بيان البطاركة الكاثوليك عن غزة – مصر

مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك  بمصر 

بيان صادر عن

مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في مصر

"المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة" (لوقا 2 : 14 )

إلى قداسة البابا بندكتوس السادس عشر – روما

إلى أخوتنا البطاركة والأساقفة في المشرق العربي وسائر أنحاء العالم



إلى شعبنا الفلسطيني الجريح في فلسطين

إلى كل أصحاب الإرادة الصالحة

تشهد منطقتنا العربية وبنوع خاص في أرضنا في غزة مشهد المأساة الحالية نتيجة الهجمة الإسرائيلية الكاسحة الوحشية التي تدمر البشر والمؤسسات والبنية التحتية ودور العبادة وتحول دون وصول المعونات الإنسانية مما يعمق الإحساس بالظلم في قلوبنا وفي قلوب الأجيال الصاعدة

       ومجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في جمهورية مصر العربية يعبر عن القلق والحزن أمام هذه المأساة في الأراضي المقدسة . 

       إن مصر ظلت طوال السنين الماضية منذ نكبة 1948 تخوض الحرب وربحت معركة السلام وقدمت آلاف الشهداء وتعطلت سبل التنمية والازدهار فيها من أجل القضية الفلسطينية.

       ولم تزل مصر حتى اليوم تجاهد من أجل وقف نزيف الدم والدمار في غزة لذلك يناشد مجلس البطاركة والأساقفة بمصر العالم أجمع والمجتمع العربي بنوع خاص أن يتضامن لتحقيق المبادرة المصرية التي أعلنها الرئيس محمد حسني مبارك وأيدها قرار مجلس الأمن فهي السبيل الواقعي للخروج من النفق المظلم ودائرة العنف والكراهية التي لن يستفيد منها شعب من الشعوب ولذا لابد والعودة للحوار والمفاوضات .

      إن المبادرة المصرية تنم عن شجاعة ونبل الموقف المصري الذي تعالى فوق الصغائر وهدفه الكبير إيقاف إراقة الدم الفلسطيني وتحقيق الأمن والسلام لشعبنا في فلسطين الذي يعاني ويكافح في سبيل نيل حريته واستقلال وطنه التاريخي .

 

       كما يدعو المجلس إخوته من الشعب الفلسطيني بجميع طوائفه وفصائله إلى وحدة وطنية صامدة قوية ونذكرهم بقول السيد المسيح "كل بيت ينقسم على ذاته يخرب" (لوقا 11 : 17 ) فالوحدة الفلسطينية هي المصدر الحقيقي للكفاح والصمود من أجل الوصول إلى الحرية والاستقلال كما أن وحدتهم مع الأمة العربية وبخاصة مع مصر العمق التاريخي والجغرافي والاستراتيجي لفلسطين ستظل دوماً سنداً للقضية النبيلة فهي قضية الأمة العربية كافة ووحدة هذه الأمة هي خير ضمان لتحقيق سلام حضاري مشرف ثابت وعادل ودائم .

       أننا كمواطنين ننتمي إلى تاريخ وتراث وتراب هذا الوطن العربي ومن نسيجه وهو الوطن الساكن في وجداننا وقد تعلمنا فيه التعايش والتضامن والتسامح على مدى الأجيال ، أننا نرفع صوتنا عالياً للعالم كافة طالبين بوقف نزيف الدم والدموع ورفع الحصار عن أبناء غزة وعودة روح السلام والحوار انطلاقاً من قيمنا الروحية والأخلاقية لتظل منطقتنا العربية دوماً تسهم في بناء الحضارة الإنسانية .

        البطريرك أنطونيوس نجيب                 البطريرك غريغوريوس الثالث

بطريرك الاسكندرية للأقباط الكاثوليك          بطريرك أنطاكية وسائر المشرق

ورئيس مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك           والاسكندرية وأورشليم

           بجمهورية مصر العربية                      للروم الملكيين الكاثوليك