كنيسة الارمن الكاثوليك

هذه كنيستي-الجزء التاسع:

اعداد الاب انطونيوس مقار ابراهيم

راعي الاقباط الكاثوليك في لبنان

 

 

تاريخ ونشأة

الكنيسة الارمنية هي من أقدم الكنائس الشرقية نشأةً وطقساً ولاهوتاً وقد بقيت مرتبطةً بالارض والشعب واللغة عبر العصور ، فأخذت طابعاً وطنياً متميزاً ولاعجب في أن نقول أن الكنيسة الارمنية قد قامت عبر التاريخ بدور يتخطى الحدود الطقسية والرعوية والروحية ، ويعود الفضل إليها في جمع شمل الامة الارمنية وفي المحافظة على كيانها وهويتها ،وفي تطور ثقافتها وعاداتها إن في الوطن الاصلي ‏أو في بلاد المهجر .

إن الارمن بالرغم من الاضطهادات المتتالية التي تعرضوا لها لم ينفصلوا عن جذورهم بل ازدادوا تمسكاً وتعلقاًً بالدين وصارت كنيستهم كنيسة الشهداء .

هي كنيسة خاضعة للكرسي البابوي الروماني وتتبع الكنائس الكاثوليكة الشرقية, مقرها البطريركي في بزمار بلبنان وتنتشر في بلاد الشتات خارج أرمينيا في حلب ودمشق وبغداد بالإضافة إلى مصر والولايات المتحدة الأميركية

 ارمينيا  هي جزءٌ من سلسلة جبال القوقاز وتقع على الهضبة الشرقية من بلاد الاناضول على ارتفاع يتراوح بين 1000و2000متر عن سطح البحر ، وسميت الجزيرة الجيلية .

أطلق الارمن على انفسهم اسم "هاي" وعلى بلادهم اسم "هايستان"  نسبةً إلى الملك البطل الاسطوري "هايك" ، اما اسم "ارمن" و"ارمينيا" فينسب إلى "أرمين" بن "هايك"

كما جاء في التقاليد الشعبية الارمنية .

 والارمن ينتمون إلى العرق الآري وهم مزيج من شعوب البلقان وجبال الالب .

 تنتمي اللغة الارمنية إلى الفرع الشرقي من اللغات الهندو اروبية . وتاثرت بدورها على مر العصور باللغات اليونانية والسريانية والفارسية .

 يظهر لنا العهد القديم مكانة مرموقة لأرمينيا فقد وضع في حدودها جنة عدن وجعل سفينة نوح ترسي على جبل ارارت .

 يفيد التقليد الكنسي بأن الرسولين تدواس وبرتلماوس بشراَ الارمن بالمسيحية في منتصف القرن الاول للميلاد ولكن ما تؤكده المصادر التاريخية أنه في نهاية القرن الثاني كانت قد تكونت جماعة كبيرة من المسيحين في جنوب آرمينيا بفضل المبشرين السريان القادمين من مدينة الرها التى اعتنق ملكها الابجر التاسع المسيحية .

 لما تولى الملك درطاد الثالث زمام الحكم في آرمينيا سنة 284-305م جعل في خدمتهِ شاباً اسمه غريغوريوس يتقن اللغة اليونانية اهتدى الملك إلى المسيحية وتعمد مع حاشيتهِ في نهر الفرات على يد القديس غريغوريوس سنة301ميلادية .

يفتخر الارمن بكونهم أول دولة اعتنقت المسيحية ديانة رسمية ويلقب القديس غريغوريوس بالمنور لأنه أدخل نور المسيح إلى ارمينيا .

ولما كان علمانياً وأصر الملك والشعب على إعلانه بطريركاً ورئيساً روحياً عليهم ، ذهب إلى كبادوكية حيث نال الرسامة الكهنوتية ثم الاسقفية وحاز على لقب كاثوليكوس .

 والفضل في تنظيم الكنيسة الارمنبية  من حيث التعليم الديني والطقوس والليتورجيا يعود إلى القديس غريغوريوس كما يعوداليه الفضل في تنصير البلاد المجاورة لآرمينيا مثل جورجيا والاغوان حيث أرسل إليها جماعات من المبشرين .

