الجماعة الأنطونية في روما ترحب بالسفير الجديد لدى الكرسي الرسولي

الأب داود رعيدي: "السفير خوري يتميز بالمعرفة، والميدانية، والخبرة التي تعطيه صورة واضحة عن واقع العيش المشترك"

بقلم طوني عساف

روما، الخميس 20 نوفمبر 2008 (zenit.org). – "فمن له النبوءة فليتنبأ وفقاً للإيمان، ومن له موهبة الخدمة فليخدم، ومن له التعليم فليعلم، ومن له الوعظ فليعظ، ومن أعطى فليعط بنية صافية، ومن يرأس فليرأس بهمة ومن يرحم فليرحم ببشاشة".

بهذه الكلمات من القديس بولس، استهل الأب داود رعيدي، رئيس دير مار أشعيا للرهبانية الأنطونية في روما، كلمته الترحيبية بالسفير الجديد لدى الكرسي الرسولي، السيد جورج شكيب خوري.

في الثامن عشر من الجاري، رحبت الجماعة الأنطونية بالسفير الجديد في روما، خلال حفل غذاء حضره كلّ من سفير لبنان لدى الدولة الإيطالية، السيد ملحم ميستو، ورئيس عام الرهبنة المريمية، الأباتي سمعان أبو عبدو، وحفل من رجال الدين والشخصيات اللبنانية في روما.

وقال الأب رعيدي: "يسرنا، أن نرحب في ديرنا مار أشعيا بالسفير جورج خوري وأن نقول له بأن يتجاوب مع النعمة والمهمة التي أوكلت إليه، والتي نتمنى أن تؤتي ثمارها وتسهم في بناء لبنان الرسالة والعيش المشترك".

وتابع رئيس دير القديس أشعيا كلمته مذكّراً بحلقة الدراسة الأولى للمنتدى الكاثوليكي-الإسلامي الذي عقد في روما مؤخراً من أجل إعادة إطلاق فكرة الحوار الإسلامي المسيحي، ليشير بذلك الى دور لبنان البالغ الأهمية في هذا الحوار "نظراً لموقعه وصراعه من أجل العيش المشترك منذ أكثر من 35 سنة".

وأضاف: "أعتقد، بأن السفير خوري عنده ما يقدمه في هذا الموضوع بفضل ماضيه الحافل بالعمل حتى ولو صامتاً. فماضيه يجمع بين المعرفة، والميدانية، والخبرة التي تعطيه صورة واضحة عن واقع العيش المشترك، كما تعطيه هدوءاً في التعامل معها لأنها لا بدَّ وأن تكون قد صقلت إرادته وجعلته ينتصر على ردات الفعل الإعتيادية".

وتطرق الأب الأنطوني الى كلمة البابا بندكتس السادس عشر للسفير خوري لدى قبول أوراق اعتماده في السابع عشر من الجاري، مذكراً بما قاله قداسته عن "لبنان مهد الثقافة العريقة" وعن "الشعب اللبناني الغني بتنوعه" فقال: "إنها رسالة يوجهها الحبر الأعظم وينتظر منكم التجاوب معها، وبما أوتيتم من علم وخبرة وإرادة صالحة يمكنكم سعادة السفير المساهمة بشكل مميز في تفعيل الحوار وتوسيع آفاقه، وجعل لبنان أفقاً للحوار وليس أرضاً للخلاف، وهو ما يسهم بتغيير وجهه وتوضيح رسالته بعيداً عن التنكر للهوية الشخصية والدينية لكل السياسيين من أجل تأمين مكانهم في الحكم".

"إنها مناسبة لكم وللبنان – تابع رعيدي – للإسهام في تغيير مجرى الأحداث إلى الأفضل، ولقطف ثمار المعاناة اللبنانية الطويلة، ببث روح الثقة بين اللبنانيين من جهة، وبين المسيحيين والمسلمين من جهة أخرى".

"إن دعوة البابا لتعزيز تربية الضمائر على السلام والمصالحة والحوار"، قال الأب داود، هي دعوة لنا تشبه دعوة يسوع لبطرس إذ قال له "سِرْ إلى العمق" من أجل عيش الرجاء والإنفتاح على إلهام الروح".

في الختام، وباسم الرهبانية الأنطونية وعلى رأسها الأباتي بولس تنوري، تمنى الأب رعيدي للسفير الجديد النجاح في مهامه، وللمؤمنين من الديانتين المسيحية والإسلامية الإنفتاح على الايجابيات، وللبنان السلام والإزدهار.