الأقباط تحت الحكم الإسلامي – الجزء الأول

 

 

أولاً الغزو الإسلامي لمصر

1. المسيحية في مصر قبل الغزو الإسلامي

دخلت المسيحية مصر في منتصف  القرن الأول المسيحي من خلال كرازة مرقس الرسول تلميذ  القديس بطرس, لكن هذا لا يعني الاضمحلال الفوري للديانات المصرية القديمة والتي ظلت قوية حتى نهاية القرن الرابع الميلادي, ويمكننا القول أن حركة المسيحية مع هذه الديانات كانت عكسية بمعنى كلما قويت المسيحية في البلاد ضعفت الديانات الآخرى.

ظهرت الكنيسة المصرية كحامية للإيمان القويم في المجامع الثلاثة الأولى, لكن وبسبب عناد البطريرك ديسقورس ذوالنزعات الاستقلالية, وقعت الكنيسة المصرية في هوة الإنشقاق اثناء مجمع خلقدونيا 451.

انقسمت الكنيسة المصرية بدءً من التاريخ السابق إلى فريقين متنازعين يكن احدهما العداوة للأخر وهما اليعاقبة المنوفيزيين (الغير خلقدونيين) و الملكيين (الخلقدونيين), واضحت رغبة المصريين الأساسية هي التحرر من نير الحكم البيزنطي لسببين هما: الصراع الديني العقائدي و السيطرة السياسية التي يفرضها البيزنطيون عليهم وما يتبعها من ضرائب تثقل كاهلهم.

كنتيجة لانقسام خلقدونيا لم تعد السلطة الروحية واحدة, حيث غالبا ًما وجد بطريركان احدهما خلقدوني والآخر غير, يتصارعان من اجل بسط نفوذهما الروحي والزمني في البلاد, وان كان هذا السلطان الزمني يخول من قبل الإمبراطور للخلقدونيين.

رغم ان الاستقلال السياسي كان دائماً الهدف السياسي للأقباط إلا أنهم لم يلجئوا للحلول المسلحة, ذلك لاعتقادهم ان نوال الحرية الدينية متبوع حتماً بالحرية السياسية (لما يحتله الدين من مكانة عظيمة في كيانهم الوطني). ولاعتقادهم ايضاً انهم يفقدون القدرة على حكم انفسهم, حيث أن سنوات عبوديتهم الطويلة شككتهم في قدرتهم على التحرر, فاصبحوا لا يبغون سوى تغيير سادتهم, وتوطيد سلامهم الديني وتخفيف عبءالضرائب التي يدفعونها.

خلاصة القول أن الشعب المصري في تلك الحقبة  لم يطمع من الناحية الوطنية إلا في شبه استقلال اساسه حرية العقيدة وتخفيف الضرائب.

2.  مصر في فكر العرب قبل موت نبي الإسلام محمد

بعد أن غزى محمد مكة عام 636 بدأ في ارسال رسلاً إلى عدد من الدول والامارات يدعوهم للدخول في دينه, من بين هؤلاء الحكام قيرس (المقوقس) حاكم مصر, ملك الفرس, النجاشي ملك الحبشة و الحاكم البيزنطي.

وهناك عدد من الاحاديث المنسوبة لمحمد والتي توضح أن مصر كانت في فكره دائماً منها:

* "استوصوا بالقبط خيراً؛ فإنكم ستجدونهم نعمة الاعوان على قتال عدوكم".

* الله الله في قبط مصر, فإنكم ستظهرون عليهم ويكونون لكم عدة واعواناً في سبيل الله".

* "قبط مصر فإنهم أخوال واصهار وهم اعوانكم على عدوكم واعوانكم على دينكم" ولم سئل "كيف يكونون اعواناً على ديننا يا رسول الله" قال "يكفونكم اعمال الدنيا وتتفرغون للعبادة".

*  وقال ايضاً " لو بقى ابراهيم ما تركت قبطياً إلا وضعت عنه الجزية".

 

3 . الاسباب الحقيقية للفتوحات الاسلامية

* الحرب والعداء جزء اساسي من خصائص هذا الشعب, فكان لما وحد الاسلام بينهم لزاماً ايجاد عدو خارجي مشترك لمحاربته بحثاً عن الرزق.