بعد عهد الكاثوليكوس غريغوريوس إهتم القديس نرسيس الكبير بتنظيم شؤون الكنيسة الارمنية .

كانت أرمنية تقيم صلواتها والقراءات الانجيلية باللغة اليونانية والسريانية وذلك لعدم وجود لغة ارمنية مقرؤة، فراح الراهب مسروب يبحث عن أبجدية أرمنية تساعد الارمن علي الحفاظ على استقلالية كنيستهم من جهة ومن جهة اخرى على تراثهم وثقافتهم القومية .

تبنى هذا المشروع الكاثوليكوس ساهاك واستطاع مسروب في العام 406م أن يضع الابجدية الامنية المكونة من 36حرفاً.

يلقب ساهك بمنور العقول بنور الكتابة كما يلقب غريغوريوس بمنور النفوس بنور الايمان والاخلاق وفرنسيس بمنور القلوب بنور المحبة . ومع هذه الابجدية  قام الارمن بتدوين ليتورجيتهم وكل الصلوات الجماعية والقوانين الكنسية بواسطة مجموعة كبيرة من المترجمين ، كما انكب عدد كبير من العلماء على ترجمة الكتاب المقدس عن النسخة السبعينية.

 ظهر من بين  الارمن كوكبة من العلماء  مثل ازنيك الكولبي ،كوريون ، غازار باريتسي ويغيشى وموسيس الخوريني الذين عملوا على وضع الكتب الدينية والحفاظ على التراث الارمني .

كما ترك الراهب غريغوريوس ناريكتسي في القرن العاشر كتاب للصلوات يُعد من روائع الادب الديني والراهب غريغوريوس ماجيسدروس أنشأ جامعة لتعليم الآداب واللغات، البطريرك أوهانيس كتب عن تاريخ الكنيسة الارمنية ، البطريرك مشدودز قام بعملية جمع الصلوات الطقسية والرتب الدينية في كتاب يحمل اسمه حتى اليوم والفقيه مخيتاركوش الذي جمع القوانين المدنية والشرع الكنسي في كتاب سماه "المحاكمات" .

 

الـرهـبـانـيـات :

مع بدايات القرن الثامن عشر دخلت ارمنية تحت حماية الامبراطورية الروسية التساريه ، في تلك الحقبة ظهر راهب اسمهُ مخيتار في المنطقة الغربية ، قام بحركة إصلاح في الحياة الرهبانية وتننشيط الحياة الروحية داخل الكنيسة الارمنية الوطنية وانشأ جماعةً من الرهبان دعاهم مخيتاريست ، واستمد قوانين رهبانيته من قوانين القديسين بندكتوس وباسيليوس ، كان للآباء المخيتاريست  الدور الكبير في الحفاظ على التراث الارمني ، الروحي والزمني ، فأسسوا مطبعةً آرمنية ، جمعوا المخطوطات ونقلوا أُمهات الكتب الروحية إلى الارمنية كما انكبوا على الدراسات الدينية واللغوية والعلمية .

 لقد حافظ هؤلاء الرهبان على بقاء الطقوس الارمنية والتقاليد الدينية ، ولهم في لبنان ديران باسم المخيتاريست نسبةً للراهب مِخيتار سيباسداتسي(1676 – 1749) الذي لعب الدور البارز في بدايات القرن الثامن عشر قوي مجدّداً التيّار الخلقِدونيّ الكاثوليكيّ. وكان من كبار الداعين وأنشأ في العام 1701 في إسطنبول رهبانيَّة حملت اسمه "الآباء المِخيتاريّين" لرعاية الناشئة ونشر الثقافة الأرمنيَّة. ولكنّه لمّا لقي معارضة قويَّة لجأ مع رهبانه إلى جزيرة "سان لازار" المجاورة لجزيرة البندقيَّة (إيطاليا). ولا تزال هذه الرهبانيَّة قائمة حتَّى اليوم ولها أديرة ومؤسّسات تربويَّة في مختلف أنحاء العالَم حيث الجاليات الأرمنية.

