رسالة حارس الأراضي المقدّسة بمناسبة حلول عيد الميلاد المجيد

: " هَلُمَّ بِنا إِلى بَيتَ لَحم!"

القدس، الخميس 18 ديسمبر 2008 (ZENIT.org)

ننشر في ما يلي رسالة الأب حارس الأراضي المقدّسة بمناسبة حلول عيد الميلاد المجيد: " هَلُمَّ بِنا إِلى بَيتَ لَحم !، التي نشرها موقح حراسة الاراضي المقدسة.

"… قالَ الرُّعاةُ بَعضُهُم لِبَعض: " هَلُمَّ بِنا إِلى بَيتَ لَحم، فَنَرَى ما حَدَثَ، ذاكَ الَّذي أَخبَرَنا بِه الرَّبّ." (لوقا 2: 15).

أيها الإخوة والأخوات الأعزاء،

إنه عيد الميلاد من جديد! هوذا 2000 عام، مضت على ظهور الملاك معلنا فرحا عظيما للرعاة الفقراء في بيت لحم. أضاء الليل بالنور عندما أعلنت الملائكة مجدَ اللهِ في السماء، وفي الأرض السلام للناس الذين يؤمنون بالحب.

إن وحشية التاريخ الذي نعيشه، لتبحث عن أن تسمر على قلوبنا ترسا من حديد ليخنق فينا الحياة. ولكن كيف لنا أن نقاوم الإثارة التي يحملها لنا الايمان بحقيقة هذا الإعلان، أن الله قد دخل حقا العالم، أنه يوجد لنا أيضا نحن أيضا رجاء؟ وعلى مثال الرعاة الذين رحلوا في الليل إلى المغارة، كذلك، نحن أيضا، وعلى الرغم من كل شيء، فلنصبح ممن يبحثون عن الفرح.

ربما تنقصنا بساطة الرعاة القاسية، ولكن مخاوف القلب والحاجة إلى النور هي نفسها. لنا أيضا قد أُعلن الحدثُ الذي قلب التاريخ. نحن أيضا، يجب أن نذهب إلى بيت لحم، لنبحث عن جواب على المتاعب التي تمزق أنفسنا.

إن الآلام التي تتغلغل اليوم بشكل أكثر ضراوة في المجتمع هي ذات طابع اقتصادي. إننا جميعا مُهدَّدون بما قد يفاجئنا، من خلال ريح انعدام الأمن، التي تهز أسس كل وهم بالاكتفاء الذاتي. يكتشف المجتمع المادي، بقلق، وهنه الأكثر عمقا. أن نكون فقراء، أو أن نكون على مقدرة من أن نكون كذلك، أصبحت إحتمالية حقيقية بالنسبة للجميع. لكن هذا يمثل فقط العلامة الخارجية على فقر أكثر عمقا يحزن النفس. نحن أيضا، نكتشف في انفسنا رعاةً في الليل.

بالنسبة إلى الفرنسيسكان القاطنين في الأراضي المقدسة، فإن الحج إلى بيت لحم، خلال ليلة عيد الميلاد، لهو تقليد عزيز جدا عليهم وثمين. ولكن في هذا العام، وأكثر من أي عام مضى، فإننا على يقين بأننا لسنا وحدنا من يبحث عن الطفل الالهي. سيكون معنا عدد كبير من الحجاج الذين، مع مسيحيي بيت لحم والأرض المقدّسة، سيتحدون في ليتورجيتنا. بالنسبة للجميع، يُدَوي صوت الرعاة، الذين يدعوننا لأن نسير في الطريق: "هلمّ بنا إلى بيت لحم !". وإنني لمتأكد بأن جمعا لا يحصى من الحجاج الذين لا نراهم، وبطرق الروح السرية، سيسيرون معنا في الطريق من أجل البحث عن الفرح. معا، سنجد هذا الطفل دون مأوى، هو الذي، في برد المغارة، لم يخف بأن يكون فقيرا لأنه يحمل لنا حب الله.

في عيد الميلاد، في هذه الأرض المقدّسة المتألمة والممزقة، تدوي رسالة بامكانها تجديد العالم. تعالوا جميعا إلى بيت لحم، بقلب تملَؤُه البساطة واللقاء مع الطفل يسوع الذي سيمحو كل خوف. لا يزال هناك رجاء يسع الجميع!

من بيت لحم، تمنياتي الأخوية بعيد ميلاد مقدس.

الأخ بييرباتيستا بيتسابالاّ الفرنسيسكاني حارس الأراضي المقدّسة-