* شعورهم بأن من لا يعتنق دينهم يكن لهم العداء.

* لم يكن غزو مصرواشور خبرة جديدة عليهم فقد حاولوا ذلك في عهود الفراعنة طمعاً في خيرات هذه البلاد.

* الحماسة الدينية بين معتنقي الدين الجديد.

* تأثير أراء التجار على الحكام (كتأثير عمرو بن العاص على عمر بن الخطاب في تقرير غزو مصر) لإنجذابهم لخيرات هذه البلاد.

 

4.  فتح مصر

نجح عمرو بن العاص في الحصول على موافقة عمر بن الخطاب لغزو مصر في آواخر عام 639, فكون جيشاً من أربعة الاف مقاتل سلك الطريق البري نحو مصر فوصل أولاً إلى العريش ومنها توجه إلى الفرما (شرق بورسعيد) والتي سقطت في يد العرب بعد شهراً كاملاً من الحصار وذلك في أوائل عام 640. ثم توجه الغزاة إلى مدينة بلبيس والتي كانت معركتها حامية الوطيس ولكنها انتهت أيضاً بانتصار العرب.

من بلبيس توجه العرب إلى حصن بابليون, الذي حاصروه لفترة طويلة, اثناء حصارهم للحصن تمكنوا من الاستيلاء على قرية ام دينين (منطقة الأزبكية), وذلك عقب وصول امدادات لهم بقيادة الزبير بن العوام, في نفس العام 640 غزو ايضاً منطقة الفيوم واستولوا عليها.

استمر حصار العرب لحصن بابليون فترة طويلة لذا سعى قيرس للتفاوض مع العرب في ابريل 641, ليعقد معهم هدنة, فجاؤه رد عمرو أن يختار بين ثلاث:

+ الدخول في الاسلام (إما إن دخلتم في الأسلام فكنتم اخوتنا كان لكم ما لنا وعليكم ما علينا).

+ دفع الجزية (وإن ابيتم فالجزية عن يد وانتم صاغرون).

+ القتال (و إما القتال حتى يحكم الله بيننا و بينكم).

رفض الروم هذه الشروط وارسل قيرس في طلب المدد من الإمبراطور هرقل, ولكن العرب تمكنوا من اقتحام الحصن قبل وصول هذا المدد, بعد حصار دام سبعة اشهر, فطلب قائد حامية الحصن الصلح مع العرب موافقاً على شروطهم وهي:[1]

+ أن يدفع كل قبطي يتمسك بدينه دينارين عن كل سنة بصفة جزية يعفى منها الشيوخ و النساء و الصبيان وغير القادرين.

+ ألا يتعرض المسلمون للكنائس بسوء وألا يتدخلوا في شئون المسيحيين الدينية.

بعد سقوط حصن بابليون توجه الغزاة بقيادة عمرو للإسكندرية, والتي استعد الروم فيها لمعركة فاصلة بهدف هزيمة العرب وتحرير كل مصر منهم, وجاء موت الإمبراطور هرقل ليضعف شوكة الروم, رغم ذلك صمدت الاسكندرية امام حصار العرب مدة اربعة عشر شهراً, ولكن كنتيجة للإنقسامات التي وقعت داخل الإمبراطورية كنتيجة لموت الإمبراطور, استسلمت المدينة, وعقد قيرس معاهدة ثانية مع العرب بحصن بابليون في , 642 تعرف باسم معاهدة بابليون الثانية أو معاهدة الاسكندرية, والتى اعتبر الأقباط بموجبها أهل ذمة.

استمر العرب في الزحف على باقي المقاطعات المصرية, حتى تسنى لهم الاستيلاء على كل مصر مع نهاية عام 642. اتجه عمرو بن العاص بعد ذلك واستولى على بنتابوليس (الخمس مدن الغربية ), ثم سير حملة إلى بلاد النوبة بقيادة عبدالله بن سعد بن أبي سرح, بهدف اخضاع مملكة النوبة للاسلام, لكن الحملة فشلت بسبب قوة مملكة النوبة المسيحية آنذاك.

عين عمرو (بعد فتح الاسكندرية) قيرس حاكماً على الاسكندرية والوجه البحري و عبدالله بن سعد بن أبي سرح حاكماً على الوجه القبلي ومصر العليا.