الرهبانية الأنطونية الأرمنية الكاثوليكية

أسس جمعية الرهبان الانطونيين الارمن البطريرك أبراهام اردزيفيان عام 1720م حينما كان اسقفاً على مدينة حلب ، فقد شجع اربعة إخوة حلبيين من عائلة ماردين للذهاب إلى لبنان والترهب عند الاباء الانطونيين الموارنة في دير مار انطونيوس قزحيا  تتلمذوا في في وادي قاديشا بلبنان. فبنوا لهم ديراً في العام 1720 في منطقة الكرَيْم في جبل كسروان – لبنان (حاليّاً مقرّ جمعيَّة المرسَلين اللبنانيين). ثمّ بنوا لهم ديراً آخر في غَزير على اسم مار "أنطونيوس خشباو" في العام 1760، وبنوا الكنيسة الكبرى في العام 1820 (حاليّاً مقرّ رئاسة الرهبانيَّة المارونيَّة اللبنانيَّة – البلديَّة). وبعد سنوات الازدهار تقلّص عدد الرهبان فيها فأُلغيت الرهبانيَّة في العام 1923 والتحق أعضاؤها الباقون بجمعيَّة دير بزمّار أو بالأبرشيّات.

جمعية راهبات الارمن الكاثوليك للعذراء التي حُبل بها بلا دنس:

يعود تأسيس هذه الجمعية إلى سنة1747م في اسطنبول على يد الكاردينال ( كردينال) انطون حسون حيث عاونته في التأسيس فتاة أسمها سيربوهي خادجي ، وذلك بهدف تربية وتعليم الفتيات الارمنيات الفقيرات واليتيمات منهن بصورة خاصة على المبادىء الادبية والمسيحية . تكمن غايتها في تمجيد الله وتقديس الذات بالمحافظة على النذور الثلاثة: الفقر الطاعة والعفة ثم التدقيق في حفظ القوانين .

 تقوم جمعية راهبات الارمن بنشاطها الرسولي وخدمتها في الشرق والغرب بإدارة المياتم والمدارس والمشاغل وتضم ما يقارب مئة وعشر راهبات هؤلاء ملتزمات باتباع الارمن والبقاء معهم حيثما وجدوا والهدف الحفاظ على التراث ومساعدة الكهنة في العمل الرسولي.

تدير راهبات هذه الجمعية مدرسة ثانوية في منطقة الفنار ومدرستين تكميليتين في برج حمود والاشرفية وميتماً للبنات في عنجر .

جمعية كهنة دير بزمار البطريركية : 

بعد ان انهى البطريرك يعقوب بطرس الثاني بناء دير بزمار ونقل إليه الكرسي البطريركي تكونت حوله جمعية من الكهنة المرسلين تعرف إلى اليوم باسم جمعية كهنة دير بزمار البطريركية . البطريرك هو العضو الاول في هذه الجمعية وهو رئيسها وتتكون من الاساقفة والكهنة الذين يعيشون معاً حياة صلاة، تأمل ، درس وعمل .

 يلتف الاساقفة حول البطريرك  ويخضعون لسلطته والرهبان يتجولون في الرسالات والابرشيات.

الجمعية هي مؤسسة البطاركة وجمعية رسولية موضوعة تحت حماية الكرسي الرسولي غايتها اتباع المسيح وعيش الحياة المشتركة بالصلاة والعمل وتقديس الذات.

تهدف جمعية كهنة دير بزمار الى التبشير في وسط الامة الارمنية بممارسة الواجبات الكهنوتية  في خدمة البطريركية واعمال الرسالة.

ان الجمعية هي مؤسسة مريمية فتكرم مريم معتبرة اياها جزءاً لحياتها وشفيعة لها.

بما ان الجمعية هي مؤسسة رسولية فهي مدعوة الى القداسة وحياة الشركة وممارسة اعمال التقوى بتقديم الصلاة من اجل الؤمنين.

لقد مرت الجمعية خلال تاريخها الطويل بمراحل قاسية ، لكنها تابعت مسيرتها ، وإن تاريخها المضطرب والمتطور مع الزمان  والمكان  هو ثمرة شخصٍ خفي يقود ويكمل وينسق الاحداث ، إنهُ الروح القدس ، ويعتبر دير بزمار العلية الارمنية حيث ملأ الروح المرسلين الارمن وأرسلهم للتبشير .

