الفاتيكان: التعصب يتحدى كل إنسان متدين

الناطق باسم الكرسي الرسولي

"قضية السلام، قضية الإنسان هي قضية الله"

بقلم روبير شعيب

 

الفاتيكان، الاثنين 1 ديسمبر 2008 (Zenit.org).

إن الأعمال الإرهابية الدموية الأخيرة التي تعرض لها الأبرياء في فندق تاج محل في مومباي (الهند) هي شاهد آخر للتحدي الذي يطرحه التعصب الديني الأعمى على ضمير كل إنسان متدين.

هذا ما صرح به الناطق الرسمي باسم الكرسي الرسولي، الأب اليسوعي فيديريكو لومباردي معبرًا عن أسفه للواقع المريب المتمثل بخلط الدين بالإرهاب في أيامنا هذه.

ففي تحليله الأسبوعي في افتتاحية أوكتافا دييس، قال مدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي أن "الإرادة القاتلة والنية الواضحة الرامية إلى ضرب قلب دولة كبيرة ذكرتنا بأحداث الحادي عشر من أيلول 2001 في نيويورك، ثم مدريد، ثم لندن".

"يتم التركيز إراديًا على التوترات والصراعات التي تخض منذ زمن شبه القارة الهندية باعتبارها نقطة حساسة يمكن استغلالها لإشعال حريق أكثر شناعة، يصعب تخيل نتائجه، نظرًا للحجم الديموغرافي في آسيا الجنوبية ودورها في النمو العالمي".

وعبّر لومباردي عن الحزن الذي يغمر النفوس لدى رؤية الأبرياء الذين يدفعون ثمن خيارات طائشة يقوم بها "فاعلو الشر" مضرين بعدد لا يحصى من الأبرياء.

وأضاف الناطق باسم الفاتيكان: "ينضم القلق البشري بالنسبة للمؤمنين إلى القلق الديني، إذ نذكر التوترات القديمة التي أدت إلى انقسامات بين الهند وباكستان، وأيضًا التيارات المتطرفة المتنامية ليس فقط في العالم الإسلامي بل أيضًا في العالم الهندوسي".

"في السنين القليلة الماضية قامت موجة من العنف ضد المسلمين، ومؤخرًا اختبرنا موجة عنف ضد المسيحيين في بعض المناطق. في بلد تعد فيه ‘الأقلية‘ الإسلامية نحو 140 مليون نسمة، كيف يمكن أن تكون ردات الفعل على هذا التعدي الذي يلبس طابعًا إسلاميًا؟".

وفي الختام ذكر الأب لومباردي بنداء يوحنا بولس الثاني وبرسائله بمناسبة لقاءات السلام للقادة الدينيين في أسيزي: "لا يمكن استخدام العنف باسم الله" لأن "قضية السلام، قضية الإنسان، هي قضية الإله الحق".