رسالة البابا إلى صاحب الغبطة اغناطيوس يوسف الثالث يونان، بطريرك أنطاكيا للسريان

منحه فيها الشركة الكنسية

الفاتيكان، الجمعة 23 يناير 2009 (Zenit.org).

ننشر في ما يلي رسالة البابا بندكتس السادس عشر التي منح من خلالها الشركة الكنسية لصاحب الغبطة اغناطيوس يوسف الثالث يونان، بطريرك أنطاكيا للسريان (لبنان)، المنتخب من قبل سينودس أساقفة الكنيسة السريانية الكاثوليكية الذي عقد في روما من 18 إلى 20 يناير 2009.

* * *

إلى صاحب الغبطة،

اغناطيوس يوسف يونان

بطريرك أنطاكيا للسريان

لقد تلقيت الرسالة المفعمة بالثقة بالرب، والتي من خلالها أعلمتني حضرتكم بانتخابكم إلى كرسي أنطاكيا البطريركي للسريان، وكانت لي مدعاة فرح عارم.

أقبل بسعة قلب، أيها الأخ الحبيب في يسوع المسيح، طلبكم الشركةَ الكنسية، بحسب تقليد والتزام كل الكنيسة الكاثوليكية. يسرني، في هذه المناسبة، أن أتوجه إليكم بأحر التهاني، مؤكدًا لكم محبتي الأخوية.

فليملأكم الرب، سيد التاريخ وراعي الكنيسة، بنعمه على مدى خدمتكم الجديدة، لمجد الله وتعزية النفوس الموكلة إلى عنايتكم الأبوية ولخير الكنيسة الجامعة!

وإذ أوكلكم إلى سيدة الخلاص، أؤكد لكم صلاتي الحارة إلى الروح القدس لكيما تأتي خدمتكم البطريركية بثمارها.

أعطي لغبطتكم ولكل أعضاء السينودس المقدس قبلة أخوية جدًا، مانحًا لكلمة ولجميع أبناء بطريركيتكم أساقفة، وكهنة، ورهبانًا وراهبات، ومؤمنين، بركتي الرسولية.

الفاتيكان في 22 يناير 2009.

بندكتس السادس عشر

* * *

نقله من الفرنسية إلى العربية روبير شعيب – وكالة زينيت العالمية (Zenit.org)

خطاب البابا لدى استقباله بطريرك أنطاكيا للسريان والأساقفة السريان الكاثوليك

الفاتيكان، الجمعة 23 يناير 2009 (Zenit.org).

ننشر في ما يلي الخطاب الذي ألقاه بندكتس السادس عشر لدى استقباله بطريرك أنطاكيا للسريان، صاحب الغبطة اغناطيوس يوسف الثالث يونان والأساقفة السريان الكاثوليك.

* * *

صاحب النيافة،

أصحاب الغبطة،

الإخوة الأعزاء في الأسقفية،

أستقبلكم بفرح وأتوجه إلى كل منكم بالترحيب الحار، شاكرًا ربنا يسوع المسيح في ختام سينودس الكنيسة الأنطاكية للسريان الذي انتخب بطريركه الجديد.

يتوجه سلامي أولاً إلى البطريرك المنتخب اغناطيوس يوسف يونان، مستدعيًا عليه فيض البركات الإلهية. فليمنح الرب غبطتكم "النعمة الإرسالية" لكي تستطيعوا أن تخدموا الكنيسة وتمجدوا اسم الرب القدوس أمام البشر.

أحيي صاحب النيافة السيد الكاردينال ليوناردو ساندري، عميد مجمع الكنائس الشرقية، الذي أوكلته بترؤس سينودسكم، وأعبر له عن جزيل شكري.

أحيي ايضًا صاحب الغبطة، الكاريدنال اغناطيوس موسى داود، العميد المتقاعد لمجمع الكنائس الشرقية، وصاحب الغبطة اغناطيوس بطرس عبد الأحد، البطريرك المتقاعد، وأحيي جميع الذين أتوا إلى روما للقيام بالمهام السينودسية.

