القتل الرحيم: المشكلة الحقيقية هي رفض الحياة الضعيفة

تعليق على قرار وقف التغذية الاصطناعية لفتاة في غيبوبة

بولونيا (إيطاليا)، الثلاثاء 18 نوفمبر 2008 (Zenit.org).

في إطار المعركة الإيديولوجية والسياسية الإيطالية التي تستغل حالة الفتاة الإيطالية إلوانا إنغلارو، والتي تعيش في حالة غيبوبة منذ نحو 17 عامًا، تم عقد مؤتمر في بولونيا نهار 12 نوفمبر بعنوان: "بانتظار النهوض"، برعاية "أربعاء الجامعة".

في إطار اللقاء، عبّر الدكتور فولفيو دي نيغريس عن أسفه لـ "أنغلرة" وسائل الإعلام الإيطالية والتي سلطت الضوء مؤخرًا على مواقف والد الفتاة الذي يعبر بطريقة عنيفة عن أنه من الأفضل أن يموت أشخاص مثل ابنته.

وما يسمح للسيد دي نيغريس أن يقول كلمته في هذا الموضوع هو أنه والد عاش مأساة "الحالة النباتية" شخصيًا، ولكنه تمكن من تحويل هذه المأساة الشخصية إلى فرصة لخدمة رجاء للآخرين.

فابنه لوقا، كان في حالة غيبوبة لفترة 8 أشهر وبعد ذلك استيقظ ولكنه لم يتمكن من البقاء على قيد الحياة. وبعد هذه الخبرة أنشأ وزوجته "دار النهوض لوقا دي نيغريس"، وهي مركز عناية عامة وأبحاث في بولونيا.

يسهم المركز في مساعدة العائلات على التواصل مع المريض وعلى ملاحظة التقدم الذي يعيشه. ومنذ عام 2005، ساعدوا 60 شخصًا عاد منهم نحو 80% إلى الحياة الطبيعية بعد الغيبوبة.

هذا وعبّر دي نيغريس عن مشاعر "الخيبة الكبيرة، والخوف" لدى إعلامه بقرار القضاة بوقف التغذية للفتاة إلوانا.

الخيبة لأنه لم يكن يتوقع أن حالة تيري سكايفو الأميركية كان من الممكن أن تحدث في إيطاليا. والخوف لأن المعاهد الطبية لم تعد تقرن "الحالة النباتية" بـ "الديمومة".

وتساءل دي نيغريس عن كيفية معالجة حالات "الحياة المختلفة" بعد القبول بهذه الخطوة الخطيرة؟

وأشار أنه لا يتحدث فقط عن حالات الغيبوبة، بل أيضًا حالات الأمراض العقلية، والأمراض الجينية. "فإذا كان أحد ما لا يعتبر هذه حياة، فلنتوقف للمناقشة".

وأخيرًا قال دي نيغريس أن ما حاولت وسائل الإعلام أن تروج له حول والد الفتاة الذي يعيش حالة من اليأس بسبب حالة ابنته ليس خبرة الجميع، فحمدًا لله هناك من يتمسك بحياة أحبائه حتى عندما لا يكونون في حالة كاملة.

التحدي الكبير والأخير ليس الموت بل الحياة وكيفية عيشها وقبول من يعيشها ولو بشكل مختلف عنّا.