البابا في قداس ختام مجمع الأساقفة: الليتورجية هي المكان المفضل حيث تتردد كلمة الله التي تبني

الفاتيكان، الأحد 26 أكتوبر 2008 (Zenit.org). – عن إذاعة الفاتيكان

بتمام الساعة التاسعة والنصف من صباح اليوم الأحد، تقدم البابا بندكتس الـ16 نحو مذبح القديس بطرس بالفاتيكان، فيما كانت جوقة كابلة السيكستينا تصدح بترنيمة الدخول: "أنت الصخر"، ليترأس القداس الاحتفالي لمناسبة اختتام الجمعية العامة العادية لسينودس (مجمع) الأساقفة الذي انعقد في الفاتيكان من 5 وحتى 26 من الجاري حول "كلمة الله في حياة ورسالة الكنيسة". وشارك في القداس 326 من آباء السينودس والمعاونين بينهم 52 كردينالا و14 رئيس كنيسة كاثوليكية شرقية و45 رئيس أساقفة و130 أسقفا و85 كاهنا. وبعد منح البابا البركة الرسولية الاحتفالية، أنشدت الجوقة والشعب الترنيمة المريمية: السلام عليك يا سلطانة السماء.
قال الأب الأقدس في عظته إن كلمة الرب في نص إنجيل اليوم تذكرنا بأن الشريعة الإلهية كلها تتلخص بالمحبة، إذ بدا انشغال الفريسيين بإيجاد مبدأ يوحّد التفاسير المختلفة لإرادة الله، فكان أن سلّط يسوع الضوء على العبادة الكاملة لله بكل جوارح الإنسان أي قلبه ونفسه وروحه، وربطها ربطا وثيقا بمحبة القريب والإنسان "بهاتين الوصيتين ترتبط الشريعة والأنبياء". كما شدد البابا على أن اتّباع المسيح يعني تطبيق تعاليمه التي تتلخص بوصية المحبة الأولى والعظمى.
وأشار الحبر الأعظم إلى الرابط المميز الذي يجمع بين الإصغاء المحبّ لله والخدمة المتفانية نحو الإخوة، منوّها بالخبرات والأفكار العديدة في السينودس التي شددت على ضرورة إصغاء عميق لله ومعرفة حقيقية لكلمة الخلاص ومشاركة صادقة للإيمان التي تتغذى من مائدة الكلمة الإلهية.
وإذ شكر الأب الأقدس في عظته لإسهام الكرادلة والأساقفة وكل آباء السينودس في نجاحه، وجه تحية صادقة لأساقفة جمهورية الصين الذي غابوا قسرا عن أعمال المجمع وأشاد بمحبتهم للمسيح وشركتهم بالكنيسة الجامعة وأمانتهم ووفائهم لخليفة بطرس الرسول، وسأل الرب لهم أن  يزرع في قلوبهم الفرح ويمنحهم القوة والغيرة الرسولية ليقودوا الجماعة الكاثوليكية في الصين بحكمة وفطنة.
ولفت الأب الأقدس إلى ضرورة التغذي بكلام الله مطلع الألفية الجديدة لتفعيل الالتزام من أجل أنجلة جديدة، وهو أحد واجبات الكنيسة الأولوية، كما ذكر بأن قناعة أكيدة لروح تبشيرية جديدة منتشرة في الجماعات والكنائس كما قال بولس الرسول: "ويل لي إن لم أبشر!". وأضاف أن أشخاصا كثيرين يسعون للقاء بالمسيح وإنجيله من دون أن يدركوا ذلك، ولإيجاد معنى لحياتهم فيه، من هنا تنطلق شهادة ناصعة مبنية على كلمة الله لتصبح معيارا ضروريا للتصديق على رسالة الكنيسة.
إن كمال الشريعة هو المحبة، تابع الحبر الأعظم، لذا من الضرورة بمكان أن تطبق هذه الوصية الربانية عبر تعزيز راعوية متينة وصادقة، مؤسَّسة على معرفة الكتب المقدسة بهدف إعلان الكلمة والاحتفال بها وعيشها في الجماعة المسيحية وبالتحاور مع ثقافات العصر، كما جاء في المجمع الفاتيكاني الثاني.
ولهذه الغاية، دعا البابا إلى الإشراف على إعداد رعاة صالحين قادرين على نشر الكتاب المقدس بالوسائل المناسبة، وشجع الجهود الآيلة إلى تحفيز الحركة البيبلية بين العلمانيين وإلى تنشئة محركين للفِرق وإيلاء اهتمام خاص بالشبيبة وإلى واجب إيصال الإيمان بواسطة كلمة الله إلى البعيدين والباحثين عن معنى صادق للحياة.
وأضاف البابا أن المكان المفضل لقراءة كلمة الله التي تشيد الكنيسة وتقدسها هو الليتورجية، حيث يبدو الكتاب المقدس كتاب الشعب ومن أجل الشعب، إنه إرث ووصية للقراء كي يعيشوا في حياتهم تاريخ الخلاص المكتوب. وأوكل البابا إلى مريم العذراء ثمار هذا المجمع كما الجمعية الخاصة الثانية لسينودس أفريقيا المرتقب انعقاده بروما في تشرين الأول أكتوبر عام 2009، مذكرا بزيارته المرتقبة إلى الكاميرون لتسليم مستند عمل الجمعية إلى رؤساء المجالس الأسقفية واحتفاله بمرور 500 عام على تبشير أنغولا. ثم منح الجميع بركته الاحتفالية