منذ مطلع المسيحية، كان الرسولان بطرس وبولس مرتبطان بشكل حميمي بأنطاكيا، حيث أطلق على التلاميذ للمرة الأولى لقب "مسيحيين" (أع 11، 26). لا يمكننا أن ننسى أباكم الأجلاء في الإيمان. وفي مقدمتهم نذكر القديس اغناطيوس، أسقف أنطاكيا، والذي بحسب التقليد، يأخذ أساقفة أنطاكيا السريان اسمه عندما يقبلون الخدمة البطريركية؛ والقديس افرام، المعروف عمومًا باسم السرياني، والذي ما زال نوره الروحي ينير بشكل حيوي الكنيسة الجامعة. وإلى جانبهم، هناك قديسون عظام آخرون، أبناء ورعاة كنيستكم، الذين أوضحوا بشكل رائع سر الخلاص، وذلك أكثر من مرة، في بلاغة الشهادة السامية.

البطريرك الجديد هو الحارس الأول لهذا الإرث؛ ومع ذلك، فعلى كل واحد، كونه أخ وعضو في السينودس، أن يسهم هو أيضًا في هذه المسؤولية بروح من الشركة المجمعية الأسقفية الأصيلة. أضع قبل كل شيء وأولاً بين يدي البطريرك الجديد والأساقفة السريان الكاثوليك مسؤولية الوحدة بين الرعاة وفي الجماعات الكنسية.

صاحب الغبطة،

في هذه المناسبة السعيدة، لقد طلبتم طبقًا للقوانين المقدسة الشركة الكنسية، التي أمنحكم إياها عن طيب خاطر، محققًا بهذا بعدًا عزيزًا على قلبي من أبعاد الخدمة البطرسية. الشركة مع أسقف روما، خليفة الطوباوي بطرس الرسول، الذي أقامه الرب بالذات ركيزة مرئية لوحدة الإيمان والمحبة، هي ضمانة للرباط مع المسيح الراعي، وهي تُدخل الكنائس الخاصة في سر الكنيسة الواحدة، المقدسة، الجامعة والرسولية.

لقد ولدتم، صاحب الغبطة، وترعرعتم في سوريا، وتعرفون جيدًا الشرق الأوسط، مهد الكنيسة السريانية الكاثوليكية. وقد قمتم أيضًا بخدمتكم الأسقفية في أميركا بدور الأسقف الأول في أبرشية " Our Lady of Deliverance in Newark " للمؤمنين السريان المقيمين في الولايات المتحدة وكندا، وقمتم أيضًا بدور الزائر الرسولي في أميركا الوسطى.

ولذا فالشتات الشرقي قد أسهم في منح الكنيسة السريانية بطريركها الجديد. وبهذا الشكل تضحي الربط أكثر التحامًا مع الوطن الأم، الذي تركه الكثير من الشرقيون للبحث عن إمكانيات عيش أفضل.

رغبتي أن تتابع الجماعات المسيحية العيش والشهادة لإيمانها في الشرق، الذي منه أتى تبشير الإنجيل، مثلما فعلت على مدى العصور، متمنيًا في الوقت عينه أن ينال العناية الرعوية المناسبة جميع الذين يقطنون الآن في اماكن اخرى، لكيما يحافظوا على ارتباطهم بجذورهم الدينية بشكل مثمر. أطلب مساعدة الرب لأجل كل الجماعة الشرقية، لكيما تعرف، حيثما وجدت، ان تنخرط في إطارها الاجتماعي والكنسي الجديد، دون أن تفقد هويتها الشخصية وأن تحمل طابع الروحانية الشرقية، لكيما باستعمالها "كلمات الشرق والغرب" تستطيع الكنيسة أن تتحدث عن المسيح إلى الإنسان المعاصر بشكل مناسب. بهذا الشكل، سيتمكن المسيحيون أن يواجهوا التحديات الطارئة التي تعيشها البشرية، وأن يبنوا السلام والتضامن الشامل وأن يشهدوا "للرجاء الكبير" الذين يحملونه بلا كلل.

