البابا يطالب السلطات المدنية في الهند والعراق بحماية المسيحيين

ويصرح في لقائه بالدبلوماسيين المعتمدين لدى الفاتيكان بأن الفقر ليس فقط ماديًا بل أخلاقيًا أيضًا

بقلم روبير شعيب

الفاتيكان، الخميس 8 يناير 2009 (Zenit.org). –  "أطلب من السلطات المدنية أن تعمل بجد في سبيل وقف أعمال التمييز والاعتداء على المسيحيين، وأن تقوم بالتعويض عن الأضرار التي تعرضت لها بشكل خاص أماكن العبادة والأملاك، وأن تشجع بكل الوسائل الممكنة الاحترام اللازم بين كل الأديان، عبر إدانة كل أشكال الكره والاحتقار".

هذا ما صرح به البابا بندكتس السادس عشر في خطابه لدى لقائه السنوي المعتاد في مطلع العام الجديد بأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى الكرسي الرسولي، في لقائه بهم اليوم الخميس 8 يناير في الفاتيكان لتبادل التهاني في بدء العام الجديد.

توجهت أفكار البابا في مطلع خطابه إلى الذين عانوا بسبب الكوارث الطبيعية، وبشكل خاص في فيتنام، وبرمانيا، والصين، والفيليبين، وأمريكا الوسطى والكارايبي، وكولومبيا والبرازيل، وأيضًا إلى من يعاني بسبب نزاعات دامية وطنية وإقليمية أو حتى بسبب "اعتداءات إرهابية تزرع الموت والدمار ف دول مثل أفغانستان، والهند، وباكستان، والجزائر".

وحض على عدم الاستسلام بالرغم من كل المصاعب بل على المثابرة وعلى زيادة الجهد في سبيل بناء "حضارة سلام أصيل"، وعلى مضاعفة الالتزام في سبيل تعزيز الأمن والتنمية. وذكر الأب الأقدس بأن الكرسي الرسولي، في هذا الإطار، هو من الدول التي وقعت على "معاهدة حظر القنابل العنقودية"، هي وثيقة تهدف إلى تعزيز الحقوق البشرية العالمية.

سباق التسلح والفقر

هذا ولم يخف الأب الأقدس قلق الكرسي الرسولي "للعوارض المقلقة" المتمثلة بأزمات تعرقل نزع الأسلحة وعدم انتشار الأسلحة النووية، وذكر أن الكرسي الرسولي لا ينفك يذكر بأنه "من غير الممكن بناء السلام عندما تسلب النفقات العسكرية موارد بشرية ومادية هائلة من درب برامج التنمية، وخصوصًا بالنسبة للشعوب الفقيرة".

ووجه البابا انتباهه بشكل خاص إلى الفقراء "الذين بات عددهم كثيرًا جدًا في كوكبنا"، فصرح أنه "لأجل بناء السلام، لا بد من إعادة تقديم الرجاء للفقراء" متسائلاً: "كيف يمكننا أن نتغاضى عن التفكير بالكثير من الأشخاص والعائلات الذين أصابتهم مصاعب ومخاطر الأزمة الاقتصادية والمالية الحالية؟"

ضرورة استراتيجيات فعالة

ولذا شدد البابا على ضرورة "تبني استراتيجية فعالة لمحاربة الجوع وتسهيل نمو الزراعة المحلية، وخصوصًا لأن نسبة الأشخاص الفقراء في الدول الغنية يتزايد".

وعبر البابا عن رضاه عن النتائج التي تم التوصل إليها في مؤتمر الدوحة الذي عقد مؤخرًا حول تمويل التنمية، إذ توصل المؤتمر إلى معايير فعالة لتوجيه إدارة النظام الاقتصادي ومساعدة أكثر الناس عوزًا".

الاقتصاد السليم والأخلاق

هذا وأضاف الأب الأقدس أنه يجب على "الاقتصاد السليم" أن يُرفق بـ "ثقة جديدة". وهذا الأمر ممكن فقط من خلال "عيش أدبيات ترتكز على كرامة الشخص البشري".

وحرص بندكتس السادس عشر على التذكير بضرورة "الاستثمار" بشكل خاص في الأجيال الشابة، عبر تربيتها على "مثال الأخوة الحقة".

الفقر الأخلاقي والتعصب

وشرح الأب الأقدس أن التمييز والاعتداءات الخطيرة التي تعرض لها المسيحيون في السنة السالفة هي برهان أن الفقر ليس فقط فقرًا ماديًا بل أيضًا فقر أخلاقي يضر بالسلام. وشدد على الإسهام الكبير الذي تستطيع الأديان تقديمه في محاربة هذا الفقر وفي بناء السلام، مشيرًا إلى أن "المسيحية هي ديانة حرية وسلام في خدمة خير البشرية الحق".

وأكد الأب الأقدس للمسيحيين المضطهدين في العراق وفي الهند "عواطفه الأبوية"، طالبًا من السلطات المدنية والسياسية "أن تعمل بجد في سبيل وقف أعمال التمييز والاعتداء على المسيحيين، وأن تقوم بالتعويض عن الأضرار التي تعرضت لها بشكل خاص أماكن العبادة والأملاك، وأن تشجع بكل الوسائل الممكنة الاحترام اللازم بين كل الأديان، عبر إدانة كل أشكال الكره والاحتقار".

كما وتمنى الأب الأقدس ألا تتزايد الأحكام المسبقة ضد المسيحيين في العالم الغربي بسبب خيراتهم، داعيًا تلاميذ المسيح ألا يضيقوا ذرعًا وأن يشهدوا للإنجيل كعلامة تناقض روح العالم، مذكرًا أنه حتى ولو كانت المصاعب شائكة وقاسية، إلا أن حضور المسيح الدائم هو تعزية قوية.