا أن نشهد لها دافعين الثمن حياتنا".

كما وأشار أيضاً الى أن "الحالة في بعض مناطق العراق كارثية ومأساوية. الحياة هي محنة : لا سلام ولا أمان، والحياة اليومية تفتقر الى العناصر الأساسية. لا نزال نفتقر إلى الكهرباء، المياه، الغاز، والاتصالات الهاتفية تزداد صعوبة. أغلقت طرقات بأكملها أغلقت أبواب المدارس وهي دائماً عرضة للخطر. المستشفيات ينقصها الكثير، والناس خائفون على سلامتهم".