راينا أن الهدف الاول للبطريرك المؤسس ، إقامة إكليروس رسولي يساعده في تأسيس البطريركية والابرشيات وفي الرسالات وتنظيمها ، من هنا كانت الحاجة إلى مدرسة إكليريكية تم بناؤها عام 1810م .

أعطت جمعية كهنة دير بزمار للآرمن الكاثوليك أحد عشر بطريركاً بدءاً من ابراهام بطرس الاول اردزيفيان المؤسس حتى البطريرك الحالي نرسيس بطر س التاسع عشر، وتخرج منها أيضاً ستون مطراناً وخمسئة كاهناً سقط منهم خمسة عشر شهيداً في مذابح الارمن عام 1915م .

يخدم في الكنيسة الأرمنيَّة الكاثوليكيَّة بالإضافة إلى الكهنة الأبرشيّين، كهنة جمعيّة دير سيّدة بزمّار البطريركيَّة، ورهبان جمعيَّة الآباء المِخيتاريّين، وراهبات الحبل بلا دنس، وثمّة رهبان وراهبات ينتسبون إلى رهبانيّات غربيَّة ولكنّهم يخدمون في الرعايا التابعة للأرمن الكاثوليك ولهم أربع إكليريكيّات كبرى وأربع إكليريكيّات صغرى وثلاثة أديرة للابتداء. ويبلغ عدد أفراد إكليرُس الكنيسة الأرمنيَّة الكاثوليكيَّة في العالم 17 مطراناً و75 كاهناً و50 راهباً و99 راهبة.

هذا وإنّ عدد الأرمن الكاثوليك يناهز ستمائة ألف نسمة أي ما يعادل 10% من مجموع عدد الأرمن في العالَم، نصفهم في أرمينيا وأورُبّا الشرقيَّة والنصف الآخر في سائر أنحاء المعمورة.

تستخدم الكنيسة الأرمنيَّة الكاثوليكيَّة اللغةَ الأرمنيَّة في طقوسها. وتتبع الروزنامة الليتورجيَّة التقليديَّة أسوة بالكنيسة الأرمنيَّة الأرثوذكسيَّة، ولكنّها تستخدم أيضاً اللغات المحلّيَّة في القراءات والعظات، وتسمح للمؤمنين بالمشاركة في بعض الصلوات.

 

عملت السلطة الكنيسة في الكنيسة الارمنينة الكاثوليك على فتح دعوى تطويب  أحد الشهداء وهو المطران أغناطيوس مالويان، وقد أعلن طوباوياً على مذابح الكنيسة على أمل أن يكتمل ملف اعلان قداستة ليعلن قديساً. كما يدفن تحت قبة دير سيدة بزمار ستة بطاركة رقدوا على رجاء القيامة .

 لم يتوقف عطاء الدير على البطاركة والاساقفة والكهنة بل أعطى العديد من رجال العلم والادب نذكر منهم : رزق الله حسون أحد كبار رجال الصحافة اللبنانية والاب انطوان خانجي الذي طبع  بالعربية كتاب تاريخ الارمن كما يضم الدير مكتبة متعددة اللغات تحوي ثلاثين ألف مجلدٍ وتعتبر أكبر مكتبة أرمنية في الشرق الاوسط .

كذلك المتحف القومي المكون من ستة أقسام النقود الاثرية القديمة ، الارشيف يحتوي على ستمئة علبة تتضمن ماجريات القرون الاربعة الاخيرة من حياة الشعب الارمني وعلاقته مع الشرق الاوسط ولبنان ، قسم المخطوطات والتحف الفنية الدينية واللوحات القديمة والحديثة .

 اما على الصعيدين الاجتماعي والانساني فقد بدأ نشاط الدير بقوة في لبنان في اعقاب الحرب العالمية الاولي مع الذين نجوا من المذبحة الارمنية ، ثم خلال الحرب التي اجتاحت لبنان في العقود الاخيرة .

 فيما يخص الخدمة الرسولية فإن أبناء الجمعية يؤمنون خدمة رعايا الابرشية البطريركية في بيروت وهى تشمل رعايا الاشرفية، برج حمود، الزلقا، عنجر، بزمار وضواحيها، ويراوح عدد ابناء الجمعية خمسةً وأربعين كاهناً منهم البطريرك وستة أساقفة بالاضافة إلى الاكليريكيين.