 

5. موقف الأقباط من الغزو العربي

يجمع المؤرخون على أن موقف الأقباط من العرب الغزاة كان سلبيا, بمعنى أنهم لم يعاونوهم ولم يعادوهم, فلا يمكن القول أن الأقباط استقبلوا العرب كمحرريين لبلادهم لأنهم يجهلونهم ويجهلون نوياهم. كما انهم لم يعاونوا الروم إلا بالقدر الذي يضطرهم إليه خضوعهم لسلطة قيصر[2]. كما يمكن تلخيص موقف الأقباط من العرب الغزاة (حسب قول الأب جانو) "أنهم لم يقوموا بأي مجهود بوقف الكارثة (الغزو) ولكنهم احتموا خلف اسوار المدن التي لم يجرؤ العرب على اقتحامها وانتظروا هجومهم عليها"[3].

 

6. معاملة العرب للأقباط

لم يطمئن العرب الأقباط ولم يعلنوا توجهاتهم لهم وذلك لجهلهم بلغتي الشعب اليونانية والقبطية, ورغم أنهم لم يكونوا شديدي الوحشية في قتالهم, إلا ان زحفهم لم يخل من أعمال مشينة وحركات قمع دامية. يذكر الأسقف حنا النقيوسي (وهو المؤرخ الوحيد المعاصر لغزوات المسلمين لمصر) بعض الأعمال الوحشية التي قام بها العرب اثناء زحفهم على المدن المصرية مثل: أمر عمرو بن العاص بالقبض على القضاة الرومان وتكبيل أيديهموأقدامهم بسلاسل حديدية وأوتاد خشبية وقتلهم ومصادرة أموالهم, كذلك اغتصاب أموال المسيحيين ومضاعفة الضرائب على الفلاحين, كذلك الاحتفال بالمرتدين عن المسيحية والقيام معهم بالاستيلاء على أملاك المسيحيين ونعتهم بلقب أعداء الله.

 

7. حريق مكتبة الاسكندرية

قام عمرو بن العاص بحرق مكتبة الاسكندرية الشهيرة بتصريح  من الخليفة عمر بن الخطاب وتقول بعض المصادر والتي سنذكرها فيما بعد "أن عمرو ارسل للخليفة يأخذ رأيه بشأن المكتبة, فكان رد عمر كالأتي, "وأما ما ذكرت من أمر الكتب, فإذا كان ما جاء فيها يوافق ما جاء فيها يوافق ما جاء في كتاب الله (القرآن) فلا حاجة لنا به, وإذا خالفه فلا أرب لنا فيه واحرقها". لما استلم عمرو هذا الكتاب أمر بالكتب فوزعت على حمامات الاسكندرية العامة لتوقد بها.

اما المؤرخين لهذه القصة, فكان اول من ذكرها الرحالة الفارسي عبد اللطيف البغدادي في كتابه "أخبار مصر" كتبه حوالي سنة 1200, كذلك أبو الفرج بن العبري في كتابه "مختصر تاريخ الدول" في حوالي منتصف القرن الثالث عشر.

يعلق الأنبا كيرلس مقار بطريرك الأقباط الكاثوليك(1895ـ1908) وقد كان رئيساً بالإنابة للمجمع العلمي المصري, في بحثه عن سيرابيوم الاسكندرية قائلاً " إن مكتبة السيرابيوم التي كانت في القرن الرابع المكتبةالعظمى بالاسكندرية لم تحرق بأمر يوبيانوس (جوفيان) ولا خربت بأمر ثاوفيلس الكبير 391, بل ظلت قائمة مع المكتبات الآخرى في القرن الخامس وحتى أواخر القرن السادس [… ] يضاف إلى ذلك أن للعرب سابقة حرق جميع كتب الفرس بإلقائها في الماء والنار, وهذه الحقيقة التي ذكرها بن خلدون"[4]

 

 8. علاقة عمرو بن العاص مع الأقباط

يرى البعض أن الوحيد الذي يستحق تخليد اسمه من الولاة الذين حكموا مصر هو عمرو بن العاص, لانه عرف كفاتح لمصر وأول من حكمها أن يحل المشاكل التي واجهته دون اعتماد على نص أو قاعدة, ولان سياسته كانت ترمي إلى كسب ود الأقباط فقد سمح لهم ببعض الإمتيازات الجوهرية.

