محور التبشير المسيحي ليس الخطيئة بل الخلاص

بقلم روبير شعيب

الفاتيكان، الأربعاء 3 ديسمبر 2008 (Zenit.org).

 "لا ينبغي أبدًا أن نتطرق إلى خطيئة آدم والبشرية بشكل منفصل عن إطار الخلاص، أي دون أن نفهمها في إطار التبرير في المسيح"، هذا ما قاله البابا بندكتس السادس عشر في تعليم الأربعاء اليوم عندما تحدث عن العلاقة بين آدم والمسيح  بحسب تعليم القديس بولس الذي يسلم للكنائس في الرسالة إلى الرومانيين الخطوط الأساسية لعقيدة الخطيئة الأصلية.

وشدد البابا في مطلع التعليم على أن الإطار الذي يعرض فيه بولس هذا التعليم هو الحديث عن نعمة الخلاص. ولكي "يوضح عظم عطية النعمة التي لا تقاس، والتي أفيضت في المسيح، يتطرق بولس إلى خطيئة آدم". بكلمات أخرى يمكننا القول أنه "لو لم يكن لإظهار محورية النعمة، لما كان بولس ليتلكأ في الحديث عن الخطيئة".

واستنتج بندكتس السادس عشر أن "نضوج وعي عقيدة الخطيئة الأصلية في إيمان الكنيسة يعود إلى ارتباطها بعقيدة أخرى، عقيدة الخلاص والحرية في المسيح".وبالتالي "لا ينبغي أبدًا أن نتطرق إلى خطيئة آدم والبشرية بشكل منفصل عن إطار الخلاص، أي دون أن نفهمها في إطار التبرير في المسيح".

وأولية النعمة تظهر في أنطولوجية الكائن بنظر المسيحية. فخلافًا للفلسفات الأحدية والإزدواجية، القائلة بتواجد الخير في الكائن وفي أصل الكائن، بالتوالي، يقول الإيمان المسيحي بفرادة المبدأ الذي هو الله الخالق الصالح.

يؤكد الإيمان المسيحي التنافس القائم بين الخير والشر بحيث يلقي واقع هذا الشر عبأه على كل الخليقة، ولكنه يوضح أن "الشر لا يأتي من منبع الخير بالذات، ليس واقعًا أصليًا. الشر يصدر عن حرية مخلوقة، عن حرية أسيء استعمالها".

وتابع البابا شارحًا: "الشر ليس منطقيًا. فقط الله والخير هما منطقيان، هما النور. أما الشر فيبقى غامضًا"، يمكننا أن نخمن واقع الشر لا أن نشرحه فهو يبقى سرًا معتمًا، سر الليل. و"لكن يضاف فورًا سر النور. الشر يصدر عن منبع ثانوي. فالله ونوره هما أقوى. ولهذا يمكن تخطي الشر".

الخليقة والإنسان مرضى ولكن يمكن شفاؤهما. هذه هي البشرى السارة والتي يشير إليها كتاب الحكمة: "لقد خلقت الأمم قابلة للشفاء".

وأخيرًا، أضاف الأب الأقدس قائلاً: "ليس الإنسان قابلاً للشفاء فحسب، بل أنه نال الشفاء فعلاً. لقد أدخل الله الشفاء. لقد دخل شخصيًا في التاريخ. وأقام في وجه منبع الشر منبع الخير الصافي. المسيح المصلوب والقائم، آدم الجديد، يواجه نهر الشر القذر بنهر من النور. وهذا النهر هو حاضر في التاريخ: نرى القديسين، القديسين العظام، ولكن أيضًا القديسين الوضعاء، المؤمنين البسطاء. نرى أن نهر النور الآتي من المسيح هو حاضر وقوي".

للمزيد راجع تعاليم الأربعاء لقداسة البابا ليوم 3 ديسمبر 2008