الطقوس والرتب الدينية الارمنية :

تكونت الليتورجيا الارمنية بفضل جهود البطريرك أوهانيس مانتاكوني في اواخر القرن الخامس والليتورجيا الارمنية تنسب للقديس اثناسيوس وهى قريبة من ليتورجية القديس باسيليوس وآباء كبادوكية بالاضافة لقربها من الطقوس الكنسية الاورشليميه .

أدخلت عليها صلوات من ليتورجيا القديس يوحنا فم الذهب وفي القرن الثالث عشر صلوات من الطقس اللاتيني وآخر ما أُضيف كان صلوات للقديس غريغور ناريكاتسي .

للكنيسة الارمنية إنفتاحٌ مسكونيٌ رائع ومرونة كبيرة في إخضاع هذه الاشكال لنموذج واحد من رتبة القداس الاحتفالي الذي يجمع بين ليتورجيتي الارثوذكس والكاثوليك  مع بعض  الاختلافات القليلة . 

تستخدم الكنيسة الارمنية الخبز الفطير والخمر الصافي دون مزجهِ بالماء  ، كما تستخدم الستائر لفصل الهيكل عن الشعب تعبيراً عن السر الذي لايقترب منه سوى الكاهن .

 رجال الاكليروس يرتدون ابهى الحلل الطقسية ، أثناء القداس يقومون بدورتين واحدة بالقرابين ويطوفون بها حول المذبح وأخرى بالانجيل ويستعملون اللغة الارمنية العامية بالاضافة إلى بعض اللغات محافظين على اللغة الارمنية الكلاسيكية في الترتيل والاناشيد الطقسية .

قد تبنت الكنيسة  الارمنية بعض الطقوس الوثنية التي كانت منتشرة في ارمنية قبل دخول المسيحية إليها وعمدت على تنصيرها وإعطائها معانٍ جديدة .

 مثالاً على ذلك عادة الارمن قبل المسيحية اشعال النار والالتفاف حولها وقد قدس الارمن هذه العادة وجعلوا من النار رمزاً للمسيح نور العالم .

كما يذهب الارمن في عيد الربيع والزهور الذي يصادف عيد الصعود إلى البساتين للاحتفال به .

ومن الرتب الطقسية عند الارمن رتبة فتح الابواب في عيد الشعانين ورتبة التوبة في الاربعاء من اسبوع الالام ورتبة الغسل ، رتبة السهر والتأمل في الام السيد المسيح .

أخذت الليتورجيا الارمنية بعض الصلوات عن اللاتين مثل الصلاة الملائكية ، صلاة المسبحة ، التطواف بالايقونات والسجود أمام القربان المقدس .

 

 الفن الارمني الكنسي :

يتواجد للأرمن الكاثوليك العديد من الكنائس التي تمتاز بطابعها المعماري الأرمني الفريد.

بالاضافة إلى اهتمامهم بالثقافة من فنون المسرح و الدور الثقافية والرقص الشعبي الأرمني و غيره بالاضافة إلى الموسيقى و الغناء و الرسم و الفنون الأخرى.

للفن المعماري الهندسي الارمني طابع مميز، فيها قبة الكنائس تأخذ شكلاً دائرياً مخروطياً وترتفع صوب السماء . وفي أغلب الاحيان يكون البناء صغير الحجم وبلا أعمدة .

الهيكل يعلو عن صحن الكنيسة مقدار درجة واحدة ولايصعد إليه إلا رجال اللاكليروس في أثناء القيام بالصلوات الليتورجية .

ميرة أخرى للفن الارمني وهى الصلبان المنقوشة على الاحجار والتي نجد معظمها في الكنائس القديمة  وتسمى " الخاجكار" كما تعتبر المنمنات الارمنية في طليعة الفنون الارمنية التي اختص بها الرهبان في الاديرة وقد زينوا بها الانجيل وسائر الكتب الدينية

يشتهر الارمن بفن صناعة الذهب والفضة والنحاس والنقش على هذه المعادن جعل  الاواني المقدسة آيةً في الفن والجمال ، مثل المبخرة والشمعدان والصلبان .