كان عمرو بن العاص رجلاً حكيماً, يعلم يقيناً أنه لن يستطيع إدارة شئون البلاد بدون معاونة الأقباط , فالعرب لا دراية لهم بالامور المالية ولا بامور المساحة, لذا حرص عمرو على كسب ود الأقباط باللعب على خلافاتهم الدينية. فلما استتب له الأمر أمر بعودة البطريرك الغير خلقودوني بنيامين من مخبئه, وقطع له عهد امان على شعبه وكنائسه, بل ونزع من الخلقدونيين كنائس ومنحها له.

تعهد عمرو أن يدع للأقباط حرية العبادة, كما سمح لهم بالتصرف في شئونهم القضائية والإدارية. أقام عمرو بعض الأقباط مديرين لبعض الجهات, ولم يطالبهم بشئ سوى  الجزية المفروضة على المسيحيين. لكن عمرو اصر على عدم ضم الأقباط للجيش, حتى يظلوا دائماً عديمي القوة مما يضمن خضوعهم الدائم للمسلمين.

تولى عمرو ولاية مصر منذ فتحها حتى موت عمر بن الخطاب, ذلك لأن عثمانبن عفان الخليفة التالي لعمر, عزل عمرو وولى مكانه عبدالله بن سعد بن أبي سرح. ولكن عندما عاود الروم هجومهم على الاسكندرية والاستيلاء عليها في 645, ارسل عثمان عمرو على رأس قوة حاربت الروم وهزمتهم من جديد وأجلتهم عن الاسكندرية, فأراد عثمان تولية عمرو رئيساً على الجند وعبدالله بن سعد والياً على خراجها ولكن عمرو رفض ذلك.

عزل عثمان عبدالله بن سعد من ولاية مصر وولى مكانه محمد بن أبي بكر والذي قبل أن يصل مصر كان عثمان قد قتل وتولي خلفاًله عليٌّ بن أبي طالب. لما نشبت الحرب بين علي ومعاوية بن أبي سفيان انحاز عمرو لجانب معاوية وقام باسمه بفتح مصر من جديد عام 38 هجرياً, وقتل محمد بن أبي بكر, وهكذا بدأت ولاية عمرالثانية لمصر والتي استمرت لخمس سنوات حتى موته عام 43 هجرياً الموافق 664 ميلادياً.

يمكن تبرير سياسة عمرة تجاه الأقباط , رغم ما عرضته له من صراعات مع معارضيه خاصة الزبير بن العوام, إلى رغبته الدفينه بالإستقلال بحكم مصر, كحكم مطلق له, ويستدل على ذلك بأنه لما فتح مصر ثانية باسم معاوية, إبان صراع الأخير مع على بن أبي طالب, شرط على معاوية أن يتركه والياً على مصر مدى الحياة.ولا شك أنه كان يتحين الفرصة ليعلن استقلاله بها وينادي بنفسه كأول خليفة على مصر بعد فصلها تماماً عن بقية الإمبراطورية العربية.

 

9.  قيرس (المقوقس)

الشخصية التي يطلق عليها المؤرخون العرب اسم المقوقس هو شخصية غامضة لا يمكن على وجه الدقة تحديد جنسيته أو هويته, كذلك لا يمكن التحديد على وجه الدقة كونه شخص واحد أو اكثر.

يصوره بعض المؤرخون على انه البطريرك الخلقدوني الذي خلف جورجيوس على كرسي الاسكندرية عام 630. استعمل العرب كلمة "مقوقس" باعتبارها اسم علم, ولكن يميل كثيرٌ من المؤرخيين لاعتبارها لقب, فيرى البعض انه البطريرك قيرس الذي عينه الإمبراطور هرقل والياً على الاسكندرية, والذي كان قبل ذلك اسقفاً لمدينة فاز من مدن القوقاس, لذا لقب في مصر بلقب "قوقيوس" أي "القوقاسي", يستند اصحاب هذا الرأي إلى بعض المستندات القبطية التي تصور الصراع بين الخلقدوننين وغير الخلقدونيين والتي تصف قيرس ب"البطريرك الخلقدوني المخادع".