أعبر لغبطتكم ولكل الكنيسة السريانية الكاثوليكية عن تمنياتي الحارة والفرحة.

وأصلي لأمير السلام لكيما يساندكم بدوركم كـ "رأس وراعي"، ويساعد إخوتكم وأبناءكم، لكيما تكونوا جميعًا زراعي سلام أولاً في الأراضي المقدسة، في العراق وفي لبنان، حيث الحضور الكنسي السرياني يتميز بالقدم ويحظى بالتقدير.

وإذ أوكلكم جميعًا إلى أم الله الكلية القداسة، أمنح من كل قلبي للبطريرك الجديد، ولكل منكم، وللجماعات التي تمثلونها، البركة الرسولية.

* * *

نقله من الفرنسية إلى العربية روبير شعيب – وكالة زينيت العالمية (Zenit.org)

حقوق الطبع محفوظة لمكتبة النشر الفاتيكانية – 2009.

البابا إلى بطريرك السريان الكاثوليك: "رغبتي أن تتابع الجماعات المسيحية العيش والشهادة لإيمانها في الشرق، الذي منه أتى تبشير الإنجيل، مثلما فعلت على مدى العصور

بندكتس السادس عشر يمنح الشركة الكنسية لبطريرك السريان الأنطاكيين

بقلم روبير شعيب

الفاتيكان، الجمعة 23 يناير 2009 (Zenit.org).

منح الأب الأقدس الشركة الكنسية لبطريرك السريان الأنطاكيين، صاحب الغبطة اغناطيوس يوسف الثالث يونان، المنتخب بطريركًا للسريان الأنطاكيين من قبل سينودس أساقفة الكنيسة السريانية الكاثوليكية الذي عقد في روما من 18 إلى 20 يناير 2009.

سيرة البطريرك الجديد في سطور

صاحب الغبطة هو من مواليد الحسكة (سوريا) في 15 نوفمبر 1944. قام بدراساته اللاهوتية في إكليريكية دير الشرفة (لبنان)، وفي جامعة الأوربانيانا الحبرية في روما.

سيم كاهنًا في 12 سبتمبر 1971. وبعد خدمة تعليمية ورعوية في بيروت، أرسله البطريرك السرياني في عام 1986 إلى الولايات المتحدة حيث خدم هناك الرعية السريانية الكاثوليكية وفتح عدة إرساليات سريانية.

من عام 1990 حتى عام 1995، شغل منصب "مبعوث مجمع الكنائس الشرقية للسريان الكاثوليك في الولايات المتحدة وكندا".

في 18 نوفمبر 1995، عينه الأب الأقدس يوحنا بولس الثاني، أسقفًا في الولايات المتحدة لأبرشية سيدة الخلاص في نوراك للسريان الكاثوليك؛ وفي 9 ديسمبر 1995، عين زائرًا رسوليًا للمؤمنين السريان الكاثوليك في أمريكا الوسطى.

البابا يقبل منح الشركة الكنسية

وقد قبل الأب الأقدس بندكتس السادس عشر منح الشركة الكنسية بشكل رسمي عبر رسالة وجهها أمس للبطريرك الجديد، وقامت بنشرها علانية اليوم دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي.

عبر البابا في الرسالة عن "فرحه العارم" لانتخاب البطريرك الجديد وقال لصاحب الغبطة: "أقبل بسعة قلب، أيها الأخ الحبيب في يسوع المسيح، طلبكم الشركةَ الكنسية، بحسب تقليد والتزام كل الكنيسة الكاثوليكية. يسرني، في هذه المناسبة، أن أتوجه إليكم بأحر التهاني، مؤكدًا لكم محبتي الأخوية".