 

النشاط المسكوني :

الكنيسة الارمنية الكاثوليكية كسائر الكنائس الكاثوليكية تؤمن بكل المجامع المسكونية وبكل المقررات والمراسيم التي نصت عليها بشأن لاهوت السيد المسيح وسائر العقائد المسيحية. كما انها كنيسة اسرارية تؤمن وتعترف وتعمل بالاسرار السبعة في سائر صلواتها الليتورجيا وتمنح سر الميرون للأطفال كما تُعطي سر الكهنوت للمتزوجين المدعوين لهذه الخدمة بعد  دراسة كافة المواد  اللاهوتية ومعايشة الخبرة الحياتية بصدق واحترام  إلى جانب بعض الشروط التي تضعها السلطة الكنسية في هذا الموضوع .

 عانت الكنيسة الارمنية الكثير من الالم لذا لم تشارك في بعض المجامع الاولى التي عُقدت في القسطنطينية عام 381م وأفسس عام431م ولكنها قبلت بكل مقرارتهم وتعاليمهم

كما أنه بسبب اللغة لم يقبل الارمن قرارات مجمع خلقدونية فالرسالة التي جاءت من البابا لاون الكبير  كانت منقولة عن اللغة اليونانية وغير مفهومةٍ  مما دفع الارمن إلى عدم القبول بها لأنهم اعتقدوا بأن التمييز بين طبيعتي السيد المسيح هو نوع من الفصل في الشخص .

 ولكن بعض المطارنة  قبلوا قرار المجمع الخلقدوني كما قبلته الكنيسة الجامعة  محاولين إيجاد شركة مع الكنيسة البيزنطية كمرحلة أولى .

في القرن الثاني عشر بدأ حوارٌ اخويٌ معها بواسطة الكاثوليكوس نرسيس شنورهالي رائد الحركةىالمسكونية ، وقد تابع عمله المطران نرسيس لامبروناتسي الذي اتجه للحوار المسكوني مع الكنيسة اللاتينية .

قد نهج على منوالهما الكاثوليكوس غريغوريوس الشاب ومن خلفه سعياً وراء الوحدة وتجدر الاشارة إلى أن الملك هيتوم الثاني قد تخلى عن عرشه ليترهب عند الاباء البريمونتري .

أمام تعثر المفاوضات بدأت تتبلور فكرة الاستقلالية وإنشاء بطريركية مستقلة إلى أن تحقق المشروع في عام 1740م .

 الحركة المسكونية اليوم في الكنيسة الارمنية تتأرجح بين الفتور والنشاط خصوصاً على مستوى الكنيستين الارمنية الكاثوليكية والارمنية الارثوذكسية .

ولكنها تطورت سريعاً بعد انعقاد المجمع الفاتيكاني الثاني .

فقد ترأس الكاثوليكوس فازكين كاثوليكوس اشميادزين وكاثوليكوس بيت كليكيا للأرمن خورين ومن بعده كشيشيان  فوداً لزيارة بابا روما .

إن العلاقة بين الارمن الكاثوليك والارثودكس تقتصر علي الاحترام المتبادل والمشاركة في الاحتفالات والزيارات .  ولكن الحوار العقائدي غير قائم .

 قد ساهم الكاردينال سلفيستريني رئيس مجمع الكنائس الشرقية  بشكل ملحوظ في تطبيع العلاقات بين الكنيستين بزيارته كاثوليكوس اشميادزين في نيسان 1994م وقدم للبطريرك فازكين ذخائر القديسين برتلماوس وتداوس .

 كما شاركت الكنيسة الارمنية الكاثوليكية في المؤتمر الاول لبطاركة الشرق الكاثوليك المنعقد في دير سيدة الجبل فتقا. وهى عضو في مجلس كنائس الشرق الاوسط ومجلس الكنائس العالمي . تمتاز علاقة الكنيسة الارمنية الكاثوليكة بالطوائف الارمنية الاخرى ( الارثوذكسية والبروتستانتية ) بانها علاقات ممتازة، فهم ينشؤون دوراً مشتركة للعجزة و مشاريع مسكونية اخرى.