ليس مستبعداً أن العرب حرفوا الاسم كما فعلوا كثيراً لتسهيل نطقه.

تاريخياً كان قيرس محافظاً للاسكندرية ومكلفاً بجمع الضرائب من المحافظات الآخرى, أي له بعض السلطة عليها, ولكن هذه السلطة لا تخوله ابرام اتفاق سياسي أو عسكري باسم مقاطعة آخرى كاتفاق بابليون الأول. وبالتالي يمكننا تأييد كون البطريرك قيرس هو من ابرم اتفاق بابليون الثاني المعروف باتفاق الاسكندرية, اما من عقد اتفاق بابليون الأول فهل كان قبطي يحمل نفس الاسم؟ أم كان شخص آخر ولكن نظراً لأهمية اتفاق الاسكندرية نسب الأثنان لنفس الشخص؟ لا يمكننا أعطاء إجابة محددة.

 

10. أهل الذمة في احكام شريعة المسلمين والعهد العمري

وقع المسلمون في حيرة في بداية فتوحاتهم بين احكام  القرآن بشأن المختلفين في الدين وحاجتهم لهم من اجل تسيير أمور البلاد خاصة المالية منها. فالقرآن يضع اموراً واضحه بشائنهم منها:

·        سورة آل عمران: 28 "لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنيين".

·        سورة المائدة:51 "يا ايها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء, بعضهم أولياء بعض, ومن يتولهم منكم فإنه منهم, إن الله لا يهدي القوم الظالمين".

·               سورة التوبة:8 "كيف وإن يظهروا عليكم ولا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة يرضونكم بأفواههم وتأبى قلوبهم وأكثرهم فاسقون".

صاغ عمر هذه الآيات في صورة شروط, يحيط كثيرٌ من الشك حول نسبها لعمر, ذلك لأن المؤرخين للفتوحات الإسلامية أمثال:أبن عبد الحكم والكندي والبلاذري لا يذكرونها. واحد فقط يذكرها بوضوح وهو القلقشندي في كتابه "صبح الأعشى" وقد لخص هذه الشروط في: الجزية والضيافة والإنقاد (الإنقياد) لاحكام المسلمين, وعدم ركوب الحمير بالشكل الطبيعي بل يجعل الراكب رجليه في جانب واحد, أن ينفرد المسلمون صدر المجلس وصدر الطريق, التمييز عن المسلمين في الملبس, أن لا يرفعوا ما يبنون على جيرانهم المسلمين, وأن لا يحدثوا كنيسة ولا بيعة فيما أحدثه المسلمون في البلاد.

رغم كون هذا العهد (الشروط) محل شك من حيث النسب لعمر إلا أن كثيراً من الحكام العرب ساروا عليها في علاقتهم باهل الذمة.

اهملت الشروط هذه موضوعاً غاية في الأهمية دون التعرض له بشكل مباشر ألا وهو موضوع استولاء (استخدام) غير المسلمين في أعمال الدولة, ويرى البعض أن عمر حسم هذا الأمر أثناء حياته برفضه التام لإستخدام اليهود والنصارى في العمل, مستنداً إلى تحريم القرآن له وقد عبر صراحةً في رسالته لأحد الولاة "لا تشركوا الكفار في اعمالكم, ولا تعطوهم ما حرمه الله عليهم, ولا تضعوا ثروتكم في ايديهم, ولا تنسوا هذه المبادئ التي يجب أن يسير عليها كل رجل".

 

 




[1] . الفريد بتلر, فتح العرب لمصر

[2]  محمد حسين هيكل, الفاروق عمر ج2…

[3]  جاك تاجر (دكتور), أقباط ومسلمون, ص 47, …

[4]  أنطونيوس الأنطوني (القمص), وطنية الكنيسة القبطية وتاريخها, ج 1, ص. 63, …

 

 

 

 

ننشر هذا المقال إيمانا منا بحرية التعبير وبأن الشعوب تنمو وتزدهر عندما تتصالح مع تاريخها… مع التأكيد على أن الموقع لا يتبنى بالضرورة كل ما جاء بالمقال، فالمقال يظل دائما على مسئولية كاتبة… إدارة الموقع