الصوم الكبير: البابا يدعو إلى مكافحة فضيحة الجوع

الكاردينال كوردس يقدم رسالة البابا يوم الثلاثاء المقبل

بقلم أنيتا بوردين

روما، الأربعاء 28 يناير 2009 (ZENIT.org)

"فضيحة الجوع في العالم" ستكون شعار رسالة بندكتس السادس عشر للصوم الكبير لسنة 2009، الذي يبدأ هذه السنة في الكنيسة الكاثوليكية بتاريخ 25 فبراير.

وينطلق من هذا النص الإنجيلي: "وبعدما صام أربعين نهاراً وأربعين ليلةً، جاع أخيراً" (مت 4، 2).

أما الرسالة فسوف يقدمها في الفاتيكان يوم الثلاثاء المقبل الواقع في الثالث من فبراير، الكاردينال بول جوزف كوردس، رئيس المجلس الحبري "قلب واحد"، والسيدة جوزيت شيران، مديرة برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة الكائن مقره في روما.

"السلام ضروري من أجل إزالة فضيحة الجوع":  وجه بندكتس السادس عشر دعوة جديدة لحق ملايين البشر في الحصول على الخبز اليومي، فيما كان يستقبل في الفاتيكان بتاريخ 22 نوفمبر 2007 وفداً من الدورة الرابعة والثلاثين من المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة الكائن مقرها أيضاً في روما، والتي تحمل شعار "المساعدة على بناء عالم محرر من الجوع".

مؤخراً وفي رسالته التي وجهها في الأول من يناير 2009 بمناسبة يوم السلام العالمي حول موضوع "مكافحة الفقر، بناء السلام"، كان بندكتس السادس عشر قد شجب فضيحة الجوع الذي ما يزال يعاني منه ملايين الأشخاص في القرن الحادي والعشرين. كما ودعا الأسرة الدولية إلى استخدام كافة السبل من أجل مكافحة "الجوع والفقر المدقع" (رقم 11).

كذلك في رسالته لسنة 2007 "الشخص البشري، قلب السلام"، شجب البابا "الوفيات الصامتة الناجمة خاصة عن الجوع".

وفي رسالته في زمن الصوم سنة 2008 حول موضوع "المسيح صار فقيراً لأجلنا"، حث البابا على الصدقة  كـ "واجب عدالة" قائلاً: "أمام الأعداد الوافرة التي تعاني من الجوع في ظل حرمان تام، تنطوي كلمات القديس يوحنا على نبرة من التوبيخ اللاذع: "وأما الذي يملك مالاً يمكنه من العيش في بحبوحة، ويقسي قلبه على أحد الإخوة المحتاجين، فكيف تكون محبة الله متأصلة فيه؟" (1 يو 3، 17). هذه الدعوة إلى المشاركة ترجع صدى أكبر في البلدان التي يتألف سكانها من أكثرية مسيحيية لأن مسؤولية المسيحيين كبيرة إزاء الجماهير التي تعاني من العوز والإهمال. لذا فإن مساعدتهم هي واجب عدالة قبل أن تكون فعل محبة" (رقم 2).

هذا الموضوع يتكرر كثيراً ضمن انشغالات البابا، فقد ذكره على سبيل المثال أمام العائلات خلال تلاوة التبشير الملائكي في 12 نوفمبر 2006 حيث دعا الجميع إلى مكافحة ما يسميه بـ "مأساة"، و"فضيحة"، و"آفة" الجوع، بخاصة من خلال معالجة "المشاكل الملحة في البيئة والطاقة"، مطالباً بـ "تبديل" نموذج التنمية الشاملة من أجل تعزيز "العدالة والتضامن". وقد أوصى البابا العائلات بإعادة تلاوة "صلاة المائدة" قبل تناول الطعام وواجب "التحرك" لمكافحة الجوع.

كذلك أشار إلى الرابط بين سر الافخارستيا والجوع في الإرشاد الرسولي ما بعد السينودس الذي يحمل عنوان "سر المحبة"، وفيه يدعو بندكتس السادس عشر المسيحيين وجميع الأشخاص ذوي النوايا الحسنة إلى إنهاء فضيحة الجوع هذه في العالم بأسره.

هذا وجاء تذكير البابا بهذه الضرورة الملحة في 8 يناير 2007 أمام الهيئة الدبلوماسية المعتمدة لدى الكرسي الرسولي فقال: "إن فضيحة الفقر التي تميل إلى التفاقم هي غير مقبولة". كما عبر البابا عن وجوب إدراج حالة "الملايين من الأشخاص" بخاصة "النساء والأطفال منهم المحرومين من الماء والغذاء والمأوى" ضمن "المسائل الأساسية"، و"تحديات" العالم المعاصر.