وطلب إلى الرب "سيد التاريخ وراعي الكنيسة" أن يملأ البطريرك بنعمه على مدى خدمته الجديدة، "لمجد الله وتعزية النفوس الموكلة إلى عنايتكم الأبوية ولخير الكنيسة الجامعة".

البابا يستقبل البطريرك اغناطيوس يوسف الثالث يونان

كما واستقبل الأب الأقدس ظهر اليوم البطريرك الجديد مع الأساقفة الذين شاركوا في سينودس الكنيسة السريانية الكاثوليكية في روما لانتخاب البطريرك.

وطلب البابا إلى الرب أن يمنح صاحب الغبطة "النعمة الإرسالية" لكي يستطيع أن "يخدم الكنيسة ويمجد اسم الرب القدوس أمام البشر".

وذكر البابا بتاريخ الكنسية السريانية العريق مشيرًا إلى الرباط الحميم الذي ربط عمودي الكنيسة الرسولين بطرس وبولس بأنطاكيا، وهي المكان حيث أطلق على التلاميذ للمرة الأولى لقب "مسيحيين".

كما وذكر بالقديسين العظام الذين أعطتهم للكنيسة وبشكل خاص "القديس اغناطيوس، أسقف أنطاكيا، والذي بحسب التقليد، يأخذ أساقفة أنطاكيا السريان اسمه عندما يقبلون الخدمة البطريركية؛ والقديس افرام، المعروف عمومًا باسم السرياني، والذي ما زال نوره الروحي ينير بشكل حيوي الكنيسة الجامعة"، والعدد الكبير من الشهداء.

وتابع البابا موضحًا أن البطريرك الجديد هو الحارس الأول لهذا الإرث، وأن دور الأساقفة الآخرين هو مساعدته على الحفاظ على هذا التراث الثمين وتجنب الإنقسام.

وبالحديث عن معنى الشركة الكنسية، قال البابا: "الشركة مع أسقف روما، خليفة الطوباوي بطرس الرسول، الذي أقامه الرب بالذات ركيزة مرئية لوحدة الإيمان والمحبة، هي ضمانة للرباط مع المسيح الراعي، وهي تُدخل الكنائس الخاصة في سر الكنيسة الواحدة، المقدسة، الجامعة والرسولية".

رسالة المسيحيين الشرقيين في الشرق والغرب

وبعد أن ذكر البابا بأن البطريرك الجديد هو وليد الشرق وقد خدم في الغرب، وبالتالي يحمل في قلبه خبرة الشعبين، قال: "رغبتي أن تتابع الجماعات المسيحية العيش والشهادة لإيمانها في الشرق، الذي منه أتى تبشير الإنجيل، مثلما فعلت على مدى العصور".

وتمنى من ناحية أخرى "أن ينال العناية الرعوية المناسبة جميع الذين يقطنون الآن في اماكن اخرى، لكيما يحافظوا على ارتباطهم بجذورهم الدينية بشكل مثمر"

وأضاف: "أطلب مساعدة الرب لأجل كل الجماعة الشرقية، لكيما تعرف، حيثما وجدت، ان تنخرط في إطارها الاجتماعي والكنسي الجديد، دون أن تفقد هويتها الشخصية وأن تحمل طابع الروحانية الشرقية، لكيما باستعمالها "كلمات الشرق والغرب" تستطيع الكنيسة أن تتحدث عن المسيح إلى الإنسان المعاصر بشكل مناسب".

وأردف قائلاً: "بهذا الشكل، سيتمكن المسيحيون أن يواجهوا التحديات الطارئة التي تعيشها البشرية، وأن يبنوا السلام والتضامن الشامل وأن يشهدوا "للرجاء الكبير" الذين يحملونه بلا كلل".