مؤتمر يدعو إلى التعمق في معرفة الليتورجية

ويعتبره المفتاح لمعالجة الانقسامات حول التعديلات

أوكسفورد، إنكلترا، 6 نوفمبر 2008 (Zenit.org).

 قبل معالجة الانقسامات حول الإصلاحات الليتورجية للمجمع الفاتيكاني الثاني، يجب فهم الليتورجية وعيشها بشكل تام، بحسب استنتاج مؤتمر عُقد في جامعة أوكسفورد.

هذا المؤتمر الذي استمر يوماً واحداً فقط وتناول الكلام عن "الكتاب المقدس والليتورجية في لاهوت بندكتس السادس عشر" أُقيم يوم السبت في الكنيسة الكاثوليكية داخل حرم الجامعة. وقد شارك حوالي 300 شخص في هذا الحدث الذي تم برعاية مركز القديس بولس للاهوت البيبلي، وتأسس بإشراف سكوت هان، أستاذ اللاهوت والكتاب المقدس في جامعة ستوبنفيل الفرنسيسكانية.

وقد اهتم بتنظيم المؤتمر مركز الإيمان والثقافة في أوكسفورد، وبرنامج المملكة المتحدة للتوعية في جامعة توماس مور في نيو هامبشاير Thomas More College. أما ستراتفورد كالدكوت، مدير المركز ومنظم المؤتمر، فقد أطلع زينيت على أنه "لا يخفى بأن الكاثوليك ما يزالون منقسمين كثيراً حول مسائل ذات أسلوب واستعمال ليتورجيين، وأن العديد منهم ينكأون جراحاً لم تلتئم تماماً" منذ تقديم الإصلاحات عقب المجمع الفاتيكاني الثاني".

وأضاف: "الآن، تحت وطأة بدء "إصلاح الإصلاح" البعيد المدى في عهد بندكتس السادس عشر، يتخوف البعض من موجة جديدة من التغيرات الليتورجية التي ستسبب انقساماً أوسع في جيل نشأ معتاداً على "النظام الجديد". وتنشأ خلافات مماثلة كلما حُدد منتدى عام لمناقشة مسألة الليتورجية".

أعلن كالدكوت أن رسالة المؤتمر كانت في غاية الوضوح: "قبل أن تتم أي معالجة فعلية لهذه الجراح، يجب فهم طبيعة ومعنى ليتورجية الكنيسة وعيشهما على نحو أبعد".

الخطباء

عرض الوثائق في المؤتمر أربعة خطباء هم: الأب الدومينيكي أيدن نيكولز، صاحب العديد من الكتب بما فيها "فكر بندكتس السادس عشر"، والكتاب المرتقب " تشيسترتون، اللاهوتي"؛ ومايكل والدشتاين، أستاذ اللاهوت في جامعة السلام المريمي في فلوريدا؛ وأدريان والكر، محرر في مجلة "كومونيو"، ومترجم كتاب بندكتس السادس عشر "يسوع الناصري"؛ وسكوت هان.

وقال كالدكوت: "جميع الوثائق سلطت الضوء على أن الكتاب المقدس هو أولاً كتاب ليتورجي. في البدء حُدد قانون الكتاب المقدس بموجب قرار قراءة بعض الكتب خلال القداس. فالعهدان القديم والجديد يشيران إلى جسد المسيح المائت والقائم من بين الأموات الذي نتناوله في سر الافخارستيا. كما يجب على العظة بذاتها أن ترشد المؤمنين من فعل الإصغاء إلى الكلمة إلى تناولها في القربان".

وبعد الكلمات التي ألقاها العديد من المشاركين، أعلن منظم المؤتمر عن مسألة واحدة وافق الجميع عليها وهي: "لا يمكن لليتورجية أن تبقى مجمدة، ولا أن تبقى المفاسد دون معالجة، ولكن الحاجة الأكثر إلحاحاً لدى الجميع هي الحاجة إلى التعليم الديني الأسراري. يحتاج الصغار والكبار إلى إدراك الطبيعة الكونية والبعد اللاهوتي للقداس".

وفي كلمته بعنوان "ملكوت القربان وهيكل الكلمة"، شدد هان على معنى الليتورجية وجمالها بلفت الانتباه إلى "أننا نكون مع يسوع في الجنة، كلما ذهبنا إلى القداس".

وعقب كالدكوت قائلاً: "فقط من خلال إدراك مماثل، يتم فهم التغيرات الليتورجية الضرورية